25 أيار ذكرى استشهاد مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في عام 1972
أنت نبراسنا في الظلام
أنت محط أملنا في تاريخ الغد
25 أيار ذكرى استشهاد مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في عام 1972 – فلتحيی الذکری العطرة لمؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وعلي أصغر بديع زادکان ورفيقي دربهم عضوي اللجنة المرکزية للمنظمة رسول مشکين فام ومحمود عسکري زاده الذين استشهدوا علی أيدي جلادي الشاه يوم 25 أيار 1972
«المنظمة التي ترونها لم تکن تمتلک أي شيء، ونحن وصلنا إلی هذه المرحلة بعون من الله تعالی. فلتطمئن قلوبکم لأن الله معنا. إن الله العلي القدير الذي أوصلنا إلی هذا الحد لقادر علی حمايتنا وحفظنا وإغداق جميع النعم علينا ورفعنا وترقيتنا أکثر فأکثر بإذنه تعالی…»
(من الرسالة التي وجهها المؤسس الکبير محمد حنيف نجاد إلی المجاهدين الأسری في سجون الشاه عام 1972 قبل إعدامه).
«إنهم کانوا طلابًا مخلصين ومؤمنين بمدرسة القرآن. کانوا دررًا لمعت في الظلام ومنهم حنيف نجاد وبديع زادکان وعسکري زاده ومشکين فام وناصر صادق الذين کانوا من تلک الدرر اللامعة. إنهم شقوا طريق الجهاد… سلام الله ورحمته عليهم والتحية من جميع أبناء الشعب علی أرواحهم».
(من رسالة آية الله طالقاني يوم 25 أيار عام 1979)
«يوم 25 أيار (مايو) عام 1972 هو اليوم الذي يرسم الحدود بين الإيديولوجيتين وعالمين مختلفين في قيادة النضالات الشعبية في إيران، فإن الفرق بين موقف الشاه والملا والمواقف الاستغلالية والطبقية الأخری من الإسلام وبين موقف المجاهدين منه هو الفرق بين الثری والثريا» (مريم رجوي).
«وعند ما نتحدث عن الصدق والفداء لسنا نلعب بالألفاظ وإنما نلتزم ونتمسک بمبادئنا حتی العظم ودفعنا وندفع ثمن ذلک، إذًا إن تسألوني فما هو إبداع مجاهدي خلق باعتبارها منظمة سياسية؟ فسوف أجيب بأنه إعادة ربط السياسة بالشرف ببحر من الدماء في تاريخ إيران الحديث بمنأی عما هو شائع في سوق السياسة من المراوغة والتحايل والمساومة والتآمر» (مسعود رجوي).
تأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية
في اليوم السادس من أيلول (سبتمبر) عام 1965 تم تأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية علی أيدي المجاهدين الشهداء محمد حنيف نجاد المؤسس الکبير وسعيد محسن وعلي أصغر بديع زادکان الذين «أشعلوا المشاعل» في ظلام ذلک العهد وأصبحوا «محطات الآمال لتاريخ الغد»، المجاهدون الذين «أزاحوا غبار الرجعيين عن وجه الدين فاتحين درب ثورة حديثة انطلاقًا من التوحيد ومن مبدأ القتال» صامدين بوجه الجبابرة الحاکمين والرجعيين المتاجرين بالدين،.. وحاملين الرسالة القائلة بأن الحدود الحقيقية الفاصلة بين أبناء البشر لا تتمثل في کونهم يؤمنون بالله صوريًا أو لا يؤمنون به وإنما في کونهم يتعرضون للاستغلال أو يقومون باستغلال الآخرين علی الصعيدين الاجتماعي والسياسي. وأخيرًا أثبتوا وسجلوا في التاريخ صحة مواقفهم حيث أراق جلادو نظام الشاه الديکتاتوري دماءهم الزکية في فجر يوم 25 أيار (مايو) عام 1972.
