إيران..الشعب الإیراني ضحیة وباء الشعوذة الحکومية ودجلها
إيران..الشعب الإیراني ضحیة وباء الشعوذة الحکومية ودجلها -في الوقت الذي يتطلب فيه الانتشار الواسع لفيروس كورونا في إيران و ما ينجم عنه من أضرار مالية ونفسية جسیمة، إرادةً وطنیةً حازمةً، فإنّ الجهاز الدعائي للملالي بشكل عام وحسن روحاني بشكل خاص يتبعان نهج المراوغة والشعوذة الذي لطالما فتح جروح الشعب الإیراني وعمّقها.
فمنذ اليوم الأول لظهور کورونا في إيران، اتبعت الماكينة الدعائية للملالي نهجين تمثّلا في إخفاء الحقائق من جهة، وممارسة البروباغاندا الإعلامیة الواسعة حول إجراءات النظام في مواجهة کورونا وتقدیمه للمساعدات من جهة أخرى.
ومن سخرية الأقدار أنّ نهج النظام الدعائي والأمني والاستخباراتي المناهض للشعب، واللاإنساني ، قد أدّی إلى انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء إيران مما جعل البلاد بؤرة لتفشّي الفیروس وتصديره إلى بلدان أخرى.
في أحدث مثال على النهج الذي یتبعه حسن روحاني إزاء أزمة کورونا الوطنية، نستمع إلى تصريحات له لا تمتّ بصلة لواقع وباء كورونا في إيران، إضافة إلی أن هذه التصریحات تستهزئ بمعاناة الشعب وآلامه الیومیة في حربه الشرسة وغير المتكافئة مع الفیروس.
كورونا أصبح القضية الأکثر إلحاحاً وأهمیةً وخطورةً بالنسبة للشعب الإيراني لا بل بالنسبة للعالم بأسره، وبینما یتفشّی هذا الفیروس القاتل بسرعة فائقة في إیران منذراً بحدوث مجاعة وشیکة، قدّم روحاني في اجتماع الحكومة یوم الأربعاء الموافق 11 مارس أوصافاً خرقاء خالیة من أدنی إحساس بالقلق والتوجّس بالنسبة لوضع الشعب الإیراني الذي یعاني من أزمة کورونا قائلاً:
«إنّ فيروس کورونا ليس أكثر خطورةً من الفيروسات الشبيهة بالإنفلونزا، لا أقصد جعل هذا الفيروس صغيراً، لكن لا ينبغي علینا جعله أكبر من الواقع». (وکالة مهر للأنباء، 11 مارس 2020).
تتجلّی ذروة بذاءة الشخص الثاني في نظام الملالي وعدم اکتراثه بأرواح الناس وحیاتهم، بتصويره الفیروس علی أنه فیروس طبيعي وعادي وإحالته إلی القدر والقضاء ببرودة أعصاب، كما لو أنّ الشعب الإيراني قد تعرّض بشكل طبيعي لمثل هذا الفيروس وبالتالي «يجب علیه أن يقضي هذه الفترة» حسب ما قاله المعمّم روحاني:
«يقول الأطباء أنّ فيروس کورونا ليس أكثر خطورةً من أنواع الإنفلونزا الأخرى. يجب أن نقضي هذه الفترة»! (المصدر نفسه).
لأكثر من 70 یوماً، يعاني جزء كبير من العالم من کورونا، ذلك الوباء الذي أصبح «أكبر کارثة وبائية یشهدها التاریخ الإیراني المعاصر» حسب ما وصفه موقع “آتلانتیك” في 11 مارس 2020.
لكن حسن روحاني وبصفته رئیساً لإیران وبالتصریحات التي یتوّجه بها إلی الشعب الإیراني، لم یبالي ولم یظهر أدنی إهتمام وجدیة وعزم لمواجهة هذه الکارثة المروِعة، لا بل أنه قدّم سيركاً ومسرحية هزلیة بالقول إنّ:
«إلغاء عطلة نوروز مستحيلة،سيتمّ فحص صحة الناس عند مخارج المدن، لدى الناس بعض النقاط والمعتقدات خلال العيد، يجب مراعاتها و العمل بها، بالطبع هذا العام یجب علی الناس إدارة مراسمهم بشكل جيّد، وعلیهم توخّي الحذر إذا ما حضروا إلى الأماكن المقدسة» (المصدر نفسه).
الشعوذة المتأصلة في شخصية وکیان حسن روحاني، تجعله عرضة للسخرية الدائمة من قبل الشعب الإيراني وحتى أولئك المقرّبین من النظام .
لكن هذه التصريحات لروحاني والتي تخطت کل حدود الغباء والحماقة، تخالف جميع تصريحات منظمة الصحة العالمية ونهجها التوجيهي الذي يعتبر «الحجر الصحي» أکثر الطرق فاعلیةً وکفاءةً في محاربة کورونا.
