الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إيران …. ما بعد كورونا وزئير الشباب الجسور المفاجئ

انضموا إلى الحركة العالمية

إيران .... ما بعد كورونا وزئير الشباب الجسور المفاجئ

إيران …. ما بعد كورونا وزئير الشباب الجسور المفاجئ

إيران …. ما بعد كورونا وزئير الشباب الجسور المفاجئ

 

 

إيران …. ما بعد كورونا وزئير الشباب الجسور المفاجئ – على الرغم من مبادرة خامنئي بشكل عاجل ومرتبك لتولية الحرسي قاليباف رئيسًا لمجلس شورى الملالي، وبحثه عن تشكيل مجلس منتمي لولاية الفقيه، ومن ثم تشكيل الحكومة الإسلامية الفتية، بيد أننا نشهد هذه الأيام مجموعة متنوعة من ردود الفعل العجيبة والغريبة من بعض وسائل الإعلام والمسؤولين في نظام الحكم التي يفتح التوغل فيها نوافذ جديدة لإفلاس وانهيار النظام المنتمي لولاية الفقيه. إذ نجد أن المعطيات تعكس بوضوح الوضع الذي يشير إلى الأيام والمراحل الأخيرة من الديكتاتورية الدينية.

 

الشباب متحمس وما سيفعله غير متوقع !

يبدو أن مرحلة ما بعد كورونا التي وعد بها خبراء الحكومة مسبقًا، أظهرت نفسها في وقت لم يبرح بعد كورونا المشهد وتطل علينا مضاعفات هذه المرحلة الواحدة تلو الأخرى.

 

وكتبت صحيفة “اعتماد” الحكومية في 29 مايو 2019، محذرةً زعماء نظام الملالي من الشباب:  

” فيما يتعلق بالوضع في البلاد في مرحلة ما بعد كورونا هناك مجموعة متنوعة من القضايا والتحديات إحداها هو مستقبل الشباب في هذه المرحلة. ومن المؤسف أن سؤء فهم إدارة الموارد البشرية في البلاد لدور الشباب في إحداث التوازن بين الاهتمامات الاجتماعية لخلق الاستقرار والأمن لأمر مقلق للغاية.

 

وترجع أهمية دور الشباب إلى قوتهم الهائلة في إحداث التغيير في المجتمع. ولكن على الرغم من هذه الأهمية، ليس هناك اهتمام بها كما ينبغي، وغير ذلك.  إذ يجب على السياسيين والمخططين الانتباه إلى أن الشباب جسور ولا يمكن التنبؤ بما سيفعله، وأن تجاهل رزقهم ومصيرهم من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.  

 

ما تعنيه وسيلة الإعلام الحكومية المذكورة هو أن ”القوة الهائلة للشباب“ تعني القدرة المتفجرة على إحداث انتفاضة متربصة ”بشكل مرعب“. والجدير بالذكر أن هذه الوسيلة الإعلامية، لسان حال المحترقين في الحكومة الذين سمعوا زئير الشباب الإيراني في شوارع المدن وتعلموا جيدًا أنه سوف تتولد طاقة هائلة عندما تنفجر هذه القنبلة الاجتماعية الضخمة ولن يكون لدى أي قوة قمعية فرصة للصمود أمامها. وقد عاشوا هذه الحقيقة بالفعل في انتفاضة نوفمبر 2019.

 

الخوف من انفجار برميل البارود

يرجى التدقيق فيما تبقى من  المقال:

إن خيال علم الاجتماع هو القدرة على رؤية الظواهر الاجتماعية وكيفية تفاعلها مع بعضها وتأثيرها في بعضها البعض. ونظرًا لأن الكثير من الأدلة الميدانية أيضًا تشير إلى أن أزمة فيروس كورونا أدت إلى تفاقم الأزمات الأخرى. فمن هذا المنطلق،  ما يُنظر إليه على أنه منظور اقتصادي للشباب أمر غامض ومأساوي لدرجة أن الثقافة العنيفة للكراهية بين الشباب المضطهدين أصبحت أمرًا عاديًا، مما يهدد التضامن الاجتماعي”.

 

يقول المؤلف بتعبيره الخاص لآولئك الناصحين في نظام الملالي الذين يرون مصلحة النظام أنه يجب عليهم أن يربطوا الظواهر ببعضها البعض بالخيال المتعلق بعلم الاجتماع.  ويقصد بـ “الثقافة العنيفة” روح التمرد ونفاد الصبر الذي يحتاج إلى شرارة واحدة فقط لينفجر مثل برميل البارود.  

 

” وبناءً عليه، فقد حان الوقت لإعادة النظر في التركيب البنيوي لمؤسسات صنع السياسات، وأن يدرك المخططون أن الشباب جسور ولا يمكن التنبؤ بما سيفعله، وأن تجاهل رزقهم ومصيرهم من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة”.  (المصدر نفسه)

إن “جسارة الشباب وعدم القدرة على التنبؤ بما سيفعله” هو وصف آخر من صفات الشباب الثائر. فهم الذين يشكلون الأعصاب المحفزة والمنبهة لمجتمعنا، وتسببوا بادئ ذي بدء في إلحاق خسائر فادحة بنظام الملالي. 