نبذة عن حياة مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية
واثنين من أعضاء اللجنة المرکزية للمنظمة
(شهداء 25 أيار 1972)
الشهيد المؤسس الکبير محمد حنيف نجاد
محمد حنيف نجاد هو الابن البار لإقليم أذربيجان مهد الأبطال ومدينة تبريز البطلة. وقد ترعرع محمد منذ کونه شابًا يافعًا بالغًا من العمر 14 أو 15 عامًا في خضم حرکة تأميم النفط الإيراني ونضال الدکتور محمد مصدق ضد الاستعمار. محمد حنيف نجاد هو الابن البار لإقليم أذربيجان مهد الأبطال ومدينة تبريز البطلة. وقد ترعرع محمد منذ کونه شابًا يافعًا بالغًا من العمر 14 أو 15 عامًا في خضم حرکة تأميم النفط الإيراني ونضال الدکتور محمد مصدق ضد الاستعمار. لقد تکونت شخصيته السياسية خلال السنوات التي کانت فيه الحرکة الوطنية وحکومة الدکتور مصدق في ذروتهما ومنذ کونه طالبًا في المدرسة الإعدادية. ثم دخل الجامعة وواصل دراسته في کلية الزراعة بمدينة «کرج» (غربي طهران) وکان وجهًا بارزًا ومعروفًا في حرکة النضال الطلابية باعتباره ممثلاً عن طلاب کلية الزراعة في الجبهة الوطنية. وکان محمد عضوًا نشطًا في «حرکة الحرية» خلال الفترة بين عامي 1959 و1962.
وبعد قرابة 10 سنوات من انقلاب 19 آب (أغسطس) عام 1953 أي بعد أن قام الشاه وفي محاولة لإطالة عمر نظامه بإجراء إصلاحات أسماها بـ «الثورة البيضاء» أوقفت السافاک (شرطة الشاه السرية) أنشط العناصر في الأحزاب والحرکة الطلابية أي الذين کانوا آنذاک يؤدون دور المحرک والقوة الدافعة للنضال ضد الديکتاتورية. فهکذا وفي الأسبوع الأخير من شهر کانون الثاني عام 1963 أي قبل بضعة أيام من إجراء الشاه استفتاءه المزيف ألقت السافاک القبض علی کل من محمد حنيف نجاد وسعيد محسن اللذين کان کلاهما من أبرز الوجوه الشابة والمتحمسة في الحرکة.
وفي هذه الفترة من السجن توصل کل من محمد وسعيد إلی القناعة بأنه قد ولی عهد التيارات السياسية التقليدية ومن ذلک المنطلق بدءا دورهما الريادي. وکان محمد وسعيد قيد السجن حتی أيلول (سبتمبر) عام 1963 وبعد الإفراج عنهما من السجن قد انضويا إلی الخدمة العسکرية ولکنهما حافظا علی الصلة بينهما. وقد قضی محمد مدة خدمته العسکرية في معسکر «سلطنت آباد» بطهران ووحدة المدفعية بمدينة إصفهان. وبعد تسريحه من الخدمة العسکرية جلب معه عددًا کبيرًا من کتب العلوم العسکرية من المعسکر إلی منزله وکان يطالع هذه الکتب بدقة ولم يکن يهمل العدو ومعرفته ولو للحظة وکان يسعی جاهدًا لکسب کل علم يتعلق بالنضال وکشف طريقه الأنسب فيما أنه وفي ذلک العهد الحالک الناجم عن ما يسمی بـ «الثورة البيضاء»!
کان العديد من المتشدقين والمتبجحين المعروفين بالسياسة والنضال يشکون ويترددون حتی في مبدأ النضال وضرورته ويتوصلون إلی عکسه أي التخلي عن النضال لأن الاستمرار في النضال لم يعد يمکن في إطار الأحزاب والاتجاهات السياسية الموجودة آنذاک.
ففي هذه الظروف توصل أولئک الشبان المجهولون آنذاک إلی أنه يجب «بناء صرح جديد من النضال»، فإنهم وبعد دراستهم المتعمقة للظروف التاريخية والاجتماعية آنذاک في إيران کانوا قد استخلصوا أنه لا خيار إلا العنف الثوري والکفاح المسلح ضد النظام الديکتاتوري ومن هذا المنطلق شدوا عزمهم علی تأسيس منظمة ثورية تکون صالحة لتوجيه وقيادة هذا النوع من الکفاح.
