المحتجون في العراق يحيون الثلاثاء ذكرى “أول صرخة” ضد التبعية لإيران
العین الاخباریه
المحتجون في العراق يحيون الثلاثاء ذكرى “أول صرخة” ضد التبعية لإيران – في وقت يتأهب فيه رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد علاوي لطرح تشكيلته الحكومية أمام البرلمان، الإثنين المقبل، تواصل ساحات الاعتصام استعداداتها لـ”مليونية جديدة” لإحياء ذكرى أول صرخة ضد التبعية لإيران قبل نحو 9 سنوات.
وأعلن المحتجون تنظيم مظاهرة حاشدة بوسط بغداد يوم 25 فبراير الجاري، مع اقتراب الحراك العراقي لدخول شهره السادس، لتأكيد تمسكهم بمطالب رفعوها خلال الموجة الثانية من الاحتجاجات التي اندلعت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويطالب المتظاهرون في العراق بتحرير البلاد من تبعية بغداد لطهران، والإطاحة بالنخب التقليدية على الساحة السياسية وإنهاء المحاصصة الحزبية ومواجهة الفساد.
وقال عضو اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين عدي الزيدي لـ”العين الإخبارية”: “هذه المليونية لرفض رئيس الوزراء المكلف كمطلب أول، وثانيا بمناسبة ذكرى أول مظاهرة مليونية للعراقيين ضد الفساد والنفوذ الإيراني وحكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي التي نظمت في ٢٥ فبراير/شباط من عام ٢٠١١”.
ويواصل علاوي مساعيه للترويج لحكومته، رغم إعلان المحتجين في ساحات الاعتصام وقيادات كردية وسنية رفضها لتشكيلته، مراهنا على الكتل النيابية في مجلس النواب ودعم مليشيات الحشد الشعبي الموالي لطهران.
وأضاف الزيدي، الذي لا يزال نجله معتقلا لدى مليشيات الحشد الشعبي، أن أصوات المتظاهرين تتعالى للزحف خلال المليونية المرتقبة نحو المنطقة الخضراء وسط بغداد وتطويقها للضغط على من فيها لمنع التصويت على حكومة علاوي، وتنفيذ مطالب المتظاهرين وأهمها حل مجلس النواب والمليشيات والأحزاب.
استمرار احتجاجات العراق وعلاوي بانتظار منح الثقة
وأشار إلى أنه فيما إذا لم يقدم رئيس الجمهورية برهم صالح أو من ينوب عنه على تنفيذ هذه المطالب حينها سيرفع المتظاهرون صوره وسينادون بإسقاطه حاله حال السياسيين وقادة المليشيات والأطراف السياسية.
وواصل المتظاهرون، الجمعة، طبع الملصقات واللافتات استعدادا لمليونية الثلاثاء المقبل، مع تحشيد كبير شهدته صفحات التواصل الاجتماعي التي اكتظت بشعارات مناهضة لإيران ونفوذها ومليشياتها في العراق ولرئيس الوزراء المكلف.
بغداد ليست وحيدة:
ولم تقتصر الاستعدادات للمليونية على بغداد وساحاتها بل شمل محافظات الجنوب العراقي، ففي محافظة البصرة واصل المتظاهرون اتخاذ جميع استعداداتهم للمشاركة في المليونية التي ستحتضنها ساحة التحرير في بغداد وأعدوا ملصقات ولافتات شددوا خلالها على تمسكهم بمطالبهم المتمثلة بإنهاء العملية السياسية وتشكيل حكومة مؤقتة يختارها العراقيون تكون بعيدة عن إيران ومليشياتها.
من جانبه، قال الناشط المدني عمار سرحان من داخل ساحة اعتصام البصرة، لـ”العين الإخبارية”: “ستشارك أغلبية فئات المجتمع البصري خاصة الطلبة في هذه المظاهرة المليونية، وهي تؤكد رفضنا لعلاوي، فضلا عن أنها عبارة عن تجديد للحراك الشعبي”.
ولفت إلى أن المتظاهرين سيطالبون ضمن جملة مطالبهم بالمصادقة على قانون الانتخابات وتحديد موعد الانتخابات المبكرة لتشكيل حكومة عراقية وطنية.
بدوره، كشف المتظاهر حسين الغرابي أحد متظاهري ساحة الحبوبي في الناصرية لـ”العين الإخبارية” عن أن الدعوة لميلونية الثلاثاء التي ستشارك فيها جميع المحافظات، جاءت نتيجة لتجاهل الحكومة للمطالب الشعبية منذ انطلاقة الثورة في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وعدم تحقيق أي إنجاز سياسي حتى الآن.
ولفت إلى أن الكتل السياسية لم تنكر مطالب المتظاهرين وعموم العراقيين عبر تكليف مرشح لا تنطبق عليه مواصفات ساحات المظاهرات، ما اعتبر خطوة لكسر إرادة الجماهير.
وأشار الغرابي إلى أن ذي قار هي المحافظة الأولى الأكثر استعدادا للمشاركة في هذه المليونية، وسيكون هناك زخم كبير لأهاليها داخل ساحة التحرير.
وبحسب معلومات حصلت عليها “العين الإخبارية” في وقت سابق، من مصدر حكومي عراقي، أن مسؤول الملف العراقي في مليشيا حزب الله اللبنانية محمد كوثراني المكلف من قبل الحرس الثوري الإيراني بلعب دور قائد فيلق القدس قاسم سليماني، يسعى إلى تمرير حكومة علاوي من خلال الضغط على الأطراف السياسية العراقية.
وكشف المسؤول الحكومي العراقي المطلع على مفاوضات علاوي عن أن رئيس الوزراء المكلف لم يختر أي مرشح من حكومته بنفسه، وأن جميع وزراء حكومته اختيروا من قبل كوثراني ومستشاري فيلق القدس والسفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي وقادة مليشيات الحشد الشعبي.
في غضون ذلك نقلت وكالة الأنباء العراقية الحكومية عن مصادر لم تسميها أن “مجلس النواب سيعقد جلسة استثنائية، الإثنين المقبل، للتصويت على تشكيلة علاوي الوزارية بعد إرسال كتاب من رئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي إلى رئاسة البرلمان يطلب بعقد الجلسة، فضلا عن طلب آخر لعقد الجلسة قدمه أكثر من ٧٦ نائبا.