كلمة مريم رجوي لمناسبة بداية شهر رمضان المبارك
كلمة مريم رجوي لمناسبة بداية شهر رمضان المبارك – أخواتي، إخوتي الأعزاء تحية لكم
تقبل الله صلاتكم وصيامكم
من المؤكد أن القائمين الحقيقيين للصلاة والصوم هم الذين يقومون من أجل العدالة والحرية.
تحية للمواطنين الأعزاء،
في المعركة ضد أعداء الحياة والحرية وحقوق الشعب الإيراني، يعد شهر رمضان، شهر التقوى ذات الصبغة التحررية، من أجل صقل الإرادات وتزكية النفوس وتقوية عزم الجهاد لدى المجاهدين أكثر فأكثر.
شهر التساؤل عن جوع أصحاب الطبقات الدنيا وحرمانهم بسبب هذه المعاناة الطويلة، حتى يفيق ضمير المجتمع البشري في ضوء عبادة الصوم، ويتساءل إلى متى يستمر الظلم؟ إلى متى سيبقى الجوع؟ إلى متى سيتم زج الناس في أتون المرض والفقر ؟
نعم، شهر التساؤل عن الظلم بحق من لا ملجأ لهم، ومصير المرضى، وأولئك الذين تم إقصائهم وتهميشهم ودفعهم إلى السكن في بيوت الصفائح.
من المواطنين الذين استُلب حقهم في الصحة، ومن المواطنين الذين سحقت أقدام أصحاب العمائم الوحوش النهابين حقهم في الحياة الحرة والمتكافئة.
في نفس الوقت، رمضان هو شهر الإمام علي (ع)، شهر قائد المحرومين والمضطهدين. شهر إمام العدل ونشر العدالة.
لقد قال الإمام علي عن مفهوم العدالة: «وَالْعَدْلُ سَائِسٌ عام»
أي أن العدالة هي الحارس والوصي للجميع، أي المجتمع كله والشعب والنظام العام. لكن نحلة وممارسة الملالي، على النقيض تمامًا من سيرة الإمام قائمة على الظلم والجريمة والنهب.
شهر رمضان هو الشهر الذي يفضح فيه أمر الملالي الحاكمين أكثر عما فعلوه بحق جماهير الشعب.
في مرآة رمضان، تظهر صورة أصحاب السيارات الفارهة التي تبلغ قيمتها مئات الآلاف من الدولارات وركابها أمام الغالبية العظمى من الذين يحترقون من المرض ويتضورون جوعًا وفقرًا وقهرًا.
صورة من الموائد الملونة لأقلية صغيرة أمام الموائد الفارغة لعشرات الملايين من الإيرانيين المنهوبة أموالهم.
صورة القصور والفيلات والعيش الملوكي للملالي أصحاب المليارديرات المكروهين أمام سكان الأكواخ المغلوبين على أمرهم.
المواطنون الذين ليس لديهم عمل لكسب لقمة العيش، ولا سكن لائقا للعيش فيه، ولا دواء وعلاجا للتخلص من المرض. اولئك الذين ليس لديهم أي شيء للأكل على المائدة كل يوم لا يخرج من المنزل من أجل كسب لقمة عيش رغم تفشي كورونا. ومع ذلك، فإن بيوتهم الضيقة والمرطوبة المزدحمة ليست مكانًا لحمايتهم من كورونا.
لماذا هم في هذا الوضع؟ لأن الملالي الحاكمين سرقوا الثروات والحقوق التي تعود للشعب.
