الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

وداعا يا صافي

انضموا إلى الحركة العالمية

وداعا يا صافي بقلم النقيب المهندس ضياء قدور

وداعا يا صافي

وداعا يا صافي

بقلم النقيب المهندس ضياء قدور

 

وداعا يا صافي بقلم النقيب المهندس ضياء قدور  – في صباح يوم السبت ١٧ أغسطس ٢٠١٩، استيقظنا على وقع خبر مؤلم وحزين، ألا وهو وفاة الكاتب العراقي البارز صافي الياسري رحمه الله.

ولمن لا يعرف الاستاذ والمناضل والكاتب العراقي صافي الياسري، فقد كان أحد أبرز الكتاب والصحفيين العرب ومن زمرة المناضلين الشرفاء الذي قضوا حياتهم في النضال ومقارعة نظام الملالي الذي أجبره من خلال تهديدات مرتزقته في العراق على مغادرة بلاده الحبيبة العراق واللجوء في لبنان ومن ثم تركيا بعد أن تحول لبنان لساحة تسرح فيها مليشيات حزب الله الطائفية.

قصة هذا المناضل والمجاهد العظيم لا يمكن أن تختزلها أو أن تعبر عنها الكلمات والحروف، بل إن النظر في سيرة هذا الأشرفي البطل تجعل من لا يعرفه يزداد حبا وتقديرا له.

 

يكفيه فخرا للأستاذ صافي الياسري أنه كان هدفا للمؤامرات الإرهابية التي كان يحيكها نظام الملالي ومرتزقته من قوات فيلق القدس الإرهابي ومليشيات الحرس الثوري ضده في العراق.

وإذا نظرنا لحقيقة الأمر، نجد أن قلم الاستاذ صافي الياسري لوحده الذي كتب مئات المقالات والأبحاث الكاشفة للدور الخبيث لملالي طهران، كان عبارة عن سيف قاطع كسر ظهور الملالي وفضح دورهم، لذلك سعوا لإعمال مؤامراتهم الخبيثة ضده.

أما عن قصة شغفه بمجاهدي خلق، فتلك قصة أخرى بدأت أول فصولها عندما زار مقرهم أشرف الواقع في العراق في عام ٢٠٠٣.

وفي الأشهر الأولى من احتلال العراق التقى بهم عن كثف ولمس مدى صدقهم ووفائهم وتضحيتهم في سبيل قضيتهم التي أصبحت قضيته السامية فيما بعد.

ومن شدة حبه للمجاهدين ألف بداية أول كتاب له عنهم وسماه (منظمة مجاهدي خلق والعراق) وبين فيه الاستقلال المادي والسياسي للمجاهدين واعتمادهم على أنفسهم في سبيل تحقيق أهداف قضيتهم المشروعة ألا وهي إسقاط نظام الملالي الإرهابي ونيل الحرية والخلاص لإيران والشعب الإيراني.
ولم يقتصر حب الاستاذ صافي للمجاهدين بسبب قضيتهم المبدئية والمشروعة، بل تعدى ذلك ليصل لمرحلة الإعجاب والانبهار بفكر وفهم المجاهدين لمفهوم الإسلام النقي، وهذا ما ظهر في كتابه الثاني الذي سماه الإسلام الديمقراطي والذي وضح فيه الأسس الايديلوجية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية وتعريف الإسلام وفق رؤيتهم ومنظروهم.

ولعل أن أحد أهم الأسباب التي دفعت الاستاذ صافي الياسري لإعجابه وتقديره للمجاهدين هو ما رآه من صمود وثبات وتضحية في عيون هؤلاء المناضلين وخاصة المجاهدات الشريفات المضحيات، وهذا ما ظهر في كتابه الذي سماه “المرأة الإيرانية والبحث عن سواحل الحرية” الذي استعرض فيه صورا لنضال ومقاومة الأشرفيات داخل سجون الملالي المظلمة.

إضافة إلى ذلك، كتب الياسري مقالات عديدة للدفاع عن الشعب العراقي وعن الظروف السياسية والاجتماعية السائدة في المنطقة ومئات المقالات بشأن مجاهدي خلق وعدالة قضيتها ودورها ومكانتها في المقاومة. بما في ذلك مقالته المعروفة باسم «لؤلؤة الصحراء» التي وصف فيها مكانة مدينة أشرف. وبعد النقل القسري للمجاهدين من أشرف إلى ليبرتي، كتب في العام 2015 مقالا آخر وصف ليبرتي (أشرف الجديد) بجنة المدن معتبرا إرادة المجاهدين مصنوعة من الماس ، وليس من الطين ، كلما زادت التحديات ، زادت متانتها مع ثني الفولاذ في أيديهم.

صافي الياسري حقيقة عبارة عن نموذج ومثال خالد للثبات والصمود على المبادئ الراسخة التي آمن بها، حيث كان الراحل الياسري يجدد في كل منعطف في رسائله وكتاباته العهد مع مجاهدي خلق ويؤكد وقوفه بجانب المجاهدين وأهدافهم وطموحاتهم حتى آخر لحظة، وبقي وفيا حتى آخر نفس وساند ودافع بكل شجاعة عن المجاهدين وقضيتهم لإسقاط نظام الملالي.

وعزت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية الشعب العراقي والكتاب العراقيين والعرب برحيل صافي الياسري وأكدت أن صافي الياسري لم يركع أمام الضغوط والتهديدات التي مارسها نظام الملالي، ورفض التخلي عن نضاله ضد الفاشية الدينية وظل متمسكًا بقضيته حتى اللحظة الأخيرة، وكان مثالًا للصمود والمقاومة.

وفي وقت سابق قال السيد مسعود رجوي زعيم المقاومة إن صافي الياسري تحمّل كل معاناة النزوح والتشرد والحرمان والملاحقة من قبل وحوش وعملاء العدو، للدفاع عن حرية واستقلال وطنه، ومقاومة نظام الملالي الشرير ومرتزقته، ليبقى وفيًا بروح كلماته و كتاباته دفاعًا عن حرية الشعبين الإيراني والعراقي. تحية وداع له.

إن رحيل الاستاذ صافي الياسري حقيقة يشكل خسارة كبيرة لا تتعوض للشعبين العراقي والإيراني الذين لطالما عانيا من ظلم وجور الملالي الظالمين.

برحيله خسرنا قلما وصوتا حرا وفكرا نيرا ومناضلا شريفا، وأعلم أن أخوته المجاهدين اليوم هم من أكثر الناس حزنا وألما على فراقه، ولكن ما يعزينا هو وجود هؤلاء المجاهدين الأبطال العازمين على تحقيق الهدف الذي طالما ناضل من أجله الراحل صافي الياسري، ألا وهو إسقاط نظام الملالي ونيل الحرية وإحلال السلام والاستقرار للشعب الإيراني ولشعوب المنطقة عامة.