ألد الخصام للنظام- عندما قال خميني في يونيو/حزيران 1980 وبعد 16شهرًا من سرقة الثورة المناهضة للشاه: “ليس عدونا الشرق ولا الغرب ولا في كردستان، وإنما العدو هنا في طهران بالقرب منا”،
فأثار كلامه دهشة الجميع.
وكانت فكرته تقتصر على لا الغرب ولا الشرق، حيث كان يطلق عنتريات ضد الإمبريالية وذلك من أجل احتواء القوات الثورية التي كانت مؤسسين ورائدين للثورة المناهضة للملكية، كما كان يحتجز 53من موظفي السفارة الأمريكية كرهائن آنذاك وفي حينه لم يكشف النقاب عن وجه هذا الرجل الذي كان 6ملايين شخص قد رحبوا به عند عودته إلى إيران وما كان قد كشف عن أنيابه وأبدى طبيعته اللاإنسانية تمامًا. أجل، لقد أذعن خميني بعدوه الرئيسي الذي كان قد عرفه هو نفسه من قبل، وبهذه العبارة أكد عليه علنًا. كما كان موقفه السياسي هذا يترجم للبلطجيين في قوات الحرس والباسيج وكافة الأنذال والأوغاد في عبارة قصيرة:
“’منافقين‘ أسوأ من الكفار”.
وفي ذلك العهد هناك الكثيرون إما لم يكونوا يعرفون هذا الموقف أو إما كانوا يتجاهلونه من أجل مصالحهم. وكان خميني وهو جلاد القرن وبطبيعته الفريدة المعادثة للثوار، كان يريد أن يؤكد بهذا الترتيب أنه ورغم شعارات مفتعلة على الظاهر، أن المسلم أو غير المسلم ليس من يؤمن بالله أو من لا يؤمن، وأن قضية الشيطان الكبير والصغير والشيوعي والوهابي وما إلى ذلك ليس إلا من أجل خداع الشعب، والعدو هو من يستهدف أساس النظام.
وكان هذا الموقف إعلانًا لاصطفاف، حيث اشتد ذلك بمرور السنوات وكان منعطفًا بين عفريت الاستبداد والثوار التحرريين مما جعل أي شخص وطرف أو تيار يختار جبهة للوقوف فيها.
والآن وفي هذا العهد الذي كشفت فيه الكثير المجمهولات وبعد عقبات كثيرة اجتازتها مجاهدي خلق كتبت صحيفة آفتاب الحكومية بعد مرور 40عامًا في 14 سبتمبر/أيلول 2020 تقول: “تعتمد مزاعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تقرير لألد الخصام للنظام أي مجاهدي خلق“. وذلك يعتبر واحدًا مما تفتخر به مجاهدي خلق.”
والحقيقة هي أنه كل حادث يقع في الوطن الأسير، وكل نار ترتفع لهبها في الانتفاضة، وكل ضربة يتلقاها النظام على جسده المتهرئ، وكل إدانة يتعرض لها النظام في الأمم المتحدة وفي المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، وكل بيان تصدره العفو الدولية، وكل عقوبات تفرض على النظام، وأخيرًا كل نار تشعلها معاقل الانتفاضة في كل مدينة وقرية وزقاق وشارع وإضرام النار في حوزات لنشر الجهل والجريمة وللباسيج وقوات الحرس، فيشير كل من خامنئي وروحاني و”النظام” برمته وجميع المتعطشين لدماء مجاهدي خلق والجواسيس التابعين للنظام إلى مجاهدي خلق وليس إلا.
وهذا النظام الذي كان يزعم في عهد من الزمن بإنهاء مجاهدي خلق تمامًا محاولًا أن لا ينبس ببنت شفة بشأن هذا العدو الرئيسي، ليس فقط يشير إلى عدوه الرئيسي دائمًا وإنما ينتج أفلامًا وثائقية بطول 1200ساعة ضدهم من أجل تشويه سمعة مجاهدي خلق ليحول دون كشف الحقيقة بالنسبة للشباب وإقبالهم على مجاهدي خلق.
والآن أرغمت مجاهدي خلق وبعد اجتياز الحواجز والمحن خلال العقود الأربعة الماضية وبعد الهجرة إلى ألبانيا والتأثير الحاسم في مختلف الانتفاضات، ما تبقى من نظام خميني الدجال ممن يمارسون الظلم والاضطهاد بحق الشعب على الإذعان بعدوهم الرئيسي حيث يؤكدون على ذلك الاصطفاف بين عفريت الاستبداد والثوار التحرريين تحت عنوان “ألد الخصام للنظام”.
وتحت الضغوط المفروضة على خامنئي من جراء العقوبات يذعن خامنئي في صحيفة آفتاب الحكومية أن كافة الضربات التي تلقاها النظام من الكشف عن البرنامج النووي ناجمة عما قامت به مجاهدي خلق من عمليات الكشف والفضح. أجل، لقد أحبطت مجاهدي خلق كافة الطرق من أجل المساومة بين النظام والاستعمار أمام الولي الفقيه. كما أن مجاهدي خلق وبكل فخر واعتزاز وضعت حدًا للحرب الخيانية التي كان خميني يستغلها من أجل التستر على تكميم الأفواه والكبت والإعدام والتعذيب.
أجل، لم يحصل ألد الخصام هذا لنظام ولاية الفقيه على كافة ذلك في الحرب ضد عفريت الاستبداد بثمن بخس بل ناله بكل ما تحمله الكلمة من معناها بتحمل المعاناة والتعذيبات والمشانق. وهذا هو ذنب مجاهدي خلق من وجهة نظر أعداء الحرية وهذا هو اصطفاف بين خامنئي ونظامه من طرف أمام مجاهدي خلق والشعب الإيراني، وهكذا يختبر كل شخص وكل طرف أوي تيار.
وهو لأمر بسيط وواضح أن الزاعمين بكل عنوان ولون، وحتى تحت عنوان اليسارية، كلما يهجم على مجاهدي خلق والمقاومة الحقة التي ليست في سجلها سوى النضال ضد الاستبداد والتضحية بكل غال ورخيص، كلما يصبون في جيوب الملالي وتسجل مكانتهم في تأريخ الأمة العظيمة والشريفة الإيرانية في جبهة عفريت الاستبداد.