الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

انتفاضة نوفمبر وإعادة التوازن

انضموا إلى الحركة العالمية

انتفاضة نوفمبر وإعادة التوازن

انتفاضة نوفمبر وإعادة التوازن

انتفاضة نوفمبر وإعادة التوازن

 

 

انتفاضة نوفمبر وإعادة التوازن – أعلنت صحيفة “واشنطن بوست” يوم الأربعاء 11 ديسمبر، عن مشروع قانون جدید في الكونغرس الأمريكي لفرض مزيد من العقوبات على نظام الملالي وکتبت:

 

«قدّم المشرعون في الكابيتول هيل (مبنی الکونغرس المشتمل علی مجلس النوّاب ومجلس الشیوخ) هذا الأسبوع الجزء الأول من مشروع قانون رسمي لدعم الاحتجاجات في إيران التي هزّت طهران، وكذلك مشروع قانون يدين رد فعل الحكومة العنيف».

في إشارة إلى أن «هذه الاحتجاجات كانت الأكثر عنفاً من نوعها منذ الثورة الإسلامية عام 1979» أوضحت الصحيفة سبب العقوبات قائلة:

 

«الكونغرس سیزید الضغوط على إيران وسط استمرار الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد التي أودت بحياة مئات المحتجّين حتى الآن ولم تنته بعد».

 

التوسّل للتفاوض محاولة بائسة للخروج من المأزق

تمریر مشروع قانون جديد لمجلس النواب الأمريكي لفرض مزيد من العقوبات على النظام الإیراني وسط محاولات المعمّم “روحاني” اليآسة للتفاوض مع الولایات المتحدة الأمریکیة بوساطة کل من عمان والیابان، یوجّه ضربة قاسیة أخری للنظام.

 

“حسن روحاني” کان قد جزم بأنه استطاع الاستحواذ علی قلب «الشیطان الأکبر» وبات بإمکانه فتح أبواب جدیدة للتفاوض بعد أن رأى عبثاً ضوءاً أخضر من الولایات المتحدة عقب صفقة سرية لتبادل السجناء تمت بین طهران وواشنطن. علی هذا الأساس وبحضور خامنئي، وصف “روحاني” المفاوضات بأنها أمر ضروري وقال:

 

«المفاوضات أمر ضروري وخطوة ثوریة إذا أدّت إلی هزیمة العدو وإحباط مؤامراته» (خطاب روحاني في جامعة فرهنکیان 9 دیسمبر 2019).

 

کما أنه في وقت سابق (4 دیسمبر) قد سخر من موقف خامنئي الرافض للتفاوض، وأصرّ علی ضرورة المفاوضات قائلاً:

«قول المرء بإني لا أتفاوض أمر سهل للغاية، یکفي أن يردّد شعاراَ واحداً وهو: لن أتفاوض. في حین أن الصعوبة والإبداع یکمنان في التفاوض».

 

وقد ردّت صحیفة “رسالت” (5 دیسمبر) علی تصریحات “روحاني” هذه بشدّة واصفة إیاه بـ «ناکر المعروف» وکتبت:

 

 «سیادة الرئیس تذكّر أنك كنت على بعد خطوة أو أقلّ من أن تُسحَق تحت أقدام الناس، ومراجع التقلید، والبرلمانیین وغيرهم حین أنقذك «الولي الفقیه» وحده. دع تسلسل المناصب واحترام ولایة الفقیه وكل ذلك جانباً، على الأقل أظهر قلیلاً من المعروف» (رسالت 5 دیسمبر 2019)!

 

حقوق الإنسان السبب الأساسي للعقوبات الجدیدة

 أهمّ ما يميّز مشروع القانون الجدید للکونغرس الأمریکي أنه أخذ بعین الاعتبار موضوع الانتفاضة وانتهاكات حقوق الإنسان باعتبارها السبب الأساسي لفرض عقوبات جديدة علی النظام الإیراني.

 

نقلاً عن صحیفة “واشنطن بوست” فإنّ النائب الأمریکي الدیموقراطي “تید دویتش” وهو الراعي الأکبر لمشروع القانون الجدید، في حدیثه عن العقوبات الجدیدة قد أشار إلی عنف النظام الإیراني قائلاً:

 

«النظام الإيراني له تاريخ أسود في قمع شعبه، شمل حجب الإنترنت، وتقیید الحريات الدينية والتجمعات السياسية، وسجن الصحفيين وتعذیب المعارضين السياسيين» (واشنطن بوست 11 دیسمبر 2019).

وفي نفس اليوم، أشار وزير الدفاع الأمريكي “مارك اسبر” في کلمته الموجّهة إلی لجنة تابعة للكونغرس، إلى الانتفاضة العامة للشعب الإيراني وقال:

«في هذه الأيام هناك الكثير من الاضطرابات في العديد من المدن الإيرانية».

 

في وقت سابق أكّد الممثل الخاص لشؤون إیران في الخارجیة الأمریکیة “برايان هوك” في خطاب ألقاه أمام  «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» يوم الثلاثاء العاشر من نوفمبر أنّ: «حملتنا القصوى للضغط على إيران سوف تستمر» وصرّح حول الاحتجاجات الإیرانیة:

 

«في الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة، قتلت قوات الحرس المتظاهرين في هور ماهشهر  دون سابق إنذار، أصوات المتظاهرین وصرخاتهم تسمع من خلال مقاطع الفيديو المرسَلة. أكثر من 100 شخص أو أكثر من المحتجين قتلوا علی ید السلطات الإیرانیة وتمّ نقل جثثهم علی متن شاحنة».

 

“کعب أخیل” في النظام الإیراني واستمرار العقوبات

ليس هناك شك في أن قادة النظام قد شعروا بالتغيير الحاصل عقب انتفاضة نوفمبر العظیمة قبل أي شخص آخر، ولا شك في أنهم يدركون جيداً أن الطرف الآخر أیضاً قد عَلِم بهذا التغيير. لكن حقيقة أن “روحاني” لا يزال یحاول عبثاً مستنجداً بالحظ، یعکس مدی ضعف وعجز نظام الملالي الذي لم يتعاف بعد من الضربة القاصمة التي تلقّاها في انتفاضة نوفمبر. کما أن کوابیس الانتفاضات القادمة تطارد النظام باستمرار وتقضّ مضجعه وتؤرقه. ولهذا لا یجدّ متنفسّاً سوی في هذه المحاولات البائسة.

 

يعلم “روحاني” أنه حتى لو تمّ التفاوض فإنه لن يكون هناك توازن کالسابق. وقد شعرت الجهات الأجنبية أيضاً بهذا الأمر. إدخال معايير حقوق الإنسان في مشروع قانون العقوبات الجديد يؤكد هذه الحقيقة. هذا هو الكابوس الذي طالما حذر منه ولي الفقیه النظام، وقد تحقق نتیجة الضربة القاضیة التي وجّهتها انتفاضة نوفمبر  لمركز توازن نظام الملالي العاجز. وما خفي أعظم.

 

 

Verified by MonsterInsights