لماذا يتمسك نظام الملالي بمشروعه النووي ولايتخلى عنه؟- عندما بادرت منظمة مجاهدي خلق الى الکشف عن جوانب سرية مشبوهة في البرنامج النووي لنظام الملالي دفي عام 2002، فإنها أيقظت المجتمع الدولي من حلم وردي زائف بإحتمال أن يندمج هذا النظام مع هذا العصر ويتم إعادة تأهيله، ولم تبادر مجاهدي خلق الى هذا الامر کصدفة أو کمسعى من أجل الکسب السياسي أو الشهرة، بل إن مجاهدي خلق تميزت ومنذ تأسيسها في عام 1965، بصراحتها وشفافيتها غير العادية في طرح الحقائق وجعل ليس الشعب الايراني فقط وإنما العالم على إطلاع کامل بها، وهذه الميزة تعود للطابع والعمق الانساني لهذه المنظمة التي جعلت من قضية حرية الشعب الايراني وضمان حصوله على کافة حقوقه في العيش بکرامة والتمتع بعدالة إجتماعية، على رأس أولوياتها، والذي لفت النظر أکثر من أي شئ آخر، هو إن مجاهدي خلق ومن خلال فهمها وتفسيرها وتحليلها العلمي والعملي لما يريده ويسعى إليه نظام الملالي، فإنها قد أکدت بأن هناك ترابطا قويا بين البرنامج النووي لهذا النظام وبين الرکيزتين الاساسيتيين التي نشأ على أساس منهما نظام الملالي ونقصد بهما قمع الشعب الايراني وتصدير التطرف والارهاب والتدخلات في بلدان المنطقة والعالم، ذلك إنه”أي نظام الملالي” قد قام بالشروع في برنامجه النووي إنما کان من أجل أن ينتج الاسلحة النووية في سبيل المحافظة على الرکيزتين الاساسيتيين اللتين أشرنا لهما آنفا.
من المهم جدا أن ننتبه الى أن نظام الملالي قد باشر ببرنامجه النووي من أجل الحصول على القنبلة الذرية خلال عهد الرئيس الاسبق محمد خاتمي حيث کانت شعارات الاعتدال والاصلاح ومزاعم حوار الحضارات المنطلقة من الکذاب خاتمي من أجل مصلحة النظام في ذروتها، وهو مايثبت حقيقة کذب وزيف کل المزاعم والادعاءات ذات الطابع الإيجابي التي ينادي بها نظام الملالي، والملاحظة الاهم هنا، هي إن منظمة مجاهدي خلق وفي ذروة إنبهار البعض بالمزاعم الکاذبة لمسرحية الاعتدال والاصلاح الکاذبة والمخادعة، أعلنت بإستحالة أن يجري أي إصلاح في ظل هذا النظام المتطرف کما إنه والاعتدال نقيضان لايمکن أن يتفقان أبدا، والذي يبعث على الاسف والاسى هو إن المجتمع الدولي ومن خلال الانخداع بمزاعم النظام الکاذبة المعادية لمجاهدي خلق، فإنه إعتقد بأن المنظمة تسعى من أجل الکسب السياسي بهذا الصدد، لکن الايام والاحداث والتطورات التي جرت فيما بعد أثبتت بأن المنظمة کانت على حق في کل ماقد ذکرت وبشکل خاص فيما يتعلق بالنوايا المبيتة من وراء البرنامج النووي للنظام وکذلك مايتعلق ويرتبط بمزاعم الاصلاح والاصلاح.
اليوم، والعالم کله يشهد مايقوم به نظام الملالي من مناورات ومسرحيات مخادعة وواهية من أجل تحقيق أهدافه المشبوهة والتمويه على المجتمع الدولي عموما وعلى مفاوضيه في فينا، فإنه لابد من التأکيد على نقطتين مهمتين لايجب أبدا التغافل عنهما وهما:
النقطة الاولى: إن النظام الايراني لايمکن أبدا أن يتخلى عن مساعيه من أجل الحصول على القنبلة النووية وهو يسلك کل السبل والطرق والوسائل من أجل بلوغ أهدافه وغاياته، وکما لم يتمکن الاتفاق النووي الذي تم أبرامه معه في عام 2015، من لجمه وإيقاف مساعيه السرية المشبوهة، فإن أي إتفاق آخر لايمکن أن يحدد ويوقف النشاطات السرية لهذا النظام ذلك إن هذا النظام يعتبر نفسه الحقيقة الاهم والاکبر في العالم وماخلاه کذب وباطل!
النقطة الثانية: إنه بفرض إن النظام قد قام بالاستسلام والخضوع للمطالب الدولية فيما يتعلق ببرنامجه النووي وتخلى عن حلمه النووي، فإن ذلك يعني بأن النظام سيضطر لاحقا شاء أم أبى للتخلي عن رکيزتيه الاساسيتيين بقمع الشعب الايراني وبتصدير التطرف والارهاب والتدخل في بلدان المنطقة والعالم، وهو مايعني وبإختصار شديد نهاية النظام لأنه قد قام وإستمر بسبب منهما، ولذلك فإن على المفاوضين الدوليين مع هذا النظام أن يضعوا هذه الحقائق أمامهم ولايتغافلوا عنها ويعلموا ويعوا لماذا يتمسك نظام الملالي بمشروعه النووي ولايتخلى عنه.