وصاروا مثلا لما يقوله القرآن الكريم:
أَرَأَیْتَ الَّذِي یُکَذِّبُ بِالدِّینِ
فَذلِکَ الَّذِي یَدُعُّ الْیَتِیمَ
وَلا یَحُضُّ عَلی طَعامِ الْمِسْکِینِ
فَوَیْلٌ لِلْمُصَلِّینَ
الَّذِینَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ
الَّذِینَ هُمْ یُراؤُنَ
وَیَمْنَعُونَ الْماعُونَ
وفسّر الأب طالقاني في كتاب تفسيره «قبس من القرآن» مفهوم الماعون: «إذا كانت صلاة المصلين بعيدة عن الرياء ومن أجل التقرب إلى الله، يجب أن يسعوا لتكون موارد الحياة وسبل كسب العيش في متناول الجميع. يجب أن يحققوا الحقوق المشروعة للشعب، وأن تكون أعينهم مفتوحة أمام الله وأيديهم مبسوطة لمساعدة الفقراء والمظلومين. إذا كانوا على هذا النحو واعتبروا أنفسهم مسؤولين عن الناس، فقد أدوا حقًا الصلاة بالمعنى والشكل، وإلا فهم مراؤون وليس إلا؛ ولا مقيمي الصلاة بما تعنيه الكلمة..
الماعون بمقتضاه الطبيعي هو كل ما ينتفع به عموم الناس، وأما من يقيّده ويحرم العموم من الانتفاع به فهم نفس الأشخاص المانعون والغاصبون.
لذا، من أجل العودة إلى حالتها الأصلية والطبيعية، وهي تعميم موارد الثروة، يجب إزالة هذه الحواجز والموانع ويجب قطع أيديهم».
نعم، يجب قطع أيدي اللصوص والظالمين عن حقوق الشعب الإيراني. ويجب الإطاحة بحكم الظلم والنهب والاستبداد.
خلال حكم الملالي، رمضان كل عام، كان رمضان الجوع والحرمان والإجبار لغالبية الشعب. والآن أصبح الأمر أكثر إيلامًا وقد أضيف إليه المرض والمأساة والألم بسبب نشر كورونا من قبل الملالي وعشرات الآلاف من ضحاياها.
كورونا، بالطبع، جائحة عالمية. ولكن في إيران، وبسبب نظام ولاية الفقيه، فإن القضية مختلفة بسبب نظام معاد للإنسان ومعادٍ للإسلام ومعادٍ لإيران.
وكما قال قائد المقاومة مسعود رجوي، لا ينبغي مقارنة الوضع في إيران والنهج الذي اتخذه النظام حيال كارثة كورونا بما يجري في الدول الأخرى. الحديث هنا عن النموذج الصيني أو الأوروبي والأمريكي، سير في المتاهة.
ليس نهج خامنئي وروحاني إلا لحماية النظام من خطر الانتفاضة. لذا، تمامًا مثل الحرب الإيرانية العراقية ومذبحة السجناء السياسيين، فقد اعتمدا استراتيجية مذبحة المواطنين وزجّهم في حقول ألغام كورونا. ومثلما توقعت وزارة الصحة للنظام بحلول عشرين مايو، قد يرتفع عدد المصابين إلى مليون و160 ألف شخص.
مع المرضى المتألمين الذين تركوا على حالهم على أرصفة الشوارع وحوالي المستشفيات، وقبور لا تعد ولا تحصى، وإحصائيات مروعة لضحايا كورونا وخطر المجاعة العامة، وجيش الجياع وحتى دفن الكتاكيت الجائعة حية…
هذا هو وضع المجتمع الإيراني المضطرب في ظل حكم لا إنساني.
نظام معاد للبشر، مع سجل حافل من الممارسات المعادية للإنسان
نظام معاد للبشر، مع سجل حافل من الممارسات المعادية للإنسان على مدى السنوات الأربعين الماضية وسياسة معادية للبشر في الوقت الراهن.
في عام 1982، وفي استخلاص لنشاطات السنة الأولى من المقاومة المسلحة قال مسعود: «نحن نعتبر نظام خميني ديكتاتورية الدجل والمعادية للبشر. … لماذا نقول هذا النظام وحسب طبيعته يعادي البشر؟ لأن الكلمات المعادية للأخلاق والمعادية للثورة لا تعبر الواقع. كلمات ضد الشعب وضد الثورة كانت تخص نظام الشاه. ولكن من موقع ما دون الرأسمالية، أي من منطلق حركة خميني، بالنظر إلى حجم جرائمه، فإن حقيقة كلمة “معادي للبشر” معبرة أكثر نظرًا لأن هذا النظام يعمل على الدوام على إهلاك الحرث والنسل».
