هل سياسة نظام حكم الملالي في احتجاز الرهائن في مرحلتها النهائية ؟! يمكننا أن نتحلى بالجرأة ونقول إن حكومة نظام الملالي هي الحكومة الوحيدة في العالم التي تستخدم آلية احتجاز الرهائن كنقطة ارتكاز دبلوماسية. فآليات القدرة لدى الملالي الحاكمين في إيران لا حدود لها.
إذ يمكن استخدام أي آلية للمضي قدمًا في سياسة الترويع. فالقتل والاغتيال واختطاف البشر والابتزاز التهديدي وأخذ الرهائن هي آليات السيطرة لدى هذه الفاشية الدينية.
إن إلقاء نظرة عامة على تاريخ نظام حكم الملالي في احتجاز الرهائن على مدى 40 عامًا تكشف النقاب عن طبيعة سياسات ولاية الفقيه اللاإنسانية.
أول عملية احتجاز للرهائن في عهد خميني
4 نوفمبر 1979
بعد أشهر قليلة من انتصار ثورة الشعب الإيراني ضد نظام الشاه، هاجمت مجموعة من الطلاب الطلاب السائرين علي نهج خميني السفارة الأمريكية في طهران. واحتجزت 90 فردًا من موظفي السفارة كرهائن، من بينهم 66 أمريكيًا.
20 ديسمبر 1980
وقعت أمريكا وإيران اتفاقية لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في إيران مقابل الإفراج عن الأصول الإيرانية المجمدة في أمريكا.
20 ديسمبر 1980
وتم إطلاق سراح 52 أمريكيًا كانوا لا يزالون محتجزون لدى جمهورية إيران الإسلامية كرهائن؛ على متن طائرة متجهة إلى مدينة فيسبادن بألمانيا.
في الفترة الممتدة من 1982 حتى 1992
احتجز حزب الله أكثر من 104 شخصًا كرهائين في لبنان. وكان الرهائن من جنسيات مختلفة. لكن معظمهم أمريكيين. وتم استخدام كل رهينة لتنفيذ سياسة أو صفقة معينة.
وتوفى في الأسر ما لا يقل عن 8 أشخاص. وتم قتل بعضهم. واحتجز حزب الله هؤلاء الرهائن، وتحديدًا الإرهابي عماد مغنيه.
الصفقة: أجرت إدارة ريجان مفاوضات سرية وغير قانونية مع إيران لتبادل الأسلحة بالرهائن فيما يعرف باسم محادثات ماكفارلين.
مارس 2006
واختفى روبرت ليفنسون، الضابط السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث كان قد ذهب في مهمة إلى المنطقة.
مايو 2007
وفي إيران تم اعتقال أربعة أشخاص إيرانيين – أمريكيين، ومن بينهم هالة إسفندياري وكيان تاجبخش وعلى شاكري وفرناز آزيما.
استلام الأموال مقابل الإفراج عن الرهائن
30 أغسطس 2009
واعتقلت قوات الأمن الإيرانية ثلاثة أشخاص من خريجي جامعة كاليفورنيا أثناء السير في المناطق الحدودية الإيرانية مع إقليم كردستان العراق، وهم بيركلي وسارا شورد وشين باور وجوشوا فتال.
14 سبتمبر 2010
أفرجت إيران عن سارا شورد بكفالة قدرها 500,000 دولار.
أوائل سبتمبر 2011
وأعلنت وسائل الإعلام الإيرانية عن اعتقال شخص إيراني – أمريكي يدعى أمير ميرزائي حكمتي. إذ تم القبض عليه في 14 أغسطس، بعد أسبوعين من سفره إلى إيران لزيارة أقاربه. وبث التلفزيون الإيراني اعترافات حكمتي بعد وقت قصير من اعتقاله.
30 سبتمبر 2011
تم الإفراج عن كل من شين باور وجوشوا فتال بكفالة قدرها 500,000 دولار. ورفض المحاميان الشابان الأمريكيان الإفصاح عمَّن دفع الكفالة.
9 أكتوبر 2012
وأشار المركز الأمريكي للقانون والعدالة إلى أنه تم القبض على القس المسيحي الإيراني – الأمريكي، سعيد عابديني، المقيم في ولاية أيداهو، بعد سفره إلى إيران.
21 يوليو 2014
واعتقلت قوات الأمن مراسل صحيفة واشنطن بوست في إيران، جيسون رضائيان وزوجته يكانه صالحي. وبعد ثلاثة أيام، أكدت الجمهورية الإسلامية على الاعتقالات.
احتجاز رهائن أمريكيين قادمين إلى إيران من دول عربية
أواخر أكتوبر 2015
وتم القبض على سيامك نمازي، رجل الأعمال الإيراني – الأمريكي المقيم في دبي أثناء سفره إلى طهران لزيارة أقاربه. وهو أول أمريكي يُسجن في إيران منذ إعلان الاتفاق النووي.
سبتمبر 2015
واعتقلت مخابرات قوات حرس نظام الملالي المواطن اللبناني – الأمريكي، نزار زكا، في طهران. وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات ودفع غرامة كبيرة. وفي النهاية أُطلق سراحه في يونيو 2019 مقابل إطلاق سراح ثلاثة إرهابيين من حزب الله الذين كان قد تم اعتقالهم في الإمارات العربية المتحدة.
