الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

الانتفاضة والرعب من التوازن المنفرط عقده

انضموا إلى الحركة العالمية

الانتفاضة والرعب من التوازن المنفرط عقده

الانتفاضة والرعب من التوازن المنفرط عقده

 

الانتفاضة والرعب من التوازن المنفرط عقده

 

 

 

الانتفاضة والرعب من التوازن المنفرط عقده – بحلول اليوم الأربعين على استشهاد شهداء انتفاضة شهر نوفمبر الأبطال،  برزت آثار وعواقب الضربة الموجعة التي وجهتها الانتفاضة لجسد حكم ولاية الفقيه بشكل غير مسبوق، لدرجة أن الصحف وعناصر الحكومة يبدون ذعرهم من هذه الحقيقة هذه الأيام في أغلب مقالاتهم وتصريحاتهم. 

فعلى سبيل المثال، نجد صحيفة ” جوان ” تبدي قلقها من  استمرار  انتفاضة الشعب المطحون واندلاعها مرة أخرى، في مقال بعنوان “الفتنة”، وتوصي قادة الحكومة بتوخي الحذر من عودة الفتنة.

ومن جانبها أشارت صحيفة قوات حرس نظام الملالي إلى انتفاضة عام 2009، وحسبما يزعم كاتب المقال “فتنة 2009”. واعترفت مشيرةً إلى التصدعات بين الشعب ونظام الملالي بأن هذه التصدعات كانت مؤشرًا دقيقًا للعدو لمعرفة المكان المناسب لإثارة الفتن المستقبلية. وأتاح وجود العديد من التصدعات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية في المجتمع الفرصة لخلق الصراعات المصطنعة وتوجيه مشروع الفجوة الوطنية وتنفيذه “(صحيفة “جوان “، 25 ديسمبر 2019)

 

كما أن صحيفة “كيهان خامنئي” تبدي قلقها من ضربات العدو الذي لا يتورع عن توجيه أي ضربة. والهجوم الأخير للعدو دليل على هذا الادعاء”.  (صحيفة “كيهان خامنئي”، 25 ديسمبر 2019)

كما أن إحجام نظام الملالي عن تقديم إحصاء بعدد الشهداء تحول إلى أزمة داخل النظام نفسه،  وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة ” جهان صنعت” على لسان، محمد على وكيلي،  عضو رئاسة مجلس شورى الملالي، قوله : ” يجب الاعتراف بأن هذا الإحصاء ليس شيئًا يمكن إخفاؤه أو التستر عليه أو إنكاره.   فالقضية ليست قضية عادية يمكن إنكارها. بل القضية هي إلحاق الضرر بمجموعة من الأبرياء والمتظاهرين بقرارات من نظام الملالي “. (صحيفة ” جهان صنعت”، 25 ديسمبر 2019)

 

هذا وكتبت صحيفة “إيران” أيضًا على لسان، جعفر زاده ايمن آبادي، عضو مجلس شورى الملالي، قوله: ” إن غياب الشفافية في الإحصاء والمعلومات يجعل وسائل الإعلام الأجنبية تلفق ما يروق لها من القصص، وتلفيق القصص يضر بمصالح النظام. وحصلنا في اجتماعاتنا على هذه المعلومات والإحصائيات، لكن لا يُسمح لنا بالإعلان عنها. إذ يجب أن يتم الإعلان من خلال السلطات الرسمية “( صحيفة “إيران” 25 ديسمبر 2019)

 

إن ردود الفعل هذه والمخاوف هي أكبر دليل على أن الانتفاضة قد عبرت نقطة فارقة ولن يعود الوضع إلى ما كان عليه قبل انتفاضة نوفمبر مهما كانت التضحيات.

 

وفي وقت سابق أشار عباس عبدي، أحد عناصر الزمرة المغلوبة على أمرها،  إلى عدم عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه، وعبور مواجهة الشعب ضد النظام  لنقطة فارقة، وقال في إشارة إلى التغييرات الكبيرة التي حدثت في المشهد الاجتماعي والسياسي الإيراني: ” إن هذه الأحداث نقطة تحول نوعية، ولن نستطيع من الآن فصاعدا تحليل ترتيب القوى والقضايا وعلاقاتها في إطار الماضي.  لذلك وقع حدث هام للغاية لا يضاهي  بما حدث في انتفاضتي 2009 و 2018 “. (وكالة “تسنيم” للأنباء  27 نوفمبر 2019)

 

