ضرورة حل الميليشيات وتجريدها من السلاح-ليس هناك من موضوع يثار على الدوام وتسلط عليه الاضواء بقوة بين کل فترة وأخرى کما هو الحال مع موضوع الدور المشبوه للميليشيات المسلحة في العراق والتي صارت أکبر خطر وتهديد يحدق بأمن وإستقرار العراق وحتى إنه يعتبر بمثابة تحدي لسيادته وإستقلالية قراره السياسي والاقتصادي، ذلك إن هذه الميليشيات التي تم إنشائها طبقا لمصلحة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وعملت وتعمل وبصورة مکشوفة وفجة من أجل المحافظة على دوره ونفوذه في البلاد وتنفيذ مخططاته المختلفة بالوکالة.
مطالبة العشائر العربية بحل الميليشيات المسلحة وتجريدها من السلاح، ليس بمطلب طارئ أو مستجد أو غريب عن الواقع السياسي العراقي بل إنه ينبع من صميمه ولاسيما بعد أن صارت هذه الميليشيات التي تتبع النظام الايراني وتعتبر نفسها رهينة لقراراته ولإرادته بمثابة عالة خطرة على العراق وطنا وشعبا خصوصا بعد أن باتت تتدخل في الامور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية على حد سواء وتسعى من أجل فرض أفکار ورٶى وتوجهات تخدم النظام الايراني بمنتهى الوضوح، ولاسيما وإن کون هذه الميليشيات مسلحة وتقوم بفرض إرادتها بقوة هذا السلاح، فإن ذلك يعني وبکل وضوح إنها حالة خارج إطار الدستور والقوانين والانظمة المرعية في العراق، ومن هنا فإن ماقد قاله الأمين العام لمجلس العشائر العربية في العراق ثائر البياتي، إن السلاح المتفلت هو سلاح تابع للميليشيات، مضيفا أنه كان من الأجدر بالحكومة أن تحل تلك الميليشيات وتجردها من أسلحتها. هو کلام منطقي وعين الصواب ولاسيما عندما أکد البياتي أن الميليشيات هي الجهة المسؤولة عن الفوضى الأمنية واستهداف المقار الدبلوماسية والسيادية في العراق، محذرا في لقاء صحفي من أن سلاح الميليشيات هو الأخطر في الساحة العراقية.
مايجب أن نلاحظه جيدا ونأخذه بنظر الاعتبار هو إن النظام الايراني يقوم حاليا بممارسة أقوى الضغوط من أجل المحافظة على هذه الميليشيات التي صار الشعب العراقي يضيق ذرعا بها بعد أن وجدها مسببة لعدد کبير من المشاکل وإنها جزء وجانب کبير من المشکلة التي يعانيها العراق وليست جزءا وجانبا من الحل کما يوحي النظام الايراني وعملائه بصورة مستمرة، والنقطة المهمة الاخرى هو إن حل هذه الميليشيات وتجريدها من السلاح أمر ممکن وليس بمستحيل کما يحاول النظام الايراني وعملائه التأکيد عليه ذلك إن حل هذه الميليشيات وتجريدها من السلاح هو مطلب وطني وشعبي في سائر أرجاء العراق وبشکل خاص من جانب المکون الشيعي الذي حاول ويحاول النظام الايراني إستغلاله من أجل تنفيذ مخططاته ومآربه المشبوهة في العراق، وإن الذي يجعل النظام الايراني يشعر بالکثير من الخوف والاحراج من قضية حل الميليشيات التابعة وتجريدها من السلاح، هو إن هذا المطلب کانت زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، قد طالبت به محذرة من إن هذه الميليشيات تخدم مصالح النظام الايراني وإنها معادية للشعب العراقي وإن حلها وتجريدها من السلاح الى جانب طرد النظام الايراني من العراق هو الحل الوحيد لکي يستعيد العراق عافيته.