إنغريد بيتانكور: أظهر الجيل الذي تقوده مريم رجوي
أنهم يمثلون إيران الحقيقية
إنغريد بيتانكور: أظهر الجيل الذي تقوده مريم رجويقالت إنغريد بيتانكور مرشحة السابقة لرئاسة كلومبيا في المؤتمر الدولي بعنوان “المرأة قوة التغيير” عشية اليوم العالمي للمرأة 8 مارس في ستوكهولم بالسويد:
نحن نعيش في لحظة خاصة تجلعنا نفكر في الكفاح من أجل المساواة بين المرأة والرجل. فهذا هو العالم الذي نواجهه. ففي الحقيقة، إذا أردنا أن نفعل شيئًا من أجل هذا العالم، فهو تغيير نظام الملالي المناهض للمرأة في إيران.
وهذا هو السبب في تجمعنا هنا من أجل المرأة الإيرانية بعد أن يتم تغيير النظام الفاشي في إيران، والخبر السار هو أننا اقتربنا من التغيير الهيكلي بشكل غير مسبوق.
ولا شك في أن القضية من ناحية أخرى هي أنه في كل مرة نحقق النصر يسعى نظام الملالي بطرق مختلفة إلى انتقاد مجاهدي خلق بشكل لاذع وتشويه صورتهم، لأن مجاهدي خلق هم البديل الديمقراطي الوحيد لهذا النظام. لماذا أقول هذا الكلام؟ لأننا في شهر نوفمبر الماضي شهدنا نقطة تحول. حيث أن المجتمع الإيراني يشبه مستودع البارود.
فعندما قرر نظام الملالي رفع أسعار الوقود بنسبة 300 في المائة، أدى إلى إثارة بركان غضب طبقة العمال والمزارعين والباعة المتجولين وسكان ضواحي المدن الكبرى الذين كانوا يدعمون النظام الفاشي تقليديًا حسب ما يقضي العرف، أي عشوائيًا.
وكانوا يحتجون بشراسة، إذ دمروا كل شيء يحمل رمزًا أو علامة على الحكومة، وطالبوا بتغيير النظام. وهم لا يطالبون بخفض الأسعار، بل يطالبون بالإطاحة بالنظام. وبطيبعة الحال رد النظام الفاشي حسبما تقتضي طبيعته البربرية، بحمام من الدم، إذ إن قوات حرس نظام الملالي قتلت أكثر من 1500 شخصًا من أشرف أبناء الوطن في غضون يومين.
إنهم كانوا من الفقراء الجائعين العزل الذين يطالبون بالعدالة. وشاهدنا انتفاضة أخرى في شهر يناير، إلا أنها تختلف عن انتفاضة نوفبمر ومكملة لها. حدث ذلك تزامنًا مع تحطم الطائرة المدنية الأوكرانية، والطلاب هم الذين بدأوا الاحتجاجات هذه المرة، وشارك الشباب والمتعلمين والنقابات والطبقة المتوسطة في هذه الانتفاضة.
والفقر هو الذي دفع هذه الطبقة المتوسطة للاحتجاج ولم يطالبوا بحقيقة تحطم الطائرة المدنية الأوكرانية، بل طالبوا بالإطاحة بالنظام الفاشي برمته. وطالبوا بالديمقراطية وليس بالعودة إلى عصر الشاه. وكان المحتجون عاقدين العزم على المضي قدمًا وإرساء الديمقراطية الحقيقية.
ثم جاء موعد الانتخابات. وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلها نظام الملالي لحشد المواطنين للذهاب إلى صناديق الاقتراع، إلا أنه وبموجب الأدلة الميدانية يمكننا القول بأن 90 في المائة من الشعب قاطعوا الانتخابات.
وهذه هي الحقيقة. وجدير بالذكر أن رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي دعت إلى مقاطعة الانتخابات احتجاجًا على قتل أكثر من 1500 شخصًا من أبناء الوطن في احتجاجات الشهور السابقة، ودعت إلى احترام هؤلاء الشهداء. كما قالت السيدة مريم رجوي إننا شاهدنا الانتخابات الحقيقية في انتفاضتي نوفبمر ويناير، وهذا هو التصويت الحقيقي للشعب الإيراني وليست الانتخابات الشكلية التي أجراها نظام الملالي الأسبوع الماضي.
إذًا، ما هي نتيجة حديثنا؟
أولًا: بموجب المعطيات المتوفرة، فإن نظام الملالي يحفر قبره بنفسه. إذ إن هذا النظام الفاشي لم يعد قادرًا على الكذب على الشعب الإيراني والمجتمع الدولي. فالقناع الذي كان يرتديه على مدى سنوات طويلة يتهتك الآن.
وما هي الرسالة التي يوجهها هذا الوضع للعالم الغربي، من وجهة نظرنا؟ فحيثما نتمتع بحرية التعبير والقدرة على الحديث، فإننا من الوهلة الأولى نطالب قادتنا بعدم مصافحة زعماء نظام الملالي الملوثة أياديهم بدماء الشهداء. ويجب أن نطالبهم باحترام المقاومة الإيرانية والدعوة إلى الديمقراطية التي تأتي من إيران.
وفيما يتعلق بتفشي فيروس كورونا ، حاول نظام الملالي التستر على الحقائق حتى يتمكن من جذب الناس إلى صناديق الاقتراع. أليست هذه جريمة؟ كيف يمكننا أن نتظاهر بأننا مصابون بالعمى وأننا لمن نراهم؟
واليوم يمكننا أن ندرك أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والسيدة مريم رجوي هما التيار الوحيد الذي يخشاه نظام الملالي أكثر من أي خطر آخر على بقائه في السلطة. ولهذا السبب يجب علينا أن نتضامن تضامنًا كاملًا مع النساء في هذه القاعة أو في أي مكان آخر، إذ إنهن يناضلن من أجل إيصال حقائق إيران إلينا وللعالم أجمع.
فإنهن يشكلن مقاومة حقيقية، وعلى علم بالحقائق في إيران. إذ إنهن دفعن ثمن حريتهن وحرية شعبهن، ويجب علينا الوقوف بجانبهن، وهذه هي اللحظة المناسبة لذلك. حيث إنهن يمثلن إيران الحقيقية وليس الملالي.
والنساء اللواتي تعلمن القيام بدور القيادة هن الجيل الذي نشأ تحت قيادة السيدة العظيمة مريم رجوي، وأظهرن للعالم أنهن يمثلن إيران الحقيقية وليس الملالي. والإنجاز الكبير الذي تحقق بعد سنوات عديدة منحنا النصر على الملالي.
ومنذ سنتين اعتزم نظام الملالي الإرهابي قتلنا جميعًا على أيدي دبلوماسييه الإرهابيين في التجمع المقام في باريس. وعلى الرغم من كل العمليات الإرهابية التي ارتكبها نظام الملالي، إلا أن مجاهدي خلق ما زالوا على قيد الحياة ومتميزين بفعالية مستمرة،
وهذا هو أكبر ضامن لانتصار المرأة الإيرانية. ومن جانبي، فإنني أثني بشدة على أداء السيدة مريم رجوي، حيث أنهن جميعًا أعظم مقاتلين من أجل الحرية.