العراق – محاولات خامنئي اليائسة لعودة المياه إلى مجاريها
العراق – محاولات خامنئي اليائسة لعودة المياه إلى مجاريها – على الرغم من القتل والتهديد والخيانة ومحاولات التشويه، إلا أن ثورة تشرين في العراق حت في طرد الخادم الذي يدعمه خامنئي في العراق، من منصب رئاسة الوزراء.
والجدير بالذكر أن الحرسي الهالك في نظام الملالي ، قاسم سليماني بذل قصارى جهده بأقصى درجة من الضغط على هيكل نظام الحكم الذي يسيطر عليه في العراق ليحول دون استقالة وإقالة عبد المهدي. إذ إن سقوط عبد المهدي وحكومته ليس نيلًا من شخص واحد بعينه في العراق، بل كان نيلًا من استراتيجية الولي الفقيه في العراق.
ولتجنب توجيه ضربة لهذه الاستراتيجية، بدأ خامنئي اللعبة السخيفة باحتلال السفارة الأمريكية في العراق كورقة جديدة أسوة بما فعله سلفه خميني في احتلال السفارة الأمريكية في طهران. وهي لعبة مستعارة مضللة، لم يفشل فيها الولي الفقيه الذي لا حول له ولا قوة فحسب، بل فقد فيها الحرسي المقرب له ووزير خارجيته الإقليمي أيضًا في طريق هذه المغامرة. واضطر خامنئي إلى الاستسلام للأمر الواقع والتفكير في التعويض، وجيّش العناصر الأخرى التي يدعمها للإبقاء على منصب رئاسة الوزراء في العراق خاضعًا لتأثيره.
مشاركة المرأة وذهول مقتدى الصدر
في هذه الأثناء، تم تكليف مقتدى الصدر أيضًا بتضليل الانتفاضة من خلال بث الفرقة بين المتظاهرين لتهيئة المناخ لاستقرار الحكومة التي ينشدها خامنئي في العراق وتعيين عنصر آخر بدلًا من العنصر السابق المحروق وإبقاء وضع هيمنة الملالي في العراق على ما هو عليه. ووقع الاختيار هذه المرة على محمد علاوي لشغل منصب رئاسة الوزراء.
إلا أن مثابرة وصمود ويقظة الجيل الجديد للثورة العراقية، باتت واضحة كالشمس ولاسيما بعد مشاركة المحرك الجديد المتمثل في المرأة العراقية وفشلت كل محاولات التضليل والتزييف، وبات مصير هذا العنصر كمصير سابقة إلى مزبلة التاريخ.
والنقطة الجديرة بالاهتمام هي أنه خلال الفترة الزمنية بين سقوط عادل عبد المهدي والانسحاب المهين لمحمد توفيق علاوي، تم إحراق مقتدى الصدر بوصفه ورقة سياسية متعددة المراحل.
ومن المؤكد بنسبة 100 في المائة أن الثوار العراقيين ومن بينهم المرأة العراقية التقدمية لعبوا أهم وأكبر دور في إحراق ورقة مقتدى الصدر. وكانت هذه هي الهزيمة التي لحقت بمقتدى الصدر وأسياده في طهران.
الاعتراف بإحراق مقتدى الصدر
عدوى التخبط انتقل من خامنئي إلى قاعدة المرتزقة المحليين والأجانب. وناور موقع “فرارو” الحكومي في 6 مارس في مقال بعنوان “عزلة مقتدى الصدر”، حول هذا التخبط والارتباك . فمن ناحية، يُطلق على فشل خامنئي في العملية السياسية في العراق “الفراغ السياسي”.
ومن ناحية أخرى، يشير بأصابع الاتهام إلى مقتدى الصدر في إيجاد أصل هذه المشكلة ويلقي باللوم عليه، وفي نهاية المطاف يعترف بإحتراقه في الميدان السياسي العراقي، ويقول: “إن الجهود التي بذلها مقتدى الصدر في الأشهر القليلة الماضية بغية أن يصبح الممثل السياسي الأوحد في العراق بلا منازع أسفرت في فترة قصيرة نسبيًا عن نتيجة عكسية وقللت من نفوذه”.
ومن المؤكد أنهم شنوا الحرب على الملا مقتدى الصدر بشكل أكثر وضوحًا وصراحةً في وسائل الإعلام الحكومية. فعلى سبيل المثال، يقول أحد عناصر خامنئي ويدعى محمد صالح صدقيان، رئيس المركز العربي للدراسات في حكومة الملالي، في بيان تهديدي للملا مقتدى الصدر: “إذا تم إجراء مفاوضات كبيرة وجادة بمشاركة جميع التيارات الشيعية سوف يتم إنجاز المهمة، ولابد من استبعاد السيد مقتدى الصدر وتياره من أجل مستقبل الإسلام والعراق، ويجب عليه أن يقبل ذلك”. (موقع “ديبلماسي إيراني”، 3 مارس 2020)
شمخاني يقوم بدور سليماني في العراق تحت غطاء مكافحة وباء كورونا
في ظل غياب الحرسي الهالك سليماني، أرسل خامنئي عنصرًا آخر إلى العراق لعله يتمكن من فرض مرتزق آخر في منصب رئاسة الوزراء في العراق؛ نظرًا لأنه يعلم أن الحرسي قاآني لا يمكن أن يتمتع بكفاءة سليماني. ولهذا السبب أرسل الحرسي شمخاني إلى العراق لتسيير الأمور تحت غطاء مكافحة كورونا.
وإذا كان لدى نظام الملالي حلًا لوباء كورونا، ما عانى الشعب الإيراني الآن في ظل هذه الظروف الحرجة.
فالحقيقة هي أنه لا تشتت المرتزقة في العراق في ظل قيادة خامنئي يُحل بمثل هذه الجهود اليائسة ولا صراع السلطة ومطامع الحكومة التي صنعها الملالي في العراق قابلة للحل. ومن ناحية أخرى، نجد أن العنصر الأكثر تأثيرًا في المجال السياسي العراقي اليوم هو الوجود الدائم للشعب العراقي في ساحات الاحتجاجات والذي أسفر حتى الآن عن إلحاق هزائم متلاحقة بالمرتزقة والاستراتيجية السياسية لخامنئي في العراق.
وأمسك الشعب العراقي بزمام المبادرة وبات كل شيء يخدم مصالحه. شعبٌ لم يستسلم أمام هراوات البلطجية والقمع والغاز المسيل للدموع ولا للخداع والمناورات السياسية لمرتزقة خامنئي ولا أمام الرصاص والاغتيالات. والنصر الحتمى حليف هذا الشعب ومقاومته الباسلة.