ديكتاتورية الملالي محاصرة في لهيب نيران غضب المدن المنتفضة
بقلم – افشين علوي
ديكتاتورية الملالي محاصرة في لهيب نيران غضب المدن المنتفضة – إن شعلة الغضب التي انطلقت يوم الجمعة الموافق 15 نوفمبر لم تنطفئ بعد 6 أيام فحسب، بل اجتاحت جميع أنحاء إيران، مما يمثل نقطة تحول لا رجعة فيه في إيران.
بعد أشهر من التردد والموازنة والتفكير في انحداره في الانهيار الاقتصادي غير المستقر، وجد نظام ولاية الفقيه المرتعش الحل في المزيد من نهب الشعب الإيراني المضطهد برفع أسعار البنزين. ولكن كان ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وقضت على صبر الشعب المطحون منذ أكثر من4 عقود من الظلم والقمع والنهب، وألقت بشرارة الانتفاضة التي تحرق لحية خامنئي وروحاني ونظامهم الفاسق.
لقد ظنوا أنهم يمكنهم في هذه المرة الخروج سالمين من هذه الورطة؛ لأنهم كانوا يقللون من عمق الصراع بين المجتمع ونظام الملالي من ناحية، ولم يكن لديهم أي فكرة عن إلى أي مدى نشأت استراتيجية الانتفاضة والإطاحة في قلب المجتمع وتطورت من ناحية أخرى. من المعروف أن الطغاة يرتكبون أخطاء غبية تحدد مصيرهم، في نهاية فترة نظامهم .
إن ما حدث كان مبهرًا حقًا. ففي غضون 6 أيام، تحولت الانتفاضة في 144 مدينة إيرانية ومن بينها المدن الكبرى مثل شيراز ومشهد وأصفهان وتبريز حتى طهران إلى ميادين انتفاضات صاخبه بطلها الشعب الإيراني العظيم. إذ قام الشباب بين عشية وضحاها بإضرام النيران في المئات من محطات البنزين ومقر الباسيج ومخفر الشرطة والبنوك وحوزات الدجل ومقرات القائممقامية، مرددين هتافات “الموت للديكتاتور” و “الموت لخامنئي” و “الموت لروحاني” وترددت أصداؤها في كل مكان. ويركز الشعب الغاضب على استهداف الكرفانات والسيارات والحافلات والدراجات النارية التابعة لقوات الشرطة وقوات الحرس لنظام الملالي.
وفي 17 نوفمبر، دافع الولي الفقيه المرتبك عن قرار الحكومة في جلسة محاضرة ”الخارج“، وفوّض عناصره بقمع الانتفاضة. واعترف ضمنيًا بمشاركة الشعب في الانتفاضة وانضمامه إلى مجاهدي خلق، وقال وهو يشعر بالقلق الشديد: “لن يساعد أحد هؤلاء الأشرار”، وقال مهددًا: “لا ينبغي على أي إنسان حكيم وكفؤ يهتم ببلاده وبحياته الكريمة أن يساعد هؤلاء”. (موقع خامنئي، 17 نوفمبر 2019)
وفي أعقاب ذلك، بدأ وحوشه من قوات الباسيج وقوات حرس نظام الملالي البربرية بقتل المواطنين بوحشية بدون توقف. وفي غضون 5 أيام، قتلوا أكثر من 200 شخص من الثوار. وقطع بشكل غير مسبوق شبكة الإنترنت بأكملها في البلاد لمنع أي اتصال خارج إيران، والحيلولة دون فضح جرائمه.
وحذر المسؤولون الصغار والكبار المرعوبين في نظام الملالي، بدءًا من روحاني حتى علي لاريجاني من سوء التصرف والتضافر مع الإرهابيين والمنافقين. كما تصدر كبير الجلادين، رئيسي، المشهد وهدد قائلًا: “إن الأشرار والمنتمين للتيارات المناهضة للثورة، والمقتحمين الذين استهدفوا أمن المواطنين والمجتمع بالعمليات التخريبية تمشيًا مع إرادة الأعداء، سوف نتخذ ضدهم الإجراء القانوني الحاسم بتعاون قوات الشرطة وقوات الأمن. (وكالة “ميزان” للأنباء التابعة لنظام الملالي 17 نوفمبر 2019)
منذ عام 2013، أعلن زعيم المقاومة الإيرانية، السيد مسعود رجوي، عن استراتيجية جديدة تسمى “ألف أشرف”. ووفقًا لهذا المنهج، تم إدراج تشكيل معاقل الانتفاضة في جميع مدن إيران لتنظيم الانتفاضة؛ في جدول أعمال مجاهدي خلق.
وقالت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية، السيدة مريم رجوي، في خطابها في تجمع كبير للمقاومة في باريس في شهر يوليو 2016 بعنوان “ألف أشرف، ألف معقل للنضال”: ” ليس السؤال المطروح اليوم حول ما إذا كانت حكومة ولاية الفقيه في حالة سقوط من عدمه، بل إن السؤال هو كيف يمكن تحقيق هذا الهدف في أسرع وقت ممكن. والحل من وجهة نظرنا هو تشكيل ألف أشرف؛ أي تشكيل ألف معقل للنضال ضد الاستبداد الديني”.
وفي انتفاضة نوفمبر 2019، أي بعد عامين فقط من الانتفاضة السابقة ؛ نستنتج من تحليل الشعارات وتوجه وسلوك الثوار وتركيبتهم الاجماعية أن القوة التخريبية مرتبطة تماما بالشعب وأن الإطاحة بنظام الملالي برمته أصبحت رغبة عامة. وأصحبت معاقل الانتفاضة اليوم قدوة للجميع في المدن المنتفضة، وحرمت نظام الملالي وعناصره من الحياة الآمنة. وطوقت الفضيحة العامة والخاصة أبواق نظام الملالي في الداخل والخارج التي كانت تدعي أنه لا وجود لمجاهدي خلق في إيران.
إن أولئك الذين ينظرون إلى المجتمع الإيراني على أنه سلبي وخاضع؛ مندهشين من مثل هذه الأحداث البطولية العظيمة. وأولئك الذين ينكرون العلاقة القوية بين الرائد وشعبه، من الطبيعي أن يتفاجأوا، لكنهم لا يستطيعون منع احتراق ديكتاتورية الملالي في لهيب نيران غضب المدن المنتفضة.
نعم، إن هدف مجاهدي خلق، وهو حقاً مطلب جماهير الشعب الإيراني كافةً، لا يقل عن إسقاط نظام ولاية الفقيه بأكمله. وسيتم تطبيق سياسة الإطاحة بهذا النظام الفاشي لا محالة سواء اليوم أو غدًا على يد الشعب الإيراني البطل وجيش التحرير من خلال معاقل الانتفاضة ومدن الانتفاضة. وهذا هو الطريق الأسلم والأقصر لإرساء الحرية والديمقراطية وسيادة الشعب والمساواة .