نبذة عن تاريخ منظمة مجاهدي خلق الايرانية -(MEK)
نبذة عن تاريخ منظمة مجاهدي خلق الايرانية -(MEK) – تأسست منظمة مجاهدي خلق الايرانية MEK عام 1965 على أيدي الشهداء العظام محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وعلي اصغر بديع زادكان بوصفها منظمة مسلمة ثورية وطنية وديمقراطية. وكان هؤلاء الثلاثة خريجي الجامعة وناشطين منذ عهد المرحوم الدكتور محمد مصدق في الحركة الديمقراطية ومن ثم أصبحوا أعضاء في حركة التحرير (بزعامة آيت الله السيد محمود طالقاني و المهندس مهدي بازركان). وكانت الغاية السياسية لهؤلاء استبدال ديكتاتورية الشاه بنظام وطني وديمقراطي يتمثل في سيادة الشعب وحريته.
إن منظمة مجاهدي خلق الايرانية امتداد طبيعي وتاريخي للنضال القومي والتحرري للايرانيين منذ قرن وإن مفردتي «مجاهد» و«المجاهدين» مأخوذتان من القرآن ويتكلل شعار المنظمة بالآية الكريمة «فضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً».
[/vc_column_text][vc_single_image image=”428″ img_size=”full” alignment=”center”][vc_tta_tour color=”chino” active_section=”1″][vc_tta_section title=”الإيديولوجية:” tab_id=”1528020409768-dad91884-8600″][vc_column_text]
أهم مبادرة وابداع جاء بها مؤسسو المنظمة في الجانب العقائدي هو كشف الاسلام كأيديولوجية ديمقراطية ذات ديناميكية. وكان مؤسسو المجاهدين يؤمنون بأن هذه القراءة الديناميكية والديمقراطية للاسلام، ستحقق الديمقراطية والحرية في ايران. ان ايمان المجاهدين بالاسلام يتميز بثلاثة مؤشرات ومميزات رئيسية وبارزة عن القراءات الرجعية للاسلام. وكان المجاهدون قد استخلصوا هذه المؤشرات من القرآن الكريم وأحاديث وسيرة النبي الأكرم (ص) والائمة الأطهار عليهم السلام.كما آمنوا منذ اليوم الأول من تشكيل المنظمة بأن سر الادراك والاستيعاب الموضوعي للاسلام يمكن من خلال الالتزام العملي بالمفردتين المقدستين وهما «الفداء» و «الصدق». إذ إنه وبدون «الفداء» (التضحية) لتحقيق الحرية في المجتمع وبدون «الفداء» لازالة أي اضطهاد وظلم وقمع في المجتمع وبدون «الصدق» أمام الشعب وأمام الالتزامات الشعبية لايمكن خوض عالم الادراك والاستيعاب الواقعي لحقائق الاسلام.
وفي فجر يوم 25 أيار 1972 أعدم مؤسسو المنظمة مع عدد من أعضاء لجنتها المركزية بعد أن أدلوا أمام محاکم الشاه بمرافعات حماسية للدفاع عن الاسلام والحريات الشعبية وضرورة النضال ضد الديكتاتورية بحيث حولوا محاكم الشاه إلى مسرح لمحاكمة نظام الشاه ايديولوجياً وتاريخياً وسياسياً. وقدم مؤسسو وأعضاء اللجنة المركزية للمنظمة وبالاستناد الى الآيات القرآنية وأقوال أئمة الهدى في الدفاع عن ضرورة النضال ضد الديكتاتورية وتحقيق الحرية وضرورة الاطاحة بالنظام الديكتاتوري طروحات مهمة للمجتمع ومستقبله. ودافع المؤسس الكبير محمد حنيف نجاد 6 ساعات عن القضايا العقائدية للمجاهدين في مرافاعاته.
ورغم الضربات الموجعة التي وجهها الشاه للمنظمة فإن المجاهدين ولكون تمسكهم بالمعتقدات الاسلامية تمتعوا بدعم واسع من قبل طلاب الجامعات ورجال الدين التقدميين والطلاب الحوزويين الشباب الى جانب الدعم من قبل البازاريين ومعظم المثقفين الدينيين. بينما لم يكن عند خميني وأنصاره في ذلك الوقت ما يقدمونه للشعب وخاصة الشباب. وكان المجاهدون وبدفاعهم عن الاسلام الاصيل وخوض النضال من أجل حرية الشعب قد رفعوا راية الاسلام تجاه سائر التيارات والاتجاهات الفكرية المختلفة. فلذلك لاقى المجاهدون موجة ترحيب غير مسبوقة تفوق التصور وذلك من قبل الشباب والمثقفين الايرانيين الذين كانوا يتسابقون لمساعدة منظمة مجاهدي خلق والالتحاق بصفوفها. انهم كانوا يشعرون بحماس كبير بالفخر والشموخ بحيث أصبح حرم جامعة طهران يشهد اقامة صلاة جماعية من قبل مئات الطلاب احتذاءً بالمجاهدين في السجون وترديدهم بصورة جماعية وبصوت عال الادعية التي كان المجاهدون يتلونها في السجون بعد كل صلاة. (نص بعض الادعية موجودة في هذه المجلة)
لقد هزت تفاسير المجاهدين لبعض السور القرآنية ومذكراتهم للدفاع عن الاسلام خاصة كتاب «الامام الحسين» أركان الحوزة في مدينة قم بشدة وكان المشتاقون يجازفون بحياتهم من أجل الحصول على نسخة من الكتاب سراً. فتدفق مئات الطلاب الحوزويين ورجال الدين التقدميون نحو المجاهدين واما التحقوا بصفوفهم أو قدموا دعمهم الكبير لهم وأعلنوا مراراً أنهم قد تلقّوا من خلال معرفة المجاهدين فهمًا وإدراكًا جديداً من الاسلام. وهناك الكثير من هؤلاء الطلاب الحوزويين استشهدوا في درب تحرير الشعب الايراني كما بقي عدد منهم أحياء ناشطين في صفوف المجاهدين وأصبحوا كوادر منهم.
ان الدعم المادي والمعنوي للشعب الايراني البطل لابنائه المجاهدين منذ عام 1971 ولحد اليوم بلغ حداً لم يشعر المجاهدون اطلاقاً بانهم في ظروف مادية حرجة. ان هذه المساعدات والتبرعات المادية والمعنوية من قبل أبناء الشعب الايراني للمجاهدين لم تقطع في يوم من الأيام رغم الأخطار الكبيرة واعدام عشرات التجار الايرانيين الوطنيين والمسلمين ومصادرة أموالهم …
وكان المجاهدون أقوى تيار سياسي واجتماعي في غضون السنوات التي انتهت الى ثورة الشعب الايراني وإسقاط نظام الشاه. وكان الدكتور علي شريعتي الراحل يصف نشاطه الثقافي كـ «عمل زينبي» لايصال رسالة المجاهدين الثورية للشعب والشباب. كما إن هناك الكثير من قادة نظام الحكم القائم في ايران من أمثال رفسنجاني و..كانوا يفخرون ويعتزون بسوابق لهم حينما كانوا أنصاراً للمجاهدين والائتمام بالمجاهدين في الصلاة. انهم لا يملكون في ملفهم شيئاً سوى الفخر في النضال حينما كانوا أنصاراً للمجاهدين.
وكان الشاه مطلعًا على الإقبال الشعبي الواسع هذا على المجاهدين ولاسيما إقبال الشباب عليهم والسبب كان يعود في الدرجة الاولى الى كون المجاهدين مسلمين وتقديمهم اسلاماً ديمقراطياً وديناميكياً. فلذلك ومن أجل التصدي لهم ابتدع الشاه تهمة جديدة ضد المنظمة حيث ألصق نظام الشاه بالمجاهدين تهمة أنهم «ماركسيين – إسلاميين». ليس من الغريب كون خميني قد حذا حذو الشاه بإلصاقه تهمة «الالتقاط» بالمجاهدين ومن ثم إطلاق وصف «المنافقين» عليهم وأثبت بذلك انه يحمل بوحده رذائل جميع الديكتاتوريين والمصاصين للدماء في تاريخ ايران والاسلام.
[/vc_column_text][/vc_tta_section][vc_tta_section title=”أيام الثورة المضادة للملكية” tab_id=”1528020409885-bdd27e23-2973″][vc_column_text]في المظاهرات الطلابية والشعبية التي أدت بالتدريج الى الثورة في عام 1979 والاطاحة بنظام الشاه فقد نظم الشباب والطلاب المرتبطون بالمجاهدين أقوى مظاهرات ريادية في الشوارع في أيام عاشوراء الإمام الحسين (ع) آنذاك. وكان المواطنون وأنصار المجاهدين يحملون في المظاهرات شعار المجاهدين وصور مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في مقدمة صفوف المتظاهرين رغم أن العناصر الرجعية كانت تمنعهم من ذلك.
وفي الأيام الأخيرة من الثورة الإيرانية وحتى في البرهة التي أصبح فيها خميني القائد المنفرد للانتفاضة غير المنظمة فكان الكل يتذكر بأن ثلاث علامات يرفعها أبناء الشعب في كافة مظاهراتهم المناهضة للملكية وهي شعار المجاهدين وصورة خميني وصورة الدكتور شريعتي الراحل.[/vc_column_text][/vc_tta_section][vc_tta_section title=”فترة الكفاح السلمي السياسي ضد خميني” tab_id=”1528020469128-86b1de10-352c”][vc_column_text]وبعد وصول خميني الى سدة الحكم تمركزت ولاول مرة في تاريخ ايران السلطة الدينية والسلطة السياسية في شخص واحد (خميني) بالاضافة الى السلطة والنفوذ الناجم عن مشروعية الثورة الشعبية. فتمركزت هذه العناصر الثلاثة في خميني وأعطاه قوة فائقة. فهنا برزت طبيعة خميني العائدة الى عصور الظلام على شكل احتكار السلطة والتفرد بالرأي والسلوك الرجعي القمعي.
