الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إیران.. مفهوم التعبئة العسكرية ضد كورونا داخل ثالوث “الغباء، الكذب والنفاق”

انضموا إلى الحركة العالمية

إیران.. مفهوم التعبئة العسكرية ضد كورونا داخل ثالوث "الغباء، الكذب والنفاق"

إیران.. مفهوم التعبئة العسكرية ضد كورونا داخل ثالوث “الغباء، الكذب والنفاق”

إیران.. مفهوم التعبئة العسكرية ضد كورونا داخل ثالوث “الغباء، الكذب والنفاق”

 

 

إیران.. مفهوم التعبئة العسكرية ضد كورونا داخل ثالوث “الغباء، الكذب والنفاق” – في اليومين الماضيين، انتشرت أخبار حول الإجراءات التي اتّخذها نظام الملالي لمواجهة كورونا والتي تعکس في مجملها فوضی النظام وتناقضه وضیاعه وافتقاره لبرامج وأهداف واضحة في مواجهة القضية الأكثر إلحاحاً وخطورةً بالنسبة للمجتمع الإيراني في الوقت الراهن.

 

هناك تقارير تفيد بأنّ نظام الملالي قد نشر قواته في الجيش والحرس والباسيج علی مستوی المدن تحت عنوان “تعبئة القوات لمحاربة کورونا” بهدف عسکرة الأجواء الإیرانیة وتسهیل قمع المجتمع المحتقن إلی حد الانفجار واندلاع انتفاضة شعبیة جدیدة.

 

وقد حذرّت صحيفة “جهان صنعت” في 1 مارس الجاري مسؤولي الحکومة من التمهید لحدوث انفجار اجتماعي قائلةً: «الناس علی أهبة الانفجار!».

القضاء علی کورونا بالعلم أم بالتضخیم؟

في المقام الأول یجب الانتباه إلى أنّ محاربة فیروس کورونا يتوقف على الطرق العلمية البحتة تحت إشراف منظمة الصحة العالمية وإرشاداتها المقدّمة علی مستوی العالم، وأن جميع البلدان التي دخلها الفیروس وتمكّنت من السيطرة علیه قد أخذت إرشادات منظمة الصحة بعین الاعتبار وعملت علی أساسها.

 

لکن نظام الملالي هو الوحيد عالمیاً الذي سعى إلى إنزال الآلاف من قوات الجيش والحرس والباسيج إلى الشوارع والمنازل لمحاربة کورونا. وكالعادة وفي ظل الافتقار إلی أسس علمية وبعیداً عن الحکمة والدرایة، قد بدأ مسؤولو النظام بتضخیم الإجراءات المتّخذة ضد الفیروس:

–        «بـ 300 ألف فریق مجهز وبمساعدة من الباسيج، سنکون أول من يزور المنازل واحداً واحداً لاستئصال كورونا» (موقع انتخاب، نمکي وزیر الصحة، 2 مارس 2020).

–        «خطة إرسال 300 ألف فريق صحي إلى منازل الناس للسيطرة على كورونا» (موقع تسنیم، 3 مارس 2020).

–        «الإجراءات الهامة للقوات المسلحة في محاربة كورونا» (موقع خبر آنلاین، 3 مارس 2020).

–        «بدأ مقرّ مکافحة كورونا بقيادة القائد سلامي بالعمل داخل الحرس » (موقع میزان،3 مارس 2020).

–        «تم تکلیف القوات المسلحة والأجهزة المرتبطة بمكتب القیادة أيضاً بالقيام بذلك» (موقع خبر آنلاین نقلاً عن خامنئي نفسه، 3 مارس 2020).

 

وباء کورونا برعایة الغباء!

في الأسبوع الماضي، شهد الإيرانيون انتشار سیارات الشرطة في الشوارع تحت عنوان «قمع كورونا»! یشیر هذا الإجراء الحکومي بوضوح إلی وجود حراك داخل المجتمع يستلزم نشر «سیارات الشرطة» لمواجهته وصدّه. وإلّا ما هي العلاقة المنطقیة بین محاربة کورونا وبین نشر سیارات الشرطة في الشوارع وتعبئة 300 ألف من القوات المسلحة؟!

 

قبل أیام انتشرت فکاهة سوداء علی المواقع الإکترونیة تُظهر جميع جوانب النهج المتبع من قبل خامنئي ومسؤولیه إزاء فیروس کورونا مفادها:

«لقد أرسلت فیروسات کورونا الإيرانية رسالة إلی فیروسات کورونا الصينية تقول فیها: أیتها البائسات! فُرض الحجر الصحي علیکن، لكننا هنا نذهب إلی الشمال بسهولة ونسافر إلی جميع المدن تحت حمایة!».

 

مما لا شك فيه أنّ إدخال القوات المسلحة الممنهج لأغراض سياسية وأمنیة واستخباراتية حتى لو تمّ تحت غطاء محاربة الفيروس والقضاء علیه، یُعتبر وسيلة ماکرة أخرى یعزز تفشّي فيروس كورونا وتفاقمه. غباء هذه الخطوة ومکرها واضح إلى درجة أن وکالة “إيرنا” للأنباء أیضاً قد حذرّت منها بالقول إنّ: «مثل هذه الخطة تُعد عاملاً یفاقم وباء كورونا».

 

سماع دقات ساعة الانفجار الموقوتة

الواقع الحالي للمجتمع الإيراني بعد حقنه بکورونا من قبل الحكومة وتفشّي الفیروس فیه، أسوء بکثیر مما یتصوّر مسؤولو الحکومة ولا یتوقّف عند نشر بضعة آلاف من القوات الحکومیة لمساعدة الناس.

