إیران …الأرضیة مُهیأة لاندلاع ثورة
إیران …الأرضیة مُهیأة لاندلاع ثورة – ثمة ثورة تغلي في عروق الإیرانیین. الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني جعلت الجميع مدرکاً لمدی عزم وغضب الإیرانیین وقدرتهم علی القیام بثورة. هذه الكلمات ليست مجرد «أمنيات» بل أحداث شوهدت في شوارع مدن إیران.
هتافات «الموت لخامنئي» و«يجب أن یُقتل الملالي أو یرحلوا» التي ردّدتها حناجر المتظاهرین تشیر إلى غضب الناس العارم من هذه الحكومة الفاسدة. في الواقع لم تعد هذه الهتافات مجرد أصوات تتعالی بل أنها قد أصبحت أیادي تمتدّ نحو النار. ولن تعود أقدام المنتفضین نحو البیوت بل أنها ستمضي قدماً للإطاحة بمراکز النهب والقمع.
علی الطرف الآخر لبحر غضب الشعب الذي يهیج وتعلو أمواجه تارةً، ویهدأ هدوء قبل العاصفة طوراً، لا توجد سوی سفينة النظام المهزوزة والمحطّمة وبیت ولي الفقیه العنکبوتي وشرذمة من القوات الخائفة والمهزومة التي لم تجد سبیلاً لمواجهة غضب الناس الفقراء إلّا بقتلهم وقمعهم.
الجمیع یعلم أنّ إصدار أمر إطلاق النار علی الشعب هو آخر أمر یصدره أي دیکتاتور قبل رحیله. جمیع الثورات قد شهدت قتل جماعي تمّ بأمر من الدیکتاتور قبل أن تنتصر وتطیح به. وقد وصل خامنئي الآن إلی هذه النقطة بإصداره أمر قتل الناس.
تخبرنا إنتفاضة نوفمبر للشعب الإیراني أنّ شیئاً ما قد تغیّر. هذا التغییر یحمل عدة علامات:
– استعداد الشعب التامّ للإطاحة بالنظام
– عجز النظام التامّ وانهیار قواته.
– الحضور الفعّال لقوة قتالیة شابّة في جمیع أنحاء إیران.
– وجود قیادة وتوجیه وتدریب لكوادر الإنتفاضة .
– وجود مقاومة منظمة بزعامةالسيدة مريم رجوي التي تغطي جميع لحظات الإنتفاضة على الصعيد الدولي
نعم لقد قفزت مقاومة الشعب الإیراني إلی قمة أعلی في طریق النضال وفتحت قمماً عدیدة لغزو معاقل نظام الملالي المجرم.
من الآن فصاعداً، کل قطرة دمٍ تراق في سجون خامنئي، وكل كلمة تتفوّه بها الحكومة لتخويف الشعب أو خداع الثورة حفاظاً علی النظام وكل خطوة تقوم بها ضد الشعب، ستکون بحد ذاتها وسيلة لتعزیز دوافع الشعب وشجاعتهم وإرادتهم خاصة الشباب- للإطاحة بالنظام.
من حسن حظ الشعب الإیراني أن هناك أمرا آخر یدفع هذه الثورة إلى الأمام: وهو قیام الثورة في دولتین مجاورتین (العراق ولبنان). واستهدافهما المباشر لأذرع النظام وأزلامه.
ما الذي يؤخر اندلاع الثورة عندما يُجبر الديكتاتور على أن یوصي بـ “الرأفة الإسلامیة” في التعامل مع المتظاهرین بعد أن أمرَ قواته في الباسیج بقتلهم؟
ماذا تحتاج الثورة لكي تندلع عندما تضطر صحف مثل كيهان التابعة لخامنئي والتي أعلنت في وقت سابق عن ضرورة إعدام المتظاهرین، إلى تغییر مواقفها والحدیث کذباً عن ضرورة فرز المحتجّین والتمییز بین المجرم والبريء وتحدید طرق التعامل وفقا لـ “الرأفة”؟
ما الذي يمنع اندلاع الثورة وقد أعلن المسؤول عن ارتفاع أسعار البنزين بأنه لا یملك الخبرة ولم یکن علی درایة؟
ما الذي يقف حائلاً دون تبلور الثورة عندما يقوم قائد قوات الحرس القمعية بالتوسّل إلی عناصر الباسیج ولثم أقدامهم منعاً لانهیار صفوفهم؟
من يحول دون الثورة وقد تمّ تحديد جميع الخطط والتطلعات التي یحتاجها الشعب لتحقیق سیادته الوطنیة وتصویته الحرّ لاختیار ساسته، من قبل المقاومة الإیرانیة؟
إذن یجب أن نقول: کل شيء مهیّأ وجاهز لقیام الثورة.


