هل يستطيع شمخاني ملئ فراغ قاسم سليماني بالنسبة لخامنئي؟
هل يستطيع شمخاني ملئ فراغ قاسم سليماني بالنسبة لخامنئي؟ – جاء في بيان رسمي صادر عن مكتب فالح الفياض، أحد المسؤولين سيئ الصيت التابعين لخامنئي في العراق، أنه ناقش خلال لقائه مع شمخاني مشكلات المنطقة وطرق حلها، والتعاون الثنائي بين إيران والعراق والوضع السياسي والاستراتيجي وتأثير فيروس كورونا على العلاقات الثنائية.
وفي ظل الأنباء المتحدثة عن الوفاة المفجعة والتدريجية لأكثر من 3000 من أبناء الشعب الايراني نتيجة لتفشي فيروس كورونا، الأمر الذي أدخل الشعب الإيراني بحزن شديد، ولفت الانتباه الدولي، جذبت زيارة شمخاني إلى العراق والنوايا التي تقف وراءها انتباه المراقبين.
وحقيقة، لماذا تمت هذه الزيارة في مثل هذا الوضع والموقف؟
التقى شمخاني خلال الزيارة مع وزير الصحة والبيئة العراقي جعفر علاوي في بغداد، مشيراً إلى تجارب جمهورية إيران الإسلامية وخبرتها في مكافحة الأمراض المعدية والقضاء عليها!!، ومعلناً استعداد نظامه لمساعدة العراق في الحرب ضد كورونا.
هنا يطرح سؤال “مساعدة إيران للعراق في الحرب ضد كورونا!” نفسه بنفسه؟
إذا كانت إيران، كما يقول شمخاني، تمتلك كل هذه التجارب في مجال مكافحة فايروس كورونا، فإذاً لماذا لم يطبقها بنفسه في إيران؟ وأين كل هذه التجارب والإمكانات والتجهيزات الطبية؟ ولماذا لا يتم استخدامها في هذه الحالات الحرجة والطارئة لإنقاذ أرواح المواطنين المصابين بكورونا؟
لماذا لا يوجد في إيران القابعة تحت حكم الملالي الحد الأدنى من التجهيزات مثل الأقنعة والمواد الهلامية والمطهرات؟ لماذا لا توجد معدات وفريق لمكافحة كورونا؟ لماذا يتزايد عدد المرضى والضحايا تدريجياً من لحظة إلى أخرى؟
كل يوم يتم نشر مقاطع فيديو لمرضى يتساقطون في الشوارع والمترو والأزقة والأسواق في المدن المختلفة في جميع أنحاء إيران على شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يدمي قلب كل إنسان بشدة.
كيف يموت عشرات الأطباء والممرضين الإيرانيين من التعب الشديد ونقص معدات الصحة والسلامة أثناء خدمة المرضى، في الوقت الذي ينفق فيه الحرسي شمخاني أعطيات سخية من جيوب الأمة الإيرانية في سبيل خدمة الأهداف الإرهابية وإعادة العراق لحضن نظامه، وفي حين أعلن الجانب العراقي بشكل لا لبس فيه أنه أغلق حدوده الخمسة مع إيران.
من ناحية أخرى، تكتب وسائل الإعلام في الأخبار والتحليلات التي نشرتها حول هذه الزيارة: بأن زيارة علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إلى بغداد تهدف إلى سد الفجوة الناجمة عن غياب قاسم سليماني لاستمرار نهب ثروات العراق وابقاءه تحت سيطرة خامنئي.
هذا هو المضمون الذي يمكن فهمه من بين أسطر الكتابات والمقابلات والدعاية التي يبثها نظام الملالي ووسائل الإعلام الحكومية الخاصة بهم عن هذه الزيارة، ويوضح مقدار التعازي والخسارة التي تلقاها هذا النظام بفقدانه هذين الإرهابيين القتيلين من المشهد العراقي.
ويوضح أيضاً حقيقة أن خامنئي اليائس لم يتمكن من ملء الفراغ بوجود الحرسي قاآني، لذلك سعى لملئه، كما يزعم، بحرسي لديه تاريخ إجرامي كبير، لعله يكون قادرًا على تنفيذ سياساته الإقليمية، ولكن هل يمتلك نظام الملالي اليائس والمرهق مثل هذه القدرات؟
إن تدخل خامنئي السافر هذا وسياسته الخبيثة وإشراك الحرسي شمخاني مع مرتزقة خامنئي في العراق قد حظي بردود أفعال من قبل الثوار العراقيين حيث أصدرت اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين بياناً حول ذلك.
وأدانت اللجنة زيارة شامخاني المشبوهة للعراق معتبرةً الزيارة مفروضة من قبل رئيس الوزراء العراقي الذي يتمتع بالولاء التام للنظام الإيراني، وأصرت اللجنة على أن استمرار حقد وكراهية النظام الإيراني للعراق وشعبه وتدخله في الشؤون الداخلية العراقية يأتي في سياق تحدي لإرادة الشعب العراقي الذي يرفض وجود النظام الإيراني وذيوله وأتباعه في العراق.
وأكد الثوار العراقيون الذين يمثلون انتفاضة الشعب العراقي على شعار “إيران برا برا، بغداد تبقى حرة” وخاطبوا شمخاني قائلين: “عد من حيث جئت، لست مرحب بك هنا، لأنك رمز للقتل والذبح والإرهاب، والشعب العراقي، بكل مكوناته، يرفض وجودك المشبوه”.
هل يمكن لخامنئي أن يضع شمخاني في مكان فراغ قاسم سليماني ويحقق نفس الإنجازات؟ وهل يمكنه أن يعيد المياه لمجاريها والأجواء نفسها كما كانت؟
في الرد يجب القول أنه في الوقت الذي كان يملك فيه خامنئي كل من قاسم سليماني وسياسة الاسترضاء الغربية ومرتزقه الخبيث المالكي، ومعارضة وحيدة قوية وقادرة في أشرف وليبرتي في شركه، لم يستطع حينها عمل أي شيء، فما بالكم وقد غدى بديله الديمقراطي المتمثل بالمجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة ومجاهدي خلق الآن، يتمتع بكل هذا الدعم الشعبي الواسع في داخل وخارج إيران، وماذا سيفعل نظامه في أعقاب كل هذه الأزمات المحلية والدولية المزمنة التي يعاني منها؟ والاوضاع المتقجرة في داخل ايران وانتفاضة الشعب العراقي لتحرير العراق من مخالب خامنئي.