كارثة كورونا والتحذير من أزمة أخطر!
كارثة كورونا والتحذير من أزمة أخطر! – يبدو أن كارثة كورونا وتفشيها السريع في إيران يدقان ناقوس الخطر لبقاء حكم الملالي في فترة كورونا وبعده حيث يمكن مشاهدة آثار هذا الخوف في وسائل الإعلام والعناصر الحكومية محذرة كبار المسؤولين في النظام مما يترتب على كارثة تعرض لها المواطنون من تداعيات خطيرة.
وفي هذا الشأن تفيد وكالة أنباء إيرنا المحسوبة على زمرة حكومة روحاني يوم 2مارس/ آذار 2020 قائلة: “اتسع النطاق لتفشي فيروس كورونا ليتجاوز مجال الصحة والعلاج، بالأحرى أن المصابين بفيروس كورونا والآثار الصحية والعلاجية للفيروس هي الأزمة المقدمة ولكن الأزمة المؤخرة التي تلقي بظلالها على كل أفراد المجتمع هي الآثار والضربات الاقتصادية والنفسية المميتة للمسألة، كما يؤدي تزامنها مع الأيام الأخيرة للعام (الإيراني الجديد) والتي تعد بمثابة ماكينة محركة وحافطة للاقتصاد المصاب بالانكماش في إيران، إلى أن يتسع نطاق هكذا أضرار لضعفين مما سوف يأتي بآثار وتداعيات ثقيلة وصعبة للغاية.
ومن الضروري جدًا استطلاع نطاق هذه الأزمة المؤخرة حيث من شأنها أن تبدأ من اليوم ونظرًا لارتفاع نبرة الأزمة واتساع نطاقها في كل أنحاء البلاد، يقتضي الأمر عزمًا وطنيًا وبعيدًا عن كل الأجهزة”.
وكثيرًا ما نجد هكذا تحذيرات وحالات إبداء الذعر تجاه تداعيات هذه الأزمة للحكم في وسائل الإعلام الحكومية مما يبين أن الخوف من تداعيات كورونا وتأثيرها على بقاء حكم الملالي في السلطة هو هاجس الخوف بالنسبة لمعظم المديرين والخبراء الحكوميين.
وخاطب فريدون مجلس من الخبراء الحكوميين المسؤولين الحكوميين قائلًا: “أ لا نعلم مدى خطورة تهددنا… يثير تفشي مرض كورونا المزيد من العزلة والانزاوء. وتتعرض إيران في الوقت الحالي للمشكلة في العلاقات الدولية. وعلى سبيل المثال تم إرغام الطائرة الإيرانية المتجهة نحو تركيا، على العودة إلى إيران. على السلطات والمسؤولين في البلاد التفكير حول هذه القضية. أ لا نعلم مدى خطورة تعرضنا لها ومدى تفشي مرض كورونا وما يترتب عليه من تداعيات؟” (صحيفة ستاره صبح الحكومية، 1مارس/ آذار 2020).
ومن العلامات الثابتة للصراع والنزاع بين الزمر الداخلية في الحكم هو الخوف تجاه التستر والإخفاء وسوء الإدارة وحدوث أزمات اجتماعية أخرى حيث تخوف أية واحدة من الزمرتين، الزمرة الأخرى.
وإذ أذعن موقع انصاف نيوز يوم 3مارس/ آذار 2020 بعجز حكم الملالي في احتواء المرض، يحذر من الكراهية وعدم الثقة لدى جماهير المواطنين تجاه النظام في جمع المجالات كمرض كورونا، مبديًا خوفه وقلقه تجاه تداعيات خطيرة له مما يجعل الشعب يطفح كيل صبرهم.
ويبدي هذا الموقع الحكومي قلقه بناء على حقيقة أن: “لا يعود المجتمع يتحمل أزمات نفسية وأمنية وسياسية والآن صحية بشكل متتال…” (موقع انصاف نيوز، 3مارس/ آذار 2020).
وشجب مسعود بزشكيان نائب رئيس مجلس شورى النظام أداء النظام في مواجهة هذا المرض محذرًا من أن وضع البلاد “اقرءوا حكم الملالي” سوف يتفاقم (موقع انصاف نيوز، 3مارس/آذار 2020).
والكلام الأخير فيما يتعلق بتداعيات هذه الأزمة للنظام يأتي على لسان جمشيد قزوينيان خبير حكومي حول مستقبل النظام حيث يعد بكوارث اجتماعية عظيمة: “تشير التكهنات والبحوث العلمية أنه يتم احتواء فيروس كورونا خلال بضعة أشهر قادمة وبتغيير الفصل، غير أننا سوف نواجه أزمات أخرى في مستقبل قريب. وفي حالة عدم الاهتمام بإعادة الإنتاج للثروة الاجتماعية، فسوف يتم سد الطريق الوحيد لاجتياز الأزمات. وفي تلك الحالة ينبغي انتظار كوارث اجتماعية عظيمة. وكورونا ليست المسألة وإنما القضية هي عبارة عن أزمة الثروة الاجتماعية (موقع بارسينه، 1مارس/ آذار 2020).
وتعد كارثة كورونا كجرح بجانب الجروح التي لا تحصى والتي تحمله المجتمع الإيراني من جراء نظام ولاية الفقيه، وهي الجروح التي سوف تثير المزيد من الكراهية لدى الشعب الإيراني تجاه هذا الحكم اللاشعبي واللاإيراني والتي سوف تؤدي إلى الانتفاضة وإسقاط حكم الملالي كما تكهنه الخبراء الحكوميون حيث يصفونه بـ”الكوارث الاجتماعية العظيمة”.
وتعتمد هذه الحقيقة على أساس وهو أن المصائب والبلايا التي طالت المواطنين في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي تحت حكم الملالي، جعلتهم يطفح كيل صبرهم مما أدى إلى كراهية الشعب تجاه النظام، بحيث أن حادث وأزمة من شأنهما أن يمهدا الطريق للانتفاضة والعصيان من قبل الشعب.
وما يتجلى في قاموس نظام الملالي وعملائه تحت عنوان “المشكلات الأمنية والسياسية” يترداف مع ما حدث في انتفاضة نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 جراء غلاء سعر البنزين من قبل حكومة روحاني، كما انتفض المواطنون ثانية في يناير/ كانون الثاني 2020 بعد حادث تحطم الطائرة الأوكرانية وجعلوا بشعاراتهم المطالبة بإسقاط النظام حكم الملالي المتهرئ يرتعش.