إنتخابات الرئاسة في نظام الملالي مهزلة وضحك على ذقن النظام نفسه – مرة أخرى يعود نظام الملالي لألعابه ومسرحياته البائسة والمفضوحة من خلال إجراء مايسمى بإنتخابات الرئاسة في 18 يونيو القادم، وعلى الرغم من إن النظام يريد من خلال هذه اللعبة السخيفة أن يقنع العالم”وليس شعبه فشعبه أدرى بحقيقة هذه اللعبة السفيهة” بأن هناك ديمقراطية وإنتخابات وإن الشعب الايراني يتنعم بالحرية، لکن بطش هذا النظام وممارساته القمعية الاجرامية بحق الشعب الايراني ومصادرة حرياته على مر العقود الاربعة المنصرمة، وماقام به من ممارسات إجرامية ضده أثناء الانتفاضات الاخيرة وبشکل خاص إنتفاضة نوفمبر 2019، تعري هذا النظام وتفضحه على رٶوس الاشهاد أمام العالم کله.
إنتخابات الرئاسة وکذلك الانتخابات النيابية والانتخابات الاخرى في ظل نظام الملالي، مجرد مهازل سخيفة ومظاهر براقة ذات مضمون نتن وفارغ لأن هذا النظام أساسا يمکن إختصاره في شخص الدکتاتور الارعن وجلاد الشعب الايراني خامنئي، حيث إن السلطة الاساسية والقرار النهائي کان ولايزال بيد الولي الفقيه، مع العلم بأن هذه الانتخابات قد أثبتت بأنها جوفاء وفارغة بعد الانتخابات التي رشح السيد مسعود رجوي، زعيم المقاومة الايرانية نفسه فيها ولم يوافق المقبور خميني على ترشيحه لأنه کان متأکدا من فوزه الساحق ولأنه کان ولايزال يحمل مشروعا سياسيا ـ فکريا واضح المعالم من أجل إيران والشعب الايراني، فإن النظام قد رأى فيه خطرا وتهديدا على مصيره ووجوده ولذلك کان لابد من أن ەقف ضد ترشيحه ليثبت ومن بدايات قيام هذا النظام وبدايات هذه الانتخابات، کذبها وسخفها ومن إنها ليست إلا مجرد سيناريو يتم إعداده وهندسته ليکون بالشکل والمضمون الذي يلائم ويناسب النظام ويخدمه.
مهزلة إنتخابات الرئاسة في نظام الملالي التي جرت خلال العقود الاربعة الماضية، والتي تمشدق فيها النظام بالکثير من الشعارات البراقة وأوحى للعالم بأن هناك ديمقراطية في هذا البلد في ظله وإن الشعب يمارس حرية الاختيار ويتم توجيه الامور وفق إرادته الحرة، لکن الذي صار واضحا ومٶکدا للشعب الايراني والعالم کله بأن منصب الرئيس في ظل هذا النظام مجرد منصب شکلي والرئيس فيه ليس إلا مجرد أمعة وقناع مزيف، بل وحتى إن لعبة الاعتدال والاصلاح التي أطلقها المخادع الکذاب محمد خاتمي وظل يتمشدق بها طوال دورتين من حکمه کرئيس شکلي، عاد بنفسه ليصرح بأن أي خطوة إعتدالية وإصلاحية لم تتم خلال فترتيه، ونفس الشئ بالنسبة للکذاب والمخادع الآخر روحاني، إذ کما قلنا فإن منصب الرئيس في ظل نظام ولاية الفقيه لەس إلا مجرد”ناطور خضرة” ولايحل ولايربط، وقد کان واضحا من إن الشعب قد فهم هذه اللعبة السخيفة فهتف ضدها خلال الانتفاضتين الاخيرتين بأن لعبة”الاصلاح والتشدد”قد إنتهت فکلاهما وجه لعملة نظام ولاية الفقيه الرديئة.
اليوم وفي غمرة إنشغال النظام القرووسطائي بهذه اللعبة وسعيه من أجل إستغلالها لصالحه والتغطية من خلالها على عيوبه ومساوئه، فإن الشعب الايراني يسخر منها بشدة حيث يستخدم الايرانيون وکدليل على رفضهم لهذه الانتخابات وللنظام نفسه، علامتي هاشتاغ في الفضاء الالکتروني على وسائل التواصل الاجتماعي بشکل واسع، وهذين الهاشتاغين هما: هاشتاغ #تصويتي الإطاحة بالنظام و #نعم لجمهورية ديمقراطية. ويعبر هذان الهاشتاغان عن مضمونين في لغة الشبكات الاجتماعية، وهي نتيجة 42 عاما من التجربة الدموية في محاربة التفرد بالسلطة من قبل الملالي والاستبداد الديني. التجربة التي اكتسبها المجاهدون والمقاتلون من أجل الحرية بلحمهم ودمهم. والذي يبدو واضحا إنه وکما فشلت لانتخابات البرلمانية للنظام فشلا ذريعا، فإنه لاينتظر هذه الانتخابات المفضوحة نتيجة أفضل من تلك، وإن الشعب الايراني قد نهض الان لتحصين نفسه ضد الانتفاضات المستقبلية من خلال جعل الحكومة بلون واحد. من ناحية أخرى، فإن الشعب الإيراني، بمساعدة المقاومة الإيرانية ومعاقل الانتفاضة، ينوي إفساد هذه العملية الجراحية والقضاء عليه. بعد 40 عاما من مقاومة مضرجة بالدماء ضد الاستبداد الديني، حيث قتل 120 ألف شهيد، على الرغم من الانتفاضات في ديسمبر 2017 ونوفمبر 2019، أصبح الآن كل تصويت إيراني لنظام الجهل والجنون إسقاط النظام فقط.