 

وكما ذكرت الصحف الحکومیة مراراً وتكراراً فإنّ الشعب لم یعد يصدق تصريحات مسؤولي النظام وبات غاضباً وعلی أهبة الانفجار بسبب أكاذيبه وتستّره علی الحقائق. ومن الممکن أن یطفح هذا الغضب العارم ویخرج عن السیطرة ویؤدي إلی انفجار اجتماعي واسع النطاق بسبب خطة النظام المتمثّلة بزیارة قوات الحرس والباسیج لمنازل الناس واحداً واحداً.

 

هذه الخطة الكارثية الحمقاء يمكن أن تؤدي إلى انفجار اجتماعي ضد النظام في ظل الظروف الحرجة الحالية، بالإضافة إلى تسريعها لوتیرة انتشار کورونا علی مستوی البلاد. لذلك تسبب صدی هذا الغضب الشعبي في یقظة خامنئي ووكلائه ومبادرتهم لحمایة مصالح النظام من الغضب الشعبي المتفّجر والتراجع عن الخطة:

 

–        «لیس من المفترض الذهاب إلی منازل الناس لاستکشاف المصابین بالفیروس. سنكتشف المشتبه بإصابتهم بکورونا من خلال التطبيق والأنظمة الإلكترونية» (موقع رویداد 24 نقلاً عن نائب وزیر الصحة، 3 مارس 2020).

 

–        «خطة الذهاب إلی المنازل واحداً واحداً تحمل بعض الغموض. يرى المنتقدون أنّ مثل هذه الخطة مکلفة وعامل لتفاقم وباء کورونا» (وکالة أنباء إیرنا، 3 مارس 2020).

 

وبالتالي فإنّ فشل الخطة القمعية للاستيلاء على شوارع البلاد ومنازل الناس تحت مسمی «محاربة کورونا»، هو انعکاس لإحداثیات المجتمع الإیراني والبتّ في أن مجرد تقدیم مثل هذه الخطة ومناورة النظام علیها توضح الأجواء المتفجرة داخل المجتمع وشرارته الموقوتة.

 

تم رسم هذه الخطة بتعليمات من خامنئي نفسه وبتوجیهاته المباشرة. كما أفاد موقع خبر آنلاین الحکومي: «تمّ تکلیف القوات المسلحة والأجهزة المرتبطة بمكتب القيادة أيضاً بالقيام بذلك».

 

مصدر تفشّي کورونا

التصریحات الأخیرة لولي فقیه النظام، تمثّل جانباً آخر من الفوضی وعدم وجود نظام متناسق في محاربة كورونا، وهو ما يعكس في الواقع مقاربة نظام الملالي وبالتحدید خامنئي في مواجهة هذه المشكلة الملحة والمصیریة التي يواجهها الشعب الإیراني.

 

خامنئي من ناحیة قد استهان بفيروس کورونا الفتاك معتبراً إیاه غیر خطیر، ومن ناحیة أخری وبالاعتماد علی أسالیب خداع القروسطائیة قد استهان بالعلوم الطبیة الثابتة والجهود المستمیتة التي یبذلها الأطباء والممرضون وتعرّضهم للمخاطر انطلاقاً من دجل المعمّمین ونفاقهم قائلاً:

 

«هذه الکارثة ليست كبيرة جداً وقد كان هناك کوارث أكبر منها. التضرّع إلی الله وطلب الشفاعة من النبي الأكرم والأئمة الأطهار من شأنه أن یحلّ العديد من المشاكل».

 

انكشفت ذروة أكاذيب خامنئي ونفاقه وخداعه للشعب الإيراني باعترافات مقرّبي النظام بناء علی أن أکثر المعداتّ والمرافق الطبية تطوّراً في مواجهة فیروس کورونا مكرسة لخامنئي وأعضاء مجلس الشوری والمسؤولین الحكومیین فقط بینما یتمّ فحص الناس عند التأکّد من إصابتهم بالفیروس لا غیر.

 

في هذا الصدد نقلت صحیفة “آفتاب یزد” الحکومیة بتاریخ 1 مارس 2020 قول رئیس مستشفی “خمیني” بالعاطمة طهران:

«لا یتمّ فحص القادمین إلی المستشفی لاشتباههم في الاصابة بفیروس کورونا. سيتمّ أخذ فحوصات منهم فقط إذا بلغوا مرحلة البقاء في المستشفى».

 

وفي حين حذّرت منظمة الصحة العالمية من خطر فیروس کورونا القاتل، يعترف خامنئي بأنه هو مصدر تفشّي الفیروس والتلاعب بحیاة الشعب الإيراني وهو یتحدّث بلهجة سوقیة عن الفیروس ویتعامل معه بشکل بدائي.

 

الردّ علی ثالوث الغباء، الکذب والنفاق

إذن نخلص إلی أنّ كل الأحداث التي وقعت في إيران بشأن كورونا في الأیام الأخیرة والمواقف التي تبدیها الحكومة في هذا الشأن، تكشف عن وجود معاقل متفجّرة في کافة أنحاء إيران تعكس النهج الغبي والكاذب والمنافق التي اتخذته الحکومة إزاء الفیروس والهدف الذي یسعی إلیه النظام من وراء إدخال القوات المسلحة والمناورات العسكرية تحت غطاء “محاربة كورونا”. وحتى هذه اللحظة قد أدّت شدة الغضب الشعبي المتفجّر إلى تراجع خامنئي.