انتخابات رئاسة نظام الملالي مجرد مسرحيات تافهة لاتعني للشعب الايراني شيئا- مع إقتراب العد التنازلي من إجراء إنتخابات رئاسة نظام الملالي في الثامن عشر من يونيو القادم، وخصوصا مع الاجراءات الامنية المتشددة وتحوطات الاجهزة القمعية التابعة للنظام، تبين بأن هذا النظام يشعر بالخوف کثيرا من الانتخابات على الرغم من إنها مسرحية سمجة يشرف عليها بنفسه ويرسم مختلف أحداثها ولاسيما وإن قادة النظام قد أکدوا خلال الاسابيع الاخيرة من إن أکثرية الشعب الايراني تقاطع هذه الانتخابات، ولاريب من إن الاحتياطات الامنية للنظام هو لإحتمال أن يحدث ثمة أمر طارئ أو أي مستجد ويکون بمثابة عود الثقاب الذي ترميه في برميل من البارود، وإن النظام يتخوف کثيرا من أن تندلع إنتفاضة جديدة فري وقت يشعر فيه بالضعف والوهن وليس يمتلك سابق قوته کما إن جلاوزته أيضا صاروا غير مستعدين للإندفاع بالروعية والمعنوية السابقة لهم بعد أن صار جليا لهم من إنهم سيدفعون الثمن غاليا رفي حال إندلاع إنتفاضة وسقوط النظام.
الانتخابات في ظل هذا النظام تختلف تماما عن سائر الانتخابات الديمقراطية الحقيقية، ذلك إنها في ظل نظام ولاية الفقيه عبارة عن دائرة مغلقة تماما لايدخل فيها إلا من يزکيه النظام و يکون مٶمنا به قولا وعملا، حيث لايوجد من ضمن المرشحين ولو مرشح واحد معارض بحق وحقيقة و يرفض الولاء والعبودية لنظام الملالي القمعي، غير إن الذي يلفت النظر کثيرا ويٶکد ويثبت مدى المحتوى القمعي الاستبدادي لهذا النظام، هو إن مايسمى”مجلس صيانة الدستور”قد قام بفرض المزيد من الشروط القمعية الاستبدادية التي تقلص الدائرة أکثر وتجعلها حکرا على من يريدهم الدکتاتور خامنئي ولاسيما في ظل سياسة الانکماش التي شرع بها خامنئي من أجل تدارك سقوط نظامه والمحافظة عليه من الاخطار المحدقة به.
جناح روحاني الذي يزعم الاعتدال والاصلاح کذبا ورياءا، يبذل مابوسعه من أجل إنقاذ النظام القرووسطائي من محنته والعبور به الى الضفة الاخرى بسلام، فإنه من الخطأ الکبير التصور بأنه يمتلك برنامجا مختلفا عن جوهر نظام ولاية الفقيه ومن إنه يعمل حقا من أجل مصلحة الشعب الايراني بل إن الحقيقة إنه يحرص تماما مثل جناح خامنئي ـ الحرس الثوري على النظام والمحافظة عليه، لکن هنالك في نفس الوقت صراع بين الجناحين من أجل مصالحهما الخاصة والنفوذ وعمليات السرقة والنهب، حيث إن کلاهما يعتبران إيران بمثابة إقطاعية خاصة بهما ويسعيان للإستحواذ على أکبر عائدات وواردات لهما من هذه الاقطاعية ولذلك فإن هذه الانتخابات والتي صار الشعب يعلم کل شئ عنها ويدري بأنها مجرد مسرحية بائسة لاتعني شيئا للشعب الايراني شيئا لامن قريب ولا من بعيد، خصوصا وإنه”أي الشعب الايراني”، کان قد حسم أمره مع لعبة الانتخابات في ظل هذا النظام العام المنصرم عندما قاطع إنتخابات مجلس شورى النظام فإفتضح النظام شر فضيحة من جراء ذلك أمام العالم کله وهو يريد اليوم وبمختلف الطرق أن لايفتضح هذه السنة أيضا ولکن وفي ظل ماقد عاناه الشعب على يد هذا النظام فإنه ومن دون شك لن يشارك کما يطمح النظام في هذه المسرحية التافهة وسيقاطعها.
المثير للسخرية وحتى الاستخفاف هو مراهنة بعض من البلدان الغربية على هذه انتخابات رئاسة نظام الملالي التي يقاطعها الشعب الايراني منذ أربعة عقود ولايسمح للمعارضة الايرانية الحقيقية المعبرة عن الشعب قولا وفعلا وبشکل خاص المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، المعارضة الرئيسية ضد النظام، بالمشارکة فيها وبطبيعة الحال، فإن هذه الانتخابات ليست تفتقد للمصداقية فقط وانما للشرعية أيضا حيث إنها مجرد مسرحية تافهة ومفتعلة وليس لها من دور أو تأثير في الاوضاع المختلفة في إيران، بل إنها تساهم بتجميل الوجه البشع للفاشية الدينية المجرمة التي إقترب أجلها المحتوم ولم يعد أي شئ ينفعه ويحول دون سقوطه.