النظام الايراني وقبره الجاهز
النظام الايراني وقبره الجاهز – بعد الاحداث والتطورات المختلفة التي واجهت وتواجه النظام الايراني داخليا وخارجيا ومعظمها کما نرى في غير صالحه، فإن حظ هذا النظام في البقاء على دست الحکم قد بات ضئيلا جدا وإن الحديث عن إنهياره وإحتمالات التغيير في إيران باتت تطرح بقوة، والاهم من ذلك تسليط الاضواء على الدور الصاعد للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية وکونه يمثل خيارا وطنيا شاملا للشعب الايراني بمختلف مکوناته وأطيافه وشرائحه.
الجبهات المضادة ضد النظام الايراني والتي تتزايد بسبب عدوانية هذا النظام وطابعه الشرير، فإنه ومع الاخذ بنظر الاعتبار مقدار التأثير الذي يمکن أن تشکله کل واحدة منها على هذا النظام، غير إن منظمة مجاهدي خلق التي لوحدها تعتبر أکبر وأهم جبهة سياسية ـ فکرية ـ نضالية مفتوحة ضد النظام منذ أکثر من 40 عاما لأنها ومنذ أن بادر التيار الديني المتطرف في الثورة الايرانية بزعامة الخميني الى إعلان نظام ولاية الفقيه، إتخذت موقفا حديا رافضا بقوة لهذا النظام وإعتبرته شکلا جديدا من أشکال الدکتاتورية والاستبداد لکن بمضمون ديني بحت، والذي ميز منظمة مجاهدي خلق عن غيرها من الاحزاب والتيارات الايرانية الاخرى المعارضة للنظام انها الوحيدة التي لم تدخل في أية مساومة لم تقبل بمختلف عروض النظام لکي تعلن تإييدها، على الرغم من کل العروض المغرية وکذلك على الرغم من ممارسة الضغوط الفائقة عليها وتقديمها لأکثر من 120 ألف قربان من أجل الحرية.
الصراعات والمواجهات الحادة بين أقطاب نظام ولاية الفقيه والاوضاع المزرية التي آلت إليها إيران في ظل السياسات المجنونة و الحمقاء التي إتبعها ويتبعها هذا النظام الارعن، سبق وان أشارت إليها المنظمة وتوقعتها قبل سنوات عديدة خلت وأکدت بأن النظام يسير في طريق خطر جدا لارجعة فيه، بل وانها وفي غمرة ممارسة النظام لألاعيبه المکشوفة بزعم الاصلاح والاعتدال والانفتاح المزعوم على العالم من خلال وجوه محددة، أعلنت المنظمة مرارا وتکرارا في أدبياتها ووسائل إعلامها وتصريحات وخطب قادتها، بأنه لاإصلاح ولاإنفتاح ولاأي خير يمکن أن يرجى من وراء هذا النظام، وطالبت العالم بمقاطعته وسحب الاعتراف منه تمهيدا لتغييره، لکن المجتمع الدولي وعوضا من الاخذ بوجهة النظر السديدة للمنظمة بادر وفي سبيل ترضية ومماشاة نظام ولاية الفقيه الاجرامي الى وضع المنظمة في قائمة المنظمات الارهابية ولفترة 15 عاما، على أمل أن تصبح المنظمة کبش فداء من أجل أن ينتهج النظام الايراني سياسة عقلانية ويترك التطرف والارهاب، لکن الذي حدث و جرى هو خلاف ذلك تماما بل وان هذه السياسة الخاطئة والمشوهة قد ساهمت في تحجيم وتحديد و تأطير نضال وکفاح الشعب الايراني من أجل التغيير وأدت الى ترسيخ هذا النظام القمعي وجعله أمرا واقعا على کاهل الشعب الايراني الى إشعار آخر.
منظمة مجاهدي خلق التي کانت دائما سباقة الى المبادرة وإنتهاج الخطوط السياسية والفکرية الکفيلة بتطوير وإغناء النضال والکفاح الشعبي في إيران من أجل إسقاط النظام الاستبدادي، بات العالم کله اليوم يکاد أن ينظر للنظام من تلك الزوايا التي نظرت المنظمة منها للنظام الايراني، خصوصا وان الانتصارات السياسية المبينة التي حققتها المنظمة ولفتها لأنظار العالم بکونها صاحبة الدور الاکبر والابرز في التأثير على الاحداث والتطورات في داخل إيران ولاسيما من حيث إنها قادت 4 إنتفاضات عارمة ضد هذا النظام المتخلف، الى جانب إن ان معاقل الانتفاضة لأنصارها لعبت وتلعب دورا کبيرا في توجيه الضربات تلو الضربات للمراکز والمقرات المختلفة للنظام ناهيك عن دورها المميز في توعية الشعب الايراني ورفع معنوياته من أجل النضال لإسقاط هذا النظام الذي يبدو واضحا أکثر من أي وقت مضى بأن قبره جاهز لدفنه والتخلص منه للأبد.
مثنى الجادرجي