إيران: حياة السجناء السياسيين في خطر
إيران: حياة السجناء السياسيين في خطر – في الثمانينيات كنت سجيناً سياسياً في إيران لمدة 12 عامًا بسبب دعمي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وأنا مدرك تمامًا للمعاملة الوحشية للسجناء وأساليب تعذيبهم من قبل عملاء النظام الإيراني.
أذكر كيف تم ربط الأم الشابة بسرير التعذيب في مكان التعذيب والاستجواب، وأخذ المعذبون الوحشيون يضربون جسدها بالكبلات لإجبارها على الاعتراف، وأخذ أحد المعذبين ابنتها البالغة من العمر 3 سنوات ووضعها فوق رأسها، وأصيبت الطفلة حينها بالرعب لرؤية حالة والدتها وبدأت بالصراخ.
أتذكر عندما كنت في زنزانة الحبس الانفرادي في الطابق الثاني، كانت العديد من الأمهات مع أطفالهن في الحبس الانفرادي في الطابق الأول.
والأطفال الذين كانوا يشاهدون أمهاتهم المعذبات يبكون ويصرخون بانتظام ، ولم تعرف الأمهات المعذبات كيفية تهدئة أطفالهن.
وكنت أسمع أصواتهم قادمة من نافذة الزنزانة، ولم أستطع منع دموعي من التدفق.
أتذكر اليوم الذي تعرضت فيه فتاة تدعى نسرين للتعذيب الشديد في غرفة التعذيب، وصرخ حينها محقق وزارة المخابرات عليها بكل وقاحة مهدداً إياها بالاغتصاب.
كان أسلوب التعذيب والسلوك الوحشي هذا هو الذي دفع حسين علي منتظري (خليفة خميني) لكتابة رسالة لخميني احتجاجا على عمليات التعذيب وإعدام السجناء السياسيين الذين كانوا في الغالب من أنصار منظمة مجاهدي خلق.
وأشار في رسالته إلى اغتصاب النساء والفتيات المسجونات من قبل المحققين.
ما زلت أتذكر صيف 1988، عندما كانت الفتيات الصغيرات يجلسن على الأرض في ممر الموت في سجن جوهردشت حتى يحين موعد إعدامهن.
وفي الوقت نفسه، كان عناصر قوات الحرس يهينوهن ويركلوهن ويعاملوهن بشكل مهين ومذل.
كانت الشابات جزءًا من ٣٠ ألف سجين مؤيد لمنظمة مجاهدي خلق تم شنقهم أو إطلاق النار عليهم في صيف عام ١٩٨٨ بفتوى خميني.
تم تنفيذ أمر وحكم خميني على يد لجنة مؤلفة من ثلاثة أعضاء، أطلق عليهم السجناء فرقة الموت.
بعد 31 سنة، لا يزال أعضاء هذه الفرقة في السلطة كمسؤولين قضائيين.
عندما كنت في السجن ، لم تفت أختي مرضية فارسي، وهي صغيرة جدًا، أي فرصة لزيارتي في السجن.
ما زلت أتذكر وجهها القلق وسلوكها المهذب المليء بالحب خلال اللقاءات القصيرة.
لقد مرت 31 سنة منذ ذلك الحين وهذه المرة أختي مرضية في السجن. وهذا شيء لم أتخيله أبدًا.
في أواخر فبراير 2020، داهم العديد من عملاء المخابرات منزلها، واعتقلوا أختي وزوجها، وابنيها، وأخذوهم إلى الحبس الانفرادي في سجن إيفين، هذا هو نفس المكان الذي أمضيت فيه عدة شهور قبل أكثر من ثلاثين سنة.
كما صادر الضباط بعض معداتهم، مثل الأجهزة اللوحية والهواتف وأجهزة الكمبيوتر وما إلى ذلك.
لكن في فترة وجيزة، قام عملاء وزارة المخابرات باعتقال 17 فرداً آخرين من عائلات منظمة مجاهدي خلق في إيران، وتعرضوا جميعهم للتعذيب وسوء المعاملة.
بعد واحد وثلاثين عاما، كانت السجون هي نفس السجون والتعذيب، ولم يتغير شيء، ولكن هذه المرة أختي الكريمة هي ضحية الضغط والقمع والتعذيب الكبير.
الفرق هو أن فيروس كورونا القاتل انتشر الآن إلى السجون
وخلافاً لحالتي، كنت بصحة جيدة، لكن شقيقتي البالغة من العمر 53 عامًا مصابة بأمراض القلب والسرطان ، وخضعت لعملية جراحية للسرطان مرة واحدة، وحياتها في خطر كبير.
وأنا غير قادر على مقابلتها وقد تحركت خارج إيران لدعمها.
يجب أن أكون صوتها وأوصل صوت مظلوميتها.
وهي تتعرض الآن للاضطهاد والتعذيب وسوء المعاملة.
الآن أدعو المنظمات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، ووسائل الإعلام، وجميع الضمائر الحية إلى إنقاذ أختي مرضية، أختي مرضية في خطر.