دور إرهاب الإیراني و الدبلوماسيين الإرهابيين للملالي في العراق- بعد تسريب الشريط الصوتي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في أبريل /نيسان ، لا أحد يشك في دور قوات حرس نظام الملالي (IRGC) في سياسة طهران الخارجية.وصرّح ظريف: “في جمهورية الملالي، العسكر هو الحاکم”. “نجاح المجال [العسكري] كان أكثر أهمية من النجاح الدبلوماسي … لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل المجال العسكري بدلاً من الاهتمام بالأمور التي تخدم المجال الدبلوماسي .“
وفي هذا الصدد، أشار ظريف بشكل خاص إلى دور القائد السابق لفيلق القدس التابع لقوات حرس نظام الملالي قاسم سليماني. كما كان مستاءاً من تخريب سليماني للمفاوضات النووية مع الغرب.وأضاف ظريف “عمل سليماني على تقويض الاتفاق النووي بالتواطؤ مع روسيا وتكثيف تدخل إيران في الحرب الأهلية السورية.“
بالفعل في أواخر مارس/آذار 2008، أرسل سليماني رسالة إلى قائد القوات الأمريكية في العراق آنذاك الجنرال ديفيد بتريوس من خلال الرئيس العراقي آنذاك جلال طالباني أكد فيها على دور قوات حرس نظام الملالي – فيلق القدس في الشرق الأوسط.وجاء في رسالة سليماني: “الجنرال بترايوس ، يجب أن تعلم أنني، قاسم سليماني، أتحكم في سياسة إيران تجاه العراق، وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا ولبنان وغزة وأفغانستان”.
لماذا تنظر إيران بعين طامعة إلى العراق؟
منذ بداية جمهورية الملالي في عام 1979، كان مؤسس النظام والمرشد الأعلى روح الله الخميني ينظر بعين طامعة على الدولة المجاورة من جهة الغرب “العراق”. وبالنظر إلى الموقع الجيوسياسي لهذا البلد، ولا سيما نسبة 69 في المائة من السكان الشيعة، اختار الخميني العراق كنقطة انطلاق لطموحاته الإقليمية.
ومع ذلك، كان يتابع خطة مجدولة تهدف إلى غزو دول الشرق الأوسط ذات الكثافة السكانية الشيعية العالية مثل العراق وسوريا ولبنان. حلم الخميني في الواقع بتشكيل دولة إسلامية – منذ أكثر من ثلاثة عقود قبل أن يفكر أبو بكر البغدادي ورفاقه في مثل هذه الدولة – في البلدان التي تشكل الهلال.
وفي هذا الصدد، أشار هو وكبار مسؤوليه في تصريحاتهم إلى هذا “الهلال الشيعي” الإقليمي. في وقت لاحق، أطلقوا عليه اسم “العمق الاستراتيجي” للدولة.
في ذلك الوقت، بدأ مؤسس جمهورية الملالي تدخله في شؤون الحكومة العراقية آنذاك. كما دعا صراحة الشعب العراقي إلى التمرد على حكامهم، وأمر سراً قوات حرس نظام الملالي ببدء نزاعات حدودية مع العراق.
في الواقع، تولى الخميني السلطة في إيران كزعيم روحي. ولم يكن لديه فلسفة سياسية أو اجتماعية لحل المعضلات المعقدة للمجتمع الإيراني. كما حاول احتكار السلطة وعزل جميع المنشقين المحليين. ومع ذلك، لم يستطع ممارسة سياسته بالكامل نظراً للحالة المتقلبة للمجتمع.
ولذلك، لجأ إلى حيلة طويلة الأمد طبقها الديكتاتوريون عبر التاريخ.حيث كان “النصر يتحقق من خلال ترويع الجماهير” كان هذا هو منطق الخميني لتعزيز سيادته.
وهكذا، أشعل حرباً واسعة النطاق مع العراق لينسب كل الصعوبات التي لم يتم حلها في البلاد إلى الحرب. من ناحية، أرسل الخميني مئات الآلاف من الشباب إلى ساحات القتال وترك ملايين الآباء والأخوات والأخوة والأرامل والأيتام المكلومين. كما قمع أي اعتراضات او شكاوى داخلية بحجة الحرب.
صرّح الخميني عدة مرات: “الحرب نعمة إلهية، سنواصل الحرب، حتى لو استغرقت 20 عامًا وحتى آخر لبنة في طهران”. قام الخميني بنشر حالة من الخوف في المجتمع الإيراني لتحقيق “النصر”.كما قام بتجهيز قوات حرس نظام الملالي بأنظمة أسلحة متطورة تحت راية “الدفاع المقدس”. بالإضافة إلى إطالة الحرب إلى ثماني سنوات، وإبقاء الشعب في حالة من الخوف والرعب.
