التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية مؤتمر لترسيخ بديل نظام ولاية الفقيه
بقلم: المحامي عبد المجيد محمد
يوم السبت ٣٠ حزيران ٢٠١٨ تم عقد التجمع العظيم للمقاومة الإيرانية في قاعة فيلبنت في باريس. وشارك في هذا التجمع وفقا لوكلات الانباء أكثر من مئة الف شخص حيث شارك في هذا المؤتمر وفود عديدة من مختلف دول العالم تشمل أشهر الشخصيات السياسية والبرلمانية من محافظين ورؤساء بلديات ومن الاشخاص المنتخبين شعبيا والخبراء والمختصين الدوليين في الشأن الإيراني.
وأكد متحدثو هذا التجمع على دعمهم لانتفاضة الشعب الإيراني والبديل الديمقراطي المتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ودعوا المجتمع الدولي إلى اتخاذ سياسات قاطعة وحاسمة في وجه الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وإلى الوقوف بجانب الشعب المنتفض والمحتج.
في هذا التجمع، قامت السيدة مريم رجوي بإلقاء خطاب وأعطت لمحة عامة كاملة عن برنامج المقاومة الإيراني خلال السنة التي مرت والسنة المقبلة.
وفي سياق شكر وتحية السيدة مريم رجوي للمنتفضين في داخل إيران قالت: إن أول نقطة يجب أن أشير إليها هي اشتعال شرارة انتفاضة التحرير في طهران وعامة المدن الإيرانية. وقالت السيدة رجوي مخاطبة الحضور والإيرانيين: لقد أتيت إلى هنا من قبل المقاومة التي نذرت نفسها وكل طاقاتها من أجل انتصار الانتفاضة الإيرانية ومن أجل الحرية وعظمة ومجد إيران. لقد أتيت إلى هنا لأعلن ما تريدونه أنتم أيها المنتفضون الإيرانيون.
الانتفاضة والثورة التي لن تنطفئ وستستمر بدون توقف وكل يوم تتسع أكثر فأكثر. الشعب والشبان الثوريون قد أعلنوا نهاية صلاحية عمل هذا النظام بأكلمه. نفس هؤلاء الشباب الذين ساروا وتقدموا في طريق القتال والمعارك وطريق المقاومة إلى أقصى الحدود وهذه الانتفاضة والحركة الاحتجاجية سوف تستمر تحت القمع والاضطهاد الشديد. وضع المجتمع الإيراني وضع انفجاري وغير قابل للرجعة. الوقت الان هو وقت اسقاط النظام والنصر حتمي وإيران سوف تتحرر.
الحقيقة هي أن ولاية الققيه التي تحكم إيران فاقدة لأي شرعية. هذا النظام يقع اليوم في ضائقة مالية كبيرة وقوات الحرس والبسيج المعادية للشعب الإيراني في حال التفكك والانهيار. لم يعد أحد يشتري الاستعراض والادعاء الاصلاحي الذي صمم من أجل حماية النظام وكما أن الحكومة المريضة في خضم صراع وأزمة داخلية مريرة.
أحد المؤشرات الحقيقية لاقتراب عصر اسقاط هذا النظام هو الوضع الدولي فيما يتعلق بنظام الملالي. لقد فقد الملالي ورجال الدين أهم ركيزة داعمة لهم في السياسة الدولية المتمثلة في سياسة التماشي والاسترضاء المتبعة في الماضي من قبل الحكومة الامريكية السابقة.
لقد انهار الدرع الدولي الحامي للنظام وذهب الاتفاق النووي المعروف بالصفقة النووية أدراج الرياح ولم يبقى منه سوى رجل ميت فاقد للروح. يتدحرج آثار العقوبات على كامل مفاصل نظام ولاية الفقيه ومما لاشك فيه سوف تنحسر قوة إشعال الحرب والمغامرات الاقليمية لهذا النظام في النهاية. #المقاومة_الإيرانية قبل ثلاثة عقود هي التي طالبت بتنفيذ هذه العقوبات ضد نظام ولاية الفقيه لان الملالي و قادة قوات الحرس لن يستخدموا هذا المال الطائل المكتسب من أجل تحسين وضع الشعب الإيراني أبدا بل على العكس تماما سوف يقومون بصرف هذه الاموال الطائلة على الحرب في سورية والتدخل في دول المنطقة ومن بينها اليمن ولبنان والعراق.
أحد المؤشرات المهمة الحقيقية لاقتراب عصر اسقاط الملالي هي أن النظام الإيراني متعمدا لايأتي على ذكر أي موضوع يتعلق بتشكل العلاقة بين المنتفضين والمحتجين الإيرانيين مع المقاومة الإيرانية المنظمة. هذه الحقيقة اعترف بها جميع رؤوس ومسؤولي هذا النظام عدة مرات بما فيهم خامنئي الذي أشار إلى ذلك في عدة أحاديث له في مناسبات مختلفة وادعى أن كلامه يأتي وفقا لمعلومات موثوقة حيث يقول: “ان لمجاهدي منظمة خلق منذ فترة طويلة دور ومشروع وبرنامج فيما يتعلق بموضوع االاحتجاجات الداخلية واستغلال مطالب الشعب المنتفض وكانوا قد عملوا على ذلك من مدة طويلة.” وتستنتج السيدة مريم رجوي في نهاية حديثها بأن اسقاط النظام في الطريق وقالت موجهة خطابها لأولئك الذين يبحثون عن البديل المصطنع الكاذب: “اذا كان هناك شخص يدعي بأنه يمكن الوصول لاسقاط النظام بدون منظمة قيادية وبدون المرور في ساحات وميادين التجربة والاختبار وبدون تضحية و دفع قيمة باهظة نحن نقول له تفضل ولا تتردد.“
ولكن الحقيقة القاسية هي أن اسقاط هذا النظام يستلزم وجود تنظيم ومؤسسات ومنظمات وبديل ديمقراطي سياسي قوي وقادر ونحن لسنا منافسي أحد من أجل الوصل للسلطة.
وفقاً للخطة التي أقرها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بعد الإطاحة بالنظام، يتم تشكيل حكومة مؤقتة مدتها ستة أشهر، تتمثل مهمتها الأساسية في تشكيل جمعية تأسيسية من خلال انتخابات حرة بتصويت مباشر ومتكافئ وسري للشعب الإيراني.
يجب على المؤسسين صياغة دستور الجمهورية الجديدة في غضون عامين ووضعها على منصة التصويت للشعب الإيراني. كما يتم تحديد المؤسسات الأساسية للجمهورية الجديدة، وفقا للتصويت الشعبي. لطالما قالت المقاومة الإيرانية وكررت أن الإطاحة والتغيير الديمقراطي وإقامة إيران حرة هي مسؤولية نفس المقاومة والشعب الإيراني فقط لاغير.
لقد أشرقت شمس التغيير على إيران. إنّ تغيير النظام في متناول اليد أكثر من أي وقت آخر..
بقلم: المحامي عبد المجيد محمد
[email protected]