مريم رجوي: يتوقع الشعب الإيراني من أوروبا، اعتماد سياسة حاسمة تجاه النظام الإيراني والدفاع عن حقوق الإنسان – قالت السيدة مريم رجوي في مؤتمر عبر الإنترنت في فرنسا يوم السبت 27 مارس /آذار بمناسبة أيام نوروز شاركت فيه شخصيات سياسية واجتماعية فرنسية إن الشعب الإيراني يتوقع من أوروبا، اعتماد سياسة حاسمة تجاه النظام الإيراني والدفاع عن حقوق الإنسان وفيما يلي نص الكلمة:
السيدات والسادة المنتخبين من قبل الشعب الفرنسي
أصدقائي الأعزاء
في بداية العام الإيراني الجديد 1400، يسعدني أن أكون بين الأصدقاء الأوفياء للمقاومة الإيرانية.
يا ليت جائحة كورونا لم تكن وكان بإمكاني أن أستقبلكم كالعادة هنا في اوفيرسوراواز.
بادئ ذي بدء، نود تكريم ذكرى أصدقائنا الأعزاء الذين فقدناهم العام الماضي.
مثل السناتور العزيز جان بيير ميشيل
بالإضافة إلى أصدقائنا وجيراننا الأعزاء، عزيزتي ماري لورت جيفي ومانويل ريسكز وكلود وجان كلود دوبويه.
إنهم كانوا الداعين للعدالة في عصرنا وأعضاء عائلة المقاومة الإيرانية الكبرى. وهم أحياء دائمًا في نفوس وقلوب أعضاء المقاومة الإيرانية.
أصدقائي الأعزاء،
كان العام الماضي عامًا صعبًا للغاية لجميع شعوب العالم بسبب جائحة كورونا.
لكن الأمر كان صعبًا بشكل مضاعف على الشعب الإيراني، بسبب حكم نظام إجرامي يرفض حتى شراء لقاحات أمريكية وبريطانية ويتعمد إرسال الناس إلى أتون الموت ولتبرير هذه الجريمة الفاضحة، قال خامنئي إنه لا يثق بهذه الدول، وكذلك بفرنسا.
وهذا العمل عمل كارثي. لأن النظام يرحّب بارتفاع عدد ضحايا كوفيد 19 لاستخدامه في شل حركة المواطنين ومنع وقوع انتفاضات شعبية.
وجاءت تصريحات خامنئي في الأسبوع الماضي لتدل على عدم رغبته في تغيير سياساته.
الأزمات الاقتصادية والاجتماعية وضعته في موقف حرج ومأزق، لأنه غير قادر على إيجاد حل. وعلى الرغم من أزمة كورونا، عبّر المجتمع مرارًا عن غضبه وتمرده في أعمال الشغب في السجون، وفي التجمعات الاحتجاجية التي قامت بها كل فئات المجتمع. وتشبه الصحافة الرسمية المجتمع ببرميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة.
كما أن أبناء الشعب الإيراني يطالبون بمقاطعة ما يسمى الانتخابات الرئاسية المقبلة للنظام، حيث أن طلبهم هو إقامة جمهورية حرة ديمقراطية.
وواجهنا العام الماضي موجة واسعة من انضمام الشباب إلى المقاومة. على الرغم من الاعتقالات واسعة النطاق، انتشرت معاقل الانتفاضة في جميع أنحاء البلاد. كما أحرزت أنشطتها تقدمًا كبيرًا.
وفشلت سياسة النظام في عمليات التشهير ضد المقاومة داخل إيران. في الآونة الأخيرة، اضطر وزير المخابرات، الذي يستخدم نفس أساليب الجستابو، إلى الاعتراف بأن البرامج التلفزيونية التي تم بثها ضد منظمة مجاهدي خلق تم تمويلها وإنتاجها من قبل وزارة المخابرات.