وكان خميني يرى المجاهدين الذين كانوا يشكلون قوة سياسية منظمة ومسلمة ذات سجل نضالي ضد نظام الشاه تهديداً سياسياً واجتماعياً لكيانه الرجعي. ومن أول الموضوعات العاملة المطروحة في أجواء الانفتاح السياسي الناجمة عن سقوط الشاه هو ما بدأ خميني والملالي التابعون له بطرحه من ضرورة الفرز الطائفي و الفرز الديني بين المسلمين وغير المسلمين غير أن المجاهدين أصروا على ضرورة اعطاء الاولوية لقضايا مثل الحريات الديمقراطية والغاء الاحتكار والبلطجة وضرورة تشكيل المجلس التأسيسي وحل قضية كردستان والاقليات القومية والدينية والاعتراف بالحريات الأساسية وحقوق النساء وأمثالها من القضايا الرئيسة للمجتمع.
وكان المجاهدون ومن خلال الدفاع عن حقيقة الاسلام والشريعة السمحاء القائمة على الرحمة يقومون وبتضحياتهم واخلاصهم بتعريف الوجه الحقيقي للاسلام مما دفع الشباب إلى الإقبال على الإسلام الحقيقي بعد أن كانوا قد يئسوا وأصيبوا بخيبة الأمل نتيجة أعمال خميني اللااسلامية. وخلال السنوات الاخيرة أعلن مسؤولو النظام بينهم جلايي بور من قادة زمرة خاتمي ومن القادة السابقين لقوات الحرس في مذكراتهم عدد ميليشيات المجاهدين المنظمة في عموم البلاد 500 ألف شخص.
ولقاء ذلك فقد كان خميني وأزلامه ومن خلال أعمالهم الرجعية والمتخلفة يبعدون الناس عن الدين وهذه حقيقة يعترف بها قادة النظام يومياً.[/vc_column_text][/vc_tta_section][vc_tta_section title=”فرض الكفاح المسلح على الشعب الايراني من قبل خميني” tab_id=”1528020492999-bb7c9b7d-2b56″][vc_column_text]لقد أرسى المجاهدون دعائمهم كأكبر قوة سياسية ايرانية من خلال نشاطاتهم السلمية في الاجواء الشبه ديمقراطية التي تلت الثورة الإيرانية مستخدمين في ذلك أساليب سلمية وعلنية وقانونية حيث بلغ عدد نسخ جريدتهم 500 ألف نسخة. غير أن خميني الذي لم يكن يقبل الاعتراف بالحقوق الديمقراطية للمجاهدين والقوات المعارضة له قد عقد العزم على القمع التام للمجاهدين. ودعا المجاهدون لقاء الاجراءات القمعية وتهديدات النظام الى مظاهرات كبيرة في طهران للدفاع عن الحريات في يوم 20 حزيران 1981 حيث شارك فيها نصف مليون من المواطنين في طهران الذين ساروا بشكل سلمي باتجاه مقر البرلمان وكان عددهم يتزايد كل لحظة. وأعلنت اذاعة النظام الرسمية بعد ظهر ذلك اليوم أن خميني باعتباره الولي الفقيه للنظام قد أصدر أوامره لافراد الحرس بقمع المظاهرات بشكل دموي. ففتح أفراد الحرس النار على المتظاهرين وبذلك تضرجت المظاهرات السلمية لاهالي طهران بالدم حيث سقط جراء ذلك مئات القتلى والجرحى كما اعتقل آلاف الاشخاص واقتيدوا الى السجون والمعتقلات وقمعت المظاهرة بشكل وحشي.
وبعد عملية القمع الوحشي للمظاهرات السلمية في طهران تزايدت حملات الدهم والاعتقال والاعدام بحيث كان سجن ايفين بطهران يشهد بوحده في بعض الاحيان مئات الاعدامات في الليل. وفي عملية انتقامية وحشية أعدم حتى أولئك الذين كانوا قد اعتقلوا قبل 20 حزيران وهكذا أصبحت المقاومة المسلحة أمام الديكتاتورية الدموية أمراً مشروعاً وضرورياً. ان المقاومة المسلحة فرضها خميني على أبناء شعبنا، فبدأت الاشتباكات المسلحة في عموم البلاد بين المجاهدين والمقاومة من جهة وأفراد الحرس من جهة أخرى.[/vc_column_text][/vc_tta_section][vc_tta_section title=”تأسيس المجلس الوطني للمقاومة الايرانية” tab_id=”1528020515374-b9dda0fc-bdf6″][vc_column_text]بعد بداية المقاومة المسلحة بشهر عرض المجاهدون برنامجاً للائتلاف السياسي لتقديم بديل لحكم خميني. وشارك بني صدر رئيس الجمهورية في نظام خميني بعد إقصائه عن منصبه في هذا الائتلاف الذي كان يتولى مسؤوليته مسعود رجوي وأسماه بـ «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية». وأعلن مسعود رجوي في 21 تموز 1980 بطهران تأسيس المجلس الوطني للمقاومة ودعا الى الانضمام اليه. وحوالي عشرة أيام بعد تأسيس المجلس الوطني للمقاومة بطهران والاعلان الرسمي والدعوة للانضمام اليه فقد غادر رئيس المجلس الوطني للمقاومة وبرفقة بني صدر طهران في رحلة خطيرة الى باريس. وهبطت الطائرة التي تمت السيطرة عليها من قبل الطيارين المجاهدين يوم 30 تموز في باريس وبوصول مسعود رجوي الى فرنسا بدأ معترك واسع على المستوى الدولي وكذلك بالنسبة للقوى السياسية والشعب الايراني لتقديم بديل سياسي للنظام الحاكم في ايران.[/vc_column_text][/vc_tta_section][/vc_tta_tour][bs-heading title=”نبذة عن السيرة النضالية لمؤسسي منظمة مجاهدي خلق الأيرانية MEK” show_title=”1″ icon=”” title_link=”” heading_color=”#6c336b” heading_style=”default” bs-show-desktop=”1″ bs-show-tablet=”1″ bs-show-phone=”1″ bs-text-color-scheme=”” css=”” custom-css-class=”” custom-id=”” heading_tag=”h3″][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_tta_tabs color=”mulled-wine” active_section=”1″][vc_tta_section title=”سيرة المؤسس الكبير محمد حنيف نجاد” tab_id=”1528017117121-9280d912-1ce7″][vc_row_inner][vc_column_inner width=”1/4″][vc_single_image image=”418″ img_size=”full” alignment=”center”][/vc_column_inner][vc_column_inner width=”3/4″][vc_column_text]ولد محمد حنيف نجاد عام 1938 في مدينة تبريز من عائلة فقيرة وأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة همام الابتدائية والثانوية في مدرستي المنصور وفردوسي. ورغم ظروف الاقتصادية السيئة استطاع مواصلة تحصيله الدراسي حتى دخوله الجامعة.
في عام 1963 تخرج من كلية الزراعة بجامعة طهران (فرع هندسة المكائن الزراعية). وكانت نشاطاته الاجتماعية تشكل جانبًا من حياة محمد حنيف نجاد. منذ مرحلة الدراسة الثانوية زاول نشاطه في اللجان الدينية غير أن هذه النشاطات لم تكن تروي روحه الظمآنة لذا كان دائم التفكير في كيفية القضاء على الظروف التي تؤدي إلى فقر وبؤس الناس. وبدخوله الجامعة ضاعف من نشاطاته ومثل طلبة كلية الزراعة في الاتصال والتنسيق مع «جبهة ملي» (الجبهة الوطنية) وحركة تحرير ايران. وقبل اجراء الانتخابات المزيفة للشاه في شباط عام 1962 بيومين اعتقل من قبل ساواك «الجهاز الامني» الشاه الخائن ومكث سبعة أشهر في سجني قزل قلعة وقصر. ولم يتوقف عن نشاطاته حتى وهو في السجن اذ واصلها بعقد الاجتماعات ونشر النهج الثوري وانتقاد القادة المحافظين للجبهة الوطنية.
في السجن تعرف على الاب الطالقاني وانهمك في دراسة عميقة ومستفيضة للقرآن الكريم مستوعبًا منها دروسًا بليغة. وبعد انهاء دراسته عام 1963 ذهب لاداء الخدمة العسكرية في سلطنة آباد طهران ومقر مدفعية اصفهان وواصل في هذه الفترة مطالعاته السياسية والايديولوجية والعسكرية وكان دائم التفكير في كيفية اخراج حركة تحرير الشعب الايراني من المأزق التي هي فيه.
بعد أحداث الخامس من حزيران عام 1963 توصل إلى نتيجة أن لا سبيل غير الكفاح المسلح لمواجهة نظام الشاه. وبعد عودته من الخدمة العسكرية التقى بعض رفاقه في الفكر ومنهم سعيد محسن وناقشهم فيما يجول بذهنه. وبعد مراجعة مستفيضة للاحداث وللمسيرة النضالية خاصة التي تخص نهج الاحزاب السياسية الايرانية وسبب فشلها أدركوا بأن عهد العمل والنشاط الاصلاحي قد ولّـى وأن الكفاح المسلح الثوري هو السبيل الوحيد للاطاحة بالنظام. وهكذا وضعوا البذرة الاولى لمنظمة المجاهدين في ايلول من عام 1963.
