الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

مقتل الحرسي سليماني ومحنة ديكتاتورية الملالي

انضموا إلى الحركة العالمية

مقتل الحرسي سليماني ومحنة ديكتاتورية الملالي

مقتل الحرسي سليماني ومحنة ديكتاتورية الملالي

 

مقتل الحرسي سليماني ومحنة ديكتاتورية الملالي

 

 

 

مقتل الحرسي سليماني ومحنة ديكتاتورية الملالي – نظرًا لعجز ديكتاتورية الملالي في ولاية الفقيه، وهي نظام رجعي قروسطي، عن حل المشاكل الاجتماعية الاقتصادية، فإنها تعتمد على قاعدتين لدعم سيادتها المتخلفة وغير المشروعة والحفاظ عليها : إحداهما هي القمع داخل البلاد والأخرى هي تصدير الإرهاب والأزمات خارج البلاد.  وتلعب قوات حرس نظام الملالي الدور الرئيسي في تنفيذ هاتين القاعدتين، حيث أنها الذراع الرئيسي لنظام الملالي في القمع من ناحية، ومعقل أنشطتة الإرهابية خارج البلاد من ناحية أخرى.  وفي الواقع، تعتبر قوات حرس نظام الملالي جوهر وروح هذا النظام المعادي للإنسانية.

 

 ولكل من هذين الذراعين؛ القمع الداخلي والإرهاب الخارجي في قوات حرس نظام الملالي، له قواته الخاصة. 

 

والقوات البرية فيه هي القوة الرئيسية لتوفير الأمن لنظام الملالي في الداخل.  حيث يوجد في كل محافظة ما لا يقل عن  لواء واحد من قوات حرس نظام الملالي للقمع، وفي طهران التي لها أهمية حيوية بالنسبة للولي الفقيه، يتولى فرقتان مهمة توفير الأمن. إحداهما فرقة 10 سيد الشهداء، والأخرى فرقة 27 محمد رسول الله. وتتولى هاتان الفرقتان إلى جانب الألوية القمعية في كل محافظة وقوات الباسيج المناهضة للشعب وقوات الشرطة؛ مهمة القمع. وهذه هي نفس القوات التي قمعت مظاهرات الشعب في انتفاضة نوفمبر 2019، وفي السنوات الأخيرة.

 

 هذا وبدأت سياسة تصدير الإرهاب والأزمات منذ الأشهر الأولى لتشكيل هذا النظام الفاشي غير الشرعي. ومن أمثلة ذلك، احتجاز الرهائن؛ مثل احتجاز قوات حرس نظام الملالي  52 فردًا من موظفي السفارة الأمريكية في طهران لمدة 444يومًا في شهر نوفمبر عام 1979  تحت الشعار العبثي “مناهضة الإمبريالية” وبهدف مواجهة الاقبال الجماهيري على الانضمام لصفوف مجاهدي خلق والقضاء عليهم . كما أن الحرب الإيرانية العراقية الطاحنة التي استمرت 8 سنوات بإصرار من خميني الدجال لتدمير ما تبقى من الأخضر واليابس تحت الشعار العبثي “فتح القدس عبر كربلاء”  كانت من أهم الإجراءات التي اتخذها نظام الملالي في تصدير الإرهاب وإشعال الحروب للتستر على عجزه في حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة التي تعاني منها البلاد.  وكان تفجير مقر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في بيروت، وإنشاء جماعة مرتزقة تدعى حزب الله في لبنان، وتشكيل جماعة مرتزقة تسمى فيلق بدر في العراق، وفتوى خميني باغتيال سلمان رشدي في اليوم التالي من تجرع سم وقف إطلاق النار، وغيرها من الإجراءات الإرهابية؛ ومئات الإجراءات الأخرى للإرهاب وإشعال الحروب من بين الحالات التي نفذها نظام ولاية الفقيه تحت ستار سياسة التصدير الخاصة بهم.  

