الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

إيران والمشهد الثوري الحتمي

انضموا إلى الحركة العالمية

إيران والمشهد الثوري الحتمي

إيران والمشهد الثوري الحتمي

 

إيران والمشهد الثوري الحتمي

 

 

 

إيران والمشهد الثوري الحتمي – قال الكاتب الإيراني الشهير، منوجهر هزارخاني، في مقابلة نادرة منذ فترة قليلة مشيرًا إلى الوضع الحرج المتطور في إيران: “تحدث ثورة في إيران الآن. إذ إن ما يحدث في الحياة الاجتماعية اليوم يعتبر ثورة”.

 

وفي الواقع، عن أي ثورة يتحدث الدكتور هزارخاني؟ هل هناك أي شيء في المجتمع الإيراني سوى الفقر والبطالة والإدمان وتفشي وباء كورونا وعدد الوفيات المرتفع واليأس والصمت؟ وخلف ظل أي من الظواهر المشار إليها تستتر الثورة؟ للإجابة على هذه الأسئلة، سوف ندرس بدقة التطورات التي حدثت في إيران خلال الأشهر القليلة الماضية.

 

التحليل العالمي: الحكومة الإيرانية والغضب الجماهيري العارم

تفيد الدراسة الحديثة التي أجرتها شركة” تحليل التهديدات العالمية” أن تركيا وإيران وروسيا، من بين الـ 37 دولة التي لديها أسواق حدودية تنشا الآن، ومن المتوقع أن تواجه هذه البلدان احتجاجات واسعة النطاق في الأشهر المقبلة عندما يتم رفع القيود المفروضة للسيطرة على جائحة فيروس كورونا وتتضح الآثار الاقتصادية الضخمة الناجمة عن هذه الأزمة.

 

وقال فيرسيك مابليكرافت إن إيران ونيجيريا وبنجلاديش والجزائر وإثيوبيا من بين الدول التي تواجه أزمة عارمة من غضب الجماهير”.

 

الصحافة المحلية:

وصفت صحيفة “جهان صنعت” في 22 أبريل 2020، الانهيار الاقتصادي والاجتماعي في إيران بأنه حتمي في المستقبل القريب، وحذرت من ظهور حركة احتجاجية كبرى، والتي ستكون هذه المرة أكثر شراسة ومتسمة بالعنف المدمر. 

 

وقالت صحيفة “آفتاب يزد” : ” عندما لا يكون لدى الناس ما يبكون عليه، تهون عليهم حياتهم. وحتى لا تزداد الأوضاع سوءًا أكثر من ذلك يجب علينا أن نتفهم أوضاع هؤلاء الناس المطحونين”.

 

وقالت صحيفة “اعتماد” في 28 يونيو 2020: “إن تأجيل المفاوضات التي يمكن أن نجريها اليوم؛ على أمل هزيمة ترامب في الانتخابات الأمريكية المقبلة سيكون أكبر خطأ يرتكبه نظام الملالي وضياع أكبر فرصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، فضلًا عن العدد الضخم من الشباب العاطلين عن العمل المستعدين للانفجار في أي لحظة”.

 

 المسؤولون الحكوميون:

قال موسوي خوئيني ها في رسالة إلى خامنئي في 26 يونيو 2020: ” إن الأوضاع لا يمكن أن تستمر على ما هي عليه، حيث أن شرعية نظام الملالي باتت ضعيفة للغاية، والجميع يجاملونك في كتاباتهم”.

 

وقال محسن رناني، الخبير الاقتصادي، في 28 يونيو 2020: ” إن قطار الاقتصاد والسياسة في إيران وصل إلى نهاية خط السكة الحديد. وعلى كل من يسعى إلى أن يكون عامل تحويلة في السكة الحديد أن يدير ذراع الرافعة، وإلا سوف يخرج القطار عن القضبان، ولا نعرف ماذا سيحدث بعد ذلك”.

 

وقال هاشم زاده هريسي، عضو مجلس الخبراء، لوكالة “إيسنا” للأنباء في 29 يونيو 2020: ” في الحقيقة، إن الوضع في المجتمع اليوم لا يطاق، إذ تزداد الفجوة اتساعًا كل يوم بين المواطنين ونظام الملالي. والأوضاع في غاية الحساسية هذه الأيام، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد النظام يحتضر”.

 

وقال محمود أحمدي بيغش في 5 يوليو 2020: “إن نظام الملالي يمر بظروف خاصة للغاية، ويحاول الآن اجتياز أصعب ممر ضيق تعرض له في التاريخ بعد 41 عامًا. وتتعرض الجمهورية الإسلامية اليوم إلى العديد من الضربات السياسية والأمنية المؤلمة”.

 

 ماذا فعل الفقر لأبناء الوطن؟

كان الحديث عن آثار الفقر على المواطنين جزءًا من الكتابات والتصريحات داخل الحكومة، بيد أن الفقر وارتفاع الأسعار المفرط، ولاسيما في الأشهر الأخيرة أثار غضب الناس.

 

وكتبت “صحيفة كسب و كار” في 21 يوليو 2020: ” إن 6 أعشار الدخل من كل 10 أعشار تنحدر تحت خط الفقر، وهذا يعني أن الفقر متربص في الأعشار الأخرى”.

 

ووصفت صحيفة “اعتماد” الوضع الحالي في 22 يوليو 2020، معترفةً بأن 60 مليون مواطن في حاجة ماسة إلى تلقي الإعانات؛ بأنه وضع كارثي ومُبكي وسيء للغاية”.

 

وكتبت صحيفة” كسب و كار” : “إن المسافة والفجوة بين الأغنياء والفقراء كبيرتان لدرجة أنهما تتسببا في ظهور أزمات اجتماعية حادة، ونحن نتوقع حدوث أزمات اجتماعية حادة في ظل هاتين الحالتين. وهذه القضية ليست مجرد أزمة فحسب، بل هي أزمة كبرى. ومن جانبي أطلق عليها اسم ” الثقب الأسود “.

 

ويقول كاتب المقال في صحيفة “اعتماد” : “إن معظم الأشخاص الذين شاركوا في أعمال الشغب في شهر نوفمبر 2019، هم من سكان ضواحي المدن والعاطلين عن العمل. والحقيقة هي أن 12 مليون فرد من ضواحي المدن يمكنهم أن يشكلوا ثورة خطيرة في المجتمع”. 

 

وبناءً عليه، فإنه في مثل هذا النظام الذي يتسم باللامساواة؛ تمتلك أقلية صغيرة جدًا تنتمي إلى هيكل النهب ونسبتها 4 في المائة كل شيء من خلال نهب جيوب المواطنين وقوتهم اليومي، بيد أن الأغلبية ونسبتهم 96 في المائة يعانون من الفقر والحرمان لدرجة أنهم بطبيعة الحال لم يعد أمامهم أي حل سوى الانتفاضة والثورة ضد الظالمين المفترسين.

 

الفجوة بين الشعب والحكومة

منذ اليوم التالي لإراقة بدماء شهداء انتفاضة نوفمبر 2020 على  أرصفة الأزقة والشوارع ، رُسم الخط الأحمر بين المجتمع والحكومة بشكل أكثر وضوحًا من ذي قبل. خطٌ أحمرٌ يزداد وضوحًا يومًا بعد يوم، ويقف على جانبيه الشعب والحكومة ضد بعضهما البعض.

 

والجدير بالذكر أن هذا الفصل موجود في الثقافة الحكومية أيضًا. كما أنه من هذا المنطلق نشأ تقسيم الناس إلى “رفقاء” و “غرباء”.

 

وتجدر الإشارة إلى أن الصراع بين الشعب ونظام الحكم وصل إلى نقطة اللاعودة. ولم يدرك الناس منذ فترة طويلة أن هذا النظام غير قابل للإصلاح والتهذيب فحسب، بل يجب اقتلاعه من جذوره.

 

الغضب المتراكم للمجتمع وعدم فعالية القمع

كتبت صحيفة “اعتماد”: ” إن ما حدث في الأيام الأولى من شهر يوليو في الفضاء الإلكتروني ورفع شعار ” لا للإعدام” يمثل رد فعل للمجتمع بطريقة أو بأخرى على بعض الأحداث المعاصرة، وتحوّل إلى نوع من الغضب الساكن. والغضب الساكن الآخر الذي استمر بطريقة ما حتى اليوم ناجم عن تفشي وباء كورونا في البلاد. ويؤمن الرأي العام بأن المسؤولين لم يكن لديهم استعداد للإعلان عن وجود الوباء في البلاد في الوقت المناسب بسبب إصرارهم على إجراء الانتخابات. وهناك غضب ساكن آخر ناجم عن قضية الغلاء الجامح. وقد أدت هذه القضية إلى خلق غضب عارم في المجتمع. ولو كانت الظروف عادية ولم تُصب البلاد بفيروس كورونا لكان هذا الغضب قد أدى إلى اندلاع مظاهرات واحتجاجات وحتى إلى أعمال عنف ضارية في الشوارع”.

 

وكتبت صحيفة “مستقل” في 29 يونيو 2020: ” من المؤكد أن الخاسرين في هذه المواجهة لن يكونوا مَن ليس لديهم ما يبكون عليه”.

 

أي أن المعركة المقبلة التي نطلق عليها اسم “الثورة”، ستسفر لا محالة من وجهة نظر الكاتب في صحيفة “مستقل” عن انتصار حتمي للشعب الإيراني، لأن أبناء الوطن لم يعد لديهم شيئًا ليبكون عليه، تطبيقًا للمثل العربي ” ضربوا الأعور على عينه، قال خسرانه خسرانه”. وحريٌ بنا أن نقول إن هذه هي الثورة التي تجري في شوارع إيران والتي ستشكل تاريخ إيران في المستقبل.