15 يناير 2016
وبموجب اتفاق بين أمريكا وإيران لتبادل السجناء، تم إطلاق سراح 4 سجناء أمريكيين في إيران مقابل إطلاق سراح ما لا يقل عن 7 إيرانيين معتقلين في أمريكا معظمهم مزدوجو الجنسية. ومن بين الأمريكيين المفرج عنهم سعيد عابديني وأمير ميرزائي وجيسون رضائيان. وتم إطلاق سراح الأمريكي الخامس بشكل منفصل.
يرجى قراءة المزيد
احتجاز الأسر كرهائن
فبراير 2015
تم القبض على باقر نمازي، المسؤول السابق في اليونيسف ووالد سيامك نمازي، الذي كان معتقلًا في إيران في وقت سابق، وزج به في السجن.
21 يوليو 2016
وتم القبض على مواطن إيراني – أمريكي آخر يدعى على رضا (رابين) شاهيني، المقيم في مدينة سان دييجو الواقعة في جنوب ولاية كاليفورنيا، والذي كان قد سافر إلى إيران لزيارة عائلته وأقاربه في كركان.
3 ديسمبر 2016
واعتقلت مخابرات قوات حرس نظام الملالي آفرين نيساري وكارن وفاداري في 20 يوليو 2016.
16 يوليو 2017
وتم اعتقال جيائو وانك، طالب الدكتوراه في جامعة برينستون في شهر أغسطس 2016 بتهمة “التجسس” عندما كان منهمكًا في الأبحاث في رسالة الدكتوراة في إيران، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات. ومنذ عام بث تلفزيون الجمهورية الإسلامية اعترافات السيد وانك.
25 فبراير 2017
وتم القبض على المواطن الإيراني – الأمريكي، على مراد طهاباز، في إيران بمعية بعض الأشخاص الآخرين من نشطاء البيئة.
8 يناير 2019
وقالت والدة أحد الأمريكيين يدعى مايكل وايت لـ سيانيد: كان من المقرر أن يعود نجلها البالغ من العمر 46 عامًا إلى كاليفورنيا في منتصف الصيف بعد السفر إلى إيران لزيارة صديق ابنته، ولكنه لم يعد بعد ولم نعرف مصيره.
3 أبريل 2016
تم اعتقال المواطنة البريطانية نازنين زاغري وحكم عليها بالسجن 5 سنوات.
24 أبريل 2016
تم اعتقال الباحث الإيراني – السويدي، أحمدرضا جلالي وحُكم عليه بالإعدام. وهددته السلطات الإيرانية مرارًا وتكرارًا بتنفيذ الحكم. واقترحت السلطات الإيرانية على السلطات البلجيكية إطلاق سراحه مقابل إطلاق سراح أسدي.
التبادل مع الإرهابيين المعتقلين
يونيو 2018
تم اعتقال الباحثة الأسترالية – البريطانية، كايلي مور كيلبرت وحُكم عليها بالسجن 10 سنوات.
27 أكتوبر 2019
وتقول أُسر سيامك نمازي وجو وانك أن هذين المواطنين الأمريكيين المسجونين في إيران اتصلا بهم وأخبراهم بأنهما يعانيان من “الحبس الانفرادي” وأخذ اعترافات قسرية منهما.
25 نوفمبر 2020
إطلاق سراح كيلبرت بموجب مبادلته بثلاثة إرهابيين تابعين لنظام حكم الملالي؛ في تايلاند.
ما تقدم خلاصة لممارسة نظام حكم مستبد في إيران احتجاز الرهائن على مدى 42 عامًا. وتتجاوز حالات قيام نظام الحكم الفاشي هذا باحتجاز الرهائن ما تم ذكره بمراحل. فالقائمة المذكورة أعلاه مجرد جزء من حالات قيام نظام الحكم الفاشي باحتجاز الرهائن من الدول الغربية وأمريكا. وكان الخاطفون في إيران قد احتجزوا رهائن من دول عديدة أخرى خلال هذه الفترة.
وفي كل الحالات السابقة الذكر، كان هدف المسؤولون في طهران من وراء احتجاز الرهائن هو إما الابتزاز الاقتصادي أو السعي لإطلاق سراح أرهابييهم في منطقة ما من العالم. وكانت هذه السياسة ذات فوائد كبيرة لحكام إيران حتى الآن. بيد أنه يبدو أن هذه السياسة على وشك الانتهاء.
وبصفته رهينة أمريكية سابقة، نشر سيبوئه وانك مقالًا مؤخرًا بعنوان “لا تدعوا إيران تفلت من المسؤولية باحتجاز الرهائن”. وتم إطلاق سراح هذا الباحث الأمريكي الصيني الأصل منذ عام، وتحديدًا في 7 ديسمبر، حيث أطلق سراحه من سجن إوين وعاد إلى بلاده مقابل إطلاق سراح عالم الأحياء الإيراني المسجون في أمريكا، مسعود سليماني. وبادر بالحديث عن ذكريات اعتقاله وكيفية الإفراج عنه وعن بعض السجناء السابقين الآخرين في إيران. وحذر مما يسمى بـ “تبادل السجناء” وتبادل “الدبلوماسيين”.
وكتب: ” إن نظام الملالي منذ بداية حكمه في إيران عام 1979 استخدم احتجاز الرهائن كآلية سياسية لكسب العديد من المزايا في مواجهة الدول الأخرى”.