تأكيد خامنئي على التدخل في دول المنطقة والحفاظ على البرنامج الصاروخي! لماذا ا؟– تصدر خامنئي المشهد في 8 يناير، بعد تعيين بايدن رئيسًا للولايات المتحدة، لرسم خطوط سياساته المقبلة بحجة ذكرى 9 يناير 1978. وتحدث عن أهم نقاطه بعد كلام هراء بشأن جذور الثورة الإسلامية وتحسره على فقدان عناصر مثل فخري زاده. وحاول التحدث من موقع استعلائي فيما يتعلق بسياسته تجاه الاتفاق النووي والظروف التي تهيأت لمفاوضات محتملة.
سبق وأن صرح خامنئي أنه لن يتفاوض بشأن المشروع النووي، لكنه سعى هنا أن يمهد الطريق للمفاوضات، بالنظر إلى رحيل ترامب ووصول بايدن إلى البيت الأبيض. في البداية، ووفقا لسلوكه الاحتيالي الخداعي الخاص به، حاول الإيحاء بأنه يريد فضح حيل العدو، لكنه استحقر روحاني الذي كان قد قال “لن يضيع حتى ساعة من أجل إعادة التفاوض” وعصابته. حتى لا ينسب الفضل في هذا النقاش.
وقال خامنئي لأولئك الذين يطالبون بعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. “نحن لسنا في استعجال لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي. إذا تم رفع العقوبات، فستصير عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ذات معنى. بالطبع هناك قضية الأضرار التي سيتم المطالبة بها في الخطوة التالية. واضاف “لكن اذا لم ترفع العقوبات فان عودتهم الى الاتفاق النووي قد تضر بنا”.
إنه وبوضع هذا الشرط التعجيزي في رفع جميع العقوبات أولا، أفهم لروحاني أنه لن يجري مثل هذه المحادثات لبقية فترة ولايته.
التدخلات الإقليمية والحفاظ على صناعة الصواريخ
ومضى خامنئي في كلامه ليشير إلى مسألتين رئيسيتين يعتبرهما ورقته الرابحة. يعني تفكيك صناعات الصواريخ قصيرة المدى وبعيدة المدى ومغادرة دول المنطقة. وقال عن تدخلاته في دول المنطقة “حضورنا في المنطقة محسوم، ويجب أن يكون موجودا وسيبقى”.
وبشأن صناعة الصواريخ، قال: “اليوم، قوتنا الدفاعية كبيرة لدرجة أن أعدائنا يجب أن يأخذوا بعين الاعتبار قدرات إيران. عندما تتمكن الصواريخ الإيرانية من ضرب قاعدة عين الأسد بهذه الطريقة، يجب على العدو أن يأخذ هذه القدرات الإيرانية ضمن حساباته في قراراته العسكرية. لا يجب أن نترك البلد أعزل. يجب ألا نفعل شيئاً يجرؤ عليه العدو ولا نستطيع أن نفعل شيئاً ضده”.
اقرؤوا المزيد
قاصم الجبارين هو اسم للتغطية على قوة القدس وعبثية خامنئي من أجل التدخلات في العراق
خلف قرار مجلس شورى نظام الملالي لزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم
والآن بعد مرور بعض الوقت على قرار مجلس شورى النظام وإجبار زمرة روحاني على التخصيب بنسبة 20٪، يتضح أن هذا لم يكن قرار مجلس النواب بل كان مطلب خامنئي نفسه. وتابع خامنئي حديثه حول قضية الاتفاق النووي وقال: “النقطة الثانية أن قرار البرلمان والحكومة بإلغاء التزامات الاتفاق النووي قرار صحيح وعقلاني تمامًا ومنطقي ومقبول. عندما لا يفي الطرف الآخر بأي من التزاماته، فليس من المنطقي أن تفي الجمهورية الإسلامية بجميع التزاماتها”.
خامنئي يحاول خلق فرصة لصنع قنبلة ذرية
من أبرز ما ورد في حديث خامنئي هو خلق فرصة لصنع قنبلة ذرية، وهو ما فشل حتى الآن في تحقيقه. ويهدف خامنئي منذ سنوات إلى تركيب قنبلته الذرية على صواريخ بعيدة المدى. وفي هذا الصدد، بذريعة الحرب ضد إسرائيل وتدميرها، حاولت تحقيق بناء صواريخ بعيدة المدى برؤوس نووية بأسرع ما يمكن. قال الخبراء إن الهجمات المجهولة على موقع نطنز والعديد من المواقع الأخرى للمشروع النووي العام الماضي أخرت قصف خامنئي لبعض الوقت.
الآن بعد رحيل ترامب، يحاول خامنئي اغتنام الفرص من خلال الألاعيب التي يقوم بها في الجولة المقبلة من المحادثات لإكمال مشروعه لصواريخ برأس نووي. وقال تمهيدا لقبول الأذهان بهذا التأخير داخل البلاد “لنفترض أن الحظر لن يُرفع يجب أن نخطط للاقتصاد حتى لا نواجه مشاكل مع القادم والمغادر والعقوبات ومع ألاعيب العدو في اقتصاد البلاد. هذا ما يقوله الاقتصاديون أنه ممكن. القدرات الداخلية عالية، وقد أبلغنا ذلك في شكل سياسات اقتصادية مقاومة”.
خامنئي يرى بقاءه في تحقيق القنبلة الذرية
سبب عدم اكتراث خامنئي بتحذيرات ونصائح أصدقائه الحلفاء له، حتى الصين وروسيا، في موضوع الاتفاق النووي، ألم لا يعرفه إلا خامنئي نفسه. هذا هو ألم السقوط. خامنئي وجميع عناصر نظامه ليس لديهم شرعية في الداخل، وهو يعلم أن تدخلاته الإقليمية لن تدوم طويلاً، فهو يأمل فقط في الحصول على قنبلة ذرية.
خامنئي، مثله مثل جميع الديكتاتوريين السابقين في التاريخ، يعتقد أنه يستطيع مواصلة حياته المشينة بالاعتماد على القوة العسكرية.
لكن الشعوب والجماهير الأسيرة هي التي حددت دائمًا مسار التاريخ والتحرر من هيمنة الديكتاتوريات. لقد أظهر الشعب الإيراني جيدًا في السنوات الأخيرة أنه في صراع مع هذه السلطة بكل أركانها ويريد الإطاحة بها. لن توقف هذه الانتفاضات بالأسلحة النووية والصواريخ بعيدة المدى التي يسعى خامنئي لتحقيقها.