  

ولقد تعرض جهاز تصدير الإرهاب في قوات حرس نظام الملالي، أي قوة القدس،  لتغييرات وتطورات كثيرة على مدى سنوات عديدة، إلا أنه الآن يعتبر الذراع الثاني للحفاظ على حكومة الملالي، حيث يتولى تصدير الإرهاب خارج البلاد. وهذه التشكيلات تشبه تمامًا وزارة الخارجية (وربما تكون أعلى منها)، فقد أنشأت بداخلها وحدات خاصة لجميع بلدان العالم، ولها ضباطها الخاصون في سفارات نظام الملالي في مختلف البلدان. وكان الجلاد قاسم سليماني، رئيسًا لهذ القوة عندما عينه خامنئي في عام 1997، ومضى قدمًا في تنفيذ سياسات حكومة الملالي التي ترمي إلى إشعال الحروب في المنطقة، على مدى 22 عامًا. وعلى الرغم من أن قوة القدس تعتبر رسميًا جزءًا من قوات حرس نظام الملالي، إلا أنها بسبب نوع عملها وأهميته فهي مستقلة عن هيكل قوات حرس نظام الملالي ومرتبطة بالولي الفقيه شخصيًا، وتمارس عملها بوصفها الذراع الإرهابي له خارج البلاد. وبناءً عليه، كان الحرسي قاسم سليماني،  مرتبطًا بخامنئي وكان يقدم له التقارير ويتلقى منه الأوامر. 

 

 ولكن لم يكن دور قاسم سليماني مقتصرًا على قيادة قوة القدس وحدها،  بل، حسبما يقول مارك دوبوفيتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن، تولى في الوقت نفسه منصب رئيس أركان الجيش ورئيس جهاز المخابرات في نظام الملالي، وكان يعين سفراء البلدان التابعة لهذا النظام الفاشي في المنطقة.  

 

والآن وقد قتل قائد قوة القدس الإرهابية التابعة لقوات حرس نظام الملالي، قاسم سليماني ونال جزاء ما ارتكب من جرائم ضد الإنسانية . وهو العنصر الذي قال عنه قادة نظام الملالي إنه لا بديل له في ارتكاب الجرائم وإشعال الحروب.

 

وكان نظام الملالي المحبط بسبب انتفاضة الشعب الإيراني الشجاع في شهر نوفمبر تزامنًا مع انتفاضتي الشعبين العراقي واللبناني البطلين التي استهدفت ديكتاتورية الملالي وجميع عناصرها، ينوي في أعقاب الهزائم المتتالية التي لحقت به أن يجد طريقًا للخروج من هذه المشاكل المستعصية الحل، بافتعال الأزمات والتكثيف من سياسية تصدير الإرهاب قدر الإمكان. لذا شرع في المغامرة، وكان يرمي من وراء إطلاق الصواريخ وقتل المواطنين الأمريكيين والهجوم على السفارة إلى أن يجتاز الأزمات التي تطوقه كما هي عادته، غير مدرك أن هذه المرة كانت مختلفة عن جميع المرات السابقة. والجدير بالذكر أن الجلاد المنقرض قاسم سليماني، كان قد غادر لبنان وسوريا متجهًا إلى العراق من أجل المزيد من إشعال الحروب في المنطقة، وتم استهدافه لدى وصوله إلى العراق وقُتل لتفشل خططه الإرهابية.

 

 والآن، بالقضاء على قاسم سليماني، يكون قد تم توجيه ضربة قوية لإحدى القاعدتين المحافظتين على بقاء نظام الملالي، أي تصدير الإرهاب. بالإضافة إلى أن قاعدة القمع قد تلقت ضربة قاصمة لا يمكن تلافيها أثناء انتفاضة الشعب الإيراني في أكثر من 191 مدينة على يد الشعب المطحون ومعاقل الانتفاضة . وعلى الرغم من قمع انتفاضة نوفمبر بوحشية أسفرت عن استشهاد أكثر من 1500 شخص من الشعب المضطهد، وآلاف الجرحى، واعتقال عشرات الآلاف على يد قوات حرس نظام الملالي الإجرامية، إلا أن هذه الانتفاضة خلقت بداخلها بؤرة العصيان والثورة، ولن تکون مثل الانتفاضات السابقة في المواجهة بعد كسر ساق تصدير الإرهاب، وساق قمع الملالي. لأن العصيان والانتفاضة القادمة سيكونان كالنار تمامًا.