واصل المؤسس الكبير لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية دراسته العميقة والمستفيضة للقرآن الكريم بنظرة علمية وثورية كما طالع وبنفس الحماس والاهتمام النظريات والمعتقدات الفلسفية الاجتماعية والثورية المعاصرة وكان يستوعب ويتعلم منها الحقائق والجوانب الايجابية اذ كان يعتقد أن أي رأي يدفع المرء نحو التكامل وأي رسالة تحرر البشر المكبلين من أغلالهم وتجعلهم يسيرون في الطريق الاساسي للخليقة هي رسالة متكاملة لابد من الاستفادة منها وهكذا تعلم واستوعب هذه النظرة من القرآن: «وبشر عباد الذين يسمتعون القول فيتبعونه أحسنه» ومن خصوصياته البارزة الاخرى هي أنه لم يكن يقبل أبدًا الجلوس دون عمل مكررًا معلوماته فالشعور العميق بالمسؤولية الكبيرة ازاء الوضع القائم وازاء المظلومين والمضطهدين والمستغَلين كان يدفعه دائمًا للمزيد من الجهد والعمل مرددًا باستمرار «ان واجب الانسان ورسالته لا تعني فقط معرفة المجتمع بل عليه تغيير ذلك نحو التكامل».
في ايلول عام 1971 وعلى اثر الضربة التي تلقتها المنظمة اعتقل المؤسس الكبير لمنظمة مجاهدي خلق من قبل ساواك (الجهاز الامني) الشاه الخائن وألقي به في السجن ورفض وهو في السجن الانصياع للتسوية والاستسلام من أجل انقاذ حياته برفض اقتراح الساواك. وفي 25 مايس 1972 أي قبل يومين من زيارة ريجارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة لايران أعدم مع كل من سعيد محسن وعلي اصغر بديع زادكان و رسول مشكين فام ومحمود عسكري زاده. وهكذا بتقبله الموت الاحمر ونيل الشهادة بقي حنيف الكبير خالدًا في تاريخ ايران بعد التوقيع بدمه على ملحمته ومفخرته الفكرية باعتباره مؤسس منظمة مجاهدي خلق الايرانية.[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_tta_section][vc_tta_section tab_id=”1528018189463-bee3f16e-f2f5″][vc_row_inner][vc_column_inner width=”1/4″][vc_single_image image=”425″ img_size=”full” alignment=”center”][/vc_column_inner][vc_column_inner width=”3/4″][vc_column_text]ولد على اصغر بديع زادكان في اصفهان عام 1940 من عائلة متوسطة الحال وأكمل دراسته الثانوية في طهران وبعد تخرجه من الثانوية واصل دراسته في الكلية التكنولوجية بطهران فرع الكيمياء.
تعرف خلال مرحلة تجديد نشاط «الجبهة الوطنية» وحركة التحرير أي خلال 1960 – 1963 على القضايا السياسية. وبعد تخرجه من جامعة طهران عام 1963 التحق بالخدمة العسكرية وبعد أن أكمل مرحلة التدريب البالغة تسعة أشهر أرسل إلى مصنع الاسلحة التابع للجيش وكان أسوة لاصدقائه يفكر في التوصل للسبيل الذي ينقذ الشعب من ظلم وجور نظام الشاه ومن خلال دراسته للحركات السياسية والاجتماعية في ايران أدرك أن جميع السبل النضالية قد انتهت بالفشل رغم تضحيات وجهود الشعب فتوصل إلى أن السبب هو فقدان العلم السياسي السابق للقيادة والمنظمة المحترفة مدركًا أن النضال ان لم يؤخذ كحرفة وعمل علمي فمن المستحيل احراز تقدم وكان يعتقد أيضًا بعدم امكانية النضال دون ترك العمل والمال والدراسة ويكرر دائمًا ان «قيمة المرء النضالية تقاس بما يقدمه في هذا المجال». وهنا أي في هذه المرحلة أصبح أكثر قربًا محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وبقية أصدقائه ليضعوا النواة الاولى للمنظمة ثم ترك عمله وأخذ يعمل استاذًا مساعدًا في الكيمياء في كلية التكنولوجيا. وبهذا استطاع تأمين امكانيات كبيرة للمنظمة. كان متقشفًا يقدم جميع موارده للمنظمة. وبهذا كان نموذجًا للاخلاص والصدق صريحًا في انتقاد نفسه بشكل يثير دهشة الاخرين وهذا دليل على انصهاره الكامل في المنظمة وكان صدقه ومثابرته تضيف بشعور الاعضاء الجدد بمزيد من المسؤولية.
في آب 1970 كلف بمسؤولية مجموعة من المجاهدين. فتوجه إلى فلسطين وتلقى في قواعد «ثورة الفتح» التدريبات العسكرية. وبعد انتهاء فترة التدريب عاد إلى ايران محملاً بخبرة وفيرة ومقادير من الاسلحة. وكانت مرحلة العمل في منظمة المجاهدين قد حانت وهكذا استطاع اصغر أن يقدم من خلال اختصاصه وخبرته مساعدة كبيرة للمنظمة. وأخيرًا وفي ايلول من عام 1971 اعتقل من قبل جهاز أمن الشاه الخائن (الساواك) في دار أحد أقربائه ليتعرض فورًا لابشع أنواع التعذيب اذ كان الساواك قد استشاط غيضًا وحنقًا من خطة خطف شهرام بهلوي دون أن يستطيع أن يتلمس اثرًا للمجاهدين لذا ألقى بكل ثقله لتعذيب بديع زادكان عسى أن يستطيع اكتشاف رأس الخيط.
واستمر التعذيب لاكثر من شهر اذ أجلسوه في بداية الامر في الموقد ثم أرغموه على أن يستلقي على ظهره وقد واجه مرة ولأكثر من أربع ساعات التعذيب بالحرق بحيث واصلت الحروق إلى العظام دون أن ينبس بكلمة واحدة وألقوا به وهو كتلة من الحروق في الزنزانة وأوصدوا عليه الباب فتقيحت جروحه الناجمة عن الحروق والتهبت وملأت جو الزنزانة دون أن يتكلم بحرف واحد وكان يتحمل آلام الحروق بهدوء ومظلومية حتى أصبح جسده نصف مشلول مما كان يضطر اثنان من الجلاوزة إلى سحب جسده نصف المشلول إلى غرفة التعذيب في وقت لم يكن يفكر فيه سوى بالثورة وتحرير الشعب ورفاقه مما اضطرت شرطة الشاه الخائن المجرمة أن ترضخ له وأجريت له ثلاث عمليات جراحية وفي الوقت الذي لم تشهد فيه حالته الصحية أي تحسن اقتيد في فجر الخامس والعشرين من أيار 1972 مع رفيقيه حنيف وسعيد ليعدم رميًا بالرصاص.[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_tta_section][/vc_tta_tabs][vc_tta_tabs color=”mulled-wine” active_section=”1″][vc_tta_section title=”سيرة المجاهد الشهيد سعيد محسن” tab_id=”1537276092921-a391f800-b3c2″][vc_row_inner][vc_column_inner width=”1/4″][vc_single_image image=”423″ img_size=”full” alignment=”center”][/vc_column_inner][vc_column_inner width=”3/4″][vc_column_text]ولد سعيد محسن عام 1939 في مدينة زنجان من عائلة متوسطة الحال وأكمل فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة ثم انتقل إلى طهران لمواصلة دراسته وفي عام 1963 تخرج من كلية التكنولوجيا، فرع الهندسة الانشائية. وقد تزامنت مرحلة دراسته الجامعية (1960 – 1963) مع نشاطات «جبهه ملي» (الجبهة الوطنية) وحركة تحرير ايران. وسجن مرتين بسبب نشاطه السياسي والمرة الثانية التي سجن فيها كان في 21 كانون الثاني عام 1962. من خصوصيات سعيد محسن البارزة اتعاظه وأخذ العبر والدروس من الاحداث وقدرته على الاستنتاج. كان يفكر مليّا في شتى الاحداث ويجعلها جنبًا لجنب وطالما استشف منها تحليلات واستنتاجات صائبة وصحيحة. كان ذو ذهن متوقد لم يغفل أهمية التعلم والاستيعاب. كان يسعى ليتعرف على كل شيء ولم يكن فقط متحمسًا لعمله واختصاصه الهندسي بل أيضًا بواجبه الاجتماعي والفكري ويردد دائمًا ان لم يقف المجتمع على قاعدة صحيحة وعادلة فان المهندس الجيد لا يستطيع الا أن يكون في خدمة الرأسماليين.
