من أجل أن لايبقى خطر وتهديد نظام الملالي مستمرا على المنطقة والعالم- لو قمنا بمقارنة دقيقة بين فترة ما قبل ظهور نظام ولاية الفقيه في إيران والفترة التي أعقبت ظهوره، وبحثنا بتأمل وروية في الاوضاع المختلفة في المنطقة والعالم، لوجدنا الفرق کبير جدا بين المرحلتين الى حد لايخفى على أحد، حيث إنه وقبل ظهور هذا النظام، لم يکن للتطرف الديني ولا الارهاب وجودا کما لم تکن هنالك إحتقانات ومواجهات طائفية ولا أحزاب وميليشيات مسلحة عميلة بالمکشوف وتتصرف کدولة داخل دولة، ولم تکن هناك حروبا ومواجهات دامية وإنقسامات حادة کالتي شهدناها ونشهدها بعد قيام نظام الملالي.
ظهور نظام الملالي المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه المشبوهة والطارئة على الاسلام، کان إيذان ببدء مرحلة غريبة وفريدة من نوعها في تأريخ المنطقة خصوصا والعالم عموما، مرحلة أسست للعديد من الظواهر السلبية المختلفة وجعلتها کأمر واقع، مرحلة صارت قضية المتاجرة بالدين وتوظيفه سياسيا من أهم وأخطر سماتها الى جانب تقسيم العالم الاسلامي الى منطقتين إحداهما شيعية والاخرى سنية والملفت للنظر هنا إن هذا النظام قد حرص أيضا على إيجاد إنقسامات داخل نفس هذين المعسکرين أيضا، فهناك إنقسامات داخل البيت الشيعي کام هناك إنقسامات داخل البيت السني ولو تفحصنا الاسباب والعوال الرئيسية من وراء ذلك والمستفيد منه، لوجدنا نظام الملالي دون غيره.
خطر هذا النظام القمعي وبموجب الاحداث والتطورات الجارية منذ قيامه المشٶوم، يتجاوز خطر الدول الاستعمارية بل وحتى خطر إسرائيل ذاتها، لأن الدول الاستعمارية وإسرائيل أعداءا خارجيين ويمکن تحديدهم وتشخيص کيفية التعامل والتعاطي معهم، في حين إن خطر هذا النظام هو خطر داخلي عندما يتسلل الى داخل الشعوب فيحطم أمنها الاجتماعي بتمزيقها وإلقاء الفرقة والشقاق فيما بينها، کما يحدث حاليا في العديد من دول المنطقة، والاخطر من ذلك هو الهدف الاکبر لهذا النظام أو بالاحرى مشروعه المريب بإقامة إمبراطورية دينية تهيمن على کافة دول المنطقة دونما إستثناء.
اسلوب علاقة وتعامل وتعاطي هذا النظام مع الولايات المتحدة الامريکية وإسرائيل، تثبت بإنه نظام إنتهازي وصولي يعتمد على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وإن مايطلقه من شعارات ذات طابع ديني يمکن المساومة عليها بل وحتى التملص منها والتصرف وکأنها لم تکن کما في شعار(الموت لأمريکا)، والادهى و الامر و الافظع من ذلك إن الخميني مٶسس النظام قد قال بعظمة لسانه مامعناه بإنه من الممکن التجاوز عن إسرائيل أما عن السعودية فلا، ولذلك فإن خطورة هذا النظام تتجاوز کل الحدود المألوفة، ومن هنا، فإن ماقد دأبت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية من التأکيد عليه بأن “إسقاط نظام الملالي الضمانة الوحيدة للأمن والاستقرار في المنطقة”، يمکن تصوره الحل الاکثر حسما وقوة وتأثيرا حديا بهذا الصدد، ذلك إن معظم المشاکل والازمات المستعصية في دول المنطقة إنما تم التخطيط لها وتنفيذها من تحت عباءات الطغمة الدينية الفاسدة والمارقة في طهران.
من أجل أن لايبقى خطر وتهديد نظام الملالي مستمرا على المنطقة والعالم دعم نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية والاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کممثل للشعب الايراني، تعتبر خطوة أولية هامة على طريق العمل من أجل التغيير في إيران، خصوصا وإن هذا النظام کما نرى يسعى وبشکل صريح من أجل تغيير أنظمة دول المنطقة حيث إنه يطرح الاحزاب والميليشيات العميلة له کبديل عن هذه الانظمة بل وحتى يدعو من خلال أذرعه هذه الى إستنساخ نظام ولاية الفقيه الذي يرفضه الشعب الايراني جملة وتفصيلا وقام بأربعة إنتفاضات عارمة ضده وقبل ذلك قدمت المقاومة الايرانية وذراعها الرئيسية منظمة مجاهدي خلق أکثر من 120 ألف شهيدا من أجل الحرية وإسقاط هذا النظام، ومن المهم جدا على دول المنطقة حتى على المجتمع الدولي ولاسيما تلك الدول التي لها مصالح متشعبة في المنطقة، أن تأخذ بنظر الاعتبار التهديد المستقبلي الخطير الذي مثله ويمثله هذا النظام على الامن القومي لبلدان المنطقة وتهديد المصالح الدولية فيها وإشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وإنه طالما بقي وإستمر هذا النظام فإنه يتنمر ويستأسد أکثر فأکثر بل وإن الخطأ الکبير والمبين هو التواصل معه من خلال المحادثات والاعتقاد بأنه يمکن معالجة سلبياته من خلال هذا الاسلوب ولکن وکما توضح من تجربة 3 عقود من التفاوض والتباحث معه، فإنه لاجدوى من ذلك وحتى ثبت بأنه يستغل ذلك ويقوم بتوظيفه بطريقن وأخرى من أجل ضمان بقائه وضمان إستمرار تنفيذ مخططاته المشبوهة، ولذلك فإن خيار وحل إسقاط هذا النظام الذي طرحته السيدة رجوي هو الحل والخيار الذي لامناص منه وإن تجاهله يعني إبقاء خطر وتهديد هذا النظام قائما للجميع.