الاتحاد من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة​

جولة جديدة من الاحتجاجات الإيرانية: إعلام الدولة يعترف بمأزق النظام

انضموا إلى الحركة العالمية

جولة جديدة من الاحتجاجات الإيرانية: إعلام الدولة يعترف بمأزق النظام

جولة جديدة من الاحتجاجات الإيرانية: إعلام الدولة يعترف بمأزق النظام

جولة جديدة من الاحتجاجات الإيرانية: إعلام الدولة يعترف بمأزق النظام-اندلعت الاحتجاجات في طهران يوم الاثنين بعد أيام من اندلاعها في خوزستان. وردد الناس في طهران هتافات مناهضة لمسؤولي النظام واستنكروا سياسات النظام في إثارة الحروب. وتم سماعهم وهم يهتفون “لا غزة ولا لبنان، حياتي فقط لإيران” و “ليسقط الديكتاتور”.

واستمرت الاحتجاجات في محافظة خوزستان يوم الأحد لليوم الحادي عشر على التوالي. مع استمرارها وانتشارها إلى المحافظات الأخرى في جميع أنحاء إيران، وتقرّ وسائل الإعلام الحكومية بحالة التذّمر في المجتمع وتحذّر من “خطر” الاحتجاجات المستمرة.

وكتبت صحيفة “وطن إمروز” الحكومية في 24 يوليو/تموز تقريرًا ألقت فيه اللوم على حكومة حسن روحاني وقالت : عندما تصبح الآليات التنفيذية غير صالحة وتقلل من ثقة الشعب في النظام، إذن ما هو الحل الذي سيُلزم النظام بالسعي وراء مطالب الشعب والوفاء بها؟ وإن الضرر الذي ألحقته حكومة “حسن روحاني” بالنظام وثقة االشعب بالديمقراطية كبير جدًا، حيث أننا في السنوات القادمة، سيتعين علينا أن نرى عواقب عدم الثقة هذه.

وأضافت الصحيفة “وطن إمروز” أن “مشاكل الناس الآن ليست مجرد نقص في المياه. وأن المشاكل الاقتصادية هي على رأس المشاكل وبالتأكيد لها تأثيركبيرعلى تشكيل الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة في بعض مدن خوزستان “. 

وفي مقال نُشر في صحيفة “إيران اليومية” الحكومية في 24 يوليو/تمّوز، أقر علي ربيعي، المتحدث باسم “روحاني” بحقيقة أن خوزستان لا تعاني فقط من نقص المياه.

وأضاف ربيعي قائلاً: الحقيقة هي أن خوزستان لديها مجموعة من القضايا والتحديات التاريخية والمزمنة. فمنذ التسعينيات فصاعدًا، كانت هناك احتجاجات شعبية في هذه المحافظة. ومن بين القضايا التي سبّبتالاحتجاجات الإيرانية في السابق كانت، اوضاع مياه الشرب، والغبار و‍ذرات التراب العالقة فی الهواء، ونقص المياه اللازمة للزراعة، والشعور بالتمييز والظلم مع توسع الصناعات وخاصة النفط والصلب.

تعد خوزستان حاليًا ثاني أكبر مقاطعة من حيث عدد السكان الأكثر تهميشًا. بمعنى آخر، يعيش 25٪ من سكان هذه المقاطعة في ضواحي المدن ذات المرافق المحدودة. حيث أن هناك أكثر من 150،000 هكتار من الضواحي في الأهواز. وأضاف ربيعي أن تلك المناطق المهمّشة تحيط بالمدينة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.

وتسائلت صحيفة “وطن إمروز الحكومية”: لماذا تتحول الاحتجاجات الإيرانية الكبرى إلى فوضى في إيران؟  محذرة من عواقب الأزمات في خوزستان، وقالت، لمرة واحدة فقط، يجب اتخاذ قرار جاد بشأن هذه القضية، أو يجب أن نتوصل على الأقل إلى توافق في الآراء   

وأضافت الصحيفة “وطن إمروز الحكومية”، أن النقطة الأكثر أهمية هي أن الاحتجاجات الإيرانية تحمل طابعا مؤسسيا في المجتمع”. ثم حذرت الصحيفة من تأثير المقاومة الإيرانية على المجتمع.

وتابعت الصحيفة، أنه في الأسبوع الماضي، أصبحت قضية خوزستان مشكلة كبيرة، بسبب مناورات المعارضة، ونشر تقارير كاذبة، ووسائل التواصل الاجتماعي المتروكة لهم. حيث أنه منذ بداية ثورة الملالي، حاولت المعارضة تحويل أي شكل من أشكال الاحتجاج إلى قضية أمنية. وبالتالي، فإن الموقف العاقل يجب أن يعتبر الاحتجاجات في الوضع الحالي شيء خطر، داعياً إلى مزيد من الإجراءات القمعية. 

ومع ذلك، يُقر الفصيل المنافس على السلطة بأن الأزمة الحالية في خوزستان أعمق بكثير من إلقاء اللوم عليها على فصيل واحد فقط، وأن اضطهاد الناس ليس حلاً.

وكتبت صحيفة “ابتكاراليومية الحكومية” في 25 يوليو/تمّوز”.الناس في خوزستان محرومون من حقوقهم المدنية الأساسية ويطالبون بها الآن. ومرة أخرى نشهد سوء إدارة في البلاد لأن ما نشهده اليوم في خوزستان ناتج عن سياسات خاطئة متتابعة وتجاهل للإشارات المتتالية في السنوات السابقة. وانتشرت احتجاجات الشوارع” في مدن المحافظة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. لكن يبدو أن الحكومة ما زالت تفتقر إلى الجواب المقنع والحل الأمثل للسكان المُتعَبين والعطشی. حيث إنه لم يقدم أي مسؤول إجابة واضحة للشعب. ويرى الجمهور أن بعض أوامر المسئوليين سطحية وغير واقعية، ومتجذرة في التاريخ الطويل لوعود المسؤولين التي لم يتم تحقيقها. والسؤال الحاسم الذي يكمن فيه مستقبل النظام هو، “ما هو النهج الذي ستتّبعه قيادة النظام السياسية إزاء هذه الاحتجاجات”.

وأضافت الصحيفة تحذيرللمسؤولين من عواقب التضييق المستمر مثل فرض التعتيم على الإنترنت وقالت: هل ينتبه المسؤولون إلى أن مثل هذه الاحتجاجات ازدادت في السنوات الأربع الماضية مقارنة بما قبل؟ وما هو الحل الرئيسي لهذه الاحتجاجات الواسعة في الشوارع؟ ألم تكن مجرد اتخاذ خطوة جادة لتقييد استخدام الإنترنت؟

وفي هذا الصدد، حذرت صحيفة “جهان صنعت” في 25 يوليو/ تموز المسؤولين الذين يصنعون أزمات جديدة من خلال منهجهم في التعامل مع الأزمات الحالية”.

 وأضافت الصحيفة: إن نتيجة هذا السلوك هو مواجهة الشعب بالنظام والقوات القمعية، وهم يعتبرون ذلك حلاً فوريًا. ولكن تُظهر التجربة أن المسؤولين لن يحلوا أزمة المياه والمعيشة بهذه الطريقة

ثم أكدت أيضًا أن احتجاجات الناس لا تقتصر على أزمة المياه. “على الرغم من أن الاسباب الرئيسية لهذه الاحتجاجات تعود إلي شحّ المياه والأزمات البيئية التي تتصل بها، ولكن إذا نظرنا بشكل أوسع، فإن هذه الاحتجاجات والاضطرابات لها جذور أعمق. وهذا يشمل تزايد مشاكل المعيشة، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وتزايد الفقر، الذي أدى إلى تفاقم نقص المياه والأزمات البيئية. وكتبت الصحيفة أيضًا أن مشاكل سبل العيش، مثل الارتفاع الهائل في الأسعار، قد دقت منذ فترة طويلة ناقوس الخطر للاحتجاجات 

كما حذرت وسائل إعلام رسمية أخرى مسؤولي النظام من اتخاذ إجراءات قمعية. حيث كتبت صحيفة “ستاره صبح اليومية الحكومية” في24 يوليو/ تموز. “إن احتجاج أهالي خوزستان هو احتجاج مدني بسبب حاجة الإنسان الأساسية للمياه. وقد تسبب نقص إمدادات المياه للناس ونقص الإدارة المتخصصة في حكومة الملالي في اضطهاد هؤلاء الناس على مدى السنوات الماضية. وفي هذه الظروف، يجب على مسؤولي النظام، الذين يجب أن يدعموا الشعب ويدافعواعن حقوق المواطنين، ألا يلجأوا إلى العنف وقمع الأشخاص الذين يحتجون على ما يعكّرصفو حياتهم الاجتماعية والاقتصادية “.

بينما تُظهر ردود الفعل هذه خوف النظام الكبير من هذه الاحتجاجات، فإنها تؤكد أيضًا على مأزق النظام في التعامل مع الاحتجاجات الضخمة. حيث لا يمكن للنظام أن يقمع الشعب لأنه سيزيد من توتر المجتمع ويصعّد الاحتجاجات. ولا يمكن له أن يتسامح معها لأنه إذا حدث ذلك، فستنتشر الاحتجاجات في جميع أنحاء إيران وتتحول إلى انتفاضة كبرى. لذا، فإن النظام في مأزق وليس لديه مخرج.