الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

مازال الخوف من مخزن البارود وغضب الشعب مستمرًا

مازال الخوف من مخزن البارود وغضب الشعب مستمرًا

مازال الخوف من مخزن البارود وغضب الشعب مستمرًا

 

 

مازال الخوف من مخزن البارود وغضب الشعب مستمرًا – لقد وصل خوف عناصر نظام الملالي  وذعرهم من الانتفاضات المستقبلية إلى درجة أنه جعل الدنيا غائمة في عيونهم واتخذوا  كل منبر ومجلس فرصة للتحذير.  

وتعتبر تصريحات فريدون مجلسي، الديبلوماسي الإرهابي السابق في نظام الملالي التي أدلى بها لموقع “ديبلماسي إيران” في 15 ديسمبر 2019 نموذجًا مثيرًا للاهتمام يكشف الستار عن أن رعب النظام والانقسام العميق داخل النظام توأمان متلازمان.   

ووقف هذا العنصر في نظام الملالي في وجه الزعيم الصعلوك خامنئي مشيرًا إلى الأزمة الحادة في المجتمع، وأصر على إجراء مفاوضات مع أمريكا، قائلًا:

“بغض النظر عما إذا كانت أمريكا تسعى إلى التفاوض مع إيران من عدمه أو ما إذا كانت أمريكا طرفًا فاعلًا موثوقًا به في التفاوض أم لا، يجب الإشارة إلى أن الظروف الداخلية للبلاد في الوقت الراهن خاصة من الناحية المعيشية والاقتصادية وصلت إلى درجة حادة ومتأزمة بحيث من غير الممكن أن نتجاهل موضوع التفاوض.

 الوضع الضعيف لولاية الفقيه جراء التوازن الجديد في النظام 

تؤكد هذه التصريحات قبل كل شيء التوازن الجديد الذي يواجهه النظام بعد الانتفاضة الشاملة في نوفمبر. توازن مرتجف وهش حتى أن عنصر النظام المشار إليه يدعو الولي الفقيه للتفاوض مع أمريكا خوفًا من انفجار مستودع البارود.  

وللتأكيد على ضعف وذل خامنئي، نكتفي بالإشارة إلى أن موقع ” ساعت24″ الحكومي يعترف بأن موقع “ديبلماسي إيراني” أجرى مقابلة مع فريدون مجلسي،  ومنذ بضعة أشهر وحتى بضعة أسابيع من الصعب نشرها”. 

حيث أن فريدون مجلسي شبه المجتمع في هذه المقابلة بمخزن البارود، بينما يضرب المسؤولون الحكوميون وغير الحكوميين بعضهم البعض بالسوط. وفي تناقض صارخ مع الولي الفقيه يقول: “إن ضغط العقوبات وعدم كفاءة المسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين حوّل المجتمع إلى مستودع للبارود. ولم يعد شعار إلقاء اللوم على أمريكا حلًا لهذه الأوضاع”.    

من هو صانع القرار الرئيسي؟

من الواضح أنه يقصد بالمسؤولين الحكوميين وغير الحكوميين الإشارة إلى عناصر زمرتي نظام الملالي؛ ويريد أن يقول إن العصر قد تغير. وانتهى عصر الحروب المفتعلة بين الزمر، وعناصر نظام الملالي غير قادرة على إلقاء  اللوم على بعضهم البعض في خندق الحروب بين الزمر  وإغلاق المجتمع وتجميد مطالب الناس. فهذا الأسلوب لم يعد له جدوى ويجب التفكير في أسلوب آخر. 

