في عمل إجرامي جدید أنشأ نظام الملالي شارعاً علی مقبرة شهداء مجزرة مجاهدي خلق في عمل مناهض للإنسانية، دمر نظام الملالي الإجرامي مقبرة شهداء مجزرة 1988 في منطقة خاوران (حیث دفن ضحایا المجزرة في مقابر جماعیة سمیت بـ خاوران) بالأهواز، من أجل محو آثار جريمة كبرى ضد الإنسانية عن طریق بناء شارع عليها.
إنشاء هذا الشارع الذي يربط شارع بشارت بشارع بهشت آباد وحي مهدیس، يؤدي إلی تدمير مقبرة السجناء السیاسیین الذین أعدمتهم حکومة الملالي في الأهواز، والتي تفصل حي مهدیس عن المنطقة الخامسة في بادادشهر.
أهواز ..شارع وصال يربط شارع بشارت بشارع بهشت آباد
تقرير وثائقي عن تدمیر المقبرة وبناء شارع في منطقة خاوران بالأهواز- 8 سبتمبر 2020:
عقب تدمير منطقة خاوران بالأهواز من قبل نظام الملالي الإجرامي، سعى أنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في محافظة خوزستان إلی توثيق الجريمة.
بعد ثلاثة أيام من التحقيق في وضع مقبرة خاوران الجماعية في الأهواز، سُئل أحد المواطنین [سائق شاحنة] كان يعيش بالقرب من المقبرة: “هل كانت ثمة قبور هنا؟”، فأجاب: نعم، کان هذا المكان عبارة عن مقبرة لمجاهدي خلق لكن النظام أقام عليها طريقاً.
أراد هذا المواطن مرافقة أنصار منظمة مجاهدي خلق ومساعدتهم أكثر، وکان یقول لهم: انتبهوا علی أنفسکم! أنا مستعد أن آتي معکم وأريكم. وکان یردد اسم مجاهدي خلق بشجاعة وجرأة.
قام أنصار المنظمة بتفحص المنطقة عدة مرات بالسيارة، بعد أن قطعوا مسافة طویلة لمدة أسبوع من أجل الوصول إلى الموقع المطلوب.
في الواقع، دمر النظام مقابر خاوران على جانبي هذا الشارع بحجة إنشاء الشارع الفاصل بین مهديس والمنطقة الخامسة من بادادشهر. يربط الشارع الجدید، شارع بشارت بشارع بهشت آباد وحي مهدیس.
تاريخ خاوران في الأهواز:
خاوران هي مناطق دُفن فيها عدد كبير من السجناء السياسيين الذين أعدمهتم ديكتاتورية الملالي بين عامي 1981 و1988. في جميع أنحاء إيران، توجد مثل هذه المناطق التي تشترك في الخراب وغیاب المعالم والأسماء والعناوین وشاهد القبور، وفي بعض الحالات وجود مقابر جماعية فيها.
باءت مناطق “خاوران” بغضب حکومي شديد لدرجة أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، تم تدمير کل آثارها وبقایاها. کما شوهدت آثار رصاص على بعض القبور، وفي بعض الحالات غيرت الحكومة الإيرانية استخدام هذه المناطق.
تعد مناطق “خاوران” أبرز وثيقة ودلیل علی جريمة ضد الإنسانية ارتكبت في إیران تحت إشراف الحكومة والمسؤولين في نظام الملالي آنذاك.
في أواخر يوليو 2018، أقدم نظام الملالي المناهض للإنسانية علی تدمیر مقبرة ضحایا مجزرة عام 1988 والمقابر الجماعية للسجناء السیاسیین لمجاهدي خلق في الأهواز ومحو آثار هذه الجریمة ضد الإنسانية.
في عام 1988، أثناء ارتکاب مجزرة السجناء السياسيين، دفن العشرات من السجناء السياسيين لمنظمة مجاهدي خلق، رجالاً ونساءً، في مقابر جماعية في منطقة بادادشهر.
كانت تلك المقابر الجماعية في الأهواز عبارة عن قطعتين كبيرتين من الأسمنت علی شکل مستطیل أو مربع تقعان في منطقة بادادشهر.
ستبقی صورة الوالد باقري جالساً على المقبرة الجماعية لأبنائه بمثابة تذكير بهذه الجريمة ضد الإنسانیة التي ارتکبها الملالي المجرمون. هذا الرجل هو والد الشهیدین المجاهدين زهرا وعلي باقري، قد صنع هذا الرمز الأسمنتي بنفسه، وفي كل عام كان يكرّم أولاده جالساً بجوار هذه المقابر.
لطالما أخفیت هذه المقابر وانتهکت حرمتها من قبل نظام الملالي اللاإنساني. لدرجة أنه لأكثر من عقد من الزمان، كانت هذه المنطقة مغطاة بالقمامة وأنقاض البناء لطمسها وإخفائها عن الأنظار والحیلولة دون وصول العائلات إليها.