مع هذا الوصف، دعونا الآن ننظر إلى ما فعله هذا النظام منذ بداية حكمه حتى اليوم؛ في الواقع، لا يمكن تفسير هذه الكوارث إلا بكلمة ”معاداة للبشر“. هذا النظام لم يقمع وينهب فحسب؛ بل دمر وأحرق وجفف واقتلع. ويمكن رؤية ذلك في كل الساحات: في البيئة والاقتصاد والأخلاق وثقافة المجتمع والتعليم والبنية التحتية والقرى والمدن والموارد المائية للصناعة والزراعة والصحة والعلاج والتأمين الاجتماعي.نعم، دمّر كل المجالات وجعل البلاد خرابًا.
لقد دمر نظام الملالي على مدى 40 سنة أساس الصحة والرفاهية للمجتمع إلى حد كبير وجعل مجتمعنا وبلدنا غير قادرين على الدفاع عن نفسيهما ضد الأمراض المنتشرة.
التستر والتهاون من قبل النظام، سبب تفشي كورونا بسرعة في إيران
عندما انتشر فيروس كورونا في إيران وتم التعرف على أول حالات وفاة، أخفاها الملالي بسبب مسرحية 11 فبراير ومهزلة الانتخابات. ولاحظتم، كيف اعترف وزير داخلية الملالي صراحة أنه لم يقبل نصائح وطلبات لتأجيل الانتخابات. هذا يعني أن كورونا كانت تنتشر وكان الملالي منهمكين في إقامة تلك المهازل.
ونشرت لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عشرات الوثائق من خدمات الطوارئ وقوى الأمن الداخلي للنظام، ولم تترك أي شك في أن روحاني يكذب بأنه قد اطلع على تفشي كورونا في 19 فبراير / شباط. إذ إن الوثائق تظهر أن سيارات الإسعاف كانت تنقل المرضى المصابين بكورونا منذ العشر الأخير من يناير.
وأخيرًا بعد ثلاثة أشهر من النفي والإنكار، بدأ عناصر ومسؤولو النظام في الاعتراف بعد منتصف أبريل / نيسان بذلك.
فقال وزير الصحة في حكومة روحاني إنه في العشر الأخير من يناير، أي قبل شهر على الأقل من 19 فبراير، حيث يدعي روحاني أنه اطلع عليه، طلب عقد اجتماع طارئ لقطع الرحلات الجوية إلى الصين وطلب بإغلاق المدارس والاجتماعات والمراقد الدينية.
وقال جلالي، رئيس الدفاع المدني للنظام على شاشة التلفزيون، إنه عندما انتشر فيروس كورونا في الصين، «عقدنا اجتماعات داخلية في يناير. ولخصنا الوضع، ورصدنا الحالة بشأن ما سيحصل. في 25 يناير عقدنا أول اجتماع رسمي ودعونا جميع الجهات ذات العلاقة… ».
لذا من الواضح جداً أن التهاون المتعمد من قادة النظام منذ يناير، بهدف منع تسرب خبر انتشار كورونا، فتح الباب لانتشار سريع للمرض في جميع أنحاء إيران.
وبعدما لم تترك الزيادة المروعة في عدد الضحايا مجالًا للإخفاء والإنكار، لجأ خامنئي وروحاني إلى سياسات وأفعال لا إنسانية.
تصغير وتصوير أزمة كورونا كحالة عادية
تم تنفيذ هذه السياسة في عدة مناحي وهي مستمرة:
أولا، تصغير وتصوير أزمة كورونا كحالة عادية. ويكرّر خامنئي: «هذه البلية ليست كبيرة جدا وكانت لدينا أكبر من ذلك».
ويزعم روحاني دائما أن الوضع يتجه نحو التحسن.
