ما موقف خامنئي وروحاني إزاء التطعيم المجاني ضد کورونا باعتباره حق مشروع للشعب الإيراني؟ مرّ عام تقریباً على تفشي فيروس كورونا الذي ظهر في الصين بدایة الأمر. في 3 فبراير 2020، أعلن وزير الصحة الإیراني، سعيد نمكي، أنه لم يتم الإبلاغ عن أي حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد في إیران حتى الآن، مؤکداً أن خطورة هذا الفيروس لا تفوق خطورة إنفلونزا H1N1 التي عمت البلد مؤخراً، وفي حال انتقل الفیروس إلی البلاد فيمكن السيطرة عليه بسهولة.
ولا یخفی علی أحد أن نظام الملالي هو من ساهم عمداً في اتساع نطاق تفشي فیروس کورونا في إیران، من خلال مواصلة علاقاته مع الصين باعتبارها بؤرة الفیروس، ومن ثم التستر علی ظهور الفیروس وإنكار حقيقة تفشيه في البلاد، ما أدى إلى وفاة عشرات الآلاف من الإيرانيين، حتى وفق الإحصائيات الحکومیة الکاذبة.
والآن یشهد العالم إنتاج مختلف اللقاحات لفیروس کورونا وبكميات كبيرة بفضل جهود الشرکات والمراكز العلمية. وأصبح التطعيم العام والشامل أولوية بالنسبة للحكومات في جميع أنحاء العالم.
ما موقف خامنئي وروحاني إزاء التطعيم المجاني ضد کورونا باعتباره حق مشروع للشعب الإيراني؟
شراء کمیة لقاح تكفي لتطعیم 13٪ من سكان إيران فقط
في غضون ذلك، من المقرر أن تشتري إیران حوالي 20 مليون جرعة من اللقاح كحد أقصى من شركتي “فایزر” و “مودرنا” مقابل 50 مليون دولار، وهو ما يكفي لتطعیم حوالي 13٪ فقط من سكان البلاد. هذا القرار الجائر لا يعني شيئاً سوى تطعیم وضمان سلامة قادة النظام والملالي وأبنائهم والمقربین والمسؤولین الحکومیین!
أما بالنسبة لتطعیم عامة الشعب، تعتزم الحكومة الإیرانیة استخدام لقاحات محلية الصنع. ومن الواضح أن الهدف من هکذا لقاح لا یمت لصحة وسلامة الشعب بصلة، إنما یرتبط ارتباطاً مباشراً بجني أرباح هائلة من قبل مؤسسات النهب الحكومیة والقائمین علیها.
الحقیقة أن الشعب لا یثق بالحكومة ولا بلقاحها المصنع محلیاً. لذا يجب إجبار الحكومة على شراء اللقاحات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية. لأن التطعيم المجاني والشامل حق مشروع للشعب الإيراني.
قراءة المزيد
لقاح شرکة مودرنا الأمریکیة وتحایل الملالي لحرمان الناس من حقهم في الحصول علیه
جدير بالذكر أن اللقاح الذي تنتجه شركة مودرنا حاصل علی الترخیص من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
أكدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن اللقاح الذي تنتجه شركة مودرنا فعال وآمن. یتمیز هذا اللقاح بسهولة النقل والتخزین، حیث یمکن تخزینه في ثلاجات عادیة دون أن یحتاج إلی درجات حرارة شدیدة البرودة، وبالتالي لا یتطلب شبکة نقل فائقة البرودة خلافاً للقاح فايزر.
وقد أصبح لقاح مودرنا متاحاً في 145 منطقة في جمیع أنحاء الولایات المتحدة، منذ يوم الاثنين 14 دیسمبر 2020. ومن المقرر أن يكون متاحاً في 536 منطقة في جمیع أنحاء الولايات المتحدة بحلول يوم الخميس 17 ديسمبر 2020.
لكن خامنئي وروحاني، ومن خلال الخداع والتحایل وتحت ذريعة العقوبات الزائفة، يريدان حرمان الشعب الإيراني من حق الحصول علی اللقاح، وتوفیر کمیة قلیلة من لقاح شرکتي فایزر ومودرنا للملالي الحاكمين والمقربین منهم فقط، وتطعيم عامة الشعب باستخدام لقاح مصنع في إيران، بینما یعلمان جیداً أن مثل هذا اللقاح لن یکون آمناً ولا فعالاً حسب اعترافات قادة النظام.
وما العقوبات إلا ذریعة واهیة وخدعة مکشوفة لجأ إلیها الملالي الحاکمون في إیران، إذ أكدت كل من وزارة الخزانة الأمريكية وبرنامج كوفاكس العالمي مراراً أنه لا يوجد أمام إیران أي عائق لاستیراد الأدویة.
هذا وأن الملالي المحتالين يستوردون اللقاح لأنفسهم وللجهات الحكومية التابعة لهم من الخارج وبالتحدید من الولايات المتحدة. إذن کیف یواجهون عوائق لاستیراد الأدویة عندما یتعلق الأمر بالشعب ولا یواجهونها عندما یتعلق الأمر بهم وبسلامتهم؟!
الواضح أن الهدف من کل هذه الألاعیب والحیل هو تربح الناهبین الحکومیین وليس ضمان صحة الشعب.
الكذب والاحتیال واختلاق الأعذار لعدم استیراد اللقاح، محاولة إجرامیة
هذا وقد أكد مصطفى قانعي، رئيس اللجنة العلمية بمقر مكافحة كورونا، أن “إيران أبلغت برنامج کوفاکس (نظام عالمي لضمان شراء وتوزیع لقاح کورونا في جمیع أنحاء العالم) أنها لا تريد لقاح فايزر، لأن تخزینه یحتاج إلی درجة حرارة 70 تحت الصفر ولیس لدی إیران مثل هذه المرافق. لا یمکن لإیران استیراد لقاح فایزر لأنها لا تمتلك الطائرات ولا تجهیزات النقل اللازمة المتعلقة باللقاح، ولهذا رفضنا استلامه”.
لكن تورج دهقان زنكنه، رئيس هيئة الطيران المدني، نفى هذه المزاعم، وقال “ليس لدينا مشكلة في استيراد لقاحات كورونا بمختلف أنواعها. شركتا طيران إيرانيتان جاهزتان لاستيراد أي نوع من اللقاحات بما في ذلك لقاح فايزر”.
وبهذا یتضح أن أصطناع الأعذار من قبل الحكومة الإيرانية لعدم استيراد لقاح کورونا وتطعیم الشعب، هو محاولة إجرامية لدفع المجتمع الدولي لرفع العقوبات عن النظام عن طریق التضحية بالشعب الإيراني.
التلاعب بأرواح 80 مليون إيراني وأخذها كرهائن، سياسة غير إنسانية وإجرامیة یتبعها نظام الملالي من أجل تحریر نفسه من المآزق والأزمة الإقتصادیة الخانقة. لذا لا بد من إفشاء هذه الجریمة والمطالبة باستیراد لقاح كورونا وتطعیم الشعب مجاناً، وعدم التراجع عن هذا المطلب الشعبي حتی تحقیق الغایة.