الدكتور كاظم رجوي صرخة الشعب الإيراني من أجل العدالة ضد نظام الملالي
الدكتور على صفوي
عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
الدكتور كاظم رجوي صرخة الشعب الإيراني من أجل العدالة ضد نظام الملالي – يصادف تاريخ ٢٣ أبريل ٢٠٢٠ الذكرى السنوية الثلاثين لعملية الاغتيال الجبانة والخسيسة للبروفيسور كاظم رجوي.
كان الدكتور كاظم رجوي ، أستاذ العلوم السياسية وعلم الاجتماع والقانون في جامعتي جنيف وباريس، وممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في جنيف، وأول سفير إيراني لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة وسفير إيران في سبع دول أفريقية بعد الثورة الإيرانية ضد الملکية، والذي اغتيل في 24 أبريل / نيسان 1990 بالقرب من منزله في کوبيه في جنيف برصاص رشاشات الإرهابيين المرسلين من قبل خامنئي ورفسنجاني.
وقالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاده في ٢٤ أبريل/ نيسان ١٩٩٠:
“ما أعظم التضحيات العظيمة التي قدمتها الأمة الإيرانية من أجل حقوق الإنسان والحرية. يمكن رؤية الطبيعة البشرية لمقاومتنا والتزامها المتأصل ببناء البلاد على أساس احترام حقوق الإنسان والديمقراطية في هذه التضحيات العظيمة التي لا تنسى.
أولاً وقبل كل شيء، خدمته اللامتناهية لحركة تحرر الشعب الإيراني، أي مساعي كاظم لإنقاذ حياة مسعود رجوي من الإعدام من قبل جهاز سافاك الشاه. “في الواقع ، أنا ونحن كلنا مدينون لكاظم إلى الأبد، ونتعلم منه كيف أن الحب الكبير يجعل المستحيل ممكناً.”
وكان ملتزماً بشكل تام بالمطالبة بالحقوق المفقودة والمنسية لشعب إيران المظلوم، إيصال صوتهم للمنظمات والهيئات الدولية، خاصة في الأمم المتحدة، ففي كل عام بالتزامن مع عقد جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة كان يذهب إلى نيويورك، ولم يكن يتوانى ليل نهار أو يهدأ حتى يكون حارساً ووصياً على الحد الأدنى من حقوق الشعب الإيراني في الجمعية العامة التي لم يفكر مديروها بحقوق ومطالب الشعوب المقموعة.
وبفضل جهوده الدؤوبة، في عام 1981 ، قامت الجمعية العامة، وفي أعقابها لجنة حقوق الإنسان ، بوضع بحث قضية حقوق الإنسان في إيران في النهاية على جدول الأعمال وعينت مقررًا خاصًا لمعالجة هذه القضية.
كان الدكتور كاظم يحظى باحترام كبير في المقر الأوروبي للأمم المتحدة بسبب درجته الجامعية والأكاديمية العالية وسجله كأول سفير بعد الثورة ، وكان العديد من دبلوماسيي البلاد من طلابه في الجامعة في ذلك الوقت.
لكنه لم يكن ملتزماً بأي شكل بالملاحظات والمديح الدبلوماسي، ولم يتوانى عن المطالبة بحقوق الإنسان المنتهكة للشعب الإيراني.
لقد شاهدت ذلك عدة مرات، سواء في اجتماعات حية وجها لوجه أو في محادثات هاتفية مع مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في إيران ، وسفراء الدول، وكيف كان يصرخ عليهم لماذا أغلقوا عيونهم على الدور المرعب لحقوق الإنسان من قبل نظام الملالي الشرير في إيران.
لدرجة أن العديد من الدبلوماسيين الذين شهدوا هذه الحوارات في القاعة ذات الصلة، سألونا “من هذا السيد الذي يتهم مثل هؤلاء السفراء من بلادنا؟”
هذه الجملة المشهور للدكتور كاظم بأننا “نكتب تاريخ حقوق الإنسان (في إيران) بدمائنا” كانت في أعقاب مقابلة أجراها مراسل صحيفة نيويورك تايمز مع الدكتور كاظم رجوي.
وفي مقال آخر نُشر في الصفحة 3 من صحيفة نيويورك تايمز عن جهوده الدؤوبة ، كتبت الصحيفة: “في الأيام العشرة الأخيرة، يتنقل رجل منفي إيراني معارض لروح الله الخميني من وفد تمثيلي إلى آخر، آملاً وضع قرار على جدول أعمال الجمعية العامة لإدانة النظام الإيراني بسبب “الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”.
ولدعم حججه، قام د. كاظم رجوي ، أستاذ العلوم السياسية في سويسرا ، بتوزيع كتاب مؤلف من 76 صفحة يحتوي على قائمة من 7،746 شخصًا من المنفيين الإيرانيين الذين أُعدموا منذ يونيو 1981.
وقال الدكتور رجوي إن إعداد القائمة أدى إلى مقتل 25 شخصًا شاركوا في جمعها، لأن النظام الإيراني أعدمهم لجمعهم تلك الأسماء. وقال “لقد التقى بـ 75 وفدا من ممثليات الدول”.
كانت أسعد لحظة للدكتور كاظم عندما ، بعد كل نقاشات النظام، تم تشغيل أضواء أصوات النواب، وكان عدد الأضواء الخضراء كعلامة على تصويت إيجابي أعلى من عدد الأضواء الحمراء التي تشير إلى تصويت سلبي.
جاء كثير من سفراء الدول أو ممثليهم في اللجنة الثالثة إلى الدكتور كاظم بعد انتهاء التصويت وهنأوه والمقاومة الإيرانية على هذا الانتصار.
كان شأن ومكانة الدكتور كاظم عظيما لدرجة أنه في اليوم التالي لاستشهاده، كتب عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي وأعضاء برلمانات الدول الأوروبية ونائب الأمين العام إيان ماسترسون رسائل إلى شقيقه مسعود، مقدمين تعازيهم على عملية الاغتيال الإجرامية هذه، وقد تم الإشادة به كبطل مدافع عن حقوق الإنسان وأثنوا على عمله لحماية حقوق الإنسان.
كتبت صحيفة نيويورك تايمز بعد بضعة أشهر في افتتاحية بعنوان “الملالي الدمويين في إيران” عن استشهاد الدكتور كاظم:
“كان من أبشع أعمال (النظام الإيراني) دوره في سلسلة من عمليات الاغتيال وإطلاق النار ضد المعارض كاظم رجوي الذي يقيم في المنفى في أبريل في سويسرا. “الدكتور كاظم رجوي ، شقيق زعيم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، كان أول سفير لإيران لدى الأمم المتحدة بعد الثورة”.
الكلمة الأخيرة هي أن الدكتور كاظم كان التجسيد الموضوعي للتضحية القصوى والإخلاص التام في سبيل إحقاق الحق والمطالبة بحقوق المذبوحين من الشعب الإيراني.
ولعل تصريحاته في أحد المظاهرات في واشنطن تعكس بشكل أفضل حياته وصراعه ونضاله الفخور:
“مهما كانت الظروف، فقد نهضنا آمام المذبح المقدس للتاريخ الإيراني، بواجبنا الإنساني والضمير الوطني والشعبي من أجل الحفاظ على شرف ومصداقية وكرامة وشرف شعبنا، كل شعبنا، وذلك قدر استطاعتنا”.