نظرة على ذكرى ثورة تشرين 2019 في العراق وانتفاضة 2018 في إيران–الاحتجاجات العراقية في عام 2019 أو ثورة تشرين هي تظاهرات اندلعت في 1 تشرين الأول 2019، في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة. ووصلت مطالب المتظاهرين إلى إسقاط النظام الحاكم واستقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة. وندّد المتظاهرون أيضاً بالتدخل الإيراني في العراق وحرق العديد منهم العلم الإيراني.
كما نرى في الداخل الإيراني احتجاجات عمت البلاد في نهاية ديسمبر2017 وامتدت حتى يناير 2018.
في 28 كانون الأول (ديسمبر) 2017، خرج المواطنون في مدينة مشهد شمال شرق إيران في تظاهرة كانت على ما يبدو ضد ارتفاع أسعار البيض. لكن في الساعة الأولى، هتف الناس بشعارات مناهضة للنظام كله، وسرعان ما امتدت الاحتجاجات إلى 160 مدينة واستمرت نحو أسبوع.
في هذه الانتفاضة الكبرى، استشهد ما لا يقل عن 25 شخصًا في الشوارع و 7 في السجون. وأصيب المئات واعتقل وسجن أكثر من 4000.
خلال انتفاضة ديسمبر2017- يناير2018، كانت شعارات الناس مختلفة تمامًا عن الشعارات التي كانت تُردد حتى ذلك الحين.
ورفع المواطنون نبرة احتجاجاتهم مباشرة نحو خامنئي وهم يهتفون: “الموت لخامنئي؛ الشعب يستجدي، سيد علي (خامنئي) يتأله؛ سيد علي استحي وارحل من البلاد”..
على الرغم من أن الشعار ضد خامنئي كان من نوع جديد، إلا أن الشعار الأكثر حسماً كان: “أيها الإصلاحي، أيها الأصولي، انتهى كل شيء” …!
استمرار الاحتجاجات في العراق ضد تدخل النظام الإيراني
أقدم متظاهرون عراقيون، على حرق القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء، ذات الغالبية الشيعية التي أظهرت معاداتها لإيران خلال المظاهرات الأخيرة المندلعة في البلاد.
وأظهر تسجيل مصور نشرته صفحات محلية عراقية، رمي المتظاهرين كتل نارية من خارج سور القنصلية إلى داخلها.
كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة لمتظاهرين وهم يرفعون العلم العراقي على أسوار القنصلية تعبيراً عن رفضهم للتدخلات الإيرانية في شؤون بلادهم.
وفي وقت سابق، تداولت صفحات عراقية، تسجيلاً مصوراً يُظهر قيام متظاهرين عراقيين بصفع صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي وقائد ميليشيا “فيلق القدس” قاسم سليماني، بالأحذية.
وأظهر التسجيل تلطيخ المتظاهرين الصورة بالدماء، وقد كتب عليها “إيران برة برة .. العراق تبقى حرة”، وذلك في وقت ارتفعت مطالب المتظاهرين لتصل إلى نزع الدور الإيراني المهيمن على العراق عبر ميليشياتها.
الموجة الثانية
وأشعل آلاف العراقيين منذ أسبوع الموجة الثانية من فتيل الاحتجاجات السلمية، حيث ملؤوا ساحات البلاد وخاصة جنوب ووسط العراق (أكثرية شيعية)، للتأكيد على مطالبهم السابقة في إخراج إيران وميليشياتها المهيمنة على البلاد وإسقاط الحكومة الفاسدة وتحسين المستوى المعيشي والاقتصادي.
إنجازات انتفاضة ديسمبر2017- يناير2018 في إيران وثورة 2019 في العراق
بما أن التيار الإصلاحي المزيف في إيران، خلق انقسامات في المجتمع ونشر ثقافة عدم دفع الثمن، وبالتالي قد جمّد أي حركة احتجاجية ضد النظام لصالح النظام لضمان بقاء الديكتاتورية. لكن شعار “أيها الإصلاحي، أيها الأصولي، انتهى كل شيء” …! قد حطم جو انغلاق المجتمع وفتح الطريق لانتفاضات قادمة ونوفمبر 2019.