إنهم يقلّلون من عدد الضحايا حتى لا يتخذوا إجراءات لمكافحة المرض.
ترك الحدود الدنيا لوظائف الحكومة
الساحة الثانية في سياسة الملالي المعادية للبشر هي أنهم تركوا ما هو واجب لأي حكومة في حالة الطوارئ.
أي أنهم لا يعزلون المدن المنكوبة بالأزمة، ولا يوفرون ميزانية المستشفيات ومعداتها، ولا يدفعون رواتب الممرضين والممرضات والأطباء، ويرفضون بناء مستشفيات جديدة بشكل عاجل، ولا يقبلون دفع رواتب للعمال والموظفين الذين يجب عليهم ترك مواقع عملهم.
ويرفضون تخصيص التسهيلات الحكومية، وخاصة الموارد المالية والتقنية المتراكمة في الشركات القابضة وشركات قوات الحرس واللجنة التنفيذية التابعة لخامنئي.
استراتيجية مذبحة المواطنين وزجهم في حقول ألغام كورونا
الساحة الثالثة من هذه السياسة هي دفع الوضع الحالي نحو حالة تنجم عنها وفيات بأرقام هائلة. يعيدون الكادحين والمواطنين العزل إلى وظائفهم على نطاق واسع. وذلك بدون معدات، وبدون فرق جاهزة وحالات طوارئ طبية، ودون خلق ظروف تمنع انتشار المرض. ماذا يمكن أن تفعله جماهير العمال والموظفين ومرتادي الدوائر الحكومية في ازدحام الناس المتلاصقين في مترو الأنفاق والحافلات وأماكن العمل؟ ألايعني هذا أن النظام يقودهم عمدا إلى الموت؟
لماذا؟ لأن خامنئي وروحاني، بنفس النهج الذي تم اعتماده في الحرب الإيرانية العراقية ومذبحة السجناء السياسيين لحماية النظام من خطر الانتفاضة والسقوط، اعتمدا استراتيجية مذبحة المواطنين وزجهم في حقول ألغام كورونا.
في كتابه “الحكومة الإسلامية”، الذي نشره قبل وصوله إلى السلطة، يجيز خميني القتل الجماعي لـ “طائفة واحدة” لمصالح الحكومة.
وعندما وصل إلى السلطة، وصف حربه المشؤومة مع العراق بأنها نعمة إلهية للوصول إلى القدس عبر كربلاء، وذلك بمليون قتيل على الجانب الإيراني وحده.
وعندما هُزِم في الحرب، قتل 30 ألف سجين سياسي كانوا يقضون فترة حبسهم في مذبحة من أجل الحفاظ على النظام.
والآن يقول خليفته خامنئي بدم بارد ومن منطلق إجرامي: “هذه المشكلة صغيرة مقارنة بالعديد من المشاكل الأخرى”.
لن ننسى أن خامنئي هو الذي أمر بعمليات مسلسل الاغتيالات في تسعينات القرن الماضي.
وهو الذي أصدر أمره في اليوم الأول بعد بداية انتفاضة نوفمبر بالقتل وفتح النار على المتظاهرين بحرية.
كان خامنئي هو الذي أمر بطرد أطباء بلا حدود من إيران. بينما كانوا قد جاءوا إلى أصفهان حسب توافق سابق مع وزارة الخارجية للنظام نفسه، لإقامة مستشفى على الفور.
نعم، خامنئي هو الذي أصدر فتوى جنونية وخلافًا لروح الإسلام بشأن غسل ودفن متوفي كورونا كالعادة، وهو ليس سوى انتشار متعمد لفيروس كورونا.
لهذا السبب، منذ اليوم الأول للأزمة، استهدف قائد المقاومة مسعود، كورونا ولاية الفقيه.
والواقع أن ”بيت العنكبوت“ الخاص لخامنئي هو مركز لتصدير الموت والمرض والإرهاب والتعذيب والنهب والفساد. ولهذا السبب يندفع الشباب المنتفضون وتعمل انتفاضات الشعب على إسقاطه.
