سهيل عربي، السجين المحبوس في طهران- أثناء النفي من سجن طهران الكبرى إلى سجن كوهردشت، كسروا يدي. وقضيت 34 يومًا محبوسًا في ذلك العنبر المروع المعروف باسم الجناح أو عنبر تنفيذ الأحكام بدون الإنطلاق في الهواء الطلق والاتصال الهاتفي وحتى من طمأنة أسرتي على صحتي. وهو عنبر ينقلون إليه السجناء المحكوم عليهم بالإعدام قبل تنفيذ الحكم.
وشاهدت في تلك الأيام الرهيبة إعدام أكثر من 200 شخص.
شهر صفر!
وعادة ما يتم تنفيذ أحكام الإعدام أيام الأربعاء في حق السجناء الذين ارتكبوا جرائم غير سياسية من قبيل القتل، فيما يتم تنفيذ أحكام الإعدام في حق السجناء السياسيين أيام السبت.
بيد أنهم كانوا في الفترة الممتدة من الثلث الأخير من شهر سبتمبر حتى الثلث الأخير من شهر أكتوبر 2020، وتحديدًا قبل الانتخابات الأمريكية على عجلة من أمرهم في تنفيذ أحكام الإعدام لدرجة أنهم كانوا ينفذون أحكام الإعدام في أيام أخرى غير الأربعاء والسبت.
وكان من بين من تم إعدامهم بعض الأفراد الذين قضوا في السجن أكثر من 10 سنوات وكانوا ينتظرون على أمل التصالح مع المدعي وكانوا يسعون إلى توفير الدية. بيد أنه نتيجة للخوف من نتيجة الانتخابات الأمريكية أو لأسباب أخرى تم تنفيذ هذه الأحكام البشعة).
يرجى قراءة المزيد
استمعوا لما يحدث في السجون الإيرانية، على لسان السجين سهيل عربي
الاتهام بالاجتماع بأشخاص لم أرهم سابقًا والتواطؤ معهم
وبعد ذلك تم نقلنا إلى عنبر 2- ألف وتلفيق قضايا أخرى بتهم تدعو إلى السخرية ومتكررة، من قبيل “الاجتماع والتواطؤ”؛ بسبب الاحتجاج على الوضع الكارثي في سجن طهران الكبري وكشف النقاب عن الحقائق، …إلخ.
وتم نقل البطلة كلرخ إيرائي إلى عنبر 2- ألف بالانهيال عليها بالضرب والسب، حتى أنهم لم يسمحوا لزوجها وأفراد أسرتها بزيارتها.
وتضم هذه القضية 19 سجينًا آخر غيري. مع العلم بأن ملف المعلومات المتعلق بالأوضاع في السجن لا ينطوي على اتهام لأي منَّا بالاجتماع والتواطؤ. والغريب أننا لم نر بعضنا البعض ولو لمرة واحدة. ولم نتحدث مع بعضنا البعض هاتفيًا. إذًا، كيف يمكن لنا أن نتواطأ؟
والناس لا علم لهم بما يحدث للسجناء الضعفاء من اضطهاد داخل السجن. وعندما يبادر أحد السجناء بكشف النقاب من وراء الكواليس عمَّا يحدث داخل السجن يتعرض للقمع.
لم أفاجأ بتقديس السجن
والآن، يوجهون لي تهمة إهانة المقدسات بسبب كشف النقاب عما يحدث داخل السجن من فضائح، فضلًا عن الاتهام بالاجتماع والتواطؤ والدعاية ضد الولي الفقيه. ولا عجب على الإطلاق من أن السجن أيضًا يعتبر جزءًا من المقدسات، لأنه أداة لتراكم رأس المال، حيث أن مؤسسة التعاون الداعمة تكسب المليارات من التومانات يوميًا من خلال بيع البضائع المنتهية الصلاحية والبضائع المهربة وبيع البضائع بعدة أضعاف سعرها خارج السجن. وفي ورش الخياطة الجماعية والتغليف يعمل السجناء بدون أجر أو بأجر زهيد. (ويبلغ أجر العامل السجين؛ في هذه الورش أقل من 100,000 تومان في الشهر. بمعني أن هذا العامل يعمل أكثر من 10 ساعات في هذا العمل الشاق ويتقاضى أقل من 4000 تومان في اليوم، ولم يعد يتقاضى العمال السجناء بأجر أكثر من ذلك. وللعلم، هذه الأعمال إجبارية. بمعنى أنه إذا رفض السجين العمل، فسيتم نفيه إلى سجن أسوأ).
حكومات تفرض العنف على المجتمع
كان كروبوتكين أول من قال: ” إن السجون هي جامعة الجريمة، لأن المجرم الصغير المبتدئ يصبح متمرسًا ومحترفًا بسبب حبسه جنبًا إلى جنب مع المجرمين ذوي الخبرة المحترفين”. كما يقول اللورد وادينجتون، وزير مارجريت تاتشر: ” إن السجن طريقة مكلفة تجعل غير الأسوياء أسوأ. “. (من كتاب “آنارشيسم كالين وارد”. الفصل الخامس: منع تجاوز القانون وتحرير العمل).
لكن السجن في الجمهورية الإسلامية بالإضافة إلى كسب المال من خلال الإدمان وتجريم الضحايا، واستبدادهم وتسخيرهم في العمل، وقمع المعارضين المنتقدين والباحثين عن العدالة، … إلخ.
غرفة التحقيق رقم 208
المحقق باسم مستعار هو “ياسر”:
ما رأيك في الكفاح المسلح؟
4 أبريل 2020 : أنا كأي إنسان عاقل أكره العنف وحمل السلاح، بيد أن نظام الحكم هو الذي يفرض على شعوبه الكفاح المسلح. أنتم تردون على المسيرة السلمية الصامتة بالرصاص، وتعتبرون الصحفي والناقد مجرمين، وتمارسون أبشع أنواع التعذيب وحتى إلحاق الأذى بأسر نشطاء حقوق الإنسان، …إلخ.
لذلك، لا تتفاجأوا كثيرًا إذا ما سئم أبناء الوطن من رد الفعل السلمي الذي لا يثمر عن شيء سوى التمادي في الظلم؛ ويلجأون إلى البحث عن حل آخر، وهلم جرا. لقد تعلمنا من التاريخ أن القمع ليس من شأنه على الإطلاق أن يثني البشر عن رغبتهم في الحرية وتحقيق العدالة والمساواة، …إلخ.
إن بركان الشعب قادم في الطريق وعلى وشك أن ينفجر، ولا مفر لخامنئي ونظامه الفاشي منه. ويوم الإطاحة التي يخشاها الملالي قريب.