قامت العائلات نفسها بوضع قطع من الحجارة في هذه المقبرة الجماعية كتبت عليها أسماء أحبائها.
في مایو 2017، انطلقت عملیة هدم مقبرة خاوران الأهوازیة في إطار ما یُسمی بعملية توسيع الطريق، لكن تم إيقاف العملیة بعد الفضح والإفشاء الذي قامت به العائلات والمقاومة الإيرانية والمخاوف التي أثيرت من احتمال تدمير المقابر الجماعية.
في یولیو 2017، أُبلغت العائلات أنه سيتم إنشاء طريق سريع في تلك المنطقة ووعدت بأن القبور لن تتضرر وستبقى في مساحة خضراء!
لكن في أواخر يوليو 2018، تم هدم المنطقة باکامل، وهي عبارة عن مقابر جماعية للسجناء السياسيين الذین تم إعدامهم علی ید الفاشیة الدینیة، وتسویتها بالأرض باستخدام الجرافات. ولم تستغرق عملية إزالة الآثار والحجارة التي خلفتها العائلات في المقبرة سوی 24 ساعة.
منذ بداية عام 1981، عندما بدأ إعدام أفراد ينتمون إلى جماعات سياسية معارضة لحكومة الملالي في الأهواز، كما هو الحال في مدن أخرى، قام النظام الإيراني بدفن هؤلاء المعارضین في قبور جماعیة بالقرب من مقبرة الأهواز العامة المسماة بهشت آباد.
كانت مقبرة بهشت آباد، التي تقع جنوب شرق الأهواز، خارج المدينة تقريباً في عام 1981، وتقع بجانبها الحدائق ومزارع النخیل القدیمة للمدينة، فضلاً عن حي فقير يسمى “خروسي”.
دفنت الحكومة الإيرانية أولى مجموعات السجناء السياسيين الذين أعدموا أو قتلوا عام 1981، على بعد حوالي 3 كيلومترات شرق بهشت آباد بموازاة الطريق المؤدي إلى حديقة غابة فولاد. وفي السنوات التالية، دفنت بقیة الضحایا بما في ذلك الشهداء الذین أعدموا أثناء مجزرة عام 1988 في الأهواز، في هذا المکان الذي تم تحديده في صور الأقمار الصناعية.
في سیاق ذلك، بدأ اتحاد تعاونيات الإسكان في محافظة خوزستان، في عام 1996، تجهيز الأراضي المحیطة بالمكان للبناء، وأنجز حتى الآن أقل من 40٪ من العمل.
وفي عام 1997، قدم رئيس بلدية الأهواز آنذاك، “عباس هلاكویي”، الذي كان له تاريخ في العضوية في المؤسسات الأمنية، مخطط تحويل هذه المقبرة إلى مساحة خضراء! لکن تم التخلي عن المشروع عملیاً بعد ثلاث سنوات لأن التربة في المنطقة كانت غير مناسبة للغاية ويصعب الوصول إليها.
وفي عام 2001، بدأت هيئة الأهواز للإسكان والتنمية العمرانية في تصميم وبناء مخططات عمرانية جديدة تحت عنوان المخططات العمرانیة الجدیدة، ولكن بما أن هيئة الإسكان والتنمية لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق مع أصحاب هذه العقارات، الذين یملکون وثائق ملکیة منذ القدم، فقد تم التخلي عن هذا المخطط أیضاً في منتصف العمل.
وعلی صعید الجهود المبذولة لتدمير هذا المكان، قامت بلدية الأهواز بإفراغ جميع حطام وأنقاض البناء في هذه المقبرة المجهولة، مما زاد من صعوبة الوصول إلى القبور وتدميرها.
یزداد الوضع سوءاً خاصة في موسمي الخريف والشتاء، عندما تهطل الأمطار بغزارة ولا یکون هناك مخرج للمياه السطحية، وبالتالي تغطي المیاه نصف المقابر الأسمنتية المرتفعة لمدة ستة أشهر من السنة مما يؤدي إلى زيادة تدميرها وتواریها.
وفي نهاية يوليو 2018، سویت کامل المنطقة، التي تضم المقابر الجماعیة للسجناء السیاسین، بالأرض باستخدام الجرافات، بذريعة إنشاء شارع.
وعلى الرغم من أن المقابر الجماعية للشهداء المجاهدین والمناضلین للشعب الإيراني قد دمرت بالكامل وسويت بالأرض بعد عامین من العمل الحکومي الدؤوب، إلا أن دلائل ووثائق هذه الجریمة ضد الإنسانیة لن تمحى من الذاكرة التاريخية للشعب الإيراني أبداً.