كان سعيد عنصرًا نشيطًا ومثابرًا وخلال فيضانات عام 1960 في منطقة الجوادية وزلازل «آوج» و «قزوين» عام 1962 هرع سعيد برفقة على اصغر بديع زادكان وعدد كبير آخر من زملائهم لمساعدة المنكوبين تاركًا دراسته ليشتغل عاملاً ليل نهار من أجل مساعدة المحرومين وهكذا تعرف أكثر من أي وقت مضى على آلام وعذاب و معاناة الجماهير المحرومة والمستغَلة وانطلاقًا من فكره الثوري وشعوره بالمسؤولية عزم على تغيير ذلك. وبعد تخرجه ذهب إلى الخدمة العسكرية وهناك تعرف على جيش الشاه ونقاط ضعفه وقوته وكذلك التدريبات العسكرية. كان شغوفًا جدًا بالامور العسكرية وعلى نقيض الاخرين كان يمارس التدريب عدة مرات معتقدًا بأنها ضرورية جدًا بالنسبة لاي ثائر. لم يكن يكل أو يمل من التدريب ابتداءً من الرماية والقاء القنابل وحتى الحراسة والزحف من تحت الاسلاك الشائكة والسير الطويل وكان يقوم بكل هذا بكل حماس وشوق. ونظرًا لماضيه السياسي أرسل إلى مدينة جهرم لاداء الخدمة العسكرية أي المكان الذي تعرف فيه أكثر وأكثر على حياة الجماهير المسحوقة من الشعب الايراني وبعد انهاء الخدمة العسكرية عاد إلى طهران واشتغل في معمل «أرج» وثم معمل «سبنتا» وفي نفس الوقت كان يزاول نشاطه السياسي. وجعلت مطالعاته العميقة والمستفيضة ومعايشاته مع أكثر شرائح المجتمع حرمانًا جعلت من سعيد عنصرًا لا ترضيه النشاطات السياسية الاصلاحية للجبهة الوطنية (جبهه ملي) وحركة تحرير ايران. وكان في حينه يفكر ليل نهار بالسبيل الذي يحرر النضال من مأزقه وأخيرًا التقى بحنيف الكبير وأدرك أهمية وضرورة تأسيس منظمة ثورية محترفة لحل العقدة النضالية وهكذا أصبح مع حنيف نجاد وعلي اصغر بديع زادكان من ضمن مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الايرانية.
كان سعيد محسن وبعد تأسيس المنظمة يعمل بشكل دؤوب اذ كان اسبوعيًا يعقد 16 اجتماعًا وموعدًا وسبق له أن كتب مقالاً في بداية تأسيس المنظمة يقول فيه: «ان الظروف الصعبة هي عامل الفرز الدقيق بين الحركة والحركة المضادة. فظهور الفرز بين الحركة والحركة المضادة والثورة والثورة المضادة هو الدليل على تطور النضال. ففي مثل هذه الحالة لن يكون هناك مكان للانتهازيين ودعاة التسوية… في ظروف كهذه تكون العناصر الملتزمة والعزومة هي التي تحمل على عاتقها العبء الثقيل الناجم عن النضال وقادرة على مواصلة الدرب وتوعية وحشد الجماهير.»
خلال الضربة التي أصابت المنظمة في ايلول عام 1971 اعتقل الشهيد مؤسس منظمة مجاهدي خلق الايرانية من قبل ساواك (الجهاز الامني) الشاه الخائن والقي به في السجن وبعد شهور من التعذيب أعدم مع بقية رفاقه المؤسسين أعضاء اللجنة المركزية للمنظمة بتاريخ 25 مايس 1972 ليصبح دمه الطاهر فداء لتحرير الشعب وديمومة ومستقبل منظمة مجاهدي خلق الايرانية.[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_tta_section][vc_tta_section tab_id=”1537276094293-0f29e3e9-78ba”][vc_row_inner][vc_column_inner width=”1/4″][vc_single_image image=”418″ img_size=”full” alignment=”center”][/vc_column_inner][vc_column_inner width=”3/4″][vc_column_text]ولد محمد حنيف نجاد عام 1938 في مدينة تبريز من عائلة فقيرة وأكمل دراسته الابتدائية في مدرسة همام الابتدائية والثانوية في مدرستي المنصور وفردوسي. ورغم ظروف الاقتصادية السيئة استطاع مواصلة تحصيله الدراسي حتى دخوله الجامعة.
في عام 1963 تخرج من كلية الزراعة بجامعة طهران (فرع هندسة المكائن الزراعية). وكانت نشاطاته الاجتماعية تشكل جانبًا من حياة محمد حنيف نجاد. منذ مرحلة الدراسة الثانوية زاول نشاطه في اللجان الدينية غير أن هذه النشاطات لم تكن تروي روحه الظمآنة لذا كان دائم التفكير في كيفية القضاء على الظروف التي تؤدي إلى فقر وبؤس الناس. وبدخوله الجامعة ضاعف من نشاطاته ومثل طلبة كلية الزراعة في الاتصال والتنسيق مع «جبهة ملي» (الجبهة الوطنية) وحركة تحرير ايران. وقبل اجراء الانتخابات المزيفة للشاه في شباط عام 1962 بيومين اعتقل من قبل ساواك «الجهاز الامني» الشاه الخائن ومكث سبعة أشهر في سجني قزل قلعة وقصر. ولم يتوقف عن نشاطاته حتى وهو في السجن اذ واصلها بعقد الاجتماعات ونشر النهج الثوري وانتقاد القادة المحافظين للجبهة الوطنية.
في السجن تعرف على الاب الطالقاني وانهمك في دراسة عميقة ومستفيضة للقرآن الكريم مستوعبًا منها دروسًا بليغة. وبعد انهاء دراسته عام 1963 ذهب لاداء الخدمة العسكرية في سلطنة آباد طهران ومقر مدفعية اصفهان وواصل في هذه الفترة مطالعاته السياسية والايديولوجية والعسكرية وكان دائم التفكير في كيفية اخراج حركة تحرير الشعب الايراني من المأزق التي هي فيه.
بعد أحداث الخامس من حزيران عام 1963 توصل إلى نتيجة أن لا سبيل غير الكفاح المسلح لمواجهة نظام الشاه. وبعد عودته من الخدمة العسكرية التقى بعض رفاقه في الفكر ومنهم سعيد محسن وناقشهم فيما يجول بذهنه. وبعد مراجعة مستفيضة للاحداث وللمسيرة النضالية خاصة التي تخص نهج الاحزاب السياسية الايرانية وسبب فشلها أدركوا بأن عهد العمل والنشاط الاصلاحي قد ولّـى وأن الكفاح المسلح الثوري هو السبيل الوحيد للاطاحة بالنظام. وهكذا وضعوا البذرة الاولى لمنظمة المجاهدين في ايلول من عام 1963.
واصل المؤسس الكبير لمنظمة مجاهدي خلق الايرانية دراسته العميقة والمستفيضة للقرآن الكريم بنظرة علمية وثورية كما طالع وبنفس الحماس والاهتمام النظريات والمعتقدات الفلسفية الاجتماعية والثورية المعاصرة وكان يستوعب ويتعلم منها الحقائق والجوانب الايجابية اذ كان يعتقد أن أي رأي يدفع المرء نحو التكامل وأي رسالة تحرر البشر المكبلين من أغلالهم وتجعلهم يسيرون في الطريق الاساسي للخليقة هي رسالة متكاملة لابد من الاستفادة منها وهكذا تعلم واستوعب هذه النظرة من القرآن: «وبشر عباد الذين يسمتعون القول فيتبعونه أحسنه» ومن خصوصياته البارزة الاخرى هي أنه لم يكن يقبل أبدًا الجلوس دون عمل مكررًا معلوماته فالشعور العميق بالمسؤولية الكبيرة ازاء الوضع القائم وازاء المظلومين والمضطهدين والمستغَلين كان يدفعه دائمًا للمزيد من الجهد والعمل مرددًا باستمرار «ان واجب الانسان ورسالته لا تعني فقط معرفة المجتمع بل عليه تغيير ذلك نحو التكامل».
في ايلول عام 1971 وعلى اثر الضربة التي تلقتها المنظمة اعتقل المؤسس الكبير لمنظمة مجاهدي خلق من قبل ساواك (الجهاز الامني) الشاه الخائن وألقي به في السجن ورفض وهو في السجن الانصياع للتسوية والاستسلام من أجل انقاذ حياته برفض اقتراح الساواك. وفي 25 مايس 1972 أي قبل يومين من زيارة ريجارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة لايران أعدم مع كل من سعيد محسن وعلي اصغر بديع زادكان و رسول مشكين فام ومحمود عسكري زاده. وهكذا بتقبله الموت الاحمر ونيل الشهادة بقي حنيف الكبير خالدًا في تاريخ ايران بعد التوقيع بدمه على ملحمته ومفخرته الفكرية باعتباره مؤسس منظمة مجاهدي خلق الايرانية.[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_tta_section][vc_tta_section tab_id=”1537276095710-ce1cb92a-cab4″][vc_row_inner][vc_column_inner width=”1/4″][vc_single_image image=”425″ img_size=”full” alignment=”center”][/vc_column_inner][vc_column_inner width=”3/4″][vc_column_text]ولد على اصغر بديع زادكان في اصفهان عام 1940 من عائلة متوسطة الحال وأكمل دراسته الثانوية في طهران وبعد تخرجه من الثانوية واصل دراسته في الكلية التكنولوجية بطهران فرع الكيمياء.
