ماذا يطلبون من عدو الانسانية؟
فلاح هادي الجنابي
فاقد الشئ لايعطيه. لايمکن أبدا أن تطلب الخبز من جائع ولا الماء من عطشان ولا الحرية من ديکتاتور،
فهم لايملکون هذا الشئ وإن هکذا طلب لايمکن أن يلبى، ومن نفس الزاوية فإن حث جاويد رحمان،
مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في إيران، سلطات طهران على السماح له بزيارة رسمية
للاطلاع على واقع حقوق الإنسان في البلاد في ظل التقارير المتواصلة عن الانتهاكات الواسعة ضد
الناشطين والصحافيين والأقليات والنساء وقمع الاحتجاجات السلمية وقتل المتظاهرين. هو طلب
سوف يواجه بالرفض الکامل، لأن نظام الملالي يقوم أساسا على قمع الشعب الايراني ومصادرة
حرياته.
النظام الديني المتطرف في إيران ومنذ تأسيسه إتبع نهجا يقوم على أساس قمع الشعب الايراني
وعدم السماح له بأي نوع من أنواع الحريات الانسانية المتاحة، وهو قد أثبت وحشيته وبربريته القصوى
عندما أقدم ومنتهى القسوة المفرطة بإرتکاب جريمة القرن بحق أکثر من 30 ألف من السجناء
السياسيين من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق في صيف عام 1988، وذلك لمجرد إنهم يحملون
أفکارا ومبادئ تحررية ويناضلون ضد القمع والديکتاتورية، کما إن جرائمهم الفظيعة الاخرى بحق أبناء
الشعب الايراني لايمکن عدها وحصرها في هذا المجال الضيق أبدا خصوصا إدا ماعلمنا بأن سجون
الملالي باتت تستقبل أضعاف طاقاتها فيما تصاعدت وتائر عمليات الاعدام حتى يمکن القول بأن هذا
النظام قد صار في الصدارة بهذا الصدد.
هذا النظام المعادي للإنسانية والذي دأبت منظمة مجاهدي خلق طوال أعوام حکمه القمعي
الاستبدادي على فضحه وکشف جرائمه وإنتهاکاته بحق الشعب الايراني، أثبتت الاحداث والتطورات
وبصورة قاطعة إصرار هذا النظام على التمسك بنهجه المعادي للإنسانية وعدم إستعداده للتخلي عنه
مهما کلف الامر، ومن المستحيل أن يلمس العالم يوما تغييرا نوعيا في ممارسات وتصرفات هذا
النظام فيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بالمبادئ والحقوق الانسانية وبشکل خاص فيما يتعلق بالمرأة
التي تم إضطهادها وقمعها أکثر من أية شريحة أخرى من المجتمع الايراني بسبب من عداء هذا النظام
للمرأة.
المثير للسخرية والاستهزاء، إن أوضاع حقوق الإنسان في إيران قد تدهورت وبصورة ملفتة للنظر خلال
حقبة الملا حسن روحاني دعي الاعتدال والاصلاح الکاذب، وإنه وفي ظل زيادة عدد الإعدامات
العشوائية وقمع النشطاء والمعارضين والصحافة والأقليات القومية الدينية والنساء، خاصة عقب
الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في البلاد، قد أثبت هذا النظام عمليا من إنه معادي للإنسانية فما الذي
يمکن طلبه من هکذا نظام وکيف يمکن التعويل عليه؟!