وعلى الصعيد الدولي، كما تعلمون، أن محكمة انتويرب في بلجيكا حكمت على أسد الله أسدي، دبلوماسي النظام وثلاثة من شركائه، بالسجن لمدد تتراوح بين 15 إلى 20 عامًا لتورطهم في مؤامرة تفجير 30 يونيو 2018 في تجمع فيلبينت. نفس التجمع الذي حضره الكثير منكم.
وقد أثبتت التحقيقات القضائية أن هذا العمل الإرهابي تم التخطيط له من قبل وزارة مخابرات النظام وتم تنفيذه بالتعاون الكامل مع وزارة الخارجية، وأظهرت أن كل أركان الدكتاتورية الدينية متورطة في الإرهاب.
من ناحية أخرى، بعد شهرين من تسلّم الرئيس الأمريكي الجديد مقاليد الإدارة، بدأ النظام في انتهاك مزيد من بنود الاتفاقية النووية. وهذا يدل على أن النظام لم يتخل أبدا عن سعيه لامتلاك القنبلة الذرية. واتضح أنه من المستحيل العودة إلى التوازن والحالة السابقة للاتفاق (2015). خلال هذه الفترة، رفض النظام حتى كل مساعي الحكومة الفرنسية للتوصل إلى حل.
من ناحية أخرى، تكثفت هجمات النظام الصاروخية على القواعد الأمريكية في العراق أو هجمات الميلشيات التي تعمل تحت سيطرة قوات الحرس للنظام الإيراني في اليمن ضد المملكة العربية السعودية.
إن بقاء هذا النظام يعتمد على القمع داخل إيران من جهة وعلى تصدير الإرهاب وتدخلاته في المنطقة من جهة أخرى.
ويمكن لفرنسا أن تلعب دورًا مهمًا في مواجهة السياسات التدميرية للنظام في المنطقة ومنعه من امتلاك سلاح نووي والحد من برنامجه الصاروخي.
والشرط الأساسي للنجاح في هذا الصدد هو رؤية حقائق المجتمع الإيراني المحتقن ومطالب الشعب الإيراني.
إن منح التنازلات للملالي الحاكمين تحت أي مسميات كانت، يشجعهم على قمع أبناء الشعب الإيراني والإرهاب.
في مثل هذه الظروف، يتوقع الشعب الإيراني أن تتبنى أوروبا سياسة حازمة تجاه النظام وأن تدعم مطالبه بحقوق الإنسان والديمقراطية.
يتوقع الشعب الإيراني أن تتخذ فرنسا والاتحاد الأوروبي إجراءات ضد جهاز النظام الإرهابي في أوروبا.
يتم استخدام سفارات النظام في أوروبا كمراكز إسناد للأعمال الإرهابية.
الصمت والتقاعس يرسلان رسالة مخيبة للآمال للشعب الإيراني حول تمسك أوروبا بمبادئها وقيمها.
المجتمع الإيراني مستعد لانتفاضات أكثر حدة وجذرية مما كانت عليه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019.
طبعا أنا أكدتُ دائما أن تغيير هذا النظام وتحقيق الحرية والديمقراطية مسؤولية الشعب الإيراني ومقاومته وهذا ما سيحققونه بالتأكيد. مطلب المقاومة والشعب الإيراني، إقامة جمهورية ديمقراطية تعددية تقوم على انتخابات حرّة ونزيهة. وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، والقضاء على كل تمييز ضد أتباع الديانات الأخرى والقوميات المختلفة، وإيران غير نووية.
أصدقائي الأعزاء،
كما هو الحال دائمًا، فإن دعمكم ووقوفكم إلى جانب المقاومة الإيرانية هو تبلور لقيم فرنسا الأصيلة.
في الحملات العديدة التي خضناها معًا، كان لوجودكم دورحاسم في دعم الشعب الإيراني من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان. في هذه المرحلة الحاسمة، أنا متأكدة من أنكم تكونون سباقين مثلما كنتم في الماضي، لاسيما في دعمكم لمجاهدي خلق في أشرف الثالث.
أدعوكم جميعًا للتضامن مع مطالب الشعب والمقاومة الإيرانية.
أشكركم جميعًا وأتطلع إلى الاستماع إليكم.