الشهيد المؤسس سعيد محسن
ولد الشهيد المؤسس سعيد محسن عام 1939 بمدينة زنجان. وقضی سنوات دراسته الابتدائية والثانوية في تلک المدينة، ثم توجه إلی طهران لمواصلة دراسته حتی تخرج من فرع هندسة الإنشاءات في کلية الهندسة بجامعة طهران. ويقول الأخ المجاهد «محمد حياتي» حول مسيرة المجاهد المؤسس سعيد محسن لخوض ساحة النضال: «کانت فترة الدراسة الجامعية لسعيد تتزامن مع التحولات السياسية خلال الأعوام من 1960 إلی 1963. وقبل تأسيس المنظمة کان سعيد ولسبب نشاطاته السياسية قد ألقيت في السجن مرتين.
فقد أشرنا آنفًا إلی المرة الأولی من اعتقاله من قبل سافاک الشاه، وأما اعتقاله للمرة الثانية فهو عند ما کان عضوًا في لجنة الطلاب الأعضاء في «حرکة الحرية». وبعد ما اعتقل سعيد في شباط (فبراير) عام 1963 بصحبة عدد من الشباب المناضلين آنذاک وتزامنًا مع الاستفتاء الزائف من قبل الشاه الخائن فأصبحت صلته بمحمد حنيف نجاد أکثر وثوقًا وقرابة. فقد جرب سعيد خلال تلک السنوات المليئة بالأحداث الساخنة وعلی ساحة العمل النضالي بطلان الأساليب والمناهج القديمة التي کان قادة حرکة الحرية يروجون لها ولاحظ برأي عينه عدم کفاءتها وکونها قد باءت بالفشل، فمن هنا وقف بجانب حنيف نجاد ليساعده في تأسيس المنظمة. وقبل تعرفه علی محمد حنيف نجاد کان سعيد قد تعرف علی علي أصغر بديع زادکان ويعود ذلک إلی حدوث فيضانات في حي جوادية بطهران عام 1960 وانهدام عدد کبير من الدور السکنية العائدة للمواطنين الفقراء القاطنين في جنوب العاصمة. وکان حدوث الفيضانات في حي جوادية من الأحداث التي جعلت الطلاب والمثقفين الملتزمين في ذلک العهد يهبون إلی إغاثة المواطنين المنکوبين وکان سعيد في مقدمة الطلاب الناشطين الذين کانوا قد شکلوا فرقًا للتصليح والترميم لإغاثة أهالي حي جوادية. وفي عمليات الإغاثة المذکورة قام سعيد بحشد وتنظيم الأغلبية الساحقة من طلبة کلية الهندسة بجامعة طهران من الذين کان لهم يد في النضال والسياسة والنشاط الاجتماعي». کما وفي عام 1962 عند ما ألحق الزلزال دمارًا کبيرًا بمنطقة «بوئين زهراء» التابعة لمدينة قزوين کان سعيد محسن وعلي أصغر بديع زادکان في مقدمة مجموعات الطلاب الذين هبوا جماعيًا لإغاثة المواطنين المنکوبين بالزلزال وعملوا لهم لمدة أشهر ليلاً ونهارًا. فإن المجاهد الشهيد سعيد محسن کان رمزًا ومثالاً علی الشيم والسجايا البارزة التي يجب أن يتحلی بها کل مجاهد وثوري. فهکذا انضم علي أصغر بديع زادکان هو الآخر إلی حنيف وسعيد حيث شد هؤلاء الثلاثة عزمهم علی بناء صرح جديد في الساحة السياسية الاجتماعية لوطنهم فقاموا بتأسيس منظمة حديثة علی قواعد علمية للنضال.
