لهيب انتفاضة نوفمبر 2019 مستمرّ في كفاح معاقل الانتفاضة والشباب الثائرین – تحية خالصة وحارة أوجّهها من هنا إلى كل المنتفضين في مدن إيران والإيرانيين الأحرار في جميع أنحاء العالم.
اجتمعنا هنا في ذكرى انتفاضة نوفمبر الكبرى ونتوجّه بالتحية لأبطال تلك الانتفاضة وصنّاعها. النيران التي أشعلوها تظل مشتعلة حتى حرق نظام ولاية الفقيه.
تحية لشهداء انتفاضة نوفمبر الكرام. قرابين الشعب الإيراني من أجل الحرية الذين تغلي دماؤهم الطاهرة حتى يوم تحرير إيران. التحية لآلاف الشباب المنتفضين الثائرين الذين تحمّلوا شتى أنواع التعذيب الوحشية فی غیاهب السجون لتعبید طريق الحرية.
المدن الثائرة
أيها المواطنون!
اندلعت لهيب انتفاضة نوفمبر فجأة في أكثر من 200 مدينة وفي 29 محافظة. وتعرّض نظام الملالي في العديد من مراكزه وقواعده لهجوم المنتفضين، وشاهد العالم أن الملالي الحاكمين الذين ليسوا سوى أقلية ضئيلة صاروا محاصرين في نيران غضب المجتمع الإيراني.
انتفاضة نوفمبر لم تكن انتفاضة عشوائية وحركة عقيمة. كما لم تكن لها صلة لأي من أجنحة النظام ولم تكن تابعة لأي سلطة وحكومة في العالم.
بل بالعكس، نبعت من إرادة الشعب الإيراني المستقلة المطالبة بالحرية.
وكانت مثالا حقيقيًا لانتفاضة ومعركة من أجل إسقاط النظام. وانموذجا يشكل الشباب الواعون والمحرومون عناصرها النضالية، النموذج الذي استلهم نهجها من معاقل الانتفاضة وکان تجسیداً لاستراتيجية مجاهدي خلق، أي استراتيجية معاقل الانتفاضة والمدن الثائرة المنتفضة.
نزل المنتفضون في نوفمبر إلى الشوارع بأید فارغة لكن نيران غضبهم أشعلت مراكز النهب والقمع التابعة للنظام.
وهكذا أصبحت أرواحهم قرابين الحرية.
التحیّة للمدن الثائرة،
التحية لمدينة شيراز عاصمة الانتفاضة والثورة،
التحية لمدينة ماهشهر وشبابها المناضلون في معارك مناطق ”كوره ها“ و ”خور موسى“ و بلدة بعثت،
التحية لإسلام شهر حيث استولى منتفضوها على القاعدة الرئيسية لقوات الحرس واستولوا على أسلحتها،
التحية لمدینة شهريار التي دمّر شبابها الأبطال نصب خاتم خميني الدجال وداسوا عليه بأقدامهم،
التحية لبهبهان التي أصبحت نقطة اندلاع انتفاضة نوفمبر،
والتحية لكل من سيرجان، واصفهان، وخرمشهر، وأراك، وطهران، وكرج، وفردیس، ورباط کریم، وقلعه حسن خان، وكرمانشاه، ومريوان، وصدرا، والأهواز وغيرها من مدن الوطن التي استهدف مناضلوها مالايقل عن 80 مركزا لقوات الحرس والباسيج أو مركز الشرطة أو استولوا عليها.
والتحية لهذه المدن الثائرة التي حطمت سلطة الملالي وذاقت طعم الحرية وتستعد لمعارك مقبلة من أجل الحرية.
1500 روح تواقّة للحرية وملتهبة
تحية لـ1500 شهيد سقطوا في انتفاضة نوفمبر 2019، الذین يمثل كل واحد منهم مظهرا رائعا لإرادة الشعب الإيراني في تحقيق الحرية.
أي شهادة أصدق وأكثر موضوعية وصلابة من هؤلاء الشهداء لتمثّل عزم الشعب الإيراني على إسقاط النظام؟
ما هي الشهادة الأكثر واقعية ووضوحاً من هؤلاء الشهداء علی نهاية هذا النظام؟
نعم، في نوفمبر2019، شرعوا في عملیات قتل المنتفضين من البداية، وبأمر من خامنئي، و في 16 نوفمبر أخذت الانتفاضة أبعادا أوسع. وقال خامنئي لأجهزته القمعية القاتلة أن “تقوم بأداء واجبها” تجاه المنتفضين. وهکذا أمر خامنئي بارتکاب مذبحة وحشية.
إنهم صوّبوا نیران أسلحتهم إلی رأس وقلب المواطنين في الشوارع. ومنعوا علاج الجرحى ونصبوا كمائن في العيادات والمستوصفات لاصطياد واعتقال الجرحى.
ولم يترددوا حتى في قتل الأطفال وإزهاق أرواح العشرات منهم.
ووفق الأطباء، استخدمت قوات الحرس الذخيرة الحية لإطلاق النار على المواطنين.
في شيراز، فتحت مروحيات قوى الأمن النار علیهم.
وفي ماهشهر تم استهداف المنتفضین بالرشاشات.
وفي كركان قتل أفراد الحرس شابًا منتفضًا بنيران مباشرة وبضربات الفؤوس على الملأ وأمام أعين المواطنين الحائرة.
وحصلت المقاومة الإيرانية حتى الآن على أسماء 828 شهيدًا ونشرتها. لكن العدد الحقيقي للشهداء بلا شك عدة آلاف. ويعلم الجميع أن النظام كان ينكر إحصائيات وأعداد الشهداء، وأن المقاومة الإيرانية هي التي استطاعت تسجیل وتوثیق عدد 1500 شهيد على الساحة الدولية.
لكن ما حدث هو مجزرة بمعنى الكلمة بصرف النظر عن الأعداد والأرقام. ما حدث هو جريمة ضد الإنسانية. يجب محاكمة خامنئي وروحاني وشمخاني وقادة الحرس والباسيج والشرطة بتهمة ارتکاب المجزرة.
كانت قسوة خامنئي وحرسه الوحشي في غايتها. لكن كل هذه الجريمة والقمع والترهيب لم تستطع التغلب على نيران الانتفاضة والثورة والثوار.
جاءوا إلى الميدان برایات خفاقة
لقد ازدهروا في غابة بلا ربیع
جلبوا الثمار من أشجار بلا جذور
وغنوا بحناجر مضرجة بالدماء
وكعهد فیّاض تلفّظوا الكلمة الأخيرة: الحرية
في 8 يناير2020، أشار خامنئي صراحة إلی المجاهدين بقوله إلی من تجمعوا في بلد أوروبي للتخطيط للانتفاضة. ألستم كنتم تقولون، أنهم تقدموا في السن وانتهوا؟ حقاً حسب الفنانة الراحلة مرجان الثائرة « وماذا تفعلون بالبراعم التي تتفتح؟»
استمرار الانتفاضة حتى إسقاط النظام
لم تكن اللحظة المبهرة في تاريخ إيران المعاصر، والتي تبلورت في 48 ساعة من المعركة والانتفاضة في نوفمبر 2019، نيزكًا عابرًا، بل هي مظهر من مظاهر العزم الناري الذي يستمر حتى الإطاحة بنظام ولاية الفقيه.
وفي البيان السنوي للمجلس الوطني للمقاومة، لخّص الانتفاضة وبشكل جمیل وبليغ في 10 موادّ:
1. سرعة اندلاع الانتفاضة.
2. سرعة تحوّل الشعارات إلی استهداف خامنئي بشکل رادیکالي.
3. كانت النواة المركزية للانتفاضة الجيل الجديد الذي عاصر هذا النظام وتعرض باستمرار لقصف النظام لدعائي، وخاصة ضد المقاومة.
4. كان دور المرأة كطليعة وقائدة لهذه الانتفاضة دوراً فاعلاً ومؤثرًا.
5. أثناء الانتفاضة تعرضت جميع المراكز الحكومية والعسكرية والنظامية للهجوم والتدمير من قبل المواطنين، دون أن تتضرر أي من الممتلکات أو الأماكن العائدة إلی المواطنین. وما حصل من هذا القبیل، كان حصيلة اعتداء عناصر النظام الذين أتلفوا سيارات وممتلكات الشعب.
6. كانت الزمرة المهزومة أو الإصلاحيون تشارک العصابة المهيمنة في قمع الشعب. واحترق الإصلاحيون کاملة في هذه الانتفاضة.
7. لم تكن في الشوارع والميادين أي أثر من أنصار ”الشاه“ وغيرهم من الداعين “إلى تجنب العنف”.
8. استراتيجية معاقل الانتفاضة والمدن الثائرة تم اختبارها في ساحة العمل.
9. من الناحية التكتيكية، أخذت معاقل الانتفاضة دفة القيادة في الساحة بأحسن وجه.
10. لم ینطق أي من الأفراد والفصائل ووسائل الإعلام، البعيدة والقريبة، الذين يتحدثون منذ سنوات ضد المقاومة الإيرانية واستراتيجيتها ومواقفها، عن السياسة التي تجري في الشوارع الآن و عن الاستراتيجية التی أبرزت نفسها فی الساحة.
نعم، ولهذا السبب لن تكون آثار الانتفاضة قابلة للزوال ولهذا السبب عادت انتفاضة نوفمبر في ذكراها لتقوم في حالة استعداد اجتماعي كبير. وهذا حراك مستمرّ حتى إسقاط النظام برمته.
نظام مشلول وفاقد للرصيد
أيها المواطنون،
اليوم، يعيش نظام ولاية الفقيه في وضع لا مثیل له في السنوات الأربعين الماضية.
يواجه مشروع الانكماش والتوحيد الحكومي مشاكل لا يمكن التغلب عليها. اليوم، یجب على خامنئي أن يحافظ على حكومة روحاني بكل قوة حتى لا تسقط وينهار النظام بأكمله جراء هزّات سقوطها.
حكومة مشلولة هشّة.
وعلى الصعيد الاقتصادي توقف النظام المصرفي أو وصل حد الإفلاس.
منذ بداية عهد روحاني، هوت قيمة عملة البلاد عشر مرات تجاه قيمة الدولار وهي على وشك الانهيار.
نسبة عجز الميزانية 70 بالمائة ومعدل التضخم بلغ 60 بالمائة. ديون النظام 260 مليار دولار، والأهم أن النظام فقد قدرته في اتخاذ القرار والتأثير في هذا المجال.
وها هو الآن يعترف خبراء النظام وعناصره واحدا تلو الآخر بأنهم قد وصلوا إلى نهاية الخط ولا مخرج ومستقبل لهم. ولكن الحقيقة أكثر وضوحًا من ذلك: هذه أجراس سقوط الملالي التي بدأت تُقرع.
الحالة الثورية للمجتمع الإيراني
أيها المواطنون،
لا تزال الحالة الثورية للمجتمع الإيراني، التي تبلورت بشكل باهر في انتفاضة نوفمبر، قوية. الظروف مرشحة للانفجار وحالة الاستياء الشديد والمواجهة بين الشعب والنظام الحاكم بلغت ذروتها.
عاملان رئيسيان أدى إلى تفاقم الوضع: الأول هو جائحة كورونا، حيث يرى الناس سياسة خامنئي -روحاني الإجرامية في نشرها وإلحاق الخسائر في الأرواح، والآخر هو الانهيار الاقتصادي وسقوط شريحة كبيرة من المجتمع في قاع الجوع والفقر.
الملالي يريدون تحويل كورونا إلی فرصة لهم. يريدون ردع خطر السقوط باستراتيجية دفع الناس في مذبحة كورونا. الخطط اللاإنسانية، مثل إخفاء تفشي كورونا، أو فتح مدارس ومراكز توظيف، ورفض تخصيص الأموال والتسهيلات لمكافحة انتشار المرض، كانت جميعها تتماشى مع هذه الاستراتيجية الشريرة. لكن هذا المرض، مع 150 ألف ضحية، لم يستطع ولن يكون قادراً أن یتحول إلی خشبة إنقاذ لنجاة الملالی من السقوط.
لقد مهّد الملالي الحاكمون الأرضية لانتشار كورونا ولم يبذلوا أي جهد جادّ لاحتوائه ومنع انتشاره. وهكذا أصبح كورونا مصدر غضب شعبي واسع النطاق واشمئزاز مبطّن من النظام، وأن كل ضحية جديدة تعمل بمثابة دقات ساعة الإنذار لسقوط النظام.
خبز غالي ونفوس رخيصة
أصدقائي الأعزاء
عامل رئيسي آخر في انتشار الغضب الشعبي هو الفقر الذي فرضه الملالي على المجتمع الإيراني بتكديس ثروات هائلة لأنفسهم. بلغ عدد العاطلين عن العمل 11 مليون شخص. 6.5 مليون موظف فقدوا وظائفهم.
تكتب صحافة النظام عن سعر الخبز: الخبز أصبح غالي الثمن والأرواح رخيصة الثمن. أولئك الذين تمتعوا حتى وقت قريب بالازدهار النسبي كجزء من الطبقة الوسطى انضموا الآن إلى الفقراء والمحرومين، ولجأ العديد من أولئك الذين يقيمون في مراكز المدن إلى الضواحي والبلدات. وفقراء الأمس يتضورون جوعا الیوم. أكثر من 97٪ من الوظائف أصبحت غير مستقرة ومؤقتة. الدخل الشهري ضئيل لدرجة لا يدوم أكثر من بضعة أيام. وفي هذه الحالة تنتحر فتاة بريئة لا تبلغ من العمر أکثر من 11 عامًا. وامرأة بلوشية مضطهدة ومحرومة من شراء مياه الشرب ولسدّ عطش أطفالها تبيع جسدها و من ثم تقتل نفسها. والمواطنون المضطهدون في جابهار الذين هدم الملالي بيوتهم يشق صراخهم عنان السماء وهم ينادون للعدالة. ولكن كل هذا الفقر والجوع والظلم والاضطهاد لا يمر دون ردّ.
التهاب الاحتجاجات والتذمّر الشعبي
في كل مكان ننظر إليه، هناك موجة من الاحتجاج والاستياء في المجتمع الإيراني، ورغبة عامة، قوية وواسعة النطاق للإطاحة بنظام خامنئي.
تنعكس هذه الروح الاحتجاجية قبل كل شيء في هجمات شباب الانتفاضة على عناصر الباسيج.
وتتجلى هذه المواجهة في مقاومة الشباب والنساء لضغوط حراس النظام القمعية. وتظهر في غضب وعصيان النساء في مدينة باوه واحتجاج النساء البلوشيات وكذلك في الأهواز وهرمزکان.
لكن ما يفتح الطريق قبل کل شيء هو نشاط معاقل الانتفاضة وعملیاتهم اليومية المستمرة والتي تبعث الأمل للنضال ضد نظام الملالي.
نعم، الدليل الأكثر ملموساً ووضوحًا على وجود الحالة الثورية في المجتمع أن إعدام أبطال مثل نويد أفكاري ومصطفى صالحي، أثار الاحتجاج والمقاومة العامة، خلافًا لما یتصوره النظام. کما أن اعتقال نشطاء الانتفاضة وسجناء معاقل الانتفاضة الشجعان رفع الروح النضالية والثورة بشكل كبير.
نعم، نيران انتفاضة نوفمبر ما زالت لاهبة ومشتعلة مع معاقل وشباب الانتفاضة.
التشكيلة الحربية ضد الشعب الإيراني
ولهذا لجأ النظام، بأمر مباشر من خامنئي، إلى عملیات «التشهير» في الشوارع، ويقوم بتعذيب الشباب في وسط الشوارع أمام أعين المواطنين.
ولهذا السبب قام الحرس بتعذيب وقتل الشابّ المشهدي مهرداد سبهري، بالصدمة الكهربائية ورذاذ الفلفل.
وفي اسفراين، قتلوا عباس مين باشي بالرصاص، وفي آبادان، تحرشوا على حرمة ”بهار” ومضايقتها.
نعم، إن خلق هذه المشاهد المروّعة سياسة النظام المتعمدة لترهيب المجتمع الذي قد يخلق في أي لحظة انتفاضة أكبر من انتفاضة نوفمبر 2019.
وهذا هو كابوس الملالي الحاكمين ليل نهار. المؤسسات القمعية صُدمت بتلقين الشباب درساً لأفراد الحرس المجرمين.
وتتحدث القوات الامنية مذعورة عن لجوء الشباب إلى إعداد السلاح. وتناقلت وسائل الإعلام الحكومية مرارًا وتكرارًا أخباراً عن اكتشاف أسلحة في الأهواز وهمدان وأصفهان ولرستان وإيلام وفارس وكرج. وقوات الأمن أصبحت عاجزة أمام الروح الاحتجاجية للمجتمع. إن تسجيلاتها اللاسلكية، التي تنشرها لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الوطني للمقاومة بين حين وآخر، معبّرة وكاشفة للغاية في هذا الصدد.
يبلغ عدد قوى الأمن الداخلي القمعية حوالي 250 ألف عنصر، لكن قائد قوة الشرطة يشكو من أن هذا العدد ضئيل ويجب أن يصل العدد إلى مليون شخص.
يبلغ عدد مراكز الشرطة في طهران 86 مركزًا، لكن نائب محافظ طهران في شؤون الأمن يقول إن طهران يجب أن يكون فیها 200 مركز للشرطة.
صدرت أوامر للعديد من قوات الشرطة بإطلاق صفارات الإنذار في الشوارع كل خمس دقائق لإحداث حالة من الذعر بين الناس، لكن هذا الإنذار بنفسه یعدّ جرس إنذار خوف النظام برمته.
أعلن قائد قوات الحرس عن خطة النظام للبحث عن “بيت إلى بيت” بحجة تحديد المصابين بكورونا.
كما أعلن قضاء النظام أن أحياء طهران أصبحت غير آمنة بالنسبة للنظام.
وتم إنشاء معسكر لمواجهة الشباب في طهران.
وهناك معسكر آخر تم إنشاؤه بناءً على أوامر خامنئي مباشرة من قبل الحرس تحت غطاء مراقبة الأسعار للسيطرة على الموقف.
وفی الحقیقة أخذ الملالي تشكيلة حربية في وجه المجتمع الإيراني.
ولا فائدة في هذه المحاولات، حیث أن انتفاضة نوفمبر وآثارها السياسية والاجتماعية في المجتمع تتحرك مثل موجة قوية طوال العام الماضي، وتهزّ الأرض تحت أقدام الملالي.
سياسة الاسترضاء غير قابلة للتكرار
لا مخرج أمام الملالي من مأزق السقوط. إنهم ينتظرون بفارغ الصبر تغيير السياسة في الولايات المتحدة ويحلمون بالاستفادة من تغيير إدارة البيت الأبيض. متغافلین أنهم وصلوا الآن إلى نقطة سيؤدي هذا الوضع بالتالي إلى زيادة أزماتهم بکامل النظام، ولن يفك عقدة المشاكل لنظام ولاية الفقيه الفاسد المتهرئ. كما رأينا هذه الحالة حين أتى وقت الإطاحة بنظام الشاه. ورغم عدم وجود عقوبات عليه وهو یتمتع بكامل الأموال والدعم من الولايات المتحدة وأوروبا، لكنه لم يستطع الوقوف ضد انتفاضة الشعب الإيراني.
إن الوقت، برأينا ورأي شعبنا، قد حان للإطاحة بالديكتاتورية الدينية. وكما قال قائد المقاومة مسعود رجوي ذات مرة اقتباسا من كلمات فيكتور هوغو، لا توجد قدرة على الأرض قادرة على توقف قضية حان وقتها.
لم يعد من الممكن تكرار سياسة المهادنة ولا تشفي ألمًا. لقد ولّى وقت الوقوف بجانب الملالي ولن یجلب ذلك سوى الخسائر. من ناحية أخرى، لم ينس الملالي أنهم تلقوا أكبر الضربات على الساحة الدولية من هذه المقاومة خلال فترة الاسترضاء «اللطيفة»، بما في ذلك شطب اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة وجيش التحرير من قوائم الإرهاب الأمريكية وكذلك خروج مجاهدي خلق من براثن العملاء العراقيين الجلادين للنظام. ضربتان لا يزال النظام یتضور ألماً منهما منذ سنين.
وتحققت هذه الانتصارات العظيمة بالاعتماد على الصمود الرائع لمجاهدي خلق في أشرف وليبرتي، مع قوافل الشهداء والجرحى والمرضى الذين عانوا معاناة قاسية تحت الحصار الظالم، وذلك من خلال العمل الدؤوب لأعضاء وأنصار هذه المقاومة في ربوع العالم وصناع الانتفاضة داخل البلاد.
وهذا هو شعب ومقاومة يعتمدان على إرادتهما، ویتکئان على قوتهما في التضحية بالنفس والتفاني، ويستمدان قوتهما من قدرتهما على التغيير، ماضیتان إلی الأمام. إنها قوة هائلة تصنع التاريخ.
وكما قال مسعود رجوي: في حسابات خامنئي، “لا مكان للعنصر الأساسي والجوهري وهو الشعب وجيش الجياع والمحرومين. لکنه خاطئ وطاشت إصابته، حتى ولو كانت معه الولايات المتحدة وأوروبا والصين وغيرها من القوى العظمى التي كانت تدعم الشاه، مع کل ذلک السقوط” أمر مفروغ منه” وسیتحقق.
هذا النظام في مأزق وأزمة من جميع الجهات، والكلمة الأخيرة تبقی للشعب الإيراني. الطلائع والمنتفضون وجيش الحرية هم الذين يقرّرون المصير. نحن كتاب مصيرنا وشعبنا ووطننا. لذلك «مصير إيران يتم تقريره بانتفاضة أبناء الشعب الإيراني في ساحة التضحية والجهاد. نعم لا أحد يحكّ ظهرنا والمنتفضون هم يصنعون النصر».
الحرية والمستقبل حليفكم
أيها المواطنون،
من يناير 2018 إلى نوفمبر 2019، وخلال عامنا هذا، ما برز وأثبت وأشرق هو الاستراتيجية المنتصرة للانتفاضة والداعية لإسقاط النظام التي حددها قائد جيش الحرية وقاد القوة المناضلة المناهضة للنظام إلى غایتها الكبرى.
النتيجة الواضحة والمحددة للتطورات التي حدثت بعد مرور عام على انتفاضة نوفمبر هي المواجهة الأساسية التي لا رجعة فيها بين المجتمع الإيراني وبين الاستبداد الديني. سياسياً، هذه بداية تدمير أساس النظام من قبل الشعب، والذي سينتهي إلى نتيجة في انتفاضات مستقبلية بقيادة جيش الحرية العظيم.
وأخيرًا أقول وأخاطب الشعب الإيراني البطل والشباب الثائر:
خوف الملالي الحاكمين يأتي من قوتكم.
كل هذه التحشيدات والحملات، وهذه التعذیبات الفاضحة التي تمارس على الفتيان والفتيات في الأزقة والشوارع، وهذا الفقر المستشري والبؤس وترك الناس في براثن الجائحة القاتلة، ما هي إلا خوف الملالي من إرادتكم للانتفاضة وإسقاط النظام.
الملالي الجلادون الجبناء
يخافون من قوتكم
ويخافون من تضامنكم
وهم مرعوبون من عزمكم على إسقاطهم.
لذلك لا تتردّدوا ولو للحظة في قدرتكم على إسقاط النظام
لا تستسلموا للحظة لليأس والإحباط واتركوا القول (هذا هو الحال)
ولا تمکثوا لحظة واحدة في مساعدة ومرافقة معاقل وشباب الانتفاضة
إن حبكم وأملكم في الحرية هو رأس مالكم في النضال ضد خامنئي وحكم ولاية الفقيه البغيض.
في ذكرى انتفاضة نوفمبر، شهداؤها الكرام المتحمّسون، الـ1500 التواقون للحرية، و 120 ألف شهيد طريق الحرية ینادون الجميع إلى انتفاضة تؤدي إلى إسقاط النظام.
انهضوا، لأن الحرية والمستقبل حليف لكم.
نعم، المنتفضون المنتصرون یعرفون حرام علیهم التریّث ولو للحظة
حتی إعادة الحبّ والخبز والتحرّر إلی الوطن
المنتفضون یرفعون الرایة،
ویتلألأ الأمل والتطلع فی عیونهم،
یغارون حتی قمم النصر والانتصار دون هوادة
المنتفضون هم الذین یصنعون الانتصار والتغییر.
التحية للشهداء
التحية للحرية
التحية لانتفاضة الشعب الإيراني الكبرى من أجل الحرية