هجوم من العيار الثقيل يشنه النظام الطبي ردًا على قرار خامنئي: لا تسيّسوا اللقاح!– في حين أن النظام الطبي التابع لخامنئي له تاريخ في خدمة الديكتاتور، إلا أنه طلب هذه المرة من خامنئي عدم تسييس اللقاح. بعد يومين من حديث خامنئي عن حظر اللقاحات من الولايات المتحدة وبريطانيا، أبدى أربعة من رؤساء النظام الطبي رد فعلهم على القرار. وحذر الأربعة، وهم أنفسهم عناصر تابعة لخامنئي ولديهم تاريخ طويل في خدمة ديكتاتوريته، من أن شراء اللقاح لا ينبغي تسييسه. ظفرقندي، رئيس منظمة النظام الطبي الحكومية، هو أيضًا أحد الموقعين على الرسالة. وحذر هؤلاء المسؤولون في النظام من أن الطريقة الوحيدة لكسر سلسلة هذا المرض الفتاك الذي يهدد حياة الكثير من المواطنين كل يوم، هي استخدام لقاح فعال ومناسب.
لا تسيّسوا اللقاح!
وكتب المسؤولون الذين وجهوا رسالتهم لروحاني في المقدمة: “كما تعلمون، فإن أهم قضية في العالم اليوم هي النهج الصحيح والعلمي والحصيف لوباء كورونا والطريقة الوحيدة للتغلب وكسر سلسلة هذا المرض الفتاك الذي يهدّد أرواح الكثيرين كل يوم هي التوفير السريع واستخدام اللقاحات المناسبة والفعالة على أساس الأولويات المحددة”.
وبهذه الطريقة، تم إفهام روحاني وفي الحقيقة خامنئي برأي الخبراء المتمثل بأن الطريقة الوحيدة للتغلب على المرض هي التطعيم بسرعة وفعالية وبشكل مناسب.
اقرؤوا المزيد
إیران عدد الضحايا في 478 مدينة يتجاوز 199.700 شخص
وواصلوا الحديث لروحاني في رسالتهم “بدأت العديد من دول المنطقة والعالم التطعيم ضد كوفيد 19 وحتى بعض دول المنطقة غطت نسبة كبيرة من السكان بلقاح كورونا”.
وأشاروا إلى دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وحتى إسرائيل، التي بدأت عملية التطعيم منذ فترة طويلة في بلدانها.
اللقاح المحلي يستغرق وقتًا طويلاً
في جزء آخر من الرسالة، إنهم حذروا روحاني وخامنئي بشكل غير مباشر من أن كورونا مرض. وهو مرتبط بحياة البشر. لا يجب خلطه بالقضايا السياسية وأكدوا: “اليوم، أولوية تحضير اللقاحات وشرائها حاجة حيوية وعاجلة يجب معالجتها فقط على أساس منهج علمي وعلى أساس المصالح الوطنية بعيدًا عن القضايا السياسية! وأن يكون متاحًا في أقصر وقت ممكن، للأشخاص والمجموعات المعرضة للخطر، فضلاً عن الطاقم الطبي الخدوم والمضحّي.”
في جزء آخر من رسالتهم، ذكّروا أن إنتاج اللقاح المحلي ليس في متناول اليد حاليًا ولا ينبغي الاعتماد عليه وكتبوا لروحاني: “لكن سيادتك يدرك أنه العملية العلمية والإنتاج الضخم للقاح المحلي لن يكون ممكنًا قريبًا”.
كما أن اللجنة المكلفة بإنتاج اللقاحات المحلية هي تعتقد أن الإنتاج المحلي لن يكون ممكناً حتى يوليو.
مسار كوفاكس وحده لا يكفي
الموقعون على الرسالة الموجهة إلى روحاني؛ كل من محمد رضا ظفرقندي، رئيس الجهاز الطبي، وإيرج فاضل، رئيس المجمع العلمي للمجموعة الطبية، ومصطفى معين، رئيس المجلس الأعلى، وعباس أقازاده مسرور، رئيس الجمعية العامة.
إنهم ذكّروا في نهاية رسالتهم لروحاني بأنه لا ينبغي لهم الاكتفاء بمسار كوفاكس وحده للحصول على اللقاح. وأكدوا في خطابهم لروحاني: “نطلب من سيادتك ضمان كل جهود الحكومة الموقرة لتوفير لقاح آمن ومعتمد بشتى الطرق، باستخدام كافة إمكانيات القطاع العام، بما يضمن الحقوق الواضحة للمواطنين والتوقعات المشروعة للطاقم الطبي وبعيدة عن القضايا السياسية”.
الهجوم المقابل الثاني؟
إن رسالة رؤساء منظمة النظام الطبي، دون ذكر خامنئي صراحة، واضحة بما فيه الكفاية أن قضية اللقاح يجب أن تكون بعيدة عن السياسة. هذه التعليمات لروحاني هي بالضبط عكس ما أمر به خامنئي يوم الجمعة.
يبدو أن على خامنئي انتظار ردود أعمق من المجتمع وحتى المديرين ذوي الرتب المتوسطة. لأن كلماته وأوامره إجرامية لدرجة أن أي شخص يوافق عليها مثل روحاني سوف تلاحقه اللعنات والسخرية من المجتمع. لذلك لا بد من القول إن هذه هي ثاني رد على خامنئي بعد الهجوم المقابل الذي شنه المستخدمون في الفضاء الإلكتروني.
لكن عليه أن يكون بانتظار الرد الرئيسي من قبل معاقل الانتفاضة والشعب الناقم الذي بلغ سكين المشكلات عظمه والذي لن يرضى بأي شيء أقل من الإطاحة بالنظام وهذا ما سيحققه بإذن الله.