إن تدهور الوضع الداخلي الأسوأ من ظروف الحرب أصبح خطيرًا لدرجة أن فريدون مجلسي تجرأ على تحذير خامنئي دون أن يذكر اسمه، ويقول: 

“إن بداية عصيان الشعب، التي لاحت في الأفق في شهري يناير 2017 ونوفمبر 2019، تُظهر أن المجتمع مستعد للقيام بأي نوع من العصيان والاحتجاج بشكل أكثر خطورة منذ شهر نوفمبر من هذا العام . وبناءً عليه، فإن القضية لا تتجسد في أن أمريكا تسعى إلى إجراء مفاوضات أو أننا لا نثق في أمريكا ، بل يجب أن نبحث عن ظروف تغير الوضع الداخلي . وأعتقد أن الظروف الحالية أسوأ من ظروف الحرب، إلا أنني أرى أن صانع القرار الرئيسي في هذه الأثناء ليس الجهاز الدبلوماسي ولا الحكومة، بل إن التفاوض تحت أي مستوى يتجاوز إطار الصلاحيات الحكومية”.  

من الواضح أن هذا الدبلوماسي الإرهابي السابق لا يعني بعبارة  ” مستوى يتجاوز إطار الصلاحيات الحكومية ” سوى الولي الفقيه البائس.

كما أنه بوصف المسؤولين في النظام بصفات مثل عدم الكفاءة والعجز وخيانة الأمانة والتربح الريعي والفساد المتفشي الممنهج ؛ يعتبرهم عبءًا مزدوجًا على العقوبات.    

ومن المؤكد أن الغرض الرئيسي لفريدون مجلسي وهو نفسه من بين الدبلوماسيين الإرهابيين في نظام الملالي؛ لا يخفى على أحد. فليس له هدف سوى الحفاظ على هذا النظام المعادي للشعب.

وصف روحاني بالجبان والسافر، ذروة السقوط بعد الانتفاضة

ومن جانبه تصدر الملا مصلحي، وزير الاستخبارات السابق في نظام الملالي، المشهد ووصف روحاني بالوقح مستخدمًا كلمات حادة ومهينه ضده. وقال نقلًا عن خامنئي قوله: ” إن 20 في المائة فقط من مشاكلنا الاقتصادية تعود إلى العقوبات، وباقي المشاكل لا علاقة لها بالعقوبات”. ثم قال مصلحي : ” ثم يأتي أيها السادة ويرفع أسعار البنزين” . ثم يذهب إلى تبريز  ويقول بوقاحه أنه لا علم له برفع أسعار البنزين إلا في الصباح”.  (موقع “آبارت”، 14 ديسمبر 2019)

وفي وقت سابق، وجهت صحيفة “رسالت ” التابعة لزمرة مؤتلفه رسالة إلى روحاني، جاء فيها: ” يا سيادة رئيس الجمهورية، كنت على علم برفع أسعار البنزين”.   (صحيفة ” رسالت”، 5 ديسمبر 2019)

وتُظهر هذه التصريحات قبل كل شيء المدار غير المسبوق من الانقسامات الداخلية في النظام الناتجة عن انتفاضة نوفمبر  الشاملة.

وذهب الملا مصلحي إلى أبعد من ذلك، ووصف روحاني والمسؤولين الحكوميين بأنهم عملاء لأمريكا، قائلًا:

يريد العدو أن يجر نظام الملالي لساحة التحدي بالتواطؤ مع مجموعة من المديرين غير المؤهلين والضعفاء الجبناء.  (المصدر نفسه)

 ماذا يقول كل من مجلسي ومصلحي؟

يكشف الملا مصلحي بوضوح عن هدفه الرئيسي من وراء هذه التصريحات، قائلًا: ” لقد مررنا بجزء من فتنة 2019، والفتنة لم تنتهي، وتوخوا الحذر فالفتنة لم نتهي بعد . مجاهدي خلق هم من وراء هذه الفتنة.

ومما لا شك فيه أن هدف الدبلوماسي الإرهابي، مجلسي، والملا الجلاد مصلحي هو الحفاظ على هذا النظام. ولكن ما أجبرهما على الإدلاء بهذه التصريحات والوقوف في وجه الولي الفقيه وإهانة روحاني بأبشع الأوصاف هو الخوف والفزع من نيران غضب الشعب الذي سئم اضطهاد وظلم الملالي ووجد طريقه للخلاص.