الشهيد المؤسس علي أصغر بديع زادکان
ولد الشهيد المؤسس علي أصغر بديع زادکان في مدينة إصفهان وانتقلت عائلته إلی طهران وهو طفل صغير، فقضي علي أصغر مرحلة دراسته الثانوية في طهران ثم تخرج من فرع الهندسة الکيمياوية في کلية الهندسة بجامعة طهران. وقد مارس أصغر النشاط السياسي خلال دراسته الجامعية ولکن لم يکن أي من أفراد عائلته علی علم بنشاطاته، کما لم تکن شرطة الشاه السرية (السافاک) علی علم بسجل نشاطاته حتی يوم اعتقاله. وهذه الأمانة في السر أي کتمان السرکانت من شيم علي أصغر البارزة. وبعد أن قضی خدمته العسکرية اشتغل ضمن الکادر التدريسي في کلية الهندسة بجامعة طهران ومنذ تلک الفترة عزز علاقاته مع کل من محمد حنيف نجاد وسعيد محسن. وخلال الفترة بين عامي 1965 و1971 وبفضل مهنته في کلية الهندسة بجامعة طهران مما کان يوفر له إمکانية الاتصال بالطلاب واستخدام الإمکانيات المتوفرة في الجامعة أنجز علي أصغر خدمات قيمة للمنظمة سواء من ناحية القوی الإنسانية والتجنيد للعضوية في المنظمة أم في توفير الإمکانيات اللازمة. وغادر علي أصغر إيران في عام 1970 متوجهًا إلی قواعد حرکة «فتح» الفلسطينية علی رأس مجموعة من المجاهدين وذلک لتلقي التدريبات العسکرية هناک بأمر من منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وعند عودته إلی إيران نقل معه إلی المنظمة علاوة علی أسلحة کنزًا من التجارب العسکرية التي لعبت دورًا حاسمًا في مرحلة العمليات المسلحة.
وأما الأمر الذي يفوق جميع هذه الخصائص والسجايا التي کانت تتحلی بها علي أصغر وخدماته للحرکة الثورية ودوره في تأسيس وتطوير المنظمة فهناک عنصر آخر خلد اسمه في تاريخ المجاهدين وهو المقاومة الأسطورية التي أبداها تحت التعذيب أو بالأحری إن علي أصغر بديع زادکان هو المؤسس والمبدع للمقاومة والصمود الدؤوب للمجاهدين تحت التعذيب وهي المقاومة التي تفوق طاقة الإنسان العادي وقدراته. إنه مبدع التقليد الخاص للمجاهدين بأنه لا حدود للمقاومة ولا يجوز الاعتراف بأي مجال أو فسحة للاستسلام وتبريره.
فإن علي أصغر هو المجسد البارز لمضمون العبارة البليغة التي أطلقها هو نفسه، حيث قال: «إن قيمة کل شخص في النضال تساوي ما يضحي به ويدفعه من الثمن علی هذا الدرب»، متسائلاً: «کيف يمکن وصف من لم يفقد شيئًا أي لم يضح بشيء بأنه مناضل؟».
المجاهد الشهيد عبد الرسول مشکين فام
المجاهد الشيهد عبد الرسول مشکين فام أحد أعضاء اللجنة المرکزية في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ومن النجوم التي أصبحت خالدة ساطعة إلی الأبد في صباح يوم 25 أيا ر(مايو) عام 1972.
ولد عبد الرسول في عام 1946 في مدينة شيراز (مرکز محافظة فارس جنوبي إيران) حيث قضی عهد دراسته الابتدائية والثانوية. وخلال الفترة بين عامي 1961 و1963 والتي کان يقضي فيها السنوات الأخيرة من دراسته الإعدادية رأی عبد الرسول عن کثب عمليات قمع العشائر في إقليم فارس من قبل نظام الشاه وقد استفادت المنظمة کثيرًا من تجاربه ومکاسبه في اتصالاته وعلاقاته الوثيقة مع القرويين والعشائر في إقليم فارس. وبعد ذلک بدأ عبد الرسول دراسته الجامعية في کلية الزراعة بمدينة کرج (غربي طهران) حيث تمکن من الاتصال بالمنظمة وبعد تخرجه من الکلية توجه عبد الرسول إلی الخدمة العسکرية التي قضاها في إقٍليم کردستان الإيرانية وقد استغل عبد الرسول مدة