ومن جانبها عقدت مراكز الخبرة الحكومية العديد من الاجتماعات للوقوف على أسباب اندلاع انتفاضة شهر نوفمبر وإيجاد حل للحيلولة دون استمرارها، لدرجة أن صحيفة “جوان” المنتمية لقوات حرس نظام الملالي أعربت عن قلقها من بعض محتويات هذه الاجتماعات، وكتبت : “لا شك في أن الاستياء الاجتماعي وعدم كفاءة الأجهزة التنفيذية التي كانت بالمصادفة مركزًا للبحث الاستراتيجي في رئاسة الجمهورية وتلعب دورًا أساسيًا في تحديد الخلفيات واستئصالها وإيجاد حلول لها – ولا شك في أنها لم تفعل شيئًا حتى الآن – له تأثير في وقوع هذه الأحداث. لكن التحليلات الأحادية الجانب حول سبب وقوع هذا الحادث الذي أعقب التنفيذ الضعيف لقرار تقنين الوقود ليست حلاً عمليًا، بل هي أيضًا إهانة للمتظاهرين الذين تتم مصادرة احتجاجاتهم بواسطة  مثيري الشغب  الذين يحاولون تقديم صورة مختلفة عن الشعب الإيراني عن طريق خلق الاختناقات المرورية والتخريب وإشعال الحرائق والمواجهة المسلحة مع قوات الشرطة وقوات الأمن، وحسب قوله، ومن خلال الزج بالنظام في مرحلة الانهيار، وحرموا المواطنين من الاحساس بالأمن، ولكي يزيدوا من ضغوط العدو يقدمون له الوثائق. (صحيفة “جوان “،  22 ديسمبر 2019)

 

كما أشار المدعي العام في نظام الملالي، الملا منتظري، ضمنيًا إلى عدم وجود حل لمواجهة استمرار غضب الشعب، قائلًا: ” إن الأعداء استثمروا الاضطرابات في 8 مدن ومحافظة . وقال مؤكدًا على أن النصر على العدو يتطلب تكتيكات ذكية: “بالكلمات والشعارات لا لن نحقق شيئًا، لذا يجب اتخاذ تدابير حكيمة”.  (صحيفة “وطن امروز”، 22 ديسمبر 2019)

 

كما أن الرعب من تصاعد غضب الشعب أثناء مراسم أربعينية الشهداء اجتاح أركان الحكم برمته، لدرجة أن السلطات منعت الأسر من إجراء مراسم الأربعين لأبنائهم. 

 

هذا وقد هزت الانتفاضة أركان نظام الملالي لدرجة أن هذا النظام بأكمله فقد توازنه السابق. وكل هؤلاء الناس يذرفون دموع التماسيح ويحجمون عن الاعتراف بالجرائم التي ارتكبوها ويرجع ذلك إلى الخوف وعدم التوازن الناجم عنه.

 

وفي 23 ديسمبر، قال إسماعيل دوستي، العضو السابق في مجلس شورى الملالي: “لقد أصبح الناس متشائمين حقًا من قادة المجتمع”. وبدلاً من إيجاد حل لهذه النظرة التشاؤمية، اتخذ المسؤولون خطوات لجعل الأمر أكثر سوءًا. وتتجسد هذه القضية في موضوع رفع أسعار البنزين بالتحديد.  وفي نفس الأزمة، حاول كل مسؤول أن يرمي الكرة في ملعب الآخر، ويلقي باللوم على الطرف الآخر ويصفه بالتقصير والإهمال في هذا الشأن، وفي الحقيقة جميعهم يتهربون من المسؤولية.  فعلى سبيل المثال، نجد مجلس شورى الملالي يلقي بالكرة في ملعب الحكومة،  وقالت الحكومة إنها لا علم لها بالقرار وألقت باللوم على طرف آخر.  وأدت هذه الطريقة في ردود الفعل إلى إلحاق أضرار جسيمة بنا “. (صحيفة “آرمان”، 23 ديسمبر 2019)

 

وفي 23 ديسمبر، اعترف سعيد معيدفر، وهو خبير حكومي، بالأزمة المستعصية الحل والمأزق الذي يعاني منه النظام وكذلك كراهية الشعب له، قائلًا : “لقد فشل المسؤولون في كسب ثقة الجمهور كما هو متوقع. فعندما يتعلق الأمر بحل مشكلة وفوات الأوان، فلا يمكن حل المشكلة إلا بمعجزة فقط. وكلما غابت الشفافية كلما عجز أي شخص عن تقديم الحل الصحيح أو عن الادعاء بمعرفة الحل” (صحيفة “آرمان” 23 ديسمبر 2019)

 

وعلى العكس من جبهة نظام الملالي المنقسمة والمفككة، نجد جبهة الشعب الموحدة ومعاقل الانتفاضة والمقاومة الإيرانية المجيدة التي لفتت أنظار العالم بأسره بدهشة وإعجاب منقطع النظير بما تقدمه من تضحيات وإصرار على تحقيق العدل واسترداد الوطن من مخالب الملالي.

 

جبهة صامدة واجهت قوات قمع الملالي بصدورها بجسارة وشجاعة نادرة خلال انتفاضة نوفمبر 2019، مضحية بنفسها لتدفع ثمن الحرية.  ويكمن رعب النظام في هذه الحقيقة.