الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

أزمة المياه المؤسفة في إيران في ظل حكم نظام الملالي

انضموا إلى الحركة العالمية

أزمة المياه المؤسفة في إيران في ظل حكم نظام الملالي

أزمة المياه المؤسفة في إيران في ظل حكم نظام الملالي

أزمة المياه المؤسفة في إيران في ظل حكم نظام الملالي- تعتبر أزمة المياه من بين المشاكل الجمة التي يعاني منها الإيرانيون، ولا سيما المواطنون في المحافظات الجنوبية والوسطى والشرقية من إيران، والجدير بالذكر أن هذه الأزمة لم تحل بالبلاد من فراغ، بل إنها ناجمة عن رعونة نظام الملالي وقيام مؤسساته المفترسة بتدمير البنية التحتية المائية للبلاد.

والجدير بالذكر أن أزمة مياه الشرب في سيستان وبلوجستان أدت إلى قتل أطفال هذه المنطقة وإصابتهم بواسطة تماسيح كاندو.

 وفضلًا عن تدمير البنية التحتية لإمدادات المياه في البلاد، فإن السبب الآخر في نقص المياه هو مشاريع شق قنوات توصيل المياه إلى مشاريع الصناعات الزراعية الخاصة بالعناصر الحكومية.

وفيما يتعلق بأبعاد التدمير الذي يتبناه نظام الملالي، اعترف عيسى كلانتري، رئيس هيئة البيئة في أكتوبر 2017 بأنه: ” لو كان أي عدو يحكم البلاد خلال هذه السنوات العديدة لما أقبل على اتخاذ هذه الإجراءات المدمرة للمصادر الطبيعية والبيئة، وما إلى ذلك. فمن المؤسف، أن كل كارثة حلت بالبيئة حدثت خلال العقود الـ 4 الماضية. والجدير بالذكر أن العديد من مؤشرات البيئة في البلاد مثل مؤشر المياه كانت على ما يرام قبل هذه الفترة السوداء من تاريخ البلاد. (وكالة “إيسنا” للأنباء، 15 أكتوبر 2017).

وفي وسائل الإعلام الحكومية، سلطت بعض التقارير الضوء على أزمة المياه في مختلف المحافظات الإيرانية، مما يشير إلى الوضع الحرج للمياه في هذه المناطق.

فعلى سبيل المثال، ذكرت وكالة “تسنيم” للأنباء في 1 سبتمبر 2020 على لسان حميدرضا كرموند، المدير التنفيذي لشركة المياه والصرف الصحي في محافظة لرستان، قوله: ” تضم المحافظة 2900 قرية، وتغطي شركة المياه والصرف الصحي في المحافظة ما يقرب من نصف هذه القرى، أي 1600 قرية”.

 وذكر تقرير الموقع الإلكتروني “أهوازخبر” في 10 أغسطس 2020، على لسان مجتبى يوسفي، عضو مجلس شورى الملالي عن الأهواز، قوله: ” إن سكان 800 قرية في الأهواز لا تتوفر لهم مياه الشرب بشكل ثابت، على الرغم من قربهم من 5 سدود كبيرة و 7 أنهار”.

وذكرت وكالة “إيسنا” للأنباء في 24 يوليو 2020، على لسان المدير العام لمكتب الشؤون الريفية بمحافظة كرمان، قوله: ” إن 1000 قرية في محافظة كرمان تعاني من مشكلة عدم توفير مياه الشرب، وغير ذلك من المشاكل. ومن بنيها 527 قرية تعاني من مشاكل أكثر أهمية، ويتم تزويدها بالمياه بواسطة الصهاريج”.

وتُظهر هذه الأرقام جزءًا صغيرًا من مشاكل الناس في مجال أزمة الجفاف التي عرّض فيها نظام الملالي المعادي للشعب أهالي مناطق شاسعة من البلاد لأزمة نقص المياه والجفاف جراء رعونته في بناء السدود وغير ذلك من سياساته المناهضة للشعب.

بناء السدود غير العلمية كارثة حلت على رأس المزارعين

يتم في جميع دول العالم بناء السدود لمنع إهدار المياه، وتخزين المياه خلفها لاستخدامها في الزراعة، بيد أن السدود تشكل في ظل حكم الملالي كارثة على البيئة وعلى معيشة سكان المناطق المطلة على الأنهار ومستجمعات المياه.

فعندما يتم بناء سد على نهر غمرته الفيضانات، فإن المنطقة الواقعة أسفل مجرى ذلك السد ستواجه حتمًا مشكلة في ندرة المياه، وسيتغير النظام البيئي لتلك المنطقة بمرور الوقت.

والجدير بالذكر أن بناء السدود على طول الأنهار ومستجمعات المياه ليس له أي مبرر علمي من حيث المبدأ، بل إنها بُنيت من أجل تحقيق مصالح المؤسسات النهابة فقط، وعلى وجه التحديد قوات حرس خامنئي.

ومن بين هذه المؤسسات معسكر خاتم الأنبياء المعروف باسم الذراع الاقتصادي لقوات حرس نظام الملالي.

نهب المياه بحفر الآبار العميقة

والحقيقة الأخرى هي أنه ببناء السدود في جميع أنحاء البلاد، تتراجع كمية المياه الناتجه من السدود، وفي هذه الحالة، يقوم عملاء نظام الملالي بنهب المياه التي يحتاجونها من طبقات المياه الجوفية عن طريق حفر الآبار العميقة.

وأدى نهب طبقات المياه الجوفية في السهول المحيطة ببحيرة أرومية إلى التسريع في عملية تجفيفها، وكذلك إلى نقص المياه اللازمة للأهالي والمزارعين في محافظات أصفهان وجهارمحال وبختياري ويزد وخوزستان.

وتسبب تدمير البنية التحتية للمياه في خلق مشاكل مختلفة للناس، ومن بينها أزمة مياه الشرب في بعض المناطق من البلاد.

أزمة مياه الشرب

اعترفت وكالة “تسنيم” للأنباء في 25 أغسطس 2020، بأزمة مياه الشرب في بلوجستان وذكرت في تقريرها بعنوان “القصة المأساوية للجفاف في بلوجستان- لماذا يتم إمداد 1300 قرية بالمياه بواسطة الصهاريج حتى الآن؟”: ” أن حُفر المياه المصنوعة يدويًا المعروفة اصطلاحًا باسم هوتك ( الحفر الصناعية أو الطبيعية الكبيرة نسبيًا لتخزين مياه الأمطار) هي الطريقة الوحيدة لتلبية احتياجات الناس من المياه في القرى التي تفتقر إلى وجود شبكة للمياه.

          وتقول شركة المياه والصرف الصحي في محافظة سيستان وبلوجستان: “إنها تمد 1300 قرية في هذه المحافظة تفتقر إلى وجود شبكة للمياه ويبلغ عدد سكانها 251,000 نسمة؛ بالمياه بواسطة الصهاريج”. ويبلغ نصيب الفرد اليومي من المياه 15 لترًا. وأكدت الشركة المذكورة على أن مواردها ومعداتها غير كافية لإمداد جميع القرى التي لا توجد بها شبكات مياه؛ بواسطة الصهاريج، وأن هناك آلاف القرى تنتظر تخصيص صهاريج وموارد لإمدادات المياه بواسطة الصهاريج.

وفي مثال آخر، تحدثت مواطنة، من الأهواز في أواخر يوليو 2020 عن إصابة أبنائها بالتهاب الكبد الوبائي بسبب اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، وقالت: ” تفوح من مياه الشرب رائحة الصرف الصحي وقد مرضنا وأصيب أبناؤنا بالتهاب الكبد الوبائي. لذا، يجب عليهم أن يعالجوننا، فنحن بشر فقراء، ونحن إيرانيون ولسنا غرباء عن الوطن، ومياهنا قذرة تفوح منها رائحة كريهة وتثقلها الرمال، وأصيبت نجلتي بالتهاب الكبد الوبائي منذ 4 أيام، وتعاني من تدمير كبدها حتى الآن، وعندما نقلتها إلى المستشفى قال الطبيب أن صحتها ستتحسن، ولكن ارتكس مرضها “. 

ولم تجتاح هذه الأزمة المحافظات الجنوبية فحسب، فالأهالي في سربل ذهاب في محافظة كرمانشاه أيضًا يفتقرون إلى مياه الشرب.

وذكرت وكالة “إيسنا” للأنباء في 23 مايو 2020، أن 400 قرية في كرمانشاه تعاني من مشكلة ندرة المياه، وتقول وزارة الطاقة إن 700,000 شخص في قرى محافظة سيستان وبلوجستان ليس لديهم شبكة مياه ويتم تزويدهم بالمياه بواسطة السقايين.

ويُذكر أن سكان قرية حسن سليمان، الواقعة على بعد 30 كيلومترًا من مقاطعة سربل ذهاب، محرومون من مياه الشرب.

والجدير بالذكر أن أزمة مياه الشرب تعتبر وجهًا آخر لعملة معاناة الناس وتعذيبهم، والوجه الآخر لهذه العملة هو الوعود الواهية الخادعة التي يقطعها مسؤولوا الحكومة على أنفسهم لحل هذه المشكلة.

فعلى سبيل المثال، شاهد جميع الإيرانيين أنه في أعقاب المظاهرات والاشتباكات التي اندلعت في غيزانية بالأهواز في شهر يونيو من العام الحالي، وهجوم أبناء الوطن على قوات الشرطة القمعية والمنشآت الحكومية؛ تصدّرت عناصر نظام الملالي المشهد، ومن بينهم محافظ خوزستان، ووعد المواطنين قائلًا: “سيتم الانتهاء من إمداد منطقة غيزانية بالأهواز بالمياه في غضون أسبوعين، وسوف تتمتع هذه المنطقة بالمياه الصالحة للشرب بشكل ثابت”. (وكالة ” إيرنا” للأنباء، 25 مايو 2020).

والجدير بالذكر أنه مرت أسابيع وشهور منذ أن قطع محافظ خوزستان على نفسه هذا الوعد في 25 مايو 2020 ولم يتم حل مشكلة أهالي هذه المنطقة حتى الآن. 

العواقب المؤسفة للجفاف في محافظة سيستان وبلوجستان

تجدر الإشارة إلى أن عدم حل مشكلة المياه للمواطنين، ولاسيما المواطنين في محافظة سيستان وبلوتشستان يترتب عليه عواقب وخيمة، من بينها قتل الأطفال بواسطة التماسيح وإصابتهم.

وفي برنامج متلفز، سأل المذيع الفتاتين آسيا وحوا، من محافظة سيستان وبلوجستان: “هل من الممكن ألا تذهبا إلى المستنقع مرة أخرى؟. قالت الطفلتان في الرد عليه: ” ما باليد حيلة، فنحن مضطرون إلى ذلك نظرًا لأننا نفتقر إلى المياه، فماذا نفعل؟. 

والجدير بالذكر أن تمساح كاندو هاجم الفتاة حوا منذ عام مضى عندما ذهبت الفتاتان آسيه وحوا إلى المستنقع لجلب المياه إلى المنزل. وحينذاك أسرعت آسيه وأخرجت حوا من فك التمساح وأنقذتها من الموت، بيد أنه من المؤسف أن هذا الحادث الشنيع أسفر عن قطع يد حوا، وغير ذلك من إصابات.

وذكرت وكالة “برنا” للأنباء في تقريرها في 25 أغسطس 2020: ” أن طفلين يدعيان “فاطمة با” البالغة من العمر 3 سنوات و “يحيى كركيج” البالغ من العمر سنتان قد غرقا بعد ظهر أمس عندما ذهبا إلى مستجمع المياه “هوتك” لجلب المياه.

أزمة ارتفاع أسعار المياه

من بين المشاكل الأخرى التي يعاني منها أبناء الوطن مشكلة ارتفاع أسعار المياه، مما يجبر الناس على اللجوء إلى استخدام المياه الملوثة الأقل تكلفة. 

وعندما لا يجد نظام الملالي حلًا لمشكلة الافتقار إلى المياه الصحية والصالحة للشرب، يلجأ الناس إلى شراء مياه الشرب من الصهاريج، والتي غالبًا ما يتم توفيرها من قبل المصانع المملوكة للمتعاونين مع الحكومة بأسعار باهظة ابتزازية.

وحول الجفاف في مدينة عسلوية، ذكرت وكالة “إيسنا” للأنباء في تقريرها الصادر في 23 مايو 2020، بعنوان “عاصمة الطاقة في البلاد بلا ماء” : ” أن أحد أهالي عسلوية يقول: أحيانًا نعيش والقرى المجاورة بلا ماء لمدة 6 أيام، ولا تلبي مصادر المياه ومياه التخزين حاجة الناس. لذا فنحن مضطرون إلى شراء المياه. والعاطلون عن العمل والفقراء لا حول لهم ولا قوة. ونحن الذين لدينا عمل ودخل ننفق شهريًا ما يتراوح بين 500,000 إلى 600,000 تومان في شراء المياه”.

وذكر الموقع الإكتروني “همشهري آنلاين” في 22 يونيو 2020، على لسان ممثل سيستان وبلوجستان في الهيئة المسماة بالمجلس الأعلى للمحافظات، قوله: ” يوفر سكان ضاحية تشابهار ما يلزمهم من مياه بأنفسهم من خلال شراء صهريج مياه تبلغ تكلفته 200,000 تومان، نظرًا لأنهم لا يتمتعون بإمدادات المياه المتنقلة”.

وفي مثل هذا الوضع المأساوي لم يجد العاطلون عن العمل ومن ليس لديهم دخل أو يعيشون على إعانة الـ 45,000 تومان خيارًا أمامهم سوى استخدام المياه الملوثة أو منخفضة التكلفة لتوفير مياه الشرب التي يحتاجون إليها، لدرجة أن الفقراء في سيستان وبلوجستان مضطرون إلى توفير ما يحتاجونه من المياه من مياه المستجمعات المائية الملوثة “هوتك”.

والجدير بالذكر أن أزمة الجفاف ونقص المياه اجتاحت العديد من محافظات البلاد، وما يزيد الطين بلة أن نظام حكم الملالي يرد على مطالب أبناء الوطن بالقمع . ردٌ قمعيٌ على المزارعين في محافظات أصفهان وجهارمحال وبختياري وخوزستان، وغيرها من المحافظات.

وجاء رد نظام الملالي اللاإنساني على الحركات الاحتجاجية المستمرة التي نظمها المواطنون والمزارعون المضطهدون احتجاجًا على أزمة الجفاف ونهب المؤسسات الحكومية النهابة لمياه الأنهار في أصفهان وخوزستان وجهارمحال وبختياري؛ متمثلًا في استيلاء عناصره ومؤسساته النهابة على مصادر رزق المواطنين.