الخدمة العسکرية البالغة سنتين استغلالاً تامًا لإجراء دراسة واسعة حول تاريخ الحرکة في کردستان وخلفياتها وأکمل دراسته حول الآثار المتربتة علی إصلاحات الشاه الزراعية في القری الإيرانية. ومن خدمات عبد الرسول القيمة دراسته حول القری الإيرانية. فقد عايش عبد الرسول ميدانيًا لشهور عديدة أهالي هذه المناطق الفقراء ودرس معاناة الفرويين ومحنهم بکل حب وحماس وحنان لهم. فقد دوّن عبد الرسول نتائج دراساته القيمة في القری والحياة الريفية في کتاب بعنوان «الريف والثورة البيضاء». وفي أواسط عام 1970 قررت المنظمة إيفاد عدد من کوادرها إلی قواعد الفلسطينيين لتلقي التدريبات العسکرية فيها. وفي هذا الإطار تم اعتقال عدد من المجاهدين بينهم البطل الشهيد موسی خياباني والمجاهد الشهيد محمد شامخي في إحدی الإمارات الخليجية. وکانت شرطة الشاه السرية (السافاک) تعمل علی استعادتهم وکشف هويتهم ولکن المنظمة قررت من جانبها استباق العدو لکي لا تسمح بأن يقع أعضاؤها في قبضة السافاک. فتولی الشهيد عبد الرسول مشکين فام مسؤولية تنفيذ خطة إنقاذ کوادر المنظمة المعتقلين. وکان عبد الرسول من أول وجبة للمجاهدين دخلوا قواعد حرکة «فتح» الفلسطينية، فتلقی عبد الرسول في إحدی القواعد الفلسطينية التدريبات العسکرية اللازمة. فبإرادة صلبة وعزيمة تثير الإعجاب وبتنفيذ خطة معقدة حرّر عبد الرسول المجاهدين الأسری من قيد السجن فمنع السافاک من القبض عليهم والکشف عن المنظمة. فنتيجة ما قام به القائد العسکري الکبير عبد الرسول مشکين فام من التخطيط الدقيق والقيادة الذکية وما کان يتصف به من الجرأة والشجاعة لقد مني الشاه وشرطته السرية (السافاک) بفشل ذريع وهزيمة نکراء برغم ما کانا يدعيان آنذاک من کونهما القوة العظمی في المنطقة.
المجاهد الشهيد محمود عسکري زاده
کان المجاهد الشهيد محمود عسکري زاده من الأعضاء البارزين في اللجنة المرکزية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية والذي أعدم رميًا بالرصاص علی أيدي جلادي الشاه في صبيحة يوم 25 أيار (مايو) عام 1972 برفقة مؤسسي المنظمة.
لقد ولد محمود عسکري زاده عام 1946 في عائلة عمالية في مدينة أراک وسط إيران وقد انتقلت عائلته إلی طهران وهو طالب في المدرسة الثانوية وکان محمود يعمل دائمًا لتأمين نفقات دراسته فلذلک کان يلمس ويعرف تمامًا معاناة الکادحين من أبناء شعبه. وبعد ما انضم محمود إلی صفوف المنظمة عضوًا فيها سرعان ما تولی المزيد من المسؤوليات بسبب ما کان يحظی به من الکفاءات والخبرات. وکان محمود قد اشتغل بالعمل في مصنع الآليات بمدينة تبريز وفي الوقت نفسه تولی المسؤولية عن شؤون تنظيمات فرع تبريز. وفي عام 1970 اختير عضوًا في اللجنة المرکزية للمنظمة وتولی مسؤولية قسم المعلومات فيها.
کما تولی محمود مسؤولية الدراسات الاقتصادية وإعدادها وتدوينها وفي هذا الإطار ألف کتابًا قيمًا للغاية کأثر خالد منه تحت عنوان «الاقتصاد بلغة بسيطة».
وکان محمود يشعر بحساسية شديدة تجاه الظلم والسلب والنهب کونه قد لمس حتی العظم معاناة الفقراء والکادحين وکان يقول: لا يمکن ولا يجوز التزام الصمت تجاه معاناة ومجاعة الکادحين. وکان محمود يشغل منصبًا هامًا خلال إقامته في تبريز وفي مصنع الآليات هناک. وکان محمود قد کشف في المصنع المذکور عن عمليه اختلاس هائلة من قبل عناصر تابعة لنظام الشاه أثارت ضجة کبری آنذاک.