هذا وقد أكدّت جميع تجارب البلدان التي خاضت حرباً بمواجهة کورونا وعلی رأسها الصين (بؤرة تفشّي الفیروس) ، على المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية.
لذا يجب على المرء أن يتسائل عما هو قصد روحاني وهدفه من التستّر علی «أكبر کارثة وبائية یشهدها التاریخ الإیراني المعاصر»؟
لا شك أنّ هدف روحاني ومسؤولي نظام الملالي فيما يخص قضیة کورونا یتمثّل في محاولات التقليل من حجم هذه الأزمة الوطنية وتقزیمها من أجل إخفاء واقع الکارثة من جهة، والتباهي بالقدرة والهیمنة السياسية والحكومیة من جهة أخرى.
وهو ما يؤکّد السياسة الغادرة لنظام الملالي و یوضّح سبب التستّر علی دخول كورونا إلى مدینة قم لمدة 28 یوماً من أجل إجراء مسیرة إحیاء ذکری 11 فبرایر 1979 ومسرحیة الانتخابات التشریعیة في 21 فبراير 2020.
تصريحات روحاني القائمة علی مبدأ التقليل من وباء فيروس كورونا والتقلیل من أهمیته وخطورته وعدم فرض الحجر الصحي علی المدن الموبوءة وعدم إغلاق الدوائر الحکومیة، تُعّد جريمة نکراء وخیانة واضحةً تستهدف صحة وسلامة الشعب الإيراني الذي يعاني حالیاً من وباء دجل الحكومة وشعوذتها المستمرة.
باشر هذا الشعب إلى القيام بمبادرات فردیة وجماعیة لمساعدة الآخرین والحدّ من معاناتهم الناجمة عن استشراء فیروس کورونا بعد أن یأس تماماً من نظام ولایة الفقیه وحكومته العميلة.
تؤكد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرجل الثاني في نظام الملالي (روحاني) من جدید، أنه في ظل الأزمة الوطنية الناجمة عن تفشّي فیروس كورونا.
لا يوجد خیار أمام الشعب الإيراني لاحتواء الأزمة سوی التلاحم والتمسك بالوحدة الوطنية للقضاء علی الفيروس الحكومي الذي يقف حائلاً أمام فاعلیة الحلول العلمية والخبرات المكتسبة خلال الشهرين الماضيين في مساعدة الشعب الإیراني والحفاظ علی حیاته.
الهروب من المساءلة
في حين يتمّ رصد تقدّم وانتشار فيروس كورونا من الصين إلى إيطاليا لحظة بلحظة من قبل الحكومات ، فإنّ إيران -الموبوءة بالملالي والدجّالین- لا وجود فيها لأي شخصیة حکومية مسؤولة من شأنها أن تجیب علی الأسئلة المتعلّقة بانتشار الفیروس وتزیل الغموض الذي یکتنف هذه القضیة بعد ثلاثة أسابيع من الإعلان الرسمي عن انتشار الفيروس في البلاد.
فقد بقی خامنئي صامتاً طوال هذا الوقت، وظهر في مکانین معزولین فقط دون أن يصرّح بشيء.
صرح بزشکیان نائب رئيس مجلس الشوری في 10 مارس 2020 :
«ما سمعته هو أن مسؤولية أو قيادة هذه القضية قد انتقلت من وزارة الصحة وباتت ملقاة على عاتق الحكومة».
یقصد أنّ خامنئي قد سلّم المسؤولية لروحاني لذا علیه الحضور في الساحة.
وقال بزشکیان في نفس التاریخ إنه: «يجب أن تكون الحکومة ورئيسها حاضرين في الساحة، لا أن یدفعا وزيراً إلی الواجهة ویکون عالقاً بقضایا العثور علی الأموال وشراء الکمامات والأدویة أو عدم شرائها».
فجاء ردّ روحاني -الذي دفع بوزير الصحة في حکومته إلی الواجهة وفرّ هارباً- بأنه يعقد اجتماعاً أسبوعياً على الأقل وأفاد :
«ینعقد علی الأقل اجتماعاً واحداً في الأسبوع برئاستي وإدارتي شخصیاً».
لکن هذا المعمّم المحتال لا یتکلّم عمّا يفعله في الأيام الستة الأخرى من الأسبوع، فقد صرح بإنه إذا لم یحضر يوماً ما، فسیحضر الشخص الموجود في الحجر الصحي (نائبه):
«إذا كانت لدي مشكلة، فإن نائبي الأول سيحضر».
في اليوم نفسه ورداً علی تصریحات روحاني، قال المعمّم ذوالنور مخاطباً الرئیس:
«في الوضع الحالي حیث أدّی تفشي فیروس کورونا إلی شلّ حرکة البلاد، لا یمکن أن نتصوّر وجود أمر أکثر أهمیةً من محاربة كورونا».
في هذه المعمعة، تبقی أرواح الناس المتصارعة مع فیروس کورونا الفتاك، الأمر الفاقد للأهمیة کلیاً بالنسبة لنظام الملالي اللاإنساني وعملائه المجرمین.