ذكرى شهداء نوفمبر المجيدة في ایران
سلمان المسعودي
ذكرى شهداء نوفمبر المجيدة في ایران – الأخبار الواردة من ايران، تفيد بأن نظام الملالي المجرم، يحشد قواته القمعية والأمنية، منذ يوم الخميس 26 ديسمبر، خوفًا من تحركات جماهيرية واسعة وانتفاضات جديدة، في جميع أنحاء الجمهورية، إحياء لذكرى شهداء نوفمبر، وهو مايرجح حال اندلاعها ان تخرج كليا عن سيطرة الأمن والحكومة.
فالمظاهرات المتكررة والمتلاحقة، والتي تجتاح المدن الايرانية باستمرار، تحمل عنوناً واضحاً وشعاراً محدداً، وهو رحيل النظام ولا شي آخر غير النظام.
وهو مايؤكد عزيمة وإصرار عموم الشعب الإيراني، بكل أطيافه وطوائفه واتجاهاته السياسية، على المضي قدماً، حتى تحقيق طموحاته وأحلامه، التي تحرك من أجلها.
ومهما قيل عن اختراقات خارجية، ومؤامرات أعداء دوليين، فان هذا لن يغيير شيئا، من حقيقة التصدعات الكبيرة والمستمرة، التي تضرب بنية وقلب النظام في طهران، وعلى هذا النظام أن يستوعب حقيقة، أن عمره الافتراضي قد انتهى، وأن عليه المغادرة وأن عليه الإقرار أيضا بفشله في إدارة واحدة من أغنى دول الشرق الأوسط، والتي حولها هوسه الديني المتزمت وسياساته العمياء، إلى واحدة من أفقر دول العالم على الاطلاق.
إن الحقيقة التي يحاول نظام طهران تجاهلها، هي حقيقة أن أكبر تفويض يمكن أن يمنح لاي سلطة حاكمة في التاريخ، هو التفويض الشعبي، فالشعب هو مصدر السلطات، والشعب هو من يقرر طبيعة هذه السلطات، وشكل الحكم، وهو أيضا، من يقرر موعد رحيل هذا الحكم.
في طول هذا العالم وعرضه، عاشت ديكتاتوريات ذات انظمة عتيدة وعنيدة، استخدمت كل أساليب القمع والرعب ضد خصومها السياسيين، إلا أنها سقطت سريعا وبشكل دراماتيكي، أمام الخصم الاكبر وهو الشعب.
لقد خلق هذا النظام خصومة عميقة مع شعبه، فخلال انتفاضة نوفمبر وحدها، قتل، أكثر من 1500 مدني، فضلاً عن اکثر 4000 آلاف الجرحى والمصابين واکثر 12000 المعتقلين،
إلا أن هذه الإجراءات التعسفية، لم تثنِ المحتجين السلميين عن المطالبة بحقوقهم المشروعة، ولم تحدث الخوف الذي كان أزلام النظام البائس يراهنون عليه.
إن قيام النظام بإجراءات قمعية من مثل، قطع خدمات النت عن المستخدمين ومنع مراسيم أربعينية الشهداء ورفض تسليم جثامين الشهداء لذويهم، تدل على حالة الخوف والرعب التي أصابته، كما دلت أيضا على حالة غليان واسعة في صفوف ملايين الإيرانيين.
وغني عن القول، أن هذا النظام يسير في عكس طبيعة الأشياء، وهو في صراع فعلي، مع مجمل حركة التاريخ وليس مع الشعب الإيراني فقط.
حين هاجم الشعب الفرنسيّ الحصون الملكيةّ، وسجن (الباستيل) الرمز الأشهر خلال الثورة الفرنسية، والذي كان رمزاً للظلم والجحيم، كان شعارهم المدوي: ( اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس).
لقد أدرك الفرنسيون، حجم الزيف والدجل الديني الذي مورس بحقهم فكان حكمهم : ليُقتل الملك والقساوسة معا، وهكذا ذهب الملك والقساوسة وبقي الشعب.