الحدود الدنيا من الواجبات لحكومة وطنية
أيها المواطنون الأعزاء،
لو كانت سلطة شعبية قائمة على أصوات المواطنين في إيران بدلًا من نظام ولاية الفقيه، لكانت تنفذ الحدود الدنيا من الواجبات:
– بادئ ذي بدء، كانت تعلن حالة الطوارئ على صعيد البلاد وتناقش القضية مع المواطنين، ولا أن تغفل وتفاجئ 80 مليون إيراني في قضية تتعلق بحياتهم وموتهم.
– بعد ذلك، كانت تلغي مهزلة 11 فبراير ومسرحية الانتخابات للنظام.
– بدلاً من الملالي وقوات الحرس والباسيج وعناصر المخابرات سيئة السمعة، كانت تعطي المسؤولية لأهلها، أي الأطباء والخبراء، لإغلاق المرافق العامة -حيثما كان ذلك ضروريًا- من المساجد والأضرحة إلى دور السينما والمسارح، وقطع الرحلات والتنقلات إلى المناطق الملوثة، والقيام بالحجر الصحي عند الضرورة.
-كان على حكومة وطنية تسليم الإدارة والسيطرة على الوضع للمجالس الشعبية في مختلف المناطق الحضرية والريفية.
– بذل قصارى الجهد لتوفير احتياجات الناس والمستشفيات.
– خلال فترة الحجر الصحي، تغطية رواتب العمال والموظفين والمعلمين وجميع الكادحين.
– تقديم أموال الشعب وممتلكاته التي احتكرها النظام لنفسه، إلى الشعب ووضعها في خدمة الشعب.
تدعم حكومة وطنية بقوة الممرضين والممرضات والأطباء. وتوفر الراحة للعائلات والأطفال. تضاعف الدوامات ونوبات العمل بأضعاف. وتوفر المعدات التي يحتاجها الأطباء والممرضات وجميع العاملين بالمستشفيات حتى لا يصابوا بالعدوى. وتتولى دفع قروضهم، وتزيد رواتبهم حتى يتمكنوا من خدمة المرضى بكل وسعهم.
كما أنها تضع على عاتقها دفع ديون الصناعات، وخاصة الشركات والصناعات الصغيرة، لمنعها من الإفلاس ولمنع بطالة عامليها.
يمكن لحكومة وطنية وشعبية بالتأكيد أن تجذب تعاون ومساعدة المزارعين والبستانيين ومربي المواشي ومنتجي المواد الغذائية جميعا لإنتاج طعام صحي بأسعار منخفضة.
دعوني هنا في خضم هذه المناقشة، أوضح نقطتين: الأولى هي أن عدد سكان إيران قليل حقًا مقارنة بالصين والهند وإندونيسيا وبنغلاديش، والآخر هو أن ثروة إيران كبيرة جدًا حقًا مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى. من موارد النفط والغاز والمناجم إلى موقوفات الإمام الرضا في أستان قدس رضوي (الروضة الرضوية).
في بدايات عام 2018، كتب أحمدي نجاد عن الثروة المتراكمة في المؤسسات التي يسيطر عليها خامنئي بأنها تعادل 700 تريليون تومان من المال آنذاك. في ذلك الوقت، كان سعر صرف العملة الإيرانية مقابل الدولار أكثر من ثلاث مرات ونصف مما هو عليه اليوم. في ذلك الوقت، كان الحد الأقصى لكل دولار في سوق طهران 4495 تومان، واليوم هو 16500 تومان.
إذن أكرر النقطتين: الأولى هي أن عدد سكان إيران قليل جدًا مقارنة بالهند والصين، والآخر هو أن ثروة إيران كبيرة جدًا مقارنة بالعديد من البلدان. لذا كانت المشكلة منذ القدم في بلادنا، هي النظام الشاهنشاهي ونظام الملالي وليس النواقص.
شرحت بخصوص واجبات حكومة وطنية. ولكن بما يعود الأمر إلى هذا النظام؛
نحن نقول إن النظام يمكنه فعلاً دفع رواتب العمال والموظفين على الأقل لفترة الحجر الصحي.
