يبدو أن خامنئي يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد
يبدو أن خامنئي يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد – إن كافة الإحصاءات، وحتى إحصاءات أكاذيب وتزييف نظام الملالي بشأن المصابين بفيروس كورونا والوفيات تدل على سرعة تفشي هذا المرض المميت الذي تلتهم بسرعة النيران أرواح أبناء الشعب الإيراني ووجودهم، مسببًا الموت والدمار.
وبموجب الإحصاء الذي قدمه المتحدث باسم وزارة الصحة، يوم الجمعة الموافق 13 فبراير 2020، فإن عدد الوفيات وصل من 429 فردًا يوم أمس إلى610 فردًا، وجميع الإحصاءات التي قدمها نظام الملالي تقريبًا تشير إلى أن عدد الوفيات يزداد يوميًا بنسبة 20 في المائة.
فيما وصل الإحصاء الذي قدمته منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية خلال أمس من 4000 شخصًا إلى أكثر من 4500 شخص.
احتواء المراقبة يخرج عن السيطرة
إن الإحصاءات الصادرة عن مختلف أجهزة نظام الملالي وعناصره لا تقتصر على الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة.
فالإحصاءات المقدمة من السلطات المحلية أو رؤساء كليات العلوم الطبية التي تمس الواقع مباشرة والضغوط الاجتماعية، متناقضة بشدة مع الإحصاءات الرسمية الوهمية.
وهي في الغالب حقيقية، وعندما نتخذها كمعيار للقياس والحكم سنتوصل إلى أرقام مرعبة تشير إلى أن عدد الوفيات يتكون من 5 أرقام.
وتشير الشواهد الأخرى إلى الحجم المروع للوفيات المنتشرة في مختلف مناطق البلاد. ومن الأمثلة الشاهدة على ذلك، المقابر الجماعية الكبيرة التي تم حفرها في مدينة قم بواسطة الجرافات، وتم رصدها وتحديدها بواسطة الأقمار الصناعية.
ويبذل نظام الملالي قصارى جهده للحيلولة دون تسريب وانتشار الأخبار المتعلقة بهذه القضية البشعة.
ومن الأمثلة على هذا الموقف المخزي لهذا النظام القروسطي هو التهديد بأن نشر الشائعات بشأن كارثة تفشي وباء كورونا، أي إفشاء الحقائق، يعني الفساد في الأرض وعقوبته هي الإعدام.
إلا أن هذه التهديدات لن تؤتي أُكلها، ونشهد كل يوم تسريب لحقائق صادمة، حتى على شاشات التلفزيون الحكومي.
نجد أن هذا الأمر يدل على أن نظام الملالي ليس عاجزًا عن السيطرة على تفشي فيروس كورونا فحسب، بل إنه غير قادر على فرض الرقابة والسيطرة على تسريب الأخبار المخزية.
وفي بحثه عن حل لهذا الوضع المأساوي الذي من شأنه أن يؤدي مباشرة إلى الانفجار الاجتماعي والانتفاضة، أمر خامنئي أمس بإنشاء “مقر صحي علاجي”.
وحول هذه الخطوة قال: “نظرًا للقرائن التي تشير إلى احتمال أن يكون هذا الحدث هجومًا بيولوجيًا، فإنه من شأنه أن ينطوي على جانب من المناورة العسكرية المتعلقة بالدفاع البيولوجي ويعزز من السلطة والحماسة الوطنية”.
هدف طائش لخامنئي لضرب عصفورين بحجر واحد
يبدو أن خامنئي يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، الأول: هو أن يعتبر متوخيًا الحذر أن هذه الكارثة ناجمة عن هجوم بيولوجي، وبهذه الخدعة حسبما يزعم هو تغطي على دوره وقوات حرسه في نقل وتفشي هذا الفيروس المميت في إيران.
والثاني : هو أنه بهذه الذريعة يضفي الصفة الأمنية والعسكرية على القضية، وبفرض حظر التجول غير المعلن عنه يتمادى في السيطرة وتشديد كبت وقمع الشعب بحجة مكافحة وباء كورونا.
والمؤشر على ذلك هو أنه أسند هذه المهمة إلى الحرسي اللواء باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة في نظام الملالي.
وفي اجتماعه الأول المنعقد اليوم حول هذا الموضوع، كشف الحرسي باقري عن الأهداف القمعية للمقر الذي ينشده خامنئي، قائلًا: “إن لجنتنا الشرطية والأمنية إلى جانب وزارة الداخلية والمحافظين سوف تقوم كإجراء روتيني بعزل المتاجر والشوارع والطرق وغيرها، وسوف يتم تدبير هذا الأمر خلال الـ 24 ساعة القادمة”.
وبهذه الطريقة، يسعى الولي الفقيه إلى فرض حظر التجول غير المعلن عنه. ففي ليلة الخميس الماضي، أشار أحد عناصر نظام الملالي بوضوح ويدعى عظيمي نجاد، رئيس جامعة نيشابور للعلوم الطبية، في حلقة متلفزة على شاشة قناة “آستان قدس” إلى حظر التجول المقرر تنفيذه بموجب مرسوم خامنئي.
قائلًا : “إن هذا المرسوم أدخلنا في مرحلة جديدة من مواجهة فيروس كورونا، أي أن الأوضاع في البلاد أصبحت عسكرية وحربية وغير ذلك، وإصدار هذا المرسوم يدل على أن البلاد تتجه إلى الدخول في أوضاع خاصة”.
فهل سيكون خامنئي قادرًا بهذه الخدعة على السيطرة على بركان غضب الشعب المنكوب والمطحون؟
بالتأكيد لا، لأن هذا الأمر يعتبر بمثابة صب البنزين على النيران لأن الناس بموجب إجراء خامنئي هذا يدركون بشكل غير مسبوق وأكثر عمقًا أن الشغل الشاغل لخامنئي ليس توفير الأدوية والمعدات الطبية لمكافحة وباء كورونا، بل جُل اهتمامه يكمن في المحافظة على نظام حكمه.
ومن الأسباب التي أدت إلى عدم قدرة خامنئي على تنفيذ الخطة هو الضربة التي تلقتها قوات نظام الملالي القمعية وبالتحديد قوات حرس نظام الملالي جراء تفشي وباء كورونا في البلاد.
وعلى الرغم من أن هذا النظام الفاشي يبذل قصارى جهده للحيلولة دون تسريب الأخبار المتعلقة بالوفيات في قوات حرس نظام الملالي وقوات الشرطة ومختلف قواته القمعية، إلا أن ما هو أكثر أهمية من التأثيرات القليلة لهذه الوفيات في إضعاف القوة القمعية للنظام هو أن قوات حرس نظام الملالي عاجزة بشدة من حيث النوعية والنفسية بسبب الظروف القائمة.
وبناءً عليه، ففي المواجهة الحتمية وفي الانتفاضة المصيرية القادمة، سيكون الشعب والشباب الثائر نيرانًا ملتهبة من الغضب والانتقام في مواجهة قوات نظام الملالي المنهكة التي تفتقر إلى الدافع في القتال.
وبحكم قواعد التاريخ الثابتة، فهل نهاية هذه المواجهة والمعركة المصيرية ليست واضحة ومؤكده مقدمًا؟