اليوم العالمي لحقوق الإنسان ودماء نويد أفكاري وزانيار ولقمان مرادي– 10 ديسمبر هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان. تم تسمية هذا اليوم من قبل اليونسكو. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو معاهدة دولية اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948 في باريس.
تنص أحكام هذا الإعلان على الحقوق المدنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية الأساسية التي يجب أن يتمتع بها جميع أبناء البشر في كل بلد.
قصة مظلومية على مدى 40 عاما
لكن بالنسبة لمؤلف هذه السطور، فإن هذا اليوم مرتبط بمظلومية ثلاثة أسماء. نويد افكاري الذي اعدم شنقاً في 12 سبتمبر من هذا العام. وزانيار ولقمان مرادي اللذان أُعدما في 8 سبتمبر 2018. ومع ذلك، بقدر كل عمليات الإعدام التي حدثت خلال هذه السنوات الأربعين، هناك قصص للمظلومية. لكن قصة اضطهاد هؤلاء الثلاثة تؤذي القلب أكثر من غيرها.
ربما لم يعرف نويد أبدًا زانيار ولقمان، وبالتأكيد لم يعرف زانيار ولقمان مطلقًا نويد، لكن قصتهم متشابهة بعضها للبعض بشكل غريب.
رسالة مؤلمة لزانيار ولقمان
كتب زانيار ولقمان وصف القمع والتعذيب في رسالة إلى أحمد شهيد، مقرر حقوق الإنسان في إيران آنذاك، في يناير 2011: نحن الاثنان من أهالي مدينة مريوان، احدى المدن الحدودية لمحافظة كردستان. المدينة التي هي في الأساس تحتضن بعضا من المواطنين الكرد المضطهدين. في عام 2009، بعد مقتل نجل إمام الجمعة من مريون واثنين من رفاقه على يد مجهولين، بعد شهر من الحادث، هاجمنا عناصر أمن من وزارة المخابرات على بعد خطوات قليلة من منزلنا أثناء سيرنا إلى العمل.
9 أشهر من التعذيب المستمر
9 أشهر من الجهل في زنازين الحبس الانفرادي المروعة في مركز احتجاز مخابرات سنندج تعرضنا للضرب المبرح باللكم والركل لدرجة كسر الأطراف، وضربات شديدة على أجزاء حساسة من الجسم بما في ذلك الرأس والخصيتين والظهر والركبتين، وربط أيدينا وأقدامنا على شكل صليب والضربات المستمرة بالجلد والتحرش الجنسي، بما في ذلك الجلوس على قناني صودا مثبتة على كرسي. من أعمال تعذيب نخجل من سردها. وهذه مجرد جزء من هذه التعذيبات.
إقراء ایضا
محتجز أمريكي سابق:لا تدعوا إيران تفلت من المسؤولية عن طریق الرهائن
من ناحية أخرى، فإن الإهانات الدنيئة والتهديدات المستمرة بمضايقة أفراد آخرين من عائلتنا حولتنا إلى مخلوقات لا خيار لهم. قبلنا من دون علم و للتخلص من هذا الوضع الرهيب، التوقيع على كل ما كتبه المحققون على أوراق الاستجواب ونحن معصوبي الأعين. ووضع بصمات أصابعنا عليها.
وصف لتعذيب نويد افكاري
التشابه بين رواية زانيار ولقمان وبين ما تعرض له نويد من أعمال تعذيب لافت للنظر: زميل نويد أفكاري السابق الذي شهد تعذيب نويد يشرح ما تعرض له نويد من أعمال تعذيب: “شخصان كانا يضربان نويد بأنبوب وهراوة ويطلقان الشتائم، وأجبراه على كتابة اعترافات قسرية. وظل نافيد يتوسل ويقول إنني بريء ولم أفعل شيئًا.
وضرب أحد الضباط، الملازم عباسي، نويد بأنبوب حديدي في يده صرخ نويد وأغمي عليه. في نفس الوقت عندما علم النقيب وحيدي أنني أشاهد هذا التعذيب،دفعني بعيدًا ببعض الإهانات والضرب. بعد إعادة نويد إلى زنزانته، وبدلاً من نقله إلى مركز طبي تم اقتياده إلى المكتب وتعرض للتعذيب.
ذهبت إلى 3 محاكم مختلفة للإدلاء بشهادتي. لكن محقق القضية رفض تسجيل شهادتي وأهانني وحقرني وقال إنك تتدخل في قضية أمنية. سأدمر حياتك وأدفع نفس الضباط أن يرفعوا شكوى عليك بسبب الإساءة والافتراء.
والدة نويد تتحدث عن تعذيب أبنائها
قبل إعدام نويد، وصفت بهينة نامجو تعذيب أبنائها وقمعهم في شريط فيديو.
قالت في مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد 31 أغسطس إن الغرض من التعذيب كان حمل أبنائه على الاعتراف ببعضهم البعض.
وبحسب السيدة نامجو، كانت قوات الأمن تنوي من خلال التعذيب أخذ الاعتراف من وحيد أفكاري ضد شقيقها نويد أفكاري. وتقول إنه تم إجراء محاكمة “شكلية” تم خلالها توجيه تهم لأبنائها “بدون أي دليل” وأنها تريد محاكمة عادلة. وتقول إن نجلها وحيد أفكاري حاول الانتحار ثلاث مرات.
التعذيب الذي تعرض له نويد أفكاري
يصف نويد افكاري تعذيبه: “وضعوا البلاستيك على وجهي ودفعوني إلى درجة الاختناق والموت. تعرضت ذراعي وبطني وساقي للضرب المبرح بالهراوات والأشياء الصلبة، وتعرضتُ للإهانات مرارًا وتكرارًا بكلمات مهينة وبذيئة. قيدوني بقوة وسكبوا الكحول على أنفي”.
في ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ووفقًا لرسالة وجهها خبراء الأمم المتحدة مؤخرًا إلى قادة النظام الإيراني، من المناسب تكريم ذكرى قطرات الدماء التي اريقت من هؤلاء الثلاثة ونستذكر دماء زانيار ولقمان ونويد أفكاري التي أبطلت مرة أخرى حكمًا استبداديًا.