وکانت منجزات محمود باعتباره مسئوولاً عن قسم المعلومات في المنظمة مثالاً علی ما کان يتحلی به هذا المجاهد الکبير من تحمل المسؤولية والجهد والمثابرة بحيث تمکن وخلال فترة قصيرة من کشف هوية 1300 من أفراد شرطة الشاه السرية (السافاک) والحصول علی معلومات حول موقع سکناهم وعملهم ومسارات ترددهم ومواصفات سياراتهم وغيرها من المعلومات حولهم. کما تمکن من استطلاع العديد من السجون والمعتقلات ودور التعذيب والأوکار العائدة للسافاک. فلذلک عند ما ألقي جلاوزة سافاک الشاه القبض عليه مارسوا ضده أبشع أساليب التعذيب بسب حقدهم الشديد علی هذا المجاهد البطل والخوف الذي کان يساورهم منه.
وبرغم ذلک کان محمود وهو تحت التعذيب يسخر من جهاز الاستجواب والاستنطاق التابع للسافاک ککل حيث أفشل مخططاتهم ومحاولاتهم لانتزاع معلومات منه عن المنظمة وقد ألحق بهم هزيمة نکراء في هذا المضمار بفعل مقاومته الملحمية.
ترجمة أنشودة «4 خُرداد» 25 أيار
من أناشيد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية
علی قمم الجبال
علی أعالي السحب
وعلی تخوم الصحاری الشاسعة
أسمع صياحکم، أسمع صياحکم
في لمعة البرق
في هدير الرعد
وفي زرقة البحر کلها
أسمع صياحکم، أسمع صياحکم
تحية لبهروز[ii] وأحمد[iii] ورفاقهما
تحية لأيار حيث بزغ فجر الشهداء
فالشهادة هي منهل قتالهم
تحية لبسالتهم وإيمانهم
أنت نبراسنا في الظلام
أنت أملنا في تاريخ الغد
أنت نبراسنا في الظلام
أنت أملنا في تاريخ الغد
لقد تحطم وجوم اليأس والخيبة
بدويّ هتاف صدح به بديع زادکان
أيها القوة العاتية والجلاد التابع لها
أنت محکوم بالموت ونحن نبقی خالدين
أنت نبراسنا في الظلام
أنت أملنا في تاريخ الغد
أنت نبراسنا في الظلام
أنت أملنا في تاريخ الغد
علی قمم الجبال
علی أعالي السحب
وعلی تخوم الصحاری الشاسعة
أسمع صياحکم، أسمع صياحکم
في لمعة البرق
في هدير الرعد
وفي زرقة البحر کلها
أسمع صياحکم، أسمع صياحکم
حنيف وسعيد وبديع زادکان[iv]
ورسول ومحمود[v] ورفيقاهما
أصبحوا حادين لرکب المقاتلين
محطّمين حاجز الزمان أمام القتال
أنت نبراسنا في الظلام
أنت أملنا في تاريخ الغد
أنت نبراسنا في الظلام
أنت أملنا في تاريخ الغد
لقد مسح المجاهد الغبار عن وجه الدين
حيث أظهر الصلة بين القرآن والسنة
وشقّ درب ثورة حديثة انطلاقًا
من التوحيد ومن مبدأ القتال
أنت نبراسنا في الظلام
أنت أملنا في تاريخ الغد
أنت نبراسنا في الظلام
أنت أملنا في تاريخ الغد
علی قمم الجبال
علی أعالي السحب
وعلی تخوم الصحاری الشاسعة
أسمع نشيدکم، أسمع نشيدکم
في لمعة البرق
في هدير الرعد
وفي زرقة البحر کلها
أسمع نشيدکم، أسمع نشيدکم
[i] . يعادل 25 أيار يوم أعدم فيه مؤسسو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية واثنان من أعضاء لجنتها المرکزية رميًا بالرصاص علی أيدي جلادي الشاه عام 1972. أنشودة أنشدت في سجون الشاه عقب استشهادهم.
[ii] . الاسم الحرکي للمجاهد الشهيد علي باکري (أعدم في نيسان 1972).
[iii] . المجاهد الشهيد أحمد رضائي (استشهد في شباط 1972).
[iv] . مؤسسو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الذين استشهدوا في 25 أيار 1972.
[v] . عضوان في اللجنة المرکزية لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية استشهدا في 25 أيار 1972.
الإشتراك :