 

ترفعنا عن ”مارادونا“ وتمسكنا بـ”غضنفر“ لكي لا يسجل أهدافا على أنفسنا. 

   

لقد أشرنا إلى أن وسائل الإعلام وخبراء نظام الملالي يبدون ردود فعل عجيبة وغريبة هذه الأيام. والتأمل في ردود الفعل هذه يقودنا إلى النتائج التي يجب أن نسترشد بها. وحتى الآن، نادرًا ما كان لدينا مثال لخبير حكومي يظهر علينا مباشرة ويقول بطريقة مستفزة في بث مباشر على القناة 4 للتلفزة الحكومية:

“لقد جعلتم من إيران كوريا الشمالية. وبهذا الجبروت لن تُصنع الحضارة. إذ إنه لا حضارة بدون حرية”

 

“أقصد أنه إذا كان من المفترض أن يكون المجتمع في طريقه للانحدار، فكيف يمكن أن يكون مجتمعًا؟ فلا يمكن أن يكون هناك حضارة بدون حكمة. ولن يكون هناك حضارة بالجعجعة والجبروت والغوغائية. فهل يجوز أن تريدون حضارة بدون رفاهية. وهل يجوز أن يكون هناك ازدهار بدون مواهب؟

 

ثم إن وزارة الإرشاد أيضًا، أي الغرفة المظلمة للجهل والرقابة وحياة العزلة يجب أن تصف الولي الفقيه بـ “بؤرة الجهل”  وتصف من فيها بالخوارج، وتصف الملالي بـ “جهلاء السلطة”، ثم تبث هذه التصريحات في التلفزة الحكومية بعد ذلك.     

 

“لقد قمتم ببناء بؤرة الجهل في وزارة الإرشاد، حيث يتجمع فيها حفنة من الخوارج ويقضون على كل كتاب وفكر في المهد، وهلم جرا.  والجدير بالذكر أنه يتم تدمير الأمة الإيرانية عن عمد، ففي إيران يتمتع الجهلاء بسلطة أكثر من المفكرين، ولهم حرية التعبير والحديث كما يشاؤن.   

وإذا كان من المفترض أن يحدث شيء ما في هذا البلد، فلا يمكننا أن نغلق الأبواب ولا يمكننا أن نجعل إيران حصنًا عسكريًا مثل كوريا الشمالية وندعي أننا نسعى إلى بناء حضارة. وأرى من وجهة نظري أنه إذا كان مجتمعنا يمضي قدمًا بطريقة طبيعية، فأنا دائمًا ما كنت أقول إننا ترفعنا عن ”مارادونا“ وتمسكنا بـ”غضنفر“ لكي لا يسجل أهدافا على أنفسنا.    

 

الاعترافات الشبيهة بالتمرد وتدفق التصريحات الخافتة

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية منذ الأيام الأولى من انتزاع الأفكار الكهنوتية للسلطة من الشعب حذرت من “الاحتكار الديني” الذي أدركه هذا الخبير بعد 4 عقود. ومما لاشك فيه أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية دفعت فاتورة هذه الصحوة بدماء أعضائها الأعزاء. واليوم، يقول استاذ الفلسفة في جامعة طهران:

 

“لو لم يكن هناك نوع من الاحتكار الديني في سياساتنا الداخلية، لاختص جزءٌ من جهود مثقفينا لانتقاد الغرب. بيد أن هذا الاستبداد الاحتكاري قمع المناخ  المفعم بالحيوية، وهلم جرا.  إن السياسة وقحة للغاية وطالما لم تفهم حدودها، فإن مجتمعنا سوف يهتم بالجهلاء أكثر من المثقفين والمفكرين “. (اعتماد آنلاين، 27 مايو 2020)

إن ما ذكرناه هو مجرد مثال للاعترافات المتمردة وتدفق التصريحات الخافتة.   

 

كشف سيد محمدرضا مرتضوي، الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة والتعدين الإيرانية، بطريقة غير متوقعة النقاب فجأة عن “التوقيعات الذهبية” وضيعات “باستي هيلز” المتعددة في ظل نظام حكم الملالي، ثم قال: ” يتضح لي وضوح النهار أن الشعب سوف ينتفض يومًا ويستولي على ضيعات “باستي هيلز”، وهلم جرا. فالفقر هو نتيجة التوزيع غير العادل للثروة”.

 

نعم، من المؤكد مثل وضوح النهار أن الشباب الجسور سوف ينتفض فجأة، ويدمر بيوت الجهل المشيدة على فوهة البركان؛ على رأس محيكي الخرافات وعشيرة الجهل. ولا مفر لسكان ضيعات “باستي هيلز” من الغضب الشموس الثوري؛ بالتوقيعات الذهبية.