تعرف خلال مرحلة تجديد نشاط «الجبهة الوطنية» وحركة التحرير أي خلال 1960 – 1963 على القضايا السياسية. وبعد تخرجه من جامعة طهران عام 1963 التحق بالخدمة العسكرية وبعد أن أكمل مرحلة التدريب البالغة تسعة أشهر أرسل إلى مصنع الاسلحة التابع للجيش وكان أسوة لاصدقائه يفكر في التوصل للسبيل الذي ينقذ الشعب من ظلم وجور نظام الشاه ومن خلال دراسته للحركات السياسية والاجتماعية في ايران أدرك أن جميع السبل النضالية قد انتهت بالفشل رغم تضحيات وجهود الشعب فتوصل إلى أن السبب هو فقدان العلم السياسي السابق للقيادة والمنظمة المحترفة مدركًا أن النضال ان لم يؤخذ كحرفة وعمل علمي فمن المستحيل احراز تقدم وكان يعتقد أيضًا بعدم امكانية النضال دون ترك العمل والمال والدراسة ويكرر دائمًا ان «قيمة المرء النضالية تقاس بما يقدمه في هذا المجال». وهنا أي في هذه المرحلة أصبح أكثر قربًا محمد حنيف نجاد وسعيد محسن وبقية أصدقائه ليضعوا النواة الاولى للمنظمة ثم ترك عمله وأخذ يعمل استاذًا مساعدًا في الكيمياء في كلية التكنولوجيا. وبهذا استطاع تأمين امكانيات كبيرة للمنظمة. كان متقشفًا يقدم جميع موارده للمنظمة. وبهذا كان نموذجًا للاخلاص والصدق صريحًا في انتقاد نفسه بشكل يثير دهشة الاخرين وهذا دليل على انصهاره الكامل في المنظمة وكان صدقه ومثابرته تضيف بشعور الاعضاء الجدد بمزيد من المسؤولية.
في آب 1970 كلف بمسؤولية مجموعة من المجاهدين. فتوجه إلى فلسطين وتلقى في قواعد «ثورة الفتح» التدريبات العسكرية. وبعد انتهاء فترة التدريب عاد إلى ايران محملاً بخبرة وفيرة ومقادير من الاسلحة. وكانت مرحلة العمل في منظمة المجاهدين قد حانت وهكذا استطاع اصغر أن يقدم من خلال اختصاصه وخبرته مساعدة كبيرة للمنظمة. وأخيرًا وفي ايلول من عام 1971 اعتقل من قبل جهاز أمن الشاه الخائن (الساواك) في دار أحد أقربائه ليتعرض فورًا لابشع أنواع التعذيب اذ كان الساواك قد استشاط غيضًا وحنقًا من خطة خطف شهرام بهلوي دون أن يستطيع أن يتلمس اثرًا للمجاهدين لذا ألقى بكل ثقله لتعذيب بديع زادكان عسى أن يستطيع اكتشاف رأس الخيط.
واستمر التعذيب لاكثر من شهر اذ أجلسوه في بداية الامر في الموقد ثم أرغموه على أن يستلقي على ظهره وقد واجه مرة ولأكثر من أربع ساعات التعذيب بالحرق بحيث واصلت الحروق إلى العظام دون أن ينبس بكلمة واحدة وألقوا به وهو كتلة من الحروق في الزنزانة وأوصدوا عليه الباب فتقيحت جروحه الناجمة عن الحروق والتهبت وملأت جو الزنزانة دون أن يتكلم بحرف واحد وكان يتحمل آلام الحروق بهدوء ومظلومية حتى أصبح جسده نصف مشلول مما كان يضطر اثنان من الجلاوزة إلى سحب جسده نصف المشلول إلى غرفة التعذيب في وقت لم يكن يفكر فيه سوى بالثورة وتحرير الشعب ورفاقه مما اضطرت شرطة الشاه الخائن المجرمة أن ترضخ له وأجريت له ثلاث عمليات جراحية وفي الوقت الذي لم تشهد فيه حالته الصحية أي تحسن اقتيد في فجر الخامس والعشرين من أيار 1972 مع رفيقيه حنيف وسعيد ليعدم رميًا بالرصاص.[/vc_column_text][/vc_column_inner][/vc_row_inner][/vc_tta_section][/vc_tta_tabs][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][bs-heading title=”كلمة الأخ المجاهد مسعود رجوي في مراسيم الاحتفال لمناسبة ذكرى تأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وأداء اليمين من قبل الأمينة العامة الجديدة للمنظمة” show_title=”1″ icon=”” title_link=”” heading_color=”#6c336b” heading_style=”default” bs-show-desktop=”1″ bs-show-tablet=”1″ bs-show-phone=”1″ bs-text-color-scheme=”” css=”” custom-css-class=”” custom-id=””][/vc_column][/vc_row][vc_row][vc_column][vc_column_text]المجاهدون شجرة طيبة وأصفى درة للمقاومة في صلب التاريخ والمجتمع الإيرانيين
«أفمن يعلم أن ما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى، إنما يتذكر أولو الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب» (القرآن الكريم – الآية 19 – 21من سورة الرعد).
تحية لحنيف المؤسس ومحسن وبديع زادكان،
تحية لأشرف وموسى وجميع الشهداء الأبرار الخالدين،
تحية للأبطال الشهداء من وحدات المجاهدين الضاربة،…
حقًا إن المواطئ الحمراء لأقدام جميع هؤلاء المضرجين بالدماء قد اخضرت ونضرت بسالكي دربهم المجاهدين.
حقًا إنهم أحياء يرزقون يرون مجدهم وشموخهم ويسمعون بلاغة رسالتهم في صوت الأذان الذي رفع هنا وفي الاحتفال بميلاد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وفي ارتقاء آخر للمجاهدين بانتخابهم أمينة عامة جديدة لمنظمتهم.
ترون أن المجاهدين وفي انتخاب عقائدي تنظيمي جديد يكشفون دلائل تطورية جديدة مضيفين إلى كنز صدقهم وإيمانهم يومًا بعد آخر…
وترون أن المجاهدين المرفلين بروح المقاومة والإيمان يجتازون شامخين أسوار الصعوبة والقسوة، ثم يعبرون وادي السلام والسهولة ويطيرون في سماء عقيدتهم الرائعة وأهدافهم السامية.
«والملائكة يدخلون عليهم من كل باب، سلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار» (القرآن الكريم – الآية 23 – 24 من سورة الرعد).
لقد قالت مريم في كلمتها: «على النقيض تمامًا من تهرؤ واندثار وتمزق وانهيار صفوف العدو، فها أنتم تقدّمون إلى الأمام على درب الثورة متفتحين صاعدين صامدين متماسكين أكثر فأكثر ويومًا بعد يوم».
نعم، إن جميع المجاهدين مخلصون متلاحمون لهم صوت واحد وانتخاب واحد ويقولون بحقيقة واحدة ولكن في كل مرة وبأية لغة تسمعها فهي غير متكررة…
فيا عجبًا يمكن أن نرى جميعًا بأعيننا أنه وفي إيران اليوم هناك في جانب نرى غاية التمزق والانشقاق وانفصام العري وذروة التصدع والانهيار القاتل في هيكلية نظام الملالي الرجعي المتهرئ المتجرع كأس السم وفي جانب آخر أي في جانب المجاهدين نرى ذروة الصلابة والاقتدار والازدهار والتنامي… بالرغم من أن العدو لم يترك شيئًا من القمع والمجازر وصنوف المؤامرات والمشاريع الرجعية والاستعمارية إلا وقد فعله وارتكبه وخطط له ولم يترك أي نهج إلا وقد جربه ولا أي طريق إلا وقد سلكه لمواجهة المجاهدين…
حقًا كان تعقّد وشدة الفتن والمؤامرات قد بلغ حدًا كانت كل من الفتن تكفي لتحطيم حركة ثورية. ولكن في غمرة الصراعات الدامية وفي مواجهة المؤامرات الخبيثة سجل المجاهدون أمرًا آخر ومصيرًا آخر في ظل الوفاء بعهدهم وتضحياتهم السخية ووصلهم ما أمر الله به أن يوصل أي اعتصامهم بحبل الله والشعب.
واليوم مر على تأسيس المنظمة 36 عامًا 13 عامًا منها في عهد الشاه و23 عامًا منها في عهد خميني والملالي.
إذًا اسمحوا بأن نقول مقابل ما حققناه من النجاح والموفقية في سلوك طريق النضال والمضي في درب المقاومة: إلهي لك الحمد ولك الشكر ولك الشكر ولك الحمد.
كما وأملاً إلى ضمان صمودنا وثبات قدمنا في ما تبقى من الطريق، نقول: «ربنا ثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين»…
إذا سألتموني ما هي سمات ومتميزات المجاهدين في أقصر كلام، فسأجيب قائلاً: «إنما هو الوفاء بالعهد بتضحية سخية في تاريخ إيران».
ومن جهة أخرى يمكن رؤية طبيعة خميني والخمينية أيضًا وبكل وضوح في نظام الملالي الدجال المعادي للإنسانية بتاريخ حافل بالأكاذيب والخدعة والتضليل والعار والغدر والظلم والقمع في أكثر صوره دموية.
حقًا هل هناك مقياس ومعيار أسمى وأدل من مدى المقاومة والقتال والإقدام تجاه الرجس الخميني؟
درة صافية وصلب لا يلين
منذ غداة تولي خميني السلطة أى خلال أكثر من عقدين من الزمن تمكن خميني وعملاء الرجعية وبكل دجل وتضليل وإجرام من استبعاد كثيرين عن الساحة السياسية الإيرانية وجعلوهم نسيًا منسيًا.
نعم، لقد استبعد خميني كل أعدائه وخصومه من الساحة بدءًا من مراجع التقليد في الحوزة وانتهاء إلى حزب «توده» وبازركان والمتشدقين باليسار وذلك بتضييق خناق الدجل والحرب والقمع والتنكيل والتضليل عليهم بعد أن أرعبهم، كما دنّس أغلبيتهم برجسه ورجس نظامه.
