بايدن قادر على فعل شيء تجاه إيران لم يكن لدى أوباما في عام 2015- نشر موقع “أمريكن ثينکر” الأمريكي مقالًا حول التطورات بين أمريكا وإيران بشأن الاتفاق النووي بعنوان “بايدن لديه القدرة على فعل شيء تجاه إيران لم يكن لدى أوباما في عام 2015″، ورد فيه أن سياسة بايدن أرسلت إشارة ضعف لنظام الملالي، حيث أن تخفيف الضغط الأقصى أدى إلى تشجيع هذا النظام الفاشي على التمادي في القمع داخل البلاد وإشعال الحروب في المنطقة. والحقيقة هي أن نتائج سياسة بايدن سلبية حتى الآن، على الرغم من أن إدارة بايدن لديها القدرة اليوم على فعل شيء لم يفعله أوباما في عام 2015، نظرًا لأن نظام الملالي يعيش في حالة من الانقسام والضعف بشكل غير مسبوق، من ناحية، ويعيش المجتمع الإيراني في أجواء موضوعية متفجرة، من ناحية أخرى.
بايدن قادر على فعل شيء تجاه إيران لم يكن لدى أوباما في عام 2015
يشير مسار التطورات الأسبوع الماضي بين إيران وأمريكا بشأن الاتفاق النووي بوضوح إلى أن قرار أمريكا بالالتفاف حول سياسة الضغط الأقصى المفروض على إيران أدى إلى تشجيع نظام الملالي على مواصلة إشعال الحروب في المنطقة وقمع أبناء الوطن. والجدير بالذكر أن السياسة الأمريكية الهادفة إلى التوصل إلى أقصى قدر من الفرص لإحياء الاتفاق النووي، في إطار التغاضي عن رعاية نظام الملالي للإرهاب وإشعال الحروب في المنطقة وتكثيف القمع ضد أبناء الوطن في الداخل؛ أدت حتى الآن إلى نتائج سلبية في المنطقة وفي إيران. وأظهرت هذه السياسة كيف أن نظام الملالي يستغل رسالة الضعف التي ترسلها له كل خطوة تنازلية في مواجهته؛ ويتمادى في ممارساته الإرهابية خارج البلاد وقمع المحتجين في الداخل.
فقد شهدنا في جميع المراحل بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها أن الطبيعة الشريرة لنظام الملالي تزداد وضوحًا تزامنًا مع الخطوات الإيجابية التي يتخذها البيت الأبيض لدرجة أن الولي الفقيه، خامنئي، تبجح متهورًا معلنًا عن أنه سيزيد من نسبة تخصيب اليورانيوم لتصل إلى 60 في المائة. ثم علق مجلس شوري الملالي مشروع قانون تعاون طهران مع البروتوكول الإضافي، ثم رفض بعد ذلك الاتفاق المؤقت الذي توصل إليه رئيس الجمهورية، حسن روحاني مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
والغريب أن ذلك يحدث على الرغم من أن إدارة بايدن لديها القدرة اليوم على فعل شيء لم يفعله أوباما في عام 2015. نظرًا لأن نظام الملالي يعيش في حالة من الانقسام والضعف بشكل غير مسبوق، من ناحية، ويعيش المجتمع الإيراني في أجواء موضوعية متفجرة، من ناحية أخرى.
والجدير بالذكر أن أمريكا لم تظهر حتى الآن شفافية في سياستها تجاه إيران. إذ أن المسؤولين الأمريكيين لم يقدموا سياسة شاملة ومستدامة لتحقيق الاستقرار وكبح جماح طموحات إيران. وأصدر 158 عضوًا من أعضاء الكونجرس قرارًا في 6 مارس 2021، دعوا فيه إدارة بايدن إلى تبني نهجًا حاسمًا ضد حكومة الجمهورية الإسلامية، ووضع حد للأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار المتمثلة في دعمها للإرهاب وإنتاج الصواريخ الباليستية وانتهاك حقوق الإنسان.
ويتجسد المعيار الآخر في تورط خامنئي في أوضاع اقتصادية فتاكة ومجتمع متفجر، ويرى أن الحل يكمن في انكماش الحكومة وتوحيدها، لذلك فهو يخطط من الآن للهيمنة على مقعد رئاسة الجمهورية في الصراع على السلطة داخل نظام الملالي. ويصب خامنئي كل تركيزه على إخراج العنصر المناسب لرئاسة الجمهورية من الانتخابات الصورية المزمع إجراؤها في شهر يونيو 2021، بغية المحافظة على إنجازات نظامه. ولذلك فإنه نظرًا لتأكد خامنئي من عدم اندلاع حرب خارجية في ظل سياسة بايدن، يصب الآن كل تركيزه على الانكماش ليحول دون الانفجار الاجتماعي واندلاع الانتفاضة.