الملالي والهروب للأمام
حركة المقاومة الإيرانية قوة فاعلة وممثل حقيقي للشعب الإيراني
سلمان المسعودي
حركة المقاومة الإيرانية قوة فاعلة وممثل حقيقي للشعب الإيراني – التفاعل الأخير في العواصم الغربية، مع حركة المقاومة الإيرانية، ومنظمة مجاهدي خلق، يأتي في سياق اعتراف هذه الدول بها، كقوة فاعلة وممثل حقيقي لأطياف، واسعة من الشعب الإيراني .
فبعد ندوة البرلمان الإيطالي، كان تحرك الكونجرس الأمريكي ممثلا بأعضاء من الديمقراطيين والجمهوريين، والذين أدانوا عمليات القتل الواسعة، التي مارستها السلطات الإيرانية، ضد متظاهرين سلميين . لقد أتت هذه الإدانات الدولية، استجابة لحجم التحرك الشعبي، الواسع في الداخل الإيراني، وهو مايفسر تصريحات علي شمخاني الأخيرة، والتي اعترف فيها، بحدوث عمليات قتل وحشية، ضد متظاهرين مدنيين.
أهمية هذه التصريحات، تأتي من كونها، كشفت جزءا صغيرا من أزمة كبيرة وعميقة، هزت أركان كل القيادة الفاعلة، والحاكمة في طهران .
أن أكثر ما يقلق النظام الإيراني اليوم، هو تكرار سيناريو سقوط الشاه سنة 1979 فتاريخ السادس عشر من يناير من هذه السنة، يظل التاريخ الأكثر رعبا في ذاكرة كل الزمر الحاكمة في طهران .
إن الظروف الموضوعية، التي أدت لتلك الأحداث الدراماتيكية، مازالت فاعلة في الداخل الإيراني، فالاستبداد والفساد والنخبوية السياسية وسحق طبقات الشعب الأكثر فقرا، وتآكل الطبقة الوسطى، هي ذات المفاعيل التي قادت لثورة 1979.
أضف إلى ذلك، التمدد الإيراني العسكري، في كل من العراق وسوريا ولبنان، فضلا عن اليمن وهو مايستنزف الخزينة والإقتصاد، بشكل يصعب وقفه، الأمر الذي يكشف عمق الأزمة، التي ضربت أركان النظام .
لقد دخل النظام، في حلقة مفرغة ومعادلة مستحيلة الحل، فالعدول عن هذه السياسة، والتركيز على المشكلات الداخلية، يعني إقرارا ضمنيا بفشل، أهم ركائز الآيدلوجيا الخمينية، القائمة على مايسمى تصدير الثورة، بينما الاستمرار في ضخ مفاهيم هذه الآيدلوجيا، يعني المزيد من النزيف والتدهور الذي لايمكن إيقافه .
إن تعويل النظام، على المؤسسة العسكرية والتشكيلات المسلحة، التابعة لها، كصمام أمام وخط دفاع أخير، ضد أي تحرك شعبي واسع، هو رهان خاسر وإن ادعى نظام طهران عكس ذلك .
فقوة إيران العسكرية اليوم، وإن كانت كبيرة، تشبه قوة الإتحاد السوفييتي، قبيل سقوطه التاريخي في 1991 . فهذا النظام، يحمل بذور فنائه بداخله، وليس أمام ملالي طهران، إلا العنف ومناورات عسكرية يائسة، هي في حقيقتها هروب للأمام لا أكثر .
لقد قال شاعر الهند العظيم، ذات يوم : ” إن عدو الشعوب الحقيقي هو الخوف “
حكومة الملالي، تدرك هذه الحقيقة جيدا، وتدرك أن إنهيار حاجز الخوف نهائيا، لدى الشارع الإيراني سيؤدي حتما لسقوطها النهائي .