عراقيون يدمرون مقار أحزاب شيعية موالية لإيران -هدم المحتجين لمقار أحزاب سياسية تعرف بقربها من طهران يأتي احتجاجا على عمليات الاغتيال المجهولة بحق متظاهرين ناشطين مناهضين للنفوذ الإيراني في بلدهم.
ذي قار (العراق) – هدم محتجون غاضبون السبت مقار ومكاتب أحزاب سياسية شيعية تعرف بولائها لإيران في محافظة ذي قار جنوبي العراق، احتجاجا على استهداف المتظاهرين.
وقال شهود عيان إن “العشرات من المتظاهرين ترافقهم جرافات هدموا مقار حزبية في مدينة الناصرية بينها مقر (حزب الدعوة) بزعامة نوري المالكي، ومقر منظمة (بدر) بزعامة هادي العامري وعدد من مكاتب الحركات السياسية”. وأضافوا أن “هدم مقار الأحزاب جاء بعد إضرام النيران فيها”.
وأشار الشهود إلى أن سبب هدم المقار والمكاتب “هو استمرار استهداف المتظاهرين ضد الأوضاع المعيشية، والسياسية في البلاد” من قبل مجهولين.
والجمعة أصيب 3 اشخاص بانفجار عبوة كانت مثبتة على دراجة نارية بالقرب من ساحة اعتصام الحبوبي وسط الناصرية.
كما اغتال مسلحون مجهولون الناشط في الحراك الشعبي (مناهض لإيران) تحسين أسامة في مدينة البصرة، فيما قُتلت الأربعاء الناشطة بالحراك الشعبي ريهام يعقوب وامرأة أخرى كانت برفقتها والناشط فلاح الحسناوي وخطيبته في هجومين منفصلين بالمدينة ذاتها.
وبدأت الاحتجاجات بالعراق على الأوضاع المعيشية والسياسية في أكتوبر/تشرين أول 2019 ولا زالت مستمرة، ونجحت في الإطاحة بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي.
ووفق أرقام الحكومة فإن 565 شخصاً من المتظاهرين وأفراد الأمن قتلوا خلال الاحتجاجات، بينهم عشرات الناشطين الذين تعرضوا للاغتيال على يد مجهولين.
وتتهم أطراف عراقية مسلحين منتمين لأحزاب شيعية عراقية موالية للنظام الإيراني بالوقوف وراء عمليات الاغتيال المستمرة بحق نشطات نشطاء ومتظاهرين، فيما يستهدف رصاص القناصة أصوات تتعالى ضد النفوذ الإيراني في بلادهم.
وتعهدت الحكومة الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي بمحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين والناشطين، لكن لم يتم تقديم أي متهم للقضاء حتى الآن.
ويرى مراقبون أن الكاظمي يسعى للنأي بالعراق عن الهيمنة الإيرانية وذلك عبر التقليل من نفوذ ميليشياتها خاصة وأنه قام بتشديد المراقبة على المعابر والحدود، لكن خطواته تظل محدودة.
وأمس الجمعة أضرم محتجون في مدينة البصرة (جنوب)
النار في مكتب مجلس النواب وقامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص في الهواء لتفريقهم، وفق ما أكدته مصادر أمنية عراقية.
وطالب المحتجون البرلمان العراقي بإقالة المحافظ بعد مقتل اثنين من الناشطين وإصابة آخرين في ثلاث هجمات منفصلة نفذها مسلحون مجهولون خلال الأيام القليلة الماضية.
وبدأت موجة العنف عندما اغتيل تحسين أسامة الأسبوع الماضي، مما أدى إلى مظاهرات في الشوارع استمرت ثلاثة أيام أطلقت خلالها قوات الأمن الرصاص الحي على المتظاهرين الذين رشقوا منزل المحافظ بالحجارة والقنابل الحارقة وأغلقوا عدة طرق رئيسية.
وأقال الكاظمي مسؤولين في شرطة البصرة والأمن الوطني الاثنين الماضي وأمر بفتح تحقيق في أعمال العنف. وهدأ ذلك المتظاهرين حتى أعاد مقتل ريهام يعقوب خروجهم إلى الشوارع.
ودانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الخميس الاعتداءات والاغتيالات التي طالت ناشطي المجتمع المدني ومحتجين في الأيام الأخيرة بشكل خطير في البصرة.