دور إرهاب الإیراني و دبلوماسيون إيرانيون في العراق
بعد احتلال العراق وإنشاء “سلطة الائتلاف المؤقتة”، قامت طهران بتعيين قادة قوات حرس نظام الملالي وفيلق القدس، بمن فيهم حسن كاظمي قمي وحسن داني فر وإيرج مسجدي كسفراء لها في العراق.
عمل السفير الاول ” كاظمي قمي” كمستشار لإيران في هرات، أفغانستان، قبل سقوط الحكومة العراقية في 2003. في ذلك الوقت، وكان ينظم فرق إرهابية تحت راية دبلوماسية. كان لديه خبرة مباشرة في العمل مع القوات الأمريكية في أفغانستان.
قامت الحكومة الإيرانية باستبدال كاظمي قمي وجاءت بداني فر بديلاً عنه في عام 2010. ركز داني فر بشكل خاص على تنظيم الهجمات الإرهابية على المعارضين الإيرانيين ” منظمة مجاهدي خلق الإيرانية”. قُتل حوالي 140 معارضًا خلال فترة ولايته، وفي النهاية، عندما غادرت منظمة مجاهدي خلق العراق في سبتمبر 2016، تم استبداله بمسجدي، نائب قائد حرس قوات الملالي آنذاك. ولا يزال مسجدي “سفير” طهران في العراق حتى الآن.
علاوة على ذلك، فإن أسد الله أسدي، الذي أدانته محكمة بلجيكية مؤخرًا بالسجن لمدة 20 عامًا بتهمة مؤامرة تفجيرية تم إحباطها ضد تجمع للمعارضة الإيرانية في باريس، هو عميل آخر رفيع المستوى في قوات حرس نظام الملالي.
في 10 أكتوبر / تشرين الأول 2020، كتبت صحيفة لوموند الفرنسية: “كان [أسدي]، البالغ من العمر 49 عامًا، دبلوماسيًا في العراق من 2003 إلى 2008، قبل أن يتم تعيينه سكرتيرًا ثالثًا في السفارة الإيرانية في فيينا في عام 2014“.
وحين استجوابه حيث التقطته الشرطة البلجيكية، كان أسدي قد هدد بوضوح السلطات البلجيكية بهجمات إرهابية من قبل وكلاء تابعين لقوات حرس نظام الملالي في الشرق الأوسط.أفادت رويترز في 9 أكتوبر / تشرين الأول 2020 أن “الجماعات المسلحة في العراق ولبنان واليمن وسوريا، وكذلك في إيران، كانت مهتمة بنتيجة قضيته وستراقب الأمور لمعرفة ما إذا كانت بلجيكا ستدعمهم أم لا.“
دور إرهاب الإیراني و دبلوماسيون إيرانيون في لبنان وسوريا واليمن
تمامًا مثل العراق، نشرت السلطات الإيرانية قادة وضباط قوات حرس نظام الملالي – فيلق القدس في لبنان كسفراء ودبلوماسيين منذ الثمانينيات. وكان غضنفر رکن آبادی أحد هؤلاء “الدبلوماسيين”.
لتخريب مراسم الحج وإشعال نزاعات عرقية في السعودية، دخل البلاد بهوية وجواز سفر مزورين. ومع ذلك، فقد توفي خلال حادثة تدافع منى “السعودية” عام 2015، وتم الكشف عن مؤامرة طهران وإحباطها.
وكان سيد أحمد موسوي ومحمد رضا رؤوف شيباني سفيرين لإيران في لبنان والذي كان على سبيل المصادفة سفيراً لطهران في سوريا. ومع ذلك، لم تكن هذه الرواية الكاملة.
بعد ثورة 1979، قام الخميني وبعده خامنئي بإرسال علي أكبر محتشمي ثم محمد علي التسخيري كممثل للمرشد الأعلى في سفارة طهران في دمشق. وبصرف النظر عن ممثليهم، كان السفراء والدبلوماسيون الآخرون من أعضاء قوات حرس نظام الملالي – فيلق القدس.
وبالمثل، كان الدبلوماسيون والسفراء الإيرانيون في اليمن من مكاتب قوات حرس نظام الملالي – فيلق القدس منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وكان آخر السفراء هو أحد جنرالات قوات حرس نظام الملالي – فيلق القدس ، الجنرال حسن إيرلو.
علاوة على ذلك، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2007، تمت إضافة اسم القائد العام الأول لقوات حرس نظام الملالي – فيلق القدس أحمد وحيدي إلى قائمة الإنتربول الحمراء بسبب دوره في تفجير آميا في بوينس آيرس عام 1994، الأرجنتين. وبحسب السلطات الأرجنتينية، فقد دبر وحيدي مؤامرة القنبلة من خلال فريق فيلق القدس التابع لقوات حرس نظام الملالي.