دمار الفيضان والخسائر الناجمة عنه تحت وطأة نظام حكم كورونا ولاية الفقيه
الفيضان في مدينة جراحي بمقاطعة ماهشهر
لا ينبغي على الإطلاق أن نعتبر الصور المربكة للعقول لدمار الفيضان وغرق مدينة جراحي بمقاطعة ماهشهر حدثًا طبيعيًا. ويمكننا أن نعتبر مثل هذه الحوادث بهذا الحجم من تدمير أسس الحياة الطبيعية والبشرية أحداثًا طبيعية عندما يتم اتخاذ كافة إجراءات الوقاية والتنسيق والرعاية الإقليمية، وإذا لم تفلح الإجراءات يمكننا القول بأنها كوارث طبيعية لا مفر منها.
إن الأخبار والصور المفجعة للإصابات والأضرار الناجمة عن الفيضان التي لحقت بالحياة في إيران المحتلة والمنكوبة بالملالي، إلى جانب أنين أبناء الوطن المشردين وتوسلاتهم وصيحاتهم طلبًا للنجدة؛ تمزق روح ونفسية وضمير كل من يشاهدها من شدة الحزن. وقال مهدي ولي بور، رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيرانية للإمداد والإنقاذ إن 8 محافظات تعرضت للفيضانات والغرق خلال الـ 72 الماضية.
ويشير هذا الحجم من الدمار في البنى التحتية الحضرية إلى التخلي عن المدينة وأبناء الوطن المشردين في مواجهة مثل هذه الحوادث. كما تشبه هذه العينة من تدمير الفيضانات فيضانين مماثلين في ربيع هذا العام وربيع 2019. واعترف خبراء نظام الملالي بأن السبب في هذين الفيضانين هو تدمير الممرات المائية وتدمير الغابات وإهمال المجاري المائية الجوفية.
والجدير بالذكر أن الأمطار والفيضانات تتدفق على إيران منذ قرون عديدة، بيد أن هذا الدمار والكوارث يحل على إيران وعلى حياة أبناء الوطن ومنازلهم ويدمرها في عهد ملالي ولاية الفقيه، فقط. كما أصبحت المقومات الأساسية للحياة في عهد الملالي وحشا وشيطانا.
ويُلاحظ أن الأضرار الشاملة بما في ذلك الفيضانات والغلاء المستمر والبطالة والفقر ووباء كورونا اجتاحت حياة أبناء الوطن ووجودهم. وتحت وطأة تفشي وباء كورونا نجد أن الإيرانيين ضحية للسياسات الأمنية لنظام الملالي، كما يحدث أثناء الفيضان. كما اعترفت وسائل الإعلام الحكومية وعناصر الزمر مرارًا وتكرارًا بأن وباء كورونا تفشي في إيران بشكل موجَّه عن عمد مع سبق الإصرار والترصد. والآن تشهد كل الأدلة البيئية على أن الفيضان أغرق حياة أبناء الوطن بسبب عدم كفاءة الملالي وتحديد أولويات مصالح نظامهم الفاشي.
وفي الحقيقة، الحكومة التي تولي جل اهتمامها لاعتقال أبناء الوطن وقمعهم والزج بهم في السجون للحفاظ على نظامها المستبد حسب ظنها، هي الحكومة التي تنفق جميع أصول إيران على أولوية الحفاظ على نفسها مهما كان الثمن. إذًا، ماذا تبقى من أولوليات لدراسة وضع الممرات المائية وإنقاذ حياة المواطنين؟
وفي الحقيقة، الحكومة التي لا تدفع رواتب العمال لمدة 5 أشهر و 8 أشهر، ولمدة سنة، وتنفق في سوريا والعراق ولبنان وعلى ومرتزقتها الإرهابيين في المنطقة، هي الحكومة التي خصصت ما يقرب من 200 مليار تومان من ميزانية عام 2020 للمؤسسات الدينية المتطفلة. إذًا، ماذا تبقى من الأموال والأولويات لمعيشة وصحة وأمن حياة أبناء الوطن، وما هو التنبؤ والاستبصار في مواجهة أحداث مثل الفيضانات؟
وانظروا إلى حجم ميزانية 2020، لتدركوا ما هي أولويات ميزانية حكومات نظام الملالي المتعاقبة، وما هي الأولويات التي راح ضحيتها أمن ومعيشة الإيرانيين. وعند قراءة الأرقام التالية، تذكروا الأطفال العاملين وأطفال الشوارع والأطفال القمامين الإيرانيين:
– تبلغ ميزانية معهد خميني التعليمي والبحثي برئاسة مصباح يزدي 19,6 مليار تومان.
– تبلغ ميزانية معهد خميني لنشر المؤلفات برئاسة سيد حسن خميني 26,6 مليار تومان.
– تبلغ ميزانية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 31,5 مليار تومان.
– تبلغ ميزانية معهد الثورة الإسلامية للبحوث والثقافة 31 مليار تومان.
– تبلغ ميزانية مجلس تنسيق الدعاية الإسلامية 44 مليار تومان.
– تبلغ ميزانية الجمعية العالمية لآل البيت 40 مليار تومان.
والحقيقة الدائمة والمؤكده هي أنه يمكن احتواء كل هذه الفيضانات بتخصيص نسبة مئوية من الميزانيات المشار إليها أعلاه. ولكن عندما تكون أولوية نظام حكم الملالي هي أعتقال أبناء الوطن وقمعهم والزج بهم في السجون والحفاظ على أمن نظامهم الفاشي، فلا تكون الغابات ولا الأنواع النباتية آمنة ومأمونة، ولا تجرف الأنهار والقنوات والممرات المائية وصيانتها، ولا يوجد فكر وإرادة وقبول للمسؤولية الوطنية من قبل نظام الحكم الذي يضطلع بأبسط مهام الحكم التقليدي ويلبي مطالب أبناء الوطن.
في إيران المحتلة المنكوبة بالملالي، قم بدراسة أي موضوع وحكاية وسجل وبعض الخسائر مثل سلسلة الفيضانات، فضلًا عن الأضرار العقلية والنفسية. وبناءً عليه، تجد أن إيران تقع في قبضة جائحة تُسمى جمهورية الملالي الإسلامية، وهي مصدر كل الفيضانات. جائحةٌ سياسية واقتصادية ونقابية وحياتيه وصحية شاملة.
إن الحل الشامل للفيضانات وهذه المعاناة المربكة للإيرانيين والممزقة لقلوبهم لا يكمن سوى في التخلص من هذا الوباء الذي اجتاح حياة وأرواح ونفسية الإيرانيين. وتأتي فيضانات إيران من هنا، وهي الطوفان الوحيد للثورة للإطاحة بالجمهورية الإسلامية الذي يضع حدًا لكل هذه المعاناة اليومية.