ولكن خميني لم يتمكن من شجرة المجاهدين الطيبة بالرغم من كل ما فعل ضدهم. وعلى عكس ذلك كان المجاهدون ومقاومتهم هم الذين صعّدوا وشدّدوا باستمرار وبشكل متزايد وفعال موجة الصراع والأزمة داخل سلطة الملالي وجعل نظامه منقسمًا على نفسه في قمته بثلاثة انشقاقات: الأول هو انشقاق رئيس جمهورية النظام والثاني انشقاق خليفة خميني لمدة عقد من الزمن حول مجازر عام 1988، والانشقاق الثالث والأخير ظهور خاتمي الذي وقع فيه النظام تمامًا نتيجة تجرع النظام كأس السم المتمثل في قبوله وقف إطلاق النار وبفعل أهم مبادرة سياسية للمقاومة وهي تقديم رئيسة الجمهورية لمرحلة نقل السلطة إلى الشعب الإيراني من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مما أصبح تجرع سم زعاف آخر من قبل نظام الملالي برمته طيلة السنوات الأربع الماضية.
نعم بالرغم من جميع الأعمال الشريرة والخبيثة والدنيئة وارتكاب الجرائم والمجازر والحرق والتعذيب وهستريا إطلاق الأكاذيب والتهم وأقوال الهراء يوميًا، فإن حقيقة رصينة وأصيلة قد ثبتت وتألقت متصدرة حقائق الزمان وهي أن خميني فعل ما فعل من الأعمال الشريرة والخبائث والجرائم وتمكن من فعلها، ولكنه عجز عن القضاء على المجاهدين.
وما كان وقف إطلاق النار المفروض في الحرب الخيانية ولا مسرحية الإصلاحات ولا المؤامرات العسكرية والإرهابية ولا صواريخ الدمار الشامل المتلاحقة بأعداد كبيرة ليجدي نفعًا لهذا النظام.
وخلال هذه السنوات في داخل البلاد وخارجها وفي المنطقة الحدودية وفي جنوب العراق وشماله وفي باكستان وتركيا وفي أوربا وأميركا لم يترك نظام الملالي أي عمل وتحرك إلا وقد فعلها ولا أية جريمة إلا وقد ارتكبها ضد المجاهدين والمقاومة الإيرانية ولكن لم يجن النظام شيئًا من كل هذا أيضًا.
فيا للعجب!، إن قوة خميني والملالي تمكنت من كل شيء ومن كل شخص ومن كل تيار إلا المجاهدين الذين صمدوا ووقفوا في وجههم ليس لعام أو عامين أو خمسة أو عشرة أعوام وإنما عشرين سنة في الأقل أي منذ 20 حزيران (يونيو) عام 1981 وحتى الآن وقد تزايدت صلابتهم ورصانتهم وتماسكت صفوفهم خلال هذه الفترة أكثر فأكثر مثل درة تصفى أو مثل صلب لا يلين.
المتبجحون بهراء
إن الذين كانوا قد شهدوا أحداث غداة اليوم الحادي عشر من شباط (فبراير) عام 1979 يتذكرون كم من الجماعات والاتجاهات السياسية قد ظهرت تلقائيًا على الساحة السياسية الإيرانية وكيف كان لملوم الانتهازية يغلي ويزبد ولكن ما إن تطور الموقف ولم يبق هناك أي خيار إلا المقاومة وحان منعطف 20 حزيران (يونيو) عام 1981 وطالت مدة المعركة والنضال حتى انهارت جميع الفصائل والجماعات والأحزاب والتيارات وكل المتبجحين بهراء الذين كانوا وقد خرجوا من جحورهم في 11 شباط (فبراير) الثوري وأصبحوا «حماة للمستضعفين» و«داعين للإسلام» و«وطنيين» و «حماة طبقة العمال» واحدًا بعد آخر وقررت أغلبيتهم الاستسلام والخنوع للنظام الرجعي ومبايعته والتصالح معه. وأخيرًا تبين أن جلالة الشاه لم يكن يمارس القمع بقدر ما يمارسه الملالي حيث كان أحد يدعي الإسلام والآخر يدعي الماركسية متشدقًا بالمعارضة في الوقت نفسه وهو يستخدم إمكانيات النظام الملكي آنذاك!
وفي الأشهر الذي كان فيها حاجز الخوف قد تحطم وكان حكم الشاه قد تفسخ وأصبح آيلاً للسقوط فكان المتبجحون والمتشدقون بالإسلام والثورية والقومية والوطنية والماركسية وأمثالها من صنوف الفارغ جعبتهم يتدفقون إلى الشوارع من كل حدب وصوب قارعين طبولاً فارغة فيما لم يكن معلومًا أينما كانوا في السنوات السابقة التي كانت فيها إيران تحترق بنار الكبت والخناق وحملات الاعتقال والتعذيب من قبل الشاه وجهاز مخابراته (السافاك)؟
ولكن بعد 23 عامًا حسم أمر هؤلاء المتبجحين المتشدقين بالنضال والثورية تمامًا. أي بعد ما شهر الملالي سيوفهم وبدؤوا يتشددون فلم يبق على الساحة أحد غير المجاهدين والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
نتيجة الإيغال في التنكر
أما الآخرون فنتيجة إيغالهم في التنكر تشبثوا بكل حشيش وانبهروا بكل ما أثاره وأطلقه العدو من الضجيج والخدعة. وفي خريف عام 1982 كانت خطة «الإصلاحات» الصادرة عن «إمام الأمة» [خميني] والمتضمنة لـ 8 بنود قد أسالت لعاب كثيرين لعدة أشهر. إلا أنه إذ كان خميني حيًا آنذاك فلم يجرؤوا على التشدق بالإصلاحات مثلما يفعلونه اليوم. وكانوا يشيرون إلى هذه الخطة في كثير من الأحيان بتسميته بـ «الخطة ذات 8 بنود». وكانت الخطة المذكورة تتضمن في العديد من بنوده ذات العبارات التي يطلقها اليوم الملا خاتمي.
كما وفي عام 1988 بعد وقف إطلاق النار كنا نقول إن النظام هو النظام نفسه بذات الهوية وبذات الطبيعة. ولكنهم كانوا يقولون: يا مرحبًا بالسيد رفسنجاني!…
من المثير للاستغراب أنه ما هذه المعارضة التي تصفق وتطبل من أجل رئاسة رفسنجاني وخاتمي ولكن نفسها مازالت تعيش في الخارج؟! ألا تقول إن رئيسك خاتمي؟ ألا تصفق له؟ ألا تقول إن الشعب قد اختاره وصوّت لصالحه؟! فلماذا بقيت لاجئًا في الخارج؟ فلماذا لا تزال تحمل جواز السفر الخاص للاجئين؟ من هم الذين ضحوا بدمائهم حتى تحققت مثل هذه الإمكانيات؟ هل هناك علاقة بين جوازات سفر اللجوء التي يمتلكها المتشدقون زيفًا بالمعارضة وبين إدانة النظام 48 مرة حتى الآن من قبل لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة نتيجة نشاطات منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية ذاتها أم لا؟
فيا للعجب، ليس تجاه خميني فحسب وإنما في اختبار القوة مع رفسنجاني وخاتمي أيضًا عند ما تلاحظون الموقف الراهن فترون أن هذه المقاومة وهؤلاء المجاهدين هم الذين أصبحوا يخوضون علاوة على الحرب العسكرية حربًا سياسية ضارية كما جرى طيلة السنوات الأربع الماضية لكي لا يسمحوا بأن يكون الرجعيون والاستعماريون هم الذين يحسمون الأمر على الساحة الإيرانية كالعادة.
بداية نهاية الاتجار بالدين
ألمحت في حديث ألقيته لمناسبة ذكرى عملية «الضياء الخالد» إلى أن العرف والتقليد في التاريخ الإيراني الحديث كان ومازال يقضي بأن الرجعية والاستعمار دأبا على العمل سويًا ضد الثورات الشعبية الإيرانية. ففي عهد سلالة قاجار كانت الرجعية متمثلة في الملكية الأقطاعية وكان الاستعمار يتمثل في بريطانيا وروسيا القيصرية. وبعد عام 1953 كانت الرجعية متمثلة في نظام الشاه وكان الاستعمار يتمثل في أميركا وبريطانيا. وحاليًا تتمثل الرجعية في خامنئي وخاتمي ويتمثل الاستعمار في مسانديهما الأجانب بينهم جماعة «إيران غيت». هذا وليس إلا. وكل شيء يجب حسمه هناك أي بالأخذ بالاعتبار هذا الموقف فقط.
ولكن جيش التحرير الوطني الإيراني ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية دمروا ونسفوا هذا المحور الرجعي وهذه الجبهة القديمة الجديدة ليحطموا القياسات ويبدعوا مشروعًا حديثًا في تاريخ النضال الثوري الشعبي ويبنوا مجتمعًا جديدًا على أنقاض هذا النظام المتخلف الرجعي.
ولكن إذا رجعنا لأمد ما إلى الوراء فسوف نرى أن محمد حنيف نجاد [المؤسس الكبير لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية] هو الذي زرع البذرة الأولى في الحقيقة. والواقع أنه ومنذ ذلك اليوم انقلب الموقف تاريخيًا كمنعطف وتصفح التاريخ الإيراني. إذًا فالتحية لمحمد حنيف نجاد وسعيد محسن وعلي أصغر بديع زادكان مؤسسي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الذين مسحوا الغبار عن وجه الدين وأغلقوا تاريخيًا دكاكين المتاجرين بالدين معلنين أنه وعلى الصعيد الاقتصادي الاجتماعي تمتد الحدود الرئيسة والجوهرية بين المستغَلّ والمستغِلّ وأن حالات رسم الحدود الصورية بين من يؤمن بالله ومن لا يؤمن به لا تمت لمضمون وروح الإسلام الثورية التحررية بأية صلة.