وبالنتيجة لم تخمد انتفاضة (ديسمبر) 2017-يناير2018 قط. بل ومن خلال إزالة الحاجز الذهني للثورة، أي وهم باسم “الإصلاحية” في نظام ولاية الفقيه، أصبحت حلقة وصل أساسية في حلقات الثورة الديمقراطية الإيرانية. وهكذا مهدت الطريق للانتفاضات القادمة …
أيضا في العراق
يوم 30 سبتمبر، شكلت المسيرات الأولية في أغلبية المحافظات والغاية منها كان تمهيدًا للمظاهرات في الأول من تشرين وبحسب السنة الماضية قامت سيارات التوك توك بالاستعراض في ساحة التحرير.
وهتف الشباب المنتفضون الشعارات التالية في مختلف ساحات الاعتصام في المحافظات:
نحن لنعود بكل قوة، فالثورة لم تمت وتستمر، وسلاحنا هو أرواحنا التي نضحي بها في سبيل وطننا وبدلاً من السلاح أخذنا رأيت وطننا … سيتم رفع هذا العلم. . لا نريد أكثر من حقوقنا. . يجب على من احتل مقاعد الشعب بتزوير إعادتها إلى أصحابها الأصليين أي الشعب العراقي.
اقرؤوا المزيد
قصة مشتركة لثوره تشرين بالعراق وانتفاضة نوفمبر 2109 في إيران صلاح العراقي ونويد أفكاري
إنجازات الانتفاضتين في البلدين الجارين ونتائجها
بعد هاتين الانتفاضتين في العراق وإيران، توصل المجتمع الدولي إلى الاعتقاد بأن نظام ولاية الفقيه ليس له موطئ قدم بين الشعب الإيراني، وأن المجتمع العراقي أيضا يعارض بشدة تدخل النظام، ولا مكان لمرتزقته بين العراقيين. وهنا انقلب ميزان القوى على النظام…!
وهذه حقيقة اعترف روحاني بها كما يلي: “الأحداث نفسها في أواخر ديسمبر دفعت الأمريكيين إلى اتخاذ موقف خاطيء ضد جمهورية إيران الإسلامية وموقفا جديدا في الاتفاق النووي.”
ثم قام مسؤولو النظام باتخاذ موقف حصيلة مناقشاتهم الداخلية، واعتبروا اغتيال قاسم سليماني في بغداد أيضا نتيجة لهذه الانتفاضات ومعارضة الشعب العراقي لتدخل النظام في الشأن العراقي وتصدير الإرهاب وقاموا باتهام بعضهم البعض بتبني مثل هذه المسارات.
النتيجة
وبالنتيجة لم تخمد انتفاضة (ديسمبر) 2017-يناير2018 في إيران قط. بل ومن خلال إزالة الحاجز الذهني للثورة، أي وهم باسم “الإصلاحية” في نظام ولاية الفقيه، أصبحت حلقة وصل أساسية في حلقات الثورة الديمقراطية الإيرانية. وهكذا مهدت الطريق للانتفاضات القادمة
وفي العراق كما قال الشعب العراقي:
تشرين في القلب العراقي، ثورة مستمره حتی النصر ولثورة التي حاول الرصاص الهمجي أن يقتلها هي الآن أكبر، صوتها المخنوق خلف جدران الاختطاف يدوي في السماء «نريد وطناً».
تولد الشهور في التقاويم البطيئة، ووحده تشرين يولد في ساحة التحرير ببغداد، وكل الأعياد «الوطنية» تأتي عطلاً رسمية إلا تشرين فهو يأتي على هيئة «عراق» لا يعرف التعب