يمكنه أن يوفر المعدات والأدوية لمكافحة كورونا مجانًا للشعب حتى يتمكن من تجاوز هذه الفترة.
يجب على المستشفيات والعيادات معاملة مرضى كورونا كواجب وطني دون استلام أي مبلغ ونفقات. يجب على الحكومة توفير هذه الأموال من ثروة وموارد إيران، التي تعود ملكيتها بالكامل للشعب الإيراني.
يجب أن تضع جميع الصناعات العسكرية والصناعات الفعالة في جدول أعمالها الإنتاجية إنتاج المعدات ومتطلبات مكافحة كورونا.
في رسالة النوروز لهذا العام، أشرتُ إلى العدد المروع لـ 60 مليون شخص في إيران يعيشون تحت خط الفقر، بما في ذلك العمال المتعاقدون والمزارعون الفقراء وسكان العشوائيات والعاطلون عن العمل والجياع.
حقاً، لماذا لا تعفي الحكومة ”الدينية“، التي تقدم نفسها على أنها إسلامية ومؤيدة للمستضعفين، هؤلاء الـ 60 مليون من دفع فاتورات الماء والكهرباء والغاز؟
لماذا لا يحصل المزارعون والقرويون والبستانيون ومربي الماشية ومنتجي الأغذية على الدعم المالي والتسهيلات المالية والتقنية والتعليمية؟
والنتيجة هي أنه يمكن ويجب تحقيق الانتصار في الحرب ضد كورونا. ولكن ليس مع هذه الحكومة وهذه السلطة.
لهذا النظام الأصل حفظ النظام وليس سلامة الشعب
الملالي، هؤلاء الأعداء القساة قلوبهم لإيران والإيرانيين، جعلوا حياة الناس غير آمنة. وتركوا جماهير الشعب بدون حماية.
لقد أصبح الناس، ولا سيما المحرومون والكادحون، وحيدين بلا ظهير في مواجهة وحش الفقر. وفي مواجهة وحش المرض، هم عاجزون ولا حول ولا قوة لهم ، ويدعون، كما وردت في الأية الشريفة:
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا
وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا
وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا
لقد فضل خامنئي والملالي المتعاونون معه بقاء النظام الفاسد على حياة ملايين الإيرانيين واعتباره أكثر وجوبًا من أي شيء آخر. ولهذا السبب نشروا أفراد الحرس والباسيج وعناصر المخابرات في المستشفيات، حتى لا تتسرب الحقائق والأرقام الحقيقية. حتى لا تنكشف عن قائمة أسماء وعدد الوفيات والمصابين. وحتى لا يعترض أحد، وإذا اعترض، فسيتم قمعه واعتقاله.
في الواقع، ليس هنا صحة الناس والمجتمع هي الأصل، بل الأصل هو الحفاظ على النظام مقابل الانتفاضة والسقوط.
لهذا السبب أضافوا الدوريات في كل مكان وزادوا من سيطرتها. لهذا السبب لجأ الملالي مرة أخرى إلى إعدام السجناء وسياسة التخويف القصوى حيال المواطنين في شهر رمضان.
مرة أخرى حسب القرآن:
فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم ،
وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا
وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ
مما لا شك فيه أن الملالي المجرمين الذين جروا الناس إلى هاوية المرض والموت بهذه الأبعاد، لن تتخلص حكومتهم من هذه الدوامة.
ولم تهب العاصفة بعد حتى اصيب النظام بالتخبط وعدم الاستقرار لدرجة أن وسائل الإعلام والمحللين وحتى أعضاء مجلس شورى النظام يحذرون بعضهم بعضًا من الانتفاضة و “أقوى حركة احتجاج “.
وكتبت صحيفة حكومية تقول “الآن أصبحت العواقب الاقتصادية لكورونا والنتائج الاجتماعية اللاحقة للمرض واضحة في البلاد، وسيكون الانهيار الاقتصادي ثم الانهيار الاجتماعي أمرًا لا مفر منه في المستقبل القريب، مما يؤدي إلى السخط الاقتصادي والاجتماعي. بالطبع، هذه المرة ستكون الاحتجاجات أكثر حدة ومصحوبة بالعنف، ويمكن وصفها بأنها أقوى حركة احتجاج في البلاد، حيث ستشارك فيها معظم الطبقات الدنيا والوسطى للمجتمع “(صحيفة جهان صنعت، 22 أبريل).
نعم، اليوم النظام كله اصيب بالخناق ولا علاج له. لم يعد يجدي إطلاق الصواريخ ومهزلة إطلاق الأقمار الصناعية.
يجب استهداف النظام في كل مكان
أيها المواطنون!
الطريق إلى الخلاص والحرية هو أن يقرّر الشعب الإيراني مصيره.
في شهر رمضان، شهر الإمام علي (ع) “بالاعتماد على أسد الله الغالب، يجب استهداف النظام في كل مكان”.
وكما قال مسعود: “إذا كان لنظام ولاية الفقيه، كل موت فرصة ونعمة، يجب أن نحوّله إلى الانتفاضة والمعركة بأضعاف مضاعفة ودقات ناقوس الإطاحة به”. نعم: “المنتفضون هم صناع النصر”.
نعم أكرر القول بإنه يثور الشعب الإيراني وأبناؤه الشجعان على فيروس كورونا وعلى وباء ولاية الفقيه وينتصرون.
انظروا إلى عصيان السجناء المضطهدين في سجون خرم آباد، وأليكودرز، ومهاباد، وعادل آباد في شيراز، وسقز، والأهواز، وتبريز، وهمدان، وفشافويه في طهران.
انظروا إلى الشباب الشجعان ومعاقل الانتفاضة الذين أخذوا زمام المبادرة وينشرون رسالة الأمل والانتفاضة كل يوم في كل مكان.
هذه شرارات بركانية تنفجر في يوم من الأيام، ويقوم جيش التحرير أي تلك الذراع الداعمة والمغيثة.
دعاء
اللهم نبتهل إليك في شهرك وفي ضيافتك ونرفع أكفنا مع أعضاء مجاهدي خلق بالدعاء:
نسألك صحة وتعافي المرضى في جميع مدن وقرى إيران.
ربنا، شعبنا الأعزل، ومرضانا المضطهدون، ومواطنونا المقموعون المنهبون، ليس لديهم مغيث غيرك.
نتضرع إليك ونسألك رحمتك الواسعة في مواجهة هذا المرض وفي مواجهة شر الملالي الحاكمين.
اللهم زد من مقاومة أبناء شعبنا حيال أزمة كورونا، واحميهم، وأنقذ إيران والإيرانيين من شر فيروس ولاية الفقيه.
اللهم زد من مقاومة سجناءنا وأسرانا في غرف التعذيب في القضاء والحرس ومخابرات الملالي.
اللهم ساعد الممرضين والممرضات والأطباء الذين ضحوا بأنفسهم في رعاية المرضى خلال الأشهر القليلة الماضية. وزد صبرهم وتحملهم واحفظهم في مأمن من وباء كورونا ووباء الملالي وقوات الحرس.
اللهم ساعد أعضاء معاقل الانتفاضة الذين نهضوا لمحاربة كورونا ولاية الفقيه وزد مقاومتهم وروحهم القتالية.
اللهم ربنا!
اللهم اجعل مسعود في كنف حمايتك، وهو الذي يثور ثائره من شدة آلام الشعب الإيراني و تشرده ويحض الجميع، وخاصة الشباب، للانضمام إلى المقاومة والتضامن والتعاون، حتى يتمكن من خلال قيادته الفذة من إيصال السفينة إلى شاطئ الحرية والصحة والعدالة.
اللهم امنح أنصاره ومن يجاهد في ركبه القدرة على إسقاط نظام ولاية الفقيه وتحرير الشعب الإيراني من هؤلاء الأعداء المناهضين للإنسانية.
يا ربنا، إن المجاهدين وأعضاء هذه المقاومة ومناصريها يتضورون ألمًا من المعاناة التي يتعرض لها شعبهم هذه الأيام، وتشغل بالهم هذه المحنة. ساعدهم على تحويل أحزانهم ودوافعهم إلى معركة بأضعاف مضاعفة من خلال المقاومة والتمسك بأيمانهم وعهودهم من أجل تحرير الشعب والوطن الأسير ومواصلة خارطة الطريق حتى يتم تطهير إيران من فيروسين شريرين، الملالي وكورونا.
الله اجعل كل الدماء والأرواح التي ضحى بها المجاهدون من أجلك أن تتكلل بالنصر النهائي، أي حرية الشعب الإيراني.
رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
وهكذا يصبح شهر رمضان شهرًا مباركًا
اللهم زد وبارك الشعب الإيراني بالصحة والخير والبركة.
رحيل معصومة جوشقاني رفيقة نضال مخلصة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية
غادرتنا هذا الصباح في باريس، أختي العزيزة معصومة جوشقاني، واحدة من رفاق النضال المخلصين الصديقين لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وأدخل رحيلها أسرة المقاومة الإيرانية الكبيرة في حزن شديد.
يعرف الكثير من النساء والأخوات المجاهدات المسجونات في ثمانينات القرن الماضي في سجون نظام الملالي، أو أولئك القريبين من أعضاء المجلس الوطني للمقاومة، معصومة جيداً. إنها كانت أحد السجناء الذين تعرضوا للتعذيب في سجون خميني. نصيرة قديمة للمنظمة منذ بداية حكم خميني.
وهي التي كانت المدافعة المخلصة الصادقة عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية طوال هذه الفترة الطويلة وقدمت خدمات جليلة للمقاومة الإيرانية.
أود أن أقدّم تعازي للدكتور محمد علي شيخي، رئيس لجنة شؤون الجامعة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وأقدّم أعمق تعازيّ لمريم وسارا وعزيزتي أميتيس، اللاتي فقدن مثل هذه الأم العظيمة، واللاتي يجب أن يملأن مكانها الآن، وكذلك أقدم تعازي لجميع المجاهدين وأسرة المقاومة..
كل المجاهدين وأعضاء المقاومة يشاركون الدكتور شيخي حزنه. وبالفعل، فإن 40 عامًا من النضال الدؤوب للدكتور شيخي متكاتفًا مع مسعود قائد المقاومة في المجلس الوطني للمقاومة وموقفه الثابت في الدفاع عن مبادئ وثوابت المجلس كانت مصدر إلهام وإعجاب.
على الرغم من مضي سنوات طويلة من أيام السجن، إلا أن معصومة كانت قد أبقت نيران تلك المقاومة حية في داخلها. وكانت تستلهم حقًا الصمود من رموز المقاومة.
الكتاب الذي كتبته من مذكرات ذلك الوقت، نشرته باسم ”شورانگيز“، وهو اسم أحد رموز مقاومة تلك الفترة ؛ أي المجاهدة الشهيدة الدكتورة معصومة كريميان.
خلال هذه السنوات، كانت معصومة جوشقاني دائمًا مدافعة عنيدة عن قضايا مجاهدي خلق الإيرانية. مدافعة عن إخوانها وأخواتها الذين كانوا في أشرف وليبرتي وكانت تقول: كل روحي وفكري عند المجاهدين في أشرف وخاصة أخواتي زميلاتي في السجن.
أبعث بتحياتي إلى روحها الطاهرة وأنا متأكدة من أنها لن تنسى. إن صدقها ونقاوتها وصمودها يشكل جزءا من ضمير هذه الحركة، ويزيد من التزام جميع أعضاء هذه المقاومة ومسؤوليتهم لجعل نضال الحرية مثمراً.
تحية لروح أختي العزيزة معصومة وشغفها بالحرية والمقاومة رحمها الله رحمة واسعة