ومن الطريف أن هذه الرسالة الخالدة أثارت حفيظة خميني وأصابته بالخيبة والإحباط النفسي أكثر من أي شخص آخر أو جهة أخرى. فيبدوا أنه كان يشعر حتى العظم بأنه هو الخاسر الأول في هذا التطور التاريخي. وكانت حاشيته يرون بأم أعينهم أن الشباب والقوى المسلمة المناضلة مقبلون على المجاهدين كونهم قد وجدوا المنهل العذب للحقيقة والإيمان في رسالة محمد حنيف نجاد.
وفي هذا المجال أطلق الملالي الخمينيون أقوالاً وتصريحات كثيرة. ففي ما يلي أقرأ نموذجًا منها جرى على لسان الملا المدعو «روحاني»:
«كان هناك كثيرون يرون أن دور الإمام في النضال وفي الحركة قد أوشك على النهاية وأن الإمام وبعدم تأييده لمجاهدي خلق قد وقّع في الحقيقة ورقة هزيمته. وكان هؤلاء يقتنعون بأن الإمام قد تنحى عن ساحة النضال وقد حان الوقت لأن تتولى منظمة مجاهدي خلق قيادة الحركة والثورة. وحقًا كانت هذه الجماعة قد حصلت على شعبية لدى أبناء الشعب. وبدوره كان الإمام يعرف ذلك. وكانت رسائل تصل كل يوم من إيران بأن: وزنكم وثقلكم انخفض لدى الشعب بحيث أن دوركم أوشك على النسيان، فإن مجاهدي خلق أصبحوا يحتلون موقع سيادتك…».
ولا أعود أطرح هنا تصريحات قادة النظام سواء من خامنئي ورفسنجاني وبهشتي ومطهرّي حول مجاهدي خلق تعبيرًا عن تأييدهم وموالاتهم لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في محاولة لكسب السمعة ومازالوا يشيرون إلى ذلك في سيرتهم الذاتية.
إن الأجواء السياسية والاجتماعية خلال السنوات التي تلت تأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وتماشي وترافق وتعاطف شخصيات مثل آية الله طالقاني الذي كان يصف مؤسسي المنظمة بأنهم شقوا طريق الجهاد وأنهم نجوم ثاقبة تحرق الظلم والظلام كانت بحيث أنه لولا خيانة وضربة الانتهازيين المتشدقين باليسارية من داخل المنظمة لما فسح مثل هذا المجال أمام خميني والملالي الرجعيين أبدًا لسرقة الثورة الإيرانية…
كان التيار الخميني الرجعي يترافق ويتقارب مع جهاز مخابرات الشاه (سافاك)، وكما يعرف السجناء السياسيون في عهد الشاه وكانوا شاهدون عليه إن رفسنجاني والآخرين من حاشية خميني كانوا يجرون لقاءات أسبوعية مع عناصر مخابرات الشاه ولم يكن أغلبية الملالي الخمينيين الرجعيين يتورعون عن التنحي عن مواقفهم النضالية السابقة والتعاون مع جهاز مخابرات الشاه (سافاك).
وقد ظهر عدد منهم بينهم «كروبي» رئيس البرلمان الحالي للنظام وأحد القادة الحاليين لزمرة خاتمي و«عسكر أولادي» من قادة زمرة خامنئي ظهروا على شاشة تلفزيون الشاه في 3 شباط (فبراير) عام 1977 وردّدوا ثلاث مرات وبصوت عال عبارة «يا شاهنا (مَلِكَنا) شكرًا»!!
وسبق ذلك للملالي أن أصدروا الفتوى مرتين في سجن «إيفين» أعلنوا فيهما أن المجاهدين منبوذون ملعونون.
الفوارق بين إيديولوجيا المجاهدين وإيديولوجيا نظام الملالي
كان المجاهدون ومازالوا يشكلون منذ البداية نقطة النقيض من خميني والرجعية المنتحلة اسم الإسلام. فإن تاريخ المجاهدين في عهد سلطة خميني ونظام الملالي يؤكد تمامًا هذه الحقيقة.
ففي شهر آذار (مارس) عام 1981 أعلنت باسم المجاهدين وفي الأحاديث التي أدليت بها آنذاك وجود الخلاف الواضح بين المجاهدين وخميني في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعقائدية. فهنا أقرأ عليكم نص حديث لي نشر في الصفحة الـ 13 من العدد 113 لصحيفة «مجاهد» الصادر يوم 12 آذار (مارس) عام 1981 بعنوان «لا يخفى على أحد وجود الخلاف في وجهات النظر بين آية الله خميني ومجاهدي خلق»:
«من الواضح رفض سماحته [خميني] الجزء الأكبر من مواقف مجاهدي خلق السياسية والاقتصادية والاجتماعية بدءًا من ضرورة حل نظام الجيش الملكي (جيش الشاه) واستبداله بجيش الشعب ومرورًا بالقضايا والشؤون الخاصة للانتخابات والقضاء والقوميات والدستور والإصلاح الزراعي ومقياس المالكية والحريات وأداء محاكم الثورة والحكومة والسياسة الخارجية والسكن والمجالس والعقود ومختلف العلاقات الإمبريالية والطاغوتية، ووصولاً إلى الشيخ فضل الله نوري وآية الله كاشاني والدكتور محمد مصدق وموضوعات مثل التطور الكوني والاستغلال والمنطق الجدلي والقضايا الراهنة مثل مكافحة المخدرات وانتهاء إلى موضوع المواجهات في الشوارع وبين مختلف الفئات والجماعات السياسية وموضوع الثورة الثقافية والموضوعات التي تدور حول العديد من الشخصيات الموثوق بها لدى سماحته بالإضافة إلى حالات الفصل عن العمل في الدوائر والأجهزة الحكومية بسبب آراء الأفراد وأمثال ذلك ولم تعد هناك حاجة للإيضاح حول هذه الخلافات التي دفعت سماحته إلى وصف المجاهدين بأنهم ‘أسوأ من الكفار’».
وسبق ذلك أن قلت في الحديث المذكور: «إن وصف المجاهدين بالكفار وأسوأ من الكفار أمر مرفوض وغير مقبول تمامًا بالنسبة للشارع الإيراني نظرًا لجل ماضيهم التاريخي، كما وبسبب عدم تطابق ذلك مع الوثائق والمستندات العقائدية والدينية فطبعًا لا يرضى به الله والأرواح الطيبة للنبي الكريم والأئمة الأطهار. هذا وبحكم جميع ما يمتلكه مجاهدو خلق من الخلفيات وسجل الأعمال فإن الرأي العام الإيراني لا يمكن له أن يقتنع ‘كون المجاهدين تابعين لأميركا’ أو أن يقبل بانتهاك حرمة شهدائهم». (صحيفة «مجاهد» – العدد 113 – 12 آذار 1981).
هذه هي الخلافات بين المجاهدين وخميني حول القضايا السياسية والعقائدية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك خلافات المجاهدين الشاملة مع خميني في الأعمال والسياسات حول الوقائع والتطورات الحديثة. لهذا السبب إذ لا تتوفر هناك فرصة لاستعراض كامل الأحداث السابقة واللاحقة في هذا الخطاب، فأكتفي في ما يأتي بتحليل واستقراء عام للخلافات بين المجاهدين وبين خميني ونظام الملالي:
أولاً كانت منظمة مجاهدي خلق وخميني يتحدثان كلاهما عن الإسلام والثورة ولكن في نهاية المطاف يمثل بعضهما نقيض البعض الآخر تمامًا بحيث أن أشد نوع من العداء وأكثر دم أريق في التاريخ الإيراني الحديث كان ومازال يجري بين هذين التيارين.
والثاني أنه وبرغم كل أعمال الدجل والجرائم والمساعدات والإمدادات الاستعمارية لنظام خميني والملالي فإن المجاهدين كانوا ومازالوا يفشلون ويحطّمون الأضاليل والخدع وأعمال الغدر والمؤامرات الرجعية والاستعمارية.
والثالث أن المجاهدين كانوا ومازالوا تيارًا طلائعيًا رائداً يقود ويوجه التحركات الشعبية والديمقراطية فيما أن خميني كان يتحرك دومًا وراء التطورات ووراء الحركة الشعبية ولا أمامها.
والرابع أن المجاهدين ظلوا صامدين على عهدهم ومواقفهم المعلنة فيما أن خميني كان رمزًا للانتهازية والكذب ونكث العهود.
والخامس أن المجاهدين دأبوا على التضحية بحياتهم ووجودهم وكل ما يملكون من أجل المصالح العليا للشعب الإيراني وانتزاع حقوقهم، فيما أن خميني وللوصول إلى السلطة والبقاء في الحكم كان يدفع الثمن على حساب الشعب الإيراني بكل سهولة، فبدءًا من اتفاقية الجزائر حول إطلاق سراح الرهائن الأمريكان وانتهاء ً إلى الخسائر البشرية بالملايين في الحرب وعدد الإعدامات وحالات التعذيب والقمع الواسعة كلها تأتي خير دليل على هذه الحقيقة.
شهر السيف ضد المجاهدين
وبذلك يتبين بوضوح سبب كينونة خميني و نظام الملالي كل هذا الحقد والضغينة ضد المجاهدين وكل هذه الهمجية والبشاعة في تعاملهما معهم:
– فبعد إلقائي الخطاب في ملعب «أمجدية» في أواسط شهر حزيران (يونيو) عام 1980 لم يعد خميني يتحمل الموقف وقال علنًا إن عدونا الأول ليس أميركا ولا بريطانيا ولا الاتحاد السوفيتي ولا الحركات الماركسية ولا الجماعات الكردية وإنما هو منظمة مجاهدي خلق.
– وفي 25 حزيران (يونيو) من العام ذاته قال خميني: «إن هؤلاء يريدون القضاء علينا بواسطة القرآن ونهج البلاغة».
– وقال الملا محمد يزدي الذي كان رئيسًا للسلطة القضائية في النظام لعدة سنوات وهو حاليًا عضو في مجلس صيانة الدستور للرجعيين: «إن الإمام [خميني] قال إن الحكم القضائي على مجاهدي خلق هو الإعدام وهو الحكم الذي يشمل المنظمة كلها وبكامل تنظيماتها ولا فردًا فردًا لكي لا يتم التردد في إضفاء صفة المحارب والمفسد لهؤلاء الأشخاص».
وثيقة شرف للمجاهدين
إن مدى إضمار الحقد والضغينة والعداء من قبل شجرة خميني الخبيثة ضد شجرة المجاهدين الطيبة يمكن ملاحظته في تصريحات وأعمال خميني نفسه أوضح وأكثر. فالدجال المجرم المصاص للدماء ورأس سلالة الرجعية والخبث في العصر الحاضر والذي كان قد أصدر الفتوى حتى قبل 20 حزيران (يونيو) 1981 أي في مرحلة النضال السياسي أيضًا بإبادة المجاهدين، قال في يوم 12 أيار (مايو) عام 1981 مخاطبًا المجاهدين بصراحة تامة: «لو توقعت باحتمال واحد في ألف احتمال بأنكم قد تتراجعون عن الأعمال التي تريدون القيام بها لوافقت على التفاهم معكم». وهذه هي وثيقة شرف واعتزاز تاريخية للمجاهدين حيث لم يكن الدجال الخبيث يتوقع ولو بنسبة واحد بالألف احتمال تلوثهم برجس «التفاهم» والتصالح مع الرجعيين. نعم، هذه وثيقة شرف للمجاهدين تثبت طهارتهم السياسية والعقائدية من الرجس الخمينية وفي الوقت نفسه تدل على كون منظمة مجاهدي خلق الإيرانية صاعدة وظافرة دومًا منذ مولدها وتأسيسها حتى اليوم.
مقياس النظام في تنظيم العلاقات
ليس من الصدفة أن العدو لا هم له في هنا وهناك في ربوع العالم إلا القضاء على مجاهدي خلق الأمر الذي يعتبر المقياس الرئيس للنظام في جميع علاقاته واتصالاته داخل إيران وخارجها. إنه يعمل في اللقاءات مع كل صحفي أو فئة سياسية وكل جهة أخرى على تشويه سمعتكم بل وقطع جذوركم. فإن وزير خارجيته يقول عند زيارته لأي بلد إن المقياس لدينا في تنظيم العلاقات معكم هو طبيعة علاقاتكم معهم (مع مجاهدي خلق).
زوال خميني ونظامه نقيض بقاء المجاهدين وارتقائهم
من أولى خطوة له إلى آخرها ومنذ أن كان يريد سرقة اسم «المجاهد» ليسمي به جلاوزته اللئام السفلة وإلى إعدامه سجناءنا جماعيًا لقد خاب ظن خميني بأن يمكن له القضاء على المجاهدين وحاليًا تمزق نظامه متخبطًا في مستنقع الأزمات.
فمنذ غداة الثامن من حزيران (يونيو) الذي بدأت الولاية الثانية للملا خاتمي وحتى الآن أي خلال الأشهر الثلاثة الماضية تم الإعلان في صحف النظام الرئيسة عن إعدام أكثر من 120 شخصًا، علمًا بأن هذا الرقم لا يشمل الإعدامات التي نفذت سرًا في المدن الأخرى. كما بلغ عدد حالات الرجم في المرأى العام مئات الحالات. والجميع يرون بأم أعينهم الموقع الثوري والتحقق الفعلي لمرحلة إسقاط النظام ويناشد شعبنا المكبّل مغيثًا له إنما هو جيش التحرير الوطني الإيراني.
ففي مثل هذا الموقف قامت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وفي ختام فترة من العمل التنظيمي العقائدي الدؤوب وبعد عامين من الجهود العسكرية العملياتية الشاملة المثابرة قامت بانتخاب أمينة عامة جديدة…
وهنا يتم تحقيق التوافق اللازم والضروري بين النجاحات السياسية والستراتيجية وبين المكاسب والمنجزات التنظيمية والعقائدية.
إذا قمنا بمقارنة موقع المقاومة الإيرانية في التوازن السياسي الستراتيجي في عام 1997 مع ما تحقق منه في العام الحالي (2001) فسنلاحظ تقدمًا نوعيًا وباهرًا حيث من الواضح أن نظام الملالي قد تقهقر إلى الوراء وقد انحط خامنئي وخاتمي كلاهما، وكما ورد في البيان الصادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فمن المؤكد أن المقاومة الإيرانية هي الفائز الستراتيجي.
كما يمكن تطبيق هذه المقارنة بخصوص ما جرى خلال الفترة بين عامي 1993 و1997 وبين عامي 1989 و1993 أيضًا لترى الخطوات المنيعة التي اتخذتها المقاومة ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية في ملتويات مسيرة التطور.
وهذا الأمر بارز تمامًا داخل صفوفكم أيضًا. فلا يمكن المقارنة بين كل لحظة وكل يوم من العالم السابق للثورة مع لحظات وأيام العالم الذي تلاها. فهذا يمثل بعد 13 عامًا تجربة تاريخية فريدة من نوعها سيدور الحديث عنها كثيرًا في المستقبل…
علينا أن ندرك روح المرحلة الحالية
اسمعوني: إن المجاهدين أصبحوا على أعتاب منعطف وقفزة بجميع الاعتبارات
هناك يجري أمر ما داخل المجاهدين وفي داخل المقاومة الثورية وفي داخل المجتمع الإيراني وفي معركة تقرير المصير مع النظام الرجعي الغاشم. إن «المنعطف» وبكل مستلزماته ومتطلباته واستعداداته الضرورية أمر واقعي وجاد.
يجب إدراك جوهر المرحلة الحاضرة ويجب اجتيازها ويجب الاستعداد والاستنفار لتولي مسؤوليات جسام أكثر مما مضى وبمزيد من الطهر والتقوى وتحمل المسؤولية.
وبهذا الاعتبار نصف منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بأنها لم تعد منظمة ثورية رائدة فحسب وإنما وديعة وكنز شعبي ووطني ورصيد لحرية واستقلال وسلطة الشعب الإيراني أيضًا. ولنا أن نفكر ونؤمن بآفاق مستقبلية زاهرة ومشرقة بالاستقاء من معين ثروات وقدرات المجاهدين الذي لا ينضب وهو ثورة مريم. فيبدو أنكم تريدون بالإجماع تمثيل وإبراز ذلك بالذات في ترشيحكم وانتخابكم الأمينة العامة الجديدة للمنظمة.
إذا كنتم قد طالعتم تاريخ الأحزاب والحركات والثورات الأخرى فالأغلب منكم تعرفون ماذا جرت من القضايا والأحداث والصراعات بين مختلف الفصائل والفئات والأجنحة، ولكن يا حبذا لمريم بثورتها ومجلسها للقيادة كونها قد بسطت جناح الرحمة فوق رؤوس المجاهدين من هذه الناحية أيضًا وعلينا أن نشكرها إلى الأبد وإلى غير النهاية. لا أقصد التعبير عن الأمر لفظيًا أو صوريًا، بل أقصد أنها عالجت مشكلة تاريخية قديمة جديدة قد جعلت العديد من الأحزاب والحركات والمنظمات تتآكل وتتحلل وتنهار لحساب الرجعية والاستعمار، فعلينا أن نعرف قدر هذه النعمة التي تنعمنا بها حيث أنه وبالرغم من مناقشتنا بدءًا من القضايا الأصغر جدًا وانتهاء إلى أهم وأخطر الموضوعات مثل انتخاب الأمينة العامة لجميع المجاهدين أينما كانوا وفي أية قاعدة وأي معسكر تواجدوا سواء في داخل البلاد أم خارجها حتى يتوصلون إلى مثل هذا الإجماع المبارك، فنأمل في تحقق تغيير إن شاء الله اعتبارًا من اليوم كما أكدتموه وكما أكدته مريم ينتهي في ذروته إلى إسقاط نظام الملالي، فهكذا يبدأ الأمر من أنفسنا وينتهي إلى الإطاحة بالنظام شريط أن تمارسوا الحد الأقصى من الجهد. فأرجو كما قالت الأخت بهشته شادرو أن يكون انتخاب الأخت موجكان كما أكد العديد من الإخوان عهدًا جديدًا من الاستعداد لإسقاط النظام لنستطيع أن نحققه بإذن الله.
أسأل المولى الكريم أن يكون المجاهدون ليس فقط في عامهم السابع والثلاثين وإنما في العقود والقرون القادمة مبيضي الوجوه ورافعي الهامات أمام الله والشعب وأمام تاريخ إيران متحملين مسؤولياتهم التاريخية بكل إيمان وموقف ووفاء للعهد واستعداد للتضحية السخية مسجلين بذلك ثورتنا الخالدة في تاريخ إيران والإسلام.[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]