إيران.. عصابات المافيا والنهب علی صعید استيراد الجادر (الشادور) الأسود- تكشف التقييمات العلمية لنمط الإنتاج في إيران أنه على مدى الأربعين عاماً الماضية، سيطر نمط واحد على هيكل الإنتاج في البلاد؛ نمط أضر بالصناعة والإنتاج الوطنيين وجعلهما یعتمدان على الواردات في مختلف المجالات.
ربما یكون الجادر الأسود (عباءة سوداء خاصة بالإیرانیات) هي السلعة الحصریة الوحيدة التي تعد إيران أكبر مستهلك لها حتى بين الدول الإسلامية في العالم.
لذلك، من الطبيعي أن تکون إیران المنتج الأول للجادر، لكن لم یتحقق هذا الأمر فحسب، بل أصبحت إيران من أكبر مستوردي الجادر الأسود في العالم من دول لا تستهلك هذا المنتج لکنها تنتجه من أجل دول مثل إيران.
“يشير البعض إلى وجود مجموعات المافيا والوسطاء کسبب رئيسي لکساد الإنتاج المحلي للجادر الأسود.
ویعتقد هولاء أن الصناعة الإيرانية لن تشهد ازدهاراً حتى يتم القضاء على الوسطاء” (صحیفة دنیاي اقتصاد الحکومیة، 5 دیسمبر 2020).
حالة الإنتاج المحلي للجادر الأسود
يبلغ استهلاك قماش الجادر حوالي 80 مليون متر مربع سنوياً. يتم تلبية 10 ملايين متر فقط من هذه الحاجة من قبل المنتجين المحليين، بینما يتم تلبية الباقي من خلال الواردات من الصين وكوريا واليابان وتايلاند وإندونيسيا وحتى فيتنام.
تتولی ثلاثة مصانع في إیران هي يزد بافت، حجاب شهركرد، وكرب ناز كرمانشاه مسؤولیة إنتاج الجادر، ولكن لأسباب مختلفة، انخفض إنتاج هذه المصانع بشكل كبير.
وبحسب عمال صناعة النسيج، یتجه عدد من مصانع إنتاج الجادر في البلاد نحو الإغلاق التام أو شبه التام نتیجة السياسات الخاطئة وعدم دعم الإنتاج المحلي.
قبل عام 2018 عندما تم ضخ الدولار بسعر 42 تومان إلی السوق، تم استيراد الجادر الأسود إلى البلاد بالعملة الرخيصة، وبعد عام 2018 أیضا تم تخصیص عملة 4200 تومان لاستیراده لفترة وجیزة، ثم تم منحه عملة “نیما” (منظومة دشنها النظام لطرح العملات الأجنبیة في البلاد)، وکانت هذه السياسة الخاطئة من أهم الأسباب والعوامل التي أدت إلى تدمير إنتاج هذا الصنف من صناعة النسيج.
العلاقة بين مافيا الاستيراد وارتفاع سعر الجادر الأسود
الجمیع بات یعلم أن عصابات المافيا في إیران تقوم بنهب حياة الناس واستنزاف أموالهم في جمیع المجالات في ظل نظام الملالي. يستشهد الدكتور خدامي، عضو هيئة التدريس بكلية المنسوجات بجامعة أصفهان للتكنولوجيا، بعدم الإصرار على ردع الوسطاء والسماسرة الذين شلوا إنتاج البلاد ويقول:
“السبب في ارتفاع سعر قماش الجادر هو المافيا. الجميع يعلم هذا وحتی التلفزيون قال إنه المافيا. المافيا التي تشتري بثمن بخس وتبيع الناس بثمن باهظ.” (موقع خبربان. 10 نوفمبر 2020).
وقد أقرّ الحرفيون ومنتجو الجادر بأن “استيراد الجادر الأسود حکر علی عدد قليل من الأفراد الذين شكلوا نوعاً من المافيا.
حتى مصنعي أقمشة الجادر يقومون بتسويق منتجاتهم تحت علامات تجارية أجنبية” (موقع کبنا، 16 دیسمبر 2019).
اقراء ایضا
التوترات الإيرانية الداخلية بعد الانتخابات الأمريكية
یقول هولاء المنتجون دون أن یتجرؤا على تسمية أعضاء مافيا الجادر الأسود في وسائل الإعلام:
“للأسف، يحتكر 10 أشخاص سوق الجادر الأسود. المافيا التي مازالت تجني أرباح هذه الصناعة الضخمة بید مفتوحة وتضغط على صانعي الجادر الأسود القلیلین للتلاعب بقوانينهم في هذا المجال المحظور” (المصدر نفسه).
لقد سيطر نظام الملالي على كل رؤوس أموال البلاد في جميع المجالات الاقتصادية بغطاء المؤسسات الحکومیة الخاصة، وسيطر على الواردات والصادرات، لدرجة أنه لا يرتدع حتى عن احتکار سلع مثل الجادر. ولهذا الغرض، یعرقل النظام إنتاج هذه السلع محلياً من أجل إكمال